بوابة الوفد:
2025-05-24@09:49:43 GMT

معركتنا الشرسة فى العمق الإفريقى

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

قدرنا مع إسرائيل ينطبق عليه مثل «الجار السوء» الذى لا تطيب حياتك بوجوده ولا تنتهى مشاكلك معه بسبب جرائمه المتوالية والصبر عليه لا يتفق أبدًا مع الجزء الثانى من المثل «يا يرحل يا تجيله له داهيه»، وذلك لأن رحيله بعدما تحول إلى بؤرة سرطانية فى جسد الوطن العربى بات أمرًا مستحيلًا، بعدما استشرى ووصل من الفساد والطغيان ما فاق فرعون موسى ومن أعماله الدموية ما تجاوز مصاصى الدماء والنازية.

الأمة العربية والإسلامية عاشت عصورها الذهبية والتنموية والتحريرية قبل هذا النبت الشيطانى الذى زرع فى المنطقة نتيجة لوعد بلفور المشؤوم، ووصل إلى هولوكوست العصر الحديث وبدأ تنفيذ أعماله الإجرامية الاستعمارية وتنفيذ مخططه ببناء دولته المزعومة من المحيط إلى الخليج.

الحلم الصهيونى الذى تعاملنا معه على أنه مزحة كبيرة لا يمكن أن يحققها شعب تجمع من الشتات تعداده ملايين معدودة زرع فى قلب الوطن العربى الذى وصل قوامه الآن لأكثر من 485 مليون نسمة، واعتمدنا على الشعارات الرنانة والحنجورية وأغانى الحلم العربى وقدرتنا على دفن إسرائيل ومن ورائها فى البحر وغيرها من الشعارات ولم نحصد سوى الندامة.

خلال الفترة من عام 1948 وحتى الآن دفعت مصر الثمن غاليًا لعدة أسباب أولها تبنيها التام للقضية الفلسطينية والدفاع عن الأشقاء، وثانيها قدرها كونها الشقيقة الكبرى ورمانة ميزان المنطقة، وبالتالى خاضت العديد من الحروب مع دولة الاحتلال فقدت خلالها خيرة شبابها ومقدرات شعبها.

وما زالت مصر وسوف تظل حامى حمى العروبة والمدافع الأول ضد الهيمنة الإسرائيلية فى المنطقة، وما زالت المعارك مستمرة فى الحرب والسلام.

جهود مصر لم تتوقف منذ طوفان الأقصى الذى انطلق فى السابع من أكتوبر الماضى دفاعًا عن الأشقاء وضد عمليات الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى وضد تهجير أبنائه، والتى يهدف الاحتلال من خلالها إلى القضاء على القضية الفلسطينية، ليجرنا جار السوء الصهيونى إلى معركة جديدة بعد سيطرته على محور فيلادلفيا فى خرق واضح لمعاهدة السلام بين البلدين، وفى محاولة بائسة لفتح بؤر جديدة للصراع فى المنطقة بعد توغله فى الضفة الغربية وضربه المتواصل للجنوب اللبنانى.

العدو الصهيونى الممثل الشرعى لجار الندامة لم يكتف بأعماله الإجرامية شمالًا، بل توغل فى قلب القارة السمراء ليكمل مخططاته الاستعمارية عبر تشتيت الأمة والتأثير على مقدرات مصر، وظهرت بصماته الإجرامية فى العديد من دول الجوار وأخيرًا توجه إلى الجنوب وقرر الدخول إلى أدغال إفريقيا.

بداية فإن دولة الاحتلال لم ولن تكون يومًا دولة صديقة، فهى لا تحترم المواثيق ولا القوانين الدولية ولا حتى معاهدات السلام، فمخطئ من يظن أن الذئب له دين!

تصريحات نتنياهو العدائية مؤخرًا أن مصر هرَّبت السلاح إلى حماس لتقويض قوة إسرائيل طوال حكم الرئيس مبارك والرئيس مرسى، بالسلاح فى إشارة إلى مسئوليتها عما آلت إليه الأوضاع يكشف مدى العداء الكامن فى قلب الذئب الصهيونى تجاه القاهرة، ويؤصل فكرة الصراع الأبدى نحو مصر رغم اتفاقية السلام.

التمدد الإسرائيلى فى إفريقيا له جذور تاريخية منذ حادث عنتبلى عام 1975 عندما تم اختطاف طائرة فرنسية، كان من بين ركابها يهود وإسرائيليون فأرسلت إسرائيل قوات خاصة لأوغندا لتحرير رعاياها، ومنذ تلك اللحظة بدأت فى وضع أقدامها فى هذه المنطقة، كما بدأت فى عمل علاقات مع دول إفريقية بعد نجاح العملية، وذلك عبر إرسالها مجموعة من ضباطها المتقاعدين للعمل كمدربين عسكريين لتكون هذه بداية نقطة الارتكاز الإسرائيلى فى دول إفريقيا ومن بينها إثيوبيا.

إسرائيل استغلت إمكاناتها العسكرية فى تدريب الجيوش البدائية فى تلك الدول، وبعد أحداث 11 سبتمبر أسست شركات أمنية ضخمة وبدأت فى تقديم خدماتها المجانية لتلك الدول التى تعانى الانقسام والقبلية، فى توجه تدريجى لرفع العداء داخل هذه الدول تجاه مصر العدو الأول الراسخ فى كيان الاحتلال.

إسرائيل تساعد 12 دولة إفريقية وتتعاون معها عسكريًا، وتقوم بتدريب الطيارين الإثيوبيين وتطوير مهاراتهم القتالية وغيرها الكثير من أدوات الدعم اللوجستي، ومنها عمليات تأمين سد النهضة.

إسرائيل لا تفعل ذلك اعتباطًا وإنما هو من باب الضغط على مصر لتقويض دورها الاستراتيجى فى المنطقة، وجاء الرد المصرى واضحًا للضغط على إثيوبيا ومن خلفها إسرائيل بتوطيد العلاقات المصرية مع العديد من الدول الإفريقية، وآخرها التعاون العسكرى مع الصومال عبر إرسال قوات للدولة الملتهبة فى رسالة واضحة للذئب اليهودى، وبعد الصومال عقدت القاهرة اتفاقًا عسكريًا آخر مع نيجيريا وبدأت مصر تتوغل فى إفريقيا عبر علاقات مماثلة مع إريتريا وكينيا وغيرها.

باختصار.. إسرائيل العدو الأول للمسلمين والعرب رسخت علاقتها داخل القارة الإفريقية خلال السنوات الأخيرة التى شهدت زحفًا كبيرًا فى العمق الإفريقى، الأمر الذى دفع مصر لتعزيز تواجدها بكل السبل فى معركة شرسة يقف خلفها الجار الصهيونى، والتى قد تمتد إلى فترات طويلة وتتخذ أكثر من مسار للصراع الأبدى العربى الإسرائيلى ضد العدو الماكر الذى زرع بليل فى المنطقة بهدف تفتيت وحداتها وضياع مقدراتها والسيطرة عليها.

تحيا مصر التى حملت على عاتقها قضايا الأمتين العربية والإسلامية وليذهب جار السوء إلى الجحيم.

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار إسرائيل ينطبق فى المنطقة

إقرأ أيضاً:

تعرف على الدول الأكثر تجارة مع إسرائيل

علّقت بريطانيا -الثلاثاء الماضي- مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل ردًا على سلوكها العسكري في الحرب على غزة وتوسيع المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة.

وفي كلمته أمام البرلمان، قال وزير الخارجية ديفيد لامي إن حكومة بريطانيا لا تستطيع مواصلة المحادثات بشأن تحديث اتفاقية التجارة الحالية مع حكومة إسرائيلية تنتهج ما وصفه بـ"سياسات فاضحة" في غزة والضفة الغربية المحتلة.

جاء ذلك بعد يوم من تهديد بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ "إجراءات ملموسة" ضد إسرائيل إذا لم توقف هجومها المتجدد وترفع القيود المفروضة على المساعدات في غزة.

في غضون ذلك، اتخذ الاتحاد الأوروبي أيضًا خطوة نحو إعادة تقييم علاقته بإسرائيل، حيث أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس -الثلاثاء- أن الاتحاد قد صوّت على مراجعة اتفاقية التعاون التجاري.

 

ما قيمة التجارة بين إسرائيل والمملكة المتحدة؟

بدأت بريطانيا وإسرائيل مفاوضات بشأن اتفاقية تجارة حرة مُحدثة في يوليو/تموز 2022، بهدف تعزيز شراكتهما الاقتصادية من خلال معالجة المجالات غير المشمولة في اتفاقية التجارة الحالية، وخاصةً الخدمات والتجارة الرقمية، وفق تقرير لموقع الجزيرة الإنجليزية (الجزيرة دوت كوم)

إعلان وفقًا لقاعدة بيانات الأمم المتحدة للتجارة الإلكترونية وهي قاعدة بيانات عالمية لإحصاءات التجارة الدولية الرسمية، احتلت بريطانيا المرتبة 11 بين أكبر شركاء الاستيراد لإسرائيل في عام 2024. بلغ إجمالي الواردات نحو 1.96 مليار دولار، وشملت المنتجات الرئيسية المستوردة من بريطانيا آلات مثل محركات الطائرات النفاثة، والمعدات الكهربائية، والأدوية، والمركبات. في المقابل، كانت بريطانيا ثامن أكبر وجهة لصادرات إسرائيل، إذ استقبلت صادراتٍ إسرائيلية بقيمة نحو 1.57 مليار دولار، معظمها من الماس والمنتجات الكيميائية والآلات والإلكترونيات. واردات وصادرات إسرائيل

بلغت قيمة واردات إسرائيل 91.5 مليار دولار في عام 2024 و61.7 مليار دولار من الصادرات، وفق البيانات التي جمعها موقع الجزيرة دوت كوم.

وتشمل بعض أهم واردات إسرائيل ما يلي:

آلات كهربائية وإلكترونيات، وأجهزة ميكانيكية بقيمة نحو 19 مليار دولار. مركبات تشمل السيارات والشاحنات والحافلات والطائرات بقيمة نحو 10 مليارات دولار. منتجات كيميائية، بما في ذلك الأدوية، بقيمة 8 مليارات دولار. منتجات معدنية، بما في ذلك البترول والفحم والأسمنت، بقيمة 7 مليارات دولار. أحجار كريمة ومجوهرات، بما في ذلك الماس، بقيمة 4 مليارات دولار.

أهم صادرات إسرائيل آلات كهربائية، وإلكترونيات، وأجهزة ميكانيكية بقيمة نحو 18 مليار دولار. منتجات كيميائية، بما في ذلك الأدوية، بقيمة 10 مليارات دولار. أحجار كريمة ومجوهرات، بما في ذلك الألماس الماس المصقول، بقيمة 9 مليارات دولار. أجهزة بصرية وتقنية وطبية بقيمة 7 مليارات دولار. منتجات معدنية بقيمة 5 مليارات دولار.

يُعد قطاع الإلكترونيات في إسرائيل محركًا رئيسيًا لاقتصادها التصديري، بقيادة شركات مثل إنتل الأميركية، التي تدير منشآت تصنيع رقائق ضخمة، بالإضافة إلى شركات مثل إلبيت سيستمز وأوربوتيك، المعروفة بخبرتها في الإلكترونيات العسكرية والتصنيع المتقدم.

إعلان

وتعد إسرائيل مُصدّرا رئيسيا للأدوية، مدعومة بشركات مثل شركة تيفا.

وتتفوق إسرائيل في تجارة الألماس فتستورد بمليارات الدولارات ألماس خام، والذي يُقطع ويُصقل ويُعالج محليًا قبل تصديره.

ما هي الدول الأكثر شراءً من إسرائيل؟

بلغت قيمة البضائع التي صدرتها إسرائيل 61.7 مليار دولار في عام 2024، :

كانت الولايات المتحدة أكبر مستوردي المنتجات الإسرائيلية، إذ بلغت 17.3 مليار دولار. أيرلندا 3.2 مليار دولار. الصين 2.8 مليار دولار. استوردت هونغ كونغ، وهي منطقة شبه مستقلة في الصين تُعامل ككيان منفصل، منتجات إضافية من إسرائيل بقيمة ملياري دولار، وبإضافة هذه القيمة إلى حصيلة الصين، تُصبح الدولة ثاني أكبر مستورد للمنتجات الإسرائيلية.

واستوردت الولايات المتحدة بشكل رئيسي الألماس، والإلكترونيات عالية التقنية، بما في ذلك الدوائر المتكاملة ومعدات الاتصالات، بالإضافة إلى المنتجات الكيميائية، وكانت أيرلندا أكبر مشترٍ للدوائر المتكاملة الإسرائيلية في عام 2024، حيث استوردت ما قيمته نحو 3 مليارات دولار من الدوائر المتكاملة الإلكترونية والوحدات الدقيقة.
وتُستخدم هذه المكونات على نطاق واسع في قطاعات الصناعات الدوائية والأجهزة الطبية والتقنية في أيرلندا.

واستوردت الصين مجموعة من المنتجات الإسرائيلية، بما في ذلك المعدات البصرية والمكونات الإلكترونية والمنتجات الكيميائية.

ما هي الدول الأكثر تصديرًا لإسرائيل؟

اشترت إسرائيل سلعًا بقيمة 91.5 مليار دولار من جميع أنحاء العالم في عام 2024:

كانت الصين أكبر الدول المصدرة لإسرائيل، فبلغت صادراتها 19 مليار دولار. الولايات المتحدة 9.4 مليارات دولار. ألمانيا 5.6 ​​مليارات دولار.وصدرت الصين بشكل رئيسي المركبات الكهربائية والهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والمعادن. وباعت الولايات المتحدة لإسرائيل ذخائر متفجرة وماسًا وإلكترونيات ومنتجات كيميائية، وتتلقى إسرائيل مليارات الدولارات كمساعدات عسكرية أميركية، يُنفق معظمها على أسلحة أميركية الصنع، مما عزز الصادرات الأميركية بشكل فعال.وصدّرت ألمانيا المركبات والمنتجات الصيدلانية والآلات والإلكترونيات. إعلان

مقالات مشابهة

  • عوض الله: دولة فلسطين العنوان العريض للمؤتمر الدولي الخاص بتنفيذ حل الدولتين
  • قتل اثنين أخطر من قتل ٥٠ ألفا!
  • لماذا يستكين العرب؟!
  • 26 دولة و300 متحدث في قمة الإعلام العربي
  • للحق دولة وللباطل جولة
  • ما هي الدول الأكثر تجارة مع إسرائيل؟
  • 80 دولة : غزة تواجه أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء الحرب
  • تعرف على الدول الأكثر تجارة مع إسرائيل
  • قطر تستعرض استراتيجيتها الثقافية ضمن الرؤية الوطنية 2030 أمام اجتماع عربي بالقاهرة
  • الاحتلال يُطلق النار على وفد دبلوماسي عند مدخل جنين و"الخارجية" تُعقّب