سلطت صحف عالمية الضوء على العدوان الإسرائيلي المتواصل على الأراضي الفلسطينية المحتلة وتداعياته على منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره، إلى جانب تبعات ذلك على الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.

وقالت "نيويورك تايمز" الأميركية -في معرض تعليقها على العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة شمالي الضفة– إن الغارات الإسرائيلية أدت إلى شلل الحياة اليومية لكثير من سكان الضفة.

ونقلت الصحيفة عن مواطنين فلسطينيين قولهم إن وحشية القصف الإسرائيلي غير مسبوقة، إذ انعدمت الإنسانية بعد أن اقتلع جنود الاحتلال الأشجار وحطموا المباني وأتلفوا أنابيب الصرف الصحي تحت الأرض والكهرباء والمياه ولم يتركوا أي شيء لم يدمروه.

وفي السياق ذاته، قالت "هآرتس" الإسرائيلية في افتتاحيتها إن إسرائيل تحوّل الضفة الغربية إلى غزة أخرى، حيث تتبع نفس الأساليب.

ولفتت الصحيفة إلى أن الدمار الذي تسبب به الجيش الإسرائيلي في مخيمات اللاجئين بالضفة يشبه ما وقع في غزة، واصفة عملياته بالعبثية التي تؤدي فقط إلى دفع سكان الضفة إلى مزيد من اليأس والكفاح المسلح في ظل خطة سياسية واضحة.

ونشرت صحيفة "غارديان" البريطانية مقالا لرئيسة قسم الصحة العامة العالمية في جامعة إدنبره، ديفي سريدهار، قالت فيه إن انتشار شلل الأطفال في غزة يظهر حجم التكلفة الحقيقية الباهظة للحرب.

من جانبها، تدرس واشنطن تدرس بعناية الآثار التي قد تنجم عن توقف المفاوضات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والإجراءات الواجب اتخاذها، وفق تصريح رئيس الأركان الأميركية المشتركة الجنرال تشارلز كوينتون براون لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وأضاف الجنرال الأميركي أن بلاده تنظر في ردود الفعل المحتملة للفاعلين الإقليميين إذا فشلت المحادثات، الأمر الذي قد يؤدي إلى مسار من سوء التقدير ويتسبب في اتساع الصراع.

وذكرت مجلة "نيوزويك" أن بعض المشرعين الأميركيين يدافعون عن استخدام القوة ضد إيران، لكنها استدركت بالقول إن الحرب هي آخر الرغبات بالنسبة الولايات المتحدة لأن قوتها العسكرية ضدّ إيران سوف تخلف تأثيرات من الدرجة الأولى والثانية وكلها سلبية.

وأشارت المجلة الأميركية إلى أن الحرب سوف تغير حسابات طهران الأمنية إلى الأسوأ.

وعن الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، حذر موقع "ذا هيل" الأميركي المرشحة الديمقراطية لمنصب الرئاسة كامالا هاريس، وقال "إذا لم تظهر استعدادها للتخلي عن مواقف الرئيس جو بايدن بشأن الحرب في غزة، فقد تخسر ولايتي ميشيغان وأوهايو المتأرجحتين في نوفمبر/تشرين الأل المقبل".

وتابع الموقع "إذا قررت هاريس النأي بنفسها عن المعايير المزدوجة للسياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط والإصغاء إلى الأميركيين العرب، فيمكنها الفوز بأصواتهم وتجنب فقدان ميشيغان التي قد ترجح كفة المرشح الجمهوري دونالد ترامب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

تبدّل المزاج الإسرائيلي.. أصوات تشكّك في أخلاقيات الحرب على غزة

من مجموعات تطبيق "واتساب" إلى تقارير المنظمات الحقوقية، مروراً بمقالات الرأي واستطلاعات الرأي العام، تتكثف الإشارات إلى تحوّل تدريجي في المزاج الإسرائيلي تجاه الحرب على غزة. اعلان

بعد نحو عامين من اندلاع الحرب على غزة، بدأت أصوات من الداخل الإسرائيلي ترتفع لتطرح تساؤلات جدّية حول مشروعية العمليات العسكرية الإسرائيلية، وتذهب حدّ وصفها بـ"الإبادة الجماعية". ويأتي هذا التحوّل في الخطاب على وقع المجاعة التي تضرب القطاع، ومشاهد الأطفال الجائعين، والضغوط الدولية.

وقد أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" إلى بوادر تحوّل في المزاج العام داخل إسرائيل تجاه الحرب، يتجلّى في النقاشات الدائرة ضمن مجموعات "واتساب" الخاصة، كما في تصريحات كتّاب وصحافيين ومحللين بدأوا بمراجعة مواقفهم.

على سبيل المثال، اعتبر الكاتب في "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع أن "أضرار الحرب من حيث الخسائر العسكرية ومكانة إسرائيل الدولية والخسائر المدنية، تتفاقم"، مشيراً إلى أن "حماس مسؤولة، وإسرائيل مسؤولة أيضاً".

طفلان يعانيان من سوء تغذية واضطراب عصبي وراثي، بمدينة غزة، الثلاثاء 29 يوليو 2025. Jehad Alshrafi/ AP

من جانبه، كتب شيروين بوميرانتز، وهو يدير مجموعة استشارية اقتصادية، في صحيفة "جيروزاليم بوست": "ما كان حرباً عادلة قبل عامين، أصبح الآن حرباً ظالمة ويجب إنهاؤها".

وبذلك، فإنّ الحرب التي أدت إلى مقتل نحو 60 ألف شخص وفقاً لوزارة الصحة في غزة وتركت أجزاء واسعة من القطاع مدمّرة، يبدو أنها أصبحت محل شكّ واعتراض داخل المجتمع الإسرائيلي، وسط مجاعة تضرب القطاع وسقوط قتلى أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات، بمن فيهم أطفال ومدنيون.

تحولات في الرأي العام والمؤسسات الحقوقية

في استطلاع أجرته صحيفة "معاريف" هذا الأسبوع، اعتبر 47% من الإسرائيليين أن الحديث عن المجاعة في غزة هو "دعاية من حماس"، مقابل 41% أقرّوا بوجود أزمة إنسانية حقيقية، في حين صرّح 18% بأنهم "لا يهتمون"، و12% قالوا إنهم غير متأكدين من وجود أزمة أصلًا.

وفي تحوّل لافت في الخطاب الحقوقي داخل إسرائيل، استخدمت منظمتان حقوقيتان للمرة الأولى مصطلح "إبادة جماعية" لوصف ما يحدث في غزة، وهما "بتسيلم" و"أطباء من أجل حقوق الإنسان – إسرائيل".

سماح مطر تلتقط صورة مع طفليها الذين يعانيان من سوء تغذية وشلل دماغي. Jehad Alshrafi/AP

وقد أصدرت المنظمتان، يوم الإثنين، تقريرين أطلقا خلاله نداءً مشتركاً يدعو الإسرائيليين والمجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف ما وصفوه بـ "الإبادة"، مطالبين باستخدام كل الأدوات القانونية المتاحة بموجب القانون الدولي.

وفي اليوم ذاته، وجّه رؤساء خمس جامعات إسرائيلية رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يحثونه فيها على تكثيف الجهود لمعالجة "أزمة الجوع الشديدة" في غزة.

وأعربوا في رسالتهم عن شعورهم بالفزع إزاء ما تشهده غزة، بما في ذلك موت الرضّع يوميًا نتيجة الجوع والمرض، مؤكدين أن شعبًا عايش أهوال المحرقة يتحمّل مسؤولية استخدام كل ما بوسعه لمنع الأذى العشوائي والقاسي الذي يلحق بالمدنيين الأبرياء.

إدانة خارجية بارزة

حتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انتقد هذا الأسبوع تصريحات نتنياهو التي نفى فيها وجود مجاعة في غزة، قائلاً من اسكتلندا: "بعض هؤلاء الأطفال يتضوّرون جوعًا، وهذه حقيقة أراها، ولا يمكن تزييفها".

وفي موقف دولي آخر، قال البروفيسور الإسرائيلي الأمريكي عمر بارتوف، عميد دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية في جامعة براون الأمريكية، في مقابلة مع "يورونيوز"، إن ما يحدث في غزة "يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية"، مؤكداً وجود "نية مبيّتة لتدمير الفلسطينيين"، وداعياً المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل.

Related هيومن رايتس ووتش: إسرائيل حوّلت توزيع المساعدات في غزة إلى "مصيدة موت"بين الخوف والحاجة: صراع على معبر زيكيم من أجل المساعدات في غزةالغارديان: إسرائيل تدير الجوع في غزة عبر "حسابات بسيطة" تقارير ميدانية وضغوط متصاعدة

أطلق برنامج الأغذية العالمي في 30 تموز/يوليو تحذيراً عاجلاً من خطر مجاعة وشيكة في غزة، قائلاً إن "الوقت يوشك على النفاد" لإطلاق استجابة إنسانية شاملة. وحذر البرنامج من أن أكثر من مليوني شخص في القطاع يواجهون مستويات أزمة من انعدام الأمن الغذائي، في ظل اضطراب الإمدادات وارتفاع الأسعار نتيجة القيود المشددة على دخول المواد الأساسية.

وقد دفعت التقارير المتزايدة عن وفيات مرتبطة بالجوع إسرائيل إلى تعليق القتال مؤقتاً في بعض المناطق والسماح بمرور المزيد من المساعدات. ولكن رغم إدخال عدد أكبر من شاحنات المساعدات مؤخرًا وتنفيذ عمليات إسقاط جوي للغذاء، لا تزال المجاعة تتفاقم، والحاجة الإنسانية لم تُلبّ بعد.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • حماس: جرائم المستوطنين بالضفة تتزايد وتستدعي نفيرا واسعا
  • استشهاد فلسطيني برصاص مستوطنين بالضفة المحتلة
  • مظاهرات عالمية تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة.. وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدتين في الضفة الغربية
  • تبدّل المزاج الإسرائيلي.. أصوات تشكّك في أخلاقيات الحرب على غزة
  • فيدان: نرفض مساعي إسرائيل لتهجير غزة وضم الضفة
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي في أعقاب إطلاق الصاروخ من اليمن
  • إسرائيل ترفض تسليم جثمان فلسطيني قتله مستوطن بالضفة
  • صحف عالمية: إسرائيل جوّعت سكان غزة عمدا وبموافقة الغرب
  • أهداف الحرب الإسرائيلية في غزة تتلاشى وسط وعود فارغة