مئات آلاف الإسرائيليين في الشوارع.. هل يستجيب نتانياهو للضغوط؟
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
أغلق مئات آلاف المحتجين طرقا، الأحد، في القدس وتل أبيب وعدد من المدن الأخرى، وتجمعوا خارج مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو للمطالبة بإبرام صفقة مع حماس لإعادة الرهائن، بعد انتشال جثث ست من الرهائن السبت من نفق في جنوب قطاع غزة.
ورغم تصاعد الضغط على الحكومة لإبرام صفقة، يستبعد محللون إسرائيلون أن يستجيب نتانياهو للضغط، وتتواصل حالة الترقب لما ستسفر عنه الأيام القليلة القادمة.
מפגינים בתל אביב:
"ביבי רוצח את החטופים".
עכשיו באיילון.
צילום איציק שאג pic.twitter.com/49P4607kiK
الخبير الأمني الاستراتيجي الإسرائيلي أمير أورن يرى، في حديثه مع موقع "الحرة"، أن المتظاهرين يأملون في رؤية اتفاق مع حركة حماس يؤدي إلى الإفراج عن الرهائن. هذه حشود كبيرة في الشوارع الآن، لكن يبقى أن نرى ما إذا كان السياسيون سيقبلون بهذا المطلب وسيتأثرون أم لا".
ويقول إن "الانتخابات التي جرت منذ ما يقرب من عامين، أصبحت لا تمثل المزاج الحالي في إسرائيل. معظم الإسرائيليين ضد نتانياهو وائتلافه ولكن لا يزال لديهم الأغلبية".
وفي تل أبيب وحدها، تظاهر نحو 300 ألف شخص بحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
وخلال التظاهرات في تل أبيب، هتف بعض المتظاهرين "نتانياهو يقتل الرهائن"، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" التي أشارت إلى أن الشرطة اشتبكت مع المحتجين خلال محاولتهم إغلاق طريق رئيسي، وألقت قنابل عليهم صوتية واعتقلت عددا منهم.
עימותים אלימים בין שוטרים ומפגינים סמוך למחלף השלום בתל אביב, הערב pic.twitter.com/GEzWo3HPfy
— הארץ חדשות (@haaretznewsvid) September 1, 2024وأمام المبنى الذي كانت تجتمع فيه الحكومة في القدس، هتف المتظاهرون "أين أنتم؟".
واعتبر منتدى أسر الرهائن الذي يمثل ذوي بعض المحتجزين في قطاع غزة أن مقتل الرهائن الستة هو نتيجة مباشرة لإخفاق نتانياهو في التوصل لاتفاق لوقف القتال وإعادة الرهائن.
إضراب لإعادة الرهائنوتأتي الاحتجاجات بعد أن دعا رئيس أكبر اتحاد عمالي في إسرائيل (الهستدروت) بعد ظهر الأحد إلى إضراب عام في جميع أنحاء إسرائيل بدءًا من يوم الاثنين، سعيا لدفع الحكومة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
كما دعا زعيم المعارضة يائير لابيد وعائلات رهائن في غزة إلى المشاركة في الإضراب العام.
وقال اتحاد الهستدروت إن مطار بن غوريون، مركز النقل الجوي الرئيسي في إسرائيل، سيُغلق بدءا من الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت غرينتش)، بحسب صحيفة "هآرتس".
وستغلق أيضا الخدمات البلدية في تل أبيب، مركز إسرائيل الاقتصادي، لبعض الوقت الاثنين.
وقالت رابطة المصنعين الإسرائيليين إنها تدعم الإضراب واتهمت الحكومة بالتقاعس عن الاضطلاع "بمهمتها الأخلاقية" المتمثلة في إعادة الرهائن وهم على قيد الحياة.
وأعلن منتدى الأعمال الإسرائيلي، الذي يمثل معظم العاملين في القطاع الخاص في إسرائيل من 200 من أكبر شركات البلاد، بالإضافة إلى مئات شركات التكنولوجيا والشركات المصنعة ومكاتب المحاماة، أنه سينضم إلى الإضراب العام ليوم واحد، بسبب فشل الحكومة في إعادة الرهائن في غزة، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".
رغم ذلك، يقلل المحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان من أهمية الحراك وتأثيره على قرار نتانياهو، مشيرا إلى أن الإضراب "سيكون جزئيا ولن يكون شاملا".
وأقر أورن بأن الإضراب الذي سيتم تنفيذه الاثنين "سيكون رمزيا"، لكنه أكد أنه "سيُظهر للسياسيين والعالم أن معظم إسرائيل ضد رؤية نتانياهو وموقفه من اتفاق وقف إطلاق النار".
ويتمسك نتانياهو والعديد من المتشددين في حكومته وأنصارهم بمعارضة أي اتفاق لإعادة الرهائن، تطلق إسرائيل بموجبه سراح فلسطينيين من سجون إسرائيلية، إذ يقولون إن ذلك سيساعد في إبقاء حماس في السلطة.
ويرى إيلي نيسان أنه "رغم المظاهرات العارمة والصاخبة التي نشهدها في كافة أنحاء البلاد، فإن ما يحدث لن يغير أي شيء، وخاصة موقف نتانياهو بشان محور فيلادفيا ونتساريم".
محور فيلادلفيايُنظر على نطاق واسع إلى إصرار نتنياهو على إبقاء قوات إسرائيلية في محور فيلادلفيا، على أنه عقبة رئيسية أمام التوصل إلى اتفاق مع حماس في المحادثات التي تتوسط فيها مصر وقطر.
ويقول نيسان: "رأينا نقاشا حادا بين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت الأحد خلال اجتماع الكابينت عندما طلب غالانت إعادة النظر في القرار الذي اتخذه الكابينت الخميس الماضي بمرابطة القوات الإسرائيلية على محور فيلادلفيا".
وحث غالانت رئيس الوزراء الأحد على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من أجل إعادة الرهائن المتبقين من غزة إلى إسرائيل.
يتفق نيسان مع رؤية نتانياهو من أن تغيير قرار الكابينت بعد اغتيال ستة من الرهائن يعني تغيير الوضع لصالح حركة حماس، مشيرا إلى أن الخلافات بين نتانياهو وغالانت ليس وليدة اللحظة ولم تبدأ اليوم.
واصطدم غالانت مرارا مع نتانياهو ووزراء قوميين ينتمون لأحزاب دينية متشددة بشأن ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة وإعادة الرهائن المتبقين مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين في إسرائيل.
ويُعتقد بأن نحو ثلث الرهائن الإسرائيليين والأجانب الذين ما زالوا في غزة، وعددهم 101، لقوا حتفهم، فيما لا يزال مصير الباقين مجهولا.
ويشير نيسان إلى أن هناك نداءات من داخل حزب الليكود بأن يقيل نتانياهو وزير الدفاع لأن مواقف الأخير لا تتماشى مع السياسة التي يتبعها الليكود والحكومة.
لكن أورن يرى أنه إذا حاول نتانياهو عزل غالانت فقد يخسر العديد من أنصاره "وسيكون ذلك مقامرة".
بل إن أورن يعتقد أن الاحتجاجات الضخمة قد تؤدي إلى إدخال تعديلات في الائتلاف الحاكم، مشيرا إلى أن "نتانياهو سيحاول التمسك بموقفه بغض النظر عما يحدث".
وقال نيسان: "لا اعتقد أنه في الظروف الحالية بعد اغتيال ستة من الرهائن يأتي نتانياهو ويغير موقفه وينسحب ويعطي الأوامر للجيش بأن ينسحب من محوري فيدلفيا ونتساريم كما يطلب زعيم حماس يحي السنوار".
ويؤكد نيسان أن نتانياهو يعتبر أن محور فيلادلفيا شريان الحياة ليحي السنوار وحركة حماس، وأنه في حال الانسحاب منه فهذا الأمر يعني إدخال مزيد من الأسلحة إلى قطاع غزة".
وقال "اليوم يحي السنوار يعاني من نقص في الصواريخ والأسلحة لأنه في الأشهر العشرة الأخيرة أحبطت إسرائيل الكثير من القوة العسكرية لحركة حماس، ولذلك نتانياهو لا يريد أن تعيد حماس قوتها العسكرية وتبدأ جولات أخرى من الحروب بين إسرائيل وحركة حماس".
وقال نتانياهو في بيان الأحد إن إسرائيل ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين لكنه حمل حماس المسؤولية قائلا إن الحركة ترفض المقترحات المتفق عليها مع الولايات المتحدة.
وأضاف أن قتل الرهائن الست قبل وقت قصير من عثور القوات الإسرائيلية عليهم في نفق بمدينة رفح في جنوب القطاع أظهر أن حماس لا تريد وقف القتال.
وتقول حماس إن الأسرى الستة قتلوا في قصف إسرائيلي.
من جهة أخرى، يرى أورن أن نتانياهو لا يعمل من أجل الرهائن ولا التوصل إلى صفقة، "هو فقط يعمل من أجل نفسه والبقاء في السلطة".
وقال: "معظم الإسرائيليين يعلمون ذلك الآن ولا يثقون به، وهو الشخص الأكثر كرها في إسرائيل حاليا. الأزمة أنه لا يزال يتمتع بأغلبية برلمانية، لكن علينا أن ننتظر ما سيحدث خلال الأيام المقبلة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن محور فیلادلفیا إعادة الرهائن اتفاق لوقف فی إسرائیل حرکة حماس قطاع غزة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
كيف أضعفت إسرائيل حلفاء إيران في الشرق الأوسط قبل الضربة الأخيرة؟
مهّدت إسرائيل لهجومها الأخير على إيران عبر سلسلة تحركات عسكرية استباقية منذ خريف 2023، استهدفت من خلالها تقليص قدرات الحلفاء الإقليميين لطهران، لا سيما حزب الله وحماس والحوثيين. اعلان
لم يكن الهجوم الإسرائيلي اليوم على إيران حدثًا منفصلًا عن سياق إقليمي أوسع، بل جاء تتويجًا لسلسلة من التحركات العسكرية والأمنية التي بدأت منذ خريف 2023، واستهدفت ما يُعرف بـ"محور المقاومة"، المكوّن من مجموعات مسلحة متحالفة مع طهران في مناطق عدة من الشرق الأوسط.
حزب الله: الجبهة المنهكةكان حزب الله اللبناني، تاريخيًا، أحد أبرز حلفاء إيران وأكثرهم فاعلية ميدانيًا. إلا أن جولة القتال التي اندلعت عقب هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أدت إلى تغيّر كبير في التوازن. فتح الحزب جبهة الجنوب اللبناني دعمًا لغزة، إلا أن المواجهات المستمرة على مدى أكثر من عام أضعفت بنيته القتالية، وأفقدته عدداً كبيراً من قياداته وعلى رأسهم الأمين العام السابق حسن نصر الله، مع تضرر كبير في ترسانته ومراكزه، ولا سيما في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت.
وبموجب اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة أميركية، وافق الحزب على سحب قواته من المناطق الحدودية جنوب الليطاني، في مقابل انتشار الجيش اللبناني. وعلى الرغم من استمرار الضربات الإسرائيلية المتفرقة، لم يصدر عن الحزب رد عسكري.
سوريا: تغيّر المعادلةلطالما مثّلت سوريا، منذ اندلاع النزاع فيها عام 2011، نقطة عبور استراتيجية للدعم الإيراني لحزب الله. لكن مع تطورات السنوات الأخيرة، وتراجع نفوذ النظام في مناطق عدة، شنّت إسرائيل مئات الغارات على مواقع عسكرية داخل الأراضي السورية، مستهدفة نقاط انتشار ومستودعات سلاح تابعة لإيران أو لحلفائها.
وقد ساهم هذا الضغط المتواصل في تقييد حركة الإمداد ونقل السلاح، ما أثّر بشكل مباشر على قدرة طهران على تعزيز أدواتها العسكرية في الساحة السورية أو عبرها.
وشكّلت الإطاحة بحكم بشار الأسد ضربة أخرى موجعة لحزب الله، بعدما كانت السلطات في دمشق وقتها تسهّل حركة مقاتليه ونقل الأسلحة إليه من طهران. ومنذ سسقوط النظام في ديسمبر الماضي، شنّت اسرائيل مئات الضربات الجوية على مواقع عسكرية في سوريا.
Relatedالموساد يضرب عمق إيران: تاريخ من العمليات الإسرائيلية السريّة ضد الجمهورية الإسلاميةهل وضعت إسرائيل جيران إيران من العرب في موقف محرج؟ما هي المواقع والشخصيات التي استهدفتها إسرائيل في ضرباتها ضد إيران؟العراق: حياد حذرفي المشهد العراقي، ورغم الارتباط السياسي لبعض الفصائل المسلحة بإيران، حافظت بغداد على سياسة الحياد النسبي. ورغم تنفيذ فصائل عراقية محدودة لضربات تجاه إسرائيل أو قواعد للتحالف الدولي، فإن نطاق تلك العمليات بقي محصورًا، ولم يتحول إلى جبهة فعلية.
حماس: عزلة وتراجع في القدراتشكل الهجوم المفاجئ الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023 لحظة مفصلية في الصراع. غير أن الرد الإسرائيلي جاء واسعًا وقاسيًا، مدمّرًا جزءًا كبيرًا من البنية العسكرية والسياسية للحركة داخل قطاع غزة. وبينما تراجعت قدرات حماس الميدانية وتحوّلت إلى حرب الأنفاق، فإن الحصار الجغرافي والدقة في الرد الإسرائيلي على أي إطلاق نار، جعلا هامش تحركها محدودًا.
ورغم إداناتها للضربات على إيران، تبدو حماس اليوم في موقع دفاعي، دون القدرة على تغيير المعادلة الميدانية بشكل مباشر.
الحوثيون: الطرف المتبقي في المعادلةمن بين كل حلفاء إيران في المنطقة، يبدو أن جماعة الحوثي في اليمن تحتفظ بنشاط ميداني مستمر، لا سيما من خلال استهداف السفن والمصالح البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر. وقد أثبتت الجماعة قدرتها على تنفيذ عمليات نوعية، رغم الضربات الإسرائيلية والأميركية ضدها. إذ يُنظر إليها، في ظل الظروف الراهنة، على أنها لاعب إقليمي فاعل لا يمكن تجاهله.
إذا، لم تكن الضربة الإسرائيلية الأخيرة لإيران سوى ذروة مسار طويل من التحجيم الميداني لأذرعها في الإقليم. فمن لبنان إلى غزة، مروراً بسوريا والعراق واليمن، اتبعت تل أبيب سياسة مركّبة تهدف إلى تفكيك الحزام العسكري الإقليمي المحيط بالجمهوريةالإسلامية قبل توجيه الضربة المباشرة. وفي حين أن المعادلة لا تزال مفتوحة على احتمالات الرد، فإن الخط البياني للقوة بين إسرائيل وخصومها الإقليميين يشير إلى مرحلة جديدة من إعادة التوازن، قد تفضي إلى قواعد اشتباك مختلفة عن تلك التي حكمت المنطقة لسنوات.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة