مرصد الأزهر يُحذر من انهيار القيم ويطرح رؤية تربوية شاملة للإصلاح المجتمعي
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
حذّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في مقال نشرته وحدة البحوث والدراسات، من خطورة تآكل منظومة القيم في المجتمعات العربية والإسلامية، مؤكدًا أن مظاهر الانهيار الأخلاقي باتت تهدد تماسك النسيج المجتمعي واستقراره.
وأوضح المرصد أن تراجع دور الأسرة، وتغوُّل وسائل الإعلام، وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي، أسهمت جميعها في نشر سلوكيات دخيلة على الثقافة الأصيلة، مثل الكذب، والنفاق، والعنف اللفظي والجسدي، لافتًا إلى أن ما يزيد الأمر خطورة هو تحوُّل هذه السلوكيات لدى البعض إلى سلوكيات "طبيعية" تُبرَّر تحت مسميات مثل "الواقعية" أو "التأقلم مع العصر"، في دلالة على تراجع الوعي المجتمعي وضعف الضمير الجمعي.
وأكد المرصد أن منظومة القيم لم تكن يومًا ساكنة، بل هي في حالة تطور مستمر تعكس السياق الثقافي والاجتماعي، إلا أن التحولات المعاصرة – مثل العولمة والانفتاح الإعلامي والتغيرات التكنولوجية – قد أربكت المشهد القيمي، وأضعفت من حضور القيم الأصيلة، لصالح قيم مادية وفردية تهدد روح الجماعة والتكافل الاجتماعي.
وبيّن المرصد أن من أبرز أسباب هذا التدهور القيمي: ضعف التربية داخل الأسرة، وغياب القدوة، وتراجع دور المؤسسات التعليمية والدينية، بالإضافة إلى التأثير السلبي لبعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل، التي تروّج لأنماط استهلاكية سطحية تتعارض مع القيم المجتمعية الأصيلة.
وفي هذا الإطار، طرح مرصد الأزهر رؤية شاملة تنطلق من استعادة الأسرة لدورها التربوي عبر القدوة الصالحة والحوار البناء، وتطوير المناهج التعليمية بما يعزز البعد القيمي، وتفعيل خطاب ديني معتدل يربط بين الإيمان والسلوك، ويقدّم القيم الإسلامية الكبرى – كالعدل، والرحمة، والأمانة، والانتماء – بوصفها جوهرًا أساسيًّا لبناء الإنسان مؤكدًا أن مواجهة هذا التحدي ليست مسؤولية فردية، بل مهمة جماعية تتطلب تضافر جهود الأسرة، والمدرسة، والمؤسسات الدينية، والإعلام، والمجتمع المدني، لصياغة مشروع وطني قيمي يعزز الوعي الأخلاقي، ويحمي الهوية الحضارية، ويُحصّن المجتمع من مظاهر الانحراف والتطرف.
ويواصل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف جهوده التوعوية والعلمية في رصد الظواهر الاجتماعية وتحليلها، وإنتاج محتوى تربوي هادف يوجّه الشباب نحو القيم الإنسانية والإسلامية الجامعة، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن إصلاح القيم هو السبيل الأنجح لبناء مجتمع متماسك وآمن يرتكز على الأخلاق والوعي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مرصد الأزهر مكافحة التطرف منظومة القيم الانهيار الأخلاقي مرصد الأزهر
إقرأ أيضاً:
الشورى يدعو في جنيف إلى تفعيل دور البرلمانات في صون القيم الإنسانية
شارك مجلس الشورى برئاسة سعادة خالد بن هلال المعولي، رئيس المجلس، في أعمال المؤتمر العالمي السادس لرؤساء البرلمانات، الذي نظمه الاتحاد البرلماني الدولي بمدينة جنيف السويسرية خلال الفترة من 29 إلى 31 يوليو 2025م، بعنوان: "التعاون البرلماني وتعددية الأطراف من أجل السلام والعدالة والازدهار للجميع".
وخلال أعمال المؤتمر، ألقى رئيس المجلس كلمة، أكد فيها أن العالم يمر بمرحلة دقيقة تتسم بتصاعد النزاعات المسلحة، وتزايد أعداد اللاجئين والنازحين، إلى جانب الأزمات المرتبطة بالغذاء والطاقة وتفاقم التغيرات المناخية، وهو ما يتطلب تكثيف التعاون بين البرلمانات وتضافر الجهود لمواجهة هذه التحديات والعمل المشترك من أجل تحقيق السلام والتنمية المستدامة.
وأوضح سعادته أن التعاون البرلماني لم يعد مجرد إطار لتبادل الخبرات، بل أصبح ضرورة استراتيجية ملحّة لبناء موقف عالمي مشترك يعزز قيم السلم والتعايش، ويحفظ كرامة الإنسان ويصون حقوقه، ويُسهم في تحقيق العدالة والمساواة بين الشعوب.
وأشار سعادته في معرض كلمته، إلى أن سلطنة عُمان لطالما مثّلت حلقة وصل حضارية بين الأمم والثقافات، بما تحمله من إرث تاريخي ونهج راسخ قائم على الحوار والانفتاح وبناء جسور التواصل، مؤكدًا أن العمل البرلماني يجب أن يكون منصة فاعلة لتعزيز التفاهم حتى في ظل تباين المواقف واختلاف الرؤى.
وتطرّق سعادته في كلمته إلى تطورات القضية الفلسطينية، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني يمتلك حقوقًا مشروعة كفلتها القوانين الدولية والمواثيق الأممية، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على أرضه، وأعرب عن بالغ القلق تجاه الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، مؤكدًا أن ما يجري من تجويع ممنهج وانهيار للبنية الحياتية يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، داعيًا البرلمانات الوطنية والدولية إلى اتخاذ مواقف واضحة وحازمة لوقف هذه الانتهاكات، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وآمن، والعمل من أجل سلام دائم يستند إلى حل الدولتين.
كما أكد سعادة رئيس المجلس ضرورة تفعيل دور البرلمانات في صون القيم الإنسانية، وتعزيز مبادئ التعاون الدولي وتعددية الأطراف، داعيًا إلى توحيد الجهود البرلمانية واتخاذ خطوات فاعلة تُسهم في تعزيز حقوق الإنسان، وتحقيق تنمية عادلة ومستدامة تُلبي تطلعات الشعوب نحو الأمن والاستقرار.
وفي ختام كلمته، عبّر سعادته عن أمله في أن يُفضي هذا المؤتمر إلى بلورة رؤى برلمانية موحدة تسهم في إعادة التوازن للنظام الدولي، وتدعم جهود إحلال السلام العالمي، وتدفع نحو بناء منظومة تعاون قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وشهد المؤتمر مشاركة واسعة من رؤساء وأعضاء البرلمانات والمجالس التشريعية من مختلف دول العالم، حيث ناقشوا خلال أعمالهم عددًا من القضايا العالمية ذات الأولوية، من بينها التغير المناخي، والأمن الغذائي، والتنمية المستدامة، إضافة إلى سبل توطيد التعاون البرلماني الدولي بما يُسهم في بناء مستقبل أكثر أمنًا وازدهارًا.
وقد شارك وفد مجلس الشورى في الحلقات النقاشية، من بينها حلقة بعنوان "الابتكار من أجل المستقبل"، بحضور كل من سعادة طارق بن محمد الخروصي وسعادة محمد بن عامر المشايخي، عضوي المجلس، حيث ناقشت الحلقة التحديات الراهنة، من بينها النزاعات المسلحة وأزمة المناخ، إلى جانب مناقشة دور البرلمانيين في تعزيز الأمن من خلال بناء الثقة وتعزيز الشمولية، وقد خلصت الحلقة إلى التأكيد على أهمية التعاون الدولي وتسخير التكنولوجيا بشكل مسؤول لدعم السلام العالمي.
كما شارك سعادة محمد بن عامر المشايخي، عضو المجلس، في حلقة نقاشية حول "تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030"، حيث سلّط الضوء على جهود سلطنة عمان في هذا المجال، وقد أكد المشاركون دور البرلمانات في تعزيز التنمية المستدامة من خلال التشريعات التي تدعم الأمن الغذائي والصحة والطاقة الخضراء.
وعلى هامش أعمال المشاركة، التقى سعادة خالد المعولي، رئيس الوفد المشارك، بعدد من رؤساء المجالس التشريعية العربية والإقليمية والدولية، وبحث معهم أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان وبلدانهم، كما تم خلال اللقاءات التباحث حول عدد من الملفات والقضايا الراهنة، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع في غزة.