???? ما هى السمة المشتركة بين الجنجويد والثقوب السوداء
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
الرعب ما بين جنجويد الأرض وجنجويد الفضاء.
كلمة جنجويد مصطلح جديد ومفردة لغوية نشأت قريباً فى الثمانينيات من القرن الماضى فى ظروف كارثية حلت بأهل دارفور بفعل مجموعات بربرية لا رحمة لها . هذه المجموعة سُميت بجنجويد وكلمة الجنجويد فى تفسير اهل المنطقة عبارة عن اختصار لمجموعة كلمات أو ما يطلق باللغة الإنجليزية ب acronym وهى اختصار لثلاث كلمات الجن (الشيطان) والجواد (الحصان) وبندقية جيم 3 وهى صورة ذهنية لأقصى درجة الرعب وبالفعل الكلمة تحمل مضامين مرعبة لا نجد لها مرادف مناسب الا أنّ أقرب مرادف لها هى كلمة الوحوش ومن هنا يجوز لنا ان نشبه هذه الكائنات بالثقوب السوداء أو وحوش درب التبانة.
ما هى السمة المشتركة بين الجنجويد والثقوب السوداء حتى نكتب مقالاً بهذا العنوان ؟ قد يقول القائل هذا العنوان فيه مبالغة ولكن السؤال الذي يربك العقل هو مَنْ بمقدوره أن يقدم لنا وصفاً دقيقاً لجرائم الجنجويد فى السودان؟ الجرائم التي ترتكبها الجنجويد فى السودان قياساً بالخيال البشرى لا يمكن ان نجد لها وصفاً إلا فى سياق هذه الوصف المقتضب؛ “ثمة وحوش تفترس لتخلق فوضى خلاّقة شبيه بأنشطة الثقوب السوداء “. هذا الوصف هو الأقرب لطبيعة الجنجويد حيث نعيش مأساة غير مسبوقة فى خضم مسرح الفوضى الخلاّقة فى مكان ما على الكرة الأرضية ينهار فيه كل شئ بسبب عنف وجرائم الجنجويد يقابله مسرح آخر للفوضى الخلاّقة فى مكان ما فى الكون ينهار فيه كل شئ بما في ذلك الأجرام السماوية الضخمة والمجرات العظمى بفعل وحوش ما يسمى بالثقوب السوداء.
الكثير سمعوا عن الثقوب السوداء ولكن لا يعلمون مدى الدمار الذي تُحدثه هذه الوحش وكيف يتم ذلك. عندما يستمع المرء إلى علماء الفضاء وهم يتحدثون عن الثقوب السوداء، يجد نفسه أمام أهوال فظيعة لا يستوعبها العقل . لا يمكن تفسير الثقوب السوداء وأنشطتها إلا من خلال تشبيك بعض عبارات حتى يتخيل للإنسان عما يحدث هناك من الأهوال ، عبارات مثل الجاذبية الهائلة ، منطقة ينعدم فيها الزمان والمكان، لا شيء بما فيه الضوء يستطيع أن يخترق مجال الثقب الأسود.
مجازاً ، الثقب الأسود هو تعبير لأقصى درجة تصلها اىّ أزمة، لذا احياناً عندما تداهم كوارث اقتصادية بلدان العالم وتستنزف مواردها نجد بعض البرلمانات تجتهد وتبحث عن تسمية مناسبة لتلك الأوضاع حتى تتمكن من حشد طاقات الدولة فى مواجهة الكارثة لذا نسمع عند البعض عبارة الثقب الأسود لوصف الكارثة .
مرت بالسودان مشاكل كثيرة وخاصة مشاكل الحروب ولكن لم يحصل أن غرق السودان فى حرب مثل حرب 15 أبريل 2023 ومن هنا نشأت فكرة ثقب الجنجويد الأسود لتقريب الفهم لما يجري من الدمار فى السودان بفعل هؤلاء الجنجويد.
حسين اركو مناوى
3/9/2024
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الثقوب السوداء
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني والقوة المشتركة يصدان هجوما على الفاشر
الفاشر- أفادت مصادر عسكرية أن الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية تمكنوا، ظهر الخميس، من صدّ هجوم واسع شنّته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في واحدة من أشرس المعارك الميدانية منذ بداية الحصار المفروض على المدينة مطلع عام 2024.
وأسفر الهجوم -وفقًا لمصادر العسكرية تحدثت للجزيرة نت- عن مقتل العشرات، ولكن لم يتم تأكيد هذه الأرقام من مصادر مستقلة، بالإضافة إلى تدمير 5 آليات قتالية والاستيلاء على مركبة محملة بالذخائر والأسلحة الثقيلة.
وقالت المصادر إن القوات الحكومية "تعاملت بحرفية مع الهجوم الذي بدأ عند الفجر بقصف مدفعي مكثف، أعقبه محاولة اختراق من المحاور الشمالية الشرقية والغربية للمدينة".
تحرك ميدانيوقال العقيد أحمد حسين مصطفى، المتحدث باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، في تصريح للجزيرة نت، إن الهجوم جاء بدعم من ما يُعرف بـ"قوات تحالف السودان التأسيسي"، التي دفعت بعناصرها ضمن تشكيلات الدعم السريع في محاولة للسيطرة على المداخل الشمالية للمدينة.
وأضاف العقيد حسين أن وحداتهم الميدانية كانت تراقب التحركات منذ ليلة الأربعاء وتمكنت من إحباط الهجوم قبل أن يُحقق أي اختراق.
وأكد أنهم دمروا 5 آليات واستولوا على مركبة واحدة، بالإضافة إلى عتاد عسكري كان مُعدًا للاستخدام في الأحياء المكتظة بالسكان. كما شدد على أن الفاشر لن تُترك لما وصفها بالمليشيات، وأن الكلمة الفصل تعود للميدان.
صراع دبلوماسيويأتي هذا التصعيد العسكري في أعقاب تعثُّر الجهود الدبلوماسية، بعد إلغاء اجتماع اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة، السعودية، مصر، الإمارات) المُقرَّر في واشنطن بسبب خلافات بين الأعضاء حول مقاربة حل الأزمة.
ووفقا لمصادر دبلوماسية، فإن تضارب المواقف أدى إلى تأجيل الاجتماع، مما دفع قوات الدعم السريع، بحسب مراقبين محليين، إلى تكثيف عملياتها العسكرية على الأرض، حيث استهدفت مدينة الفاشر بقصف مدفعي وهجوم بري مكثف خلال يومي الأربعاء والخميس.
أزمة إنسانيةورغم نجاح القوات المشتركة في صد الهجوم، فإن الأحياء المدنية لم تسلم من تداعيات المعركة؛ حيث سقطت قذائف عشوائية على أحياء وسوق أبو شوك، إضافة إلى مخيم أبو شوك للنازحين شمال الفاشر، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين وتدمير المتاجر ومرافق خدمية في السوق، الذي يُعتبر المنفذ التجاري الوحيد الذي يعمل جزئيًا في المدينة.
إعلانوفي هذا السياق، قال سليمان أرباب، أحد سكان حي أبو شوك، للجزيرة نت: "لقيت امرأة في العشرينيات من عمرها مصرعها جراء القصف على الحي، وأصيب 3 آخرون".
وأضاف: "دمرت القذائف عددا من المنازل وألحقت أضرارا بالغة بالمحال التجارية في سوق أبو شوك. الناس كانوا يبحثون عن الغذاء وعلف الحيوانات أو الماء، فوجدوا الموت يتساقط من السماء".
نداء استغاثة
وتعيش مدينة الفاشر منذ أبريل/نيسان الماضي تحت حصار خانق فرضته قوات الدعم السريع، مما أدى إلى انهيار تام في الخدمات الصحية والغذائية.
ويعاني السكان من انعدام مصادر الغذاء، حيث يضطر الكثيرون للاعتماد على علف الحيوانات المعروف محليًا بـ"الأمباز".
وخلال هذا الوضع الصعب، نقلت الجزيرة نت عن المواطنة فاطمة مكي، المقيمة في حي الرديف، قولها: "نُطعم أطفالنا الأمباز كما لو أنه طعام بشري… لا دواء، لا غذاء، وحتى المياه. نحن نموت جوعا أو تحت القذائف، ولا أحد يسمعنا. وأضافت: "حياتنا تحولت إلى جحيم، ويومنا يمر دون أي أمل. نناشد المجتمع الدولي أن يمد لنا يد العون قبل فوات الأوان".
مستقبل غامضويرى محللون أن نجاح القوات المسلحة في صدّ الهجوم يعكس تحولا تكتيكيا في مسار المواجهة داخل مدينة الفاشر.
ويؤكد هؤلاء أن التعاون بين الجيش والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية والمواطنين قد يكون مقدمة لإعادة رسم خارطة السيطرة وبناء جبهة سياسية موحدة، إذا ما استُثمر هذا النجاح ميدانيا بشكل فعّال.
ومع ذلك، يحذر بعض الناشطين المحليين من أن الانتصار العسكري وحده لن يكون كافيا لكسر الحصار عن المدينة أو إنهاء معاناة المدنيين، ما لم يُترجم إلى زحف عسكري عاجل من شمال البلاد إلى دارفور.