كشفت دراسة مسحية حكومية، عن احتياجات هائلة للعائدين من متضرري الحرب بمناطق العودة في 12 محافظة محررة.

جاء ذلك في دراسة للوحدة التنفيذية للنازحين، أطلقتها اليوم الأحد، بعنوان بـ "العائدون في اليمن"، وتناولت الوضع الإنساني للعائدين في 12محافظة يمنية.

وأوضحت الدراسة تفاصيل واقع العائدين في المنازل ومناطق العودة وأعدادهم ومواقع تواجدهم واحتياجاتهم ضمن القطاعات الإنسانية المتعددة بناء على مسح ميداني شامل.

وقالت الوحدة التنفيذية للنازحين- وهي مؤسسة حكومية تتبع رئاسة الوزراء - معنية بإدارة وحماية ومساعدة النازحين والعائدين إن عدد العائدين في المناطق المحررة في اليمن بلغ 410,770 أسرة بما يعادل مليونين و199ألفاً و60 فرداً يتوزعون في (1,433) منطقة احتلت محافظة عدن المرتبة الأولى حيث يتواجد فيها (755,036) عائدًا وبنسبة (%34.33) من اجمالي العائدين في المحافظات المحررة. وبنسبة (49%) من اجمالي العائدين في المناطق.

وكشفت الدراسة عن تسجيل 271 ألفاً و197 حالة ضعف في أوساط العائدين.

الاحتياجات الإنسانية

وكشفت المسوحات أن عدد المنازل المدمرة كلياً في مواطن العودة بلغت 40163 منزلاً أي بنسبة 6.42% من اجمالي عدد منازل 625538 منزلاً، فيما بلغت المنازل المدمرة جزئياً 93011 منزلاً بنسبة %14.87%.

وأوضحت أن 1433 منطقة من مناطق العودة تحتاج للأثاث والمواد ايوائية وترميم المنازل، باحتياج 434 منطقة للأثاث والمواد الايوائية، و239 احتياج مواد أخرى، و760 احتياج ترميم منازل أكثرها في تعز وشبوة.

وفي قطاع المياه والاصحاح البيئي كشفت الدراسة أن (43.34 %) من المناطق التي يتواجد فيها العائدين لا يوجد فيها مشاريع مياه، و(1122) منطقة لا يوجد فيها شبكة مجاري عامة موزعة على 73 مديرية و12محافظة، و(1091) منطقة يتم فيها تصريف الصرف الصحي بطريقة عشوائية بيارات غير مخططه، و %51.22 من شبكات الصرف الصحي في 73 مديرية و1433 منطقة متوقفة بسبب عدم صيانتها. 

وأوضحت الدارسة أن 236 مشروعا من مشاريع المياه لا تعمل على مستوى 73 مديرية وفي 12 محافظة من المحافظات المشمولة في عملية المسح. فيما 17 % من نسبة مناطق العائدين بحاجة الى انشاء شبكة مياه متكاملة، و%18 من نسبة مناطق العائدين بحاجة الى صيانة شبكات المياه /المضخات.

وفي قطاع الصحة والتغذية قال التقرير "ان عدد مناطق العائدين التي بأمس الحاجة للمرافق الصحية 835 منطقة وبنسبة 58%. وكشفت الدراسة عن المرافق الصحية المتوقفة عن عملها، حيث أوردت أن 28% من المرافق الصحية في مناطق العودة لا تحصل على دعم، و26% من المرافق الصحية في مناطق العودة مدمرة بسبب الحرب.

وأوضح التقرير أن "24% من المرافق الصحية في مناطق العودة لا يتواجد فيها كادر طبي،و9% من المرافق الصحية لم يتم استكمال بنائها فيما 16% من المرافق الصحية بحاجة الى صيانة وترميم جزئي.و67% من المرافق الصحية بحاجة الى مستلزمات طبية، و16% من المرافق الصحية بحاجة الى إعادة تأهيل بالكامل، 40% من المرافق الصحية بحاجة الى توفير سيارات اسعاف.

وأضافت ان 56% من المرافق الصحية في مناطق العودة بحاجة إلى دعم الكادر الصحي بالرواتب، 12% من المرافق الصحية بحاجة الى استكمال للبناء.

وفي قطاع الامن الغذائي، بينت الدراسة أن (285388) أسرة عائدة لا يتوفر لديها مصدر دخل ثابت وبنسبة 45% من اجمالي عدد الاسر العائدة، فيما (86874) أسرة لا تستطيع ممارسة أعمالها السابقة (أي قبل النزوح).

وأشارت إلى أن (41648) أسرة عائدة بحاجة الى استصلاح الأراضي الزراعية. وأظهر تحليل البيانات أن (91307) أسره عائدة تعتمد على الزراعة كمصدر رئيسي للعيش و(112908) أسرة تعتمد على الاجر اليومي كمصدر ثانوي للعيش.

وفي قطاع التعليم كشف التقرير الصادر عن الدراسة المسحية أن عدد المدارس في مناطق العودة المشمولة في المسح والموزعة على 73 مديرية بلغت (1724) مدرسة، فيما 28.12 % من المناطق العودة المشمولة في مناطق العودة لا يوجد فيها مدارس. وبين التقرير ان 103,194 طالبا غير ملتحق بالتعليم موزعين على 1433 منطقة و73 مديرية و12 محافظة، فيما بلغ عدد الاطفال في سن التعليم (513857).

واوضح التقرير ان 135 مدرسة في مناطق العودة لا تعمل ويرجع أسباب توقفها الى عدم وجود كادر تدريسي فيما ان 364 مدرسة بحاجة الى إعادة تأهيل بشكل كامل، و1214 مدرسة وبنسبة 69.89% بحاجة الى دعم بكادر التدريسي.

وكشف التقرير ان 48 % من مرافق التعليم العالي لا تقوم بمهامها بالمستوى المطلوب بسبب عدم توفر الكادر التدريسي، و%14.49 من المباني الخاصة بالتعليم العالي في مناطق العودة بحاجة الى استكمال بناءها، و%35.27 من مرافق التعليم العالي بحاجة الى توفير مستلزمات تعليمية، فيما %33.82 من تلك المرافق بحاجة الى توفير كادر تعليمي.

وفي قطاع الحماية، كشفت الدراسة أن "22512 أسرة فقدت وثائقها موزعة على 1433 منطقة و73 مديرية و 12 محافظة، و315248 أسرة بحاجة الى دعم قانوني، فيما 76231 أسرة بحاجة الى استشارات قانونية".

وأظهرت الدراسة أن "هناك 15 مديرية من اجمالي 73 مديرية تحتاج اقسام الشرطة فيها الى إعادة تأهيل بحيث يستطيع القيام بدورها وبالمستوى المطلوب، واوردت الدراسة عدة أسباب لتوقف اقسام الشرطة عن القيام بواجبها بسبب الحرب وبنسبة 40% فيما 60% من الأسباب تعود الى ضعف الإمكانيات، واشارت ان "36 مديرية وبنسبة 49 المحاكم فيها لا تقوم بدورها فيما 37 مديرية وبنسبة (51) توجد فيها محاكم تقوم بدورها، و59%. من الأسباب في توقف المحاكم كانت نتيجة لظروف الحرب أما 41% من الأسباب كانت بسبب تدمير المباني الخاصة بالمحاكم.

وذكرت الدراسة ان 20.17% من المناطق المشمولة في عملية المسح ملوثة بالألغام و25 مديرية وبنسبة 34% من اجمالي 73 مديرية مشمولة في المسح لا يتواجد فيها مكتب للأحوال المدنية فيما 48 مديرية وبنسبة 66% يتواجد فيها مكتب للأحوال المدنية.

توصيات

وأوصت الدراسة بالعمل على الحلول الدائمة من خلال تبني مشاريع مستدامة والعمل من خلال المؤسسات الحكومية المقدمة للخدمة، وتبني استراتيجية الخروج في جميع المشاريع التي تنفذها المنظمات، وضرورة العمل على إيجاد آلية لتوفير الاحتياجات في جميع القطاعات الانسانية.

كما أوصت بـ "تعزيز السلم المجتمعي وتخفيف التوتر بين المجتمعات المضيفة والمستضافة".

وشددت الدراسة على "ضرورة العمل المشترك بين مؤسسات الدولة وفريق العمل الانساني وأن هذا هو السبيل الوحيد للتعامل مع الازمة الإنسانية وتخفيف وطئتها، وإشراك العائدين في التخطيط لمستقبلهم

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

دراسة جديدة تكشف تقديرات لخسائر الجيش الروسي خلال الحرب في أوكرانيا

(CNN)-- كشفت دراسة جديدة أن ما يقرب من مليون جندي روسي سقطوا ما بين قتيل وجريح خلال الحرب في أوكرانيا، وهو معدل مروع للتكلفة البشرية لهجوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير المبرر الذي استمر ثلاث سنوات على جارته.

وذكرت الدراسة، التي نشرها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، وهو مركز أبحاث في واشنطن العاصمة، الثلاثاء، أن روسيا ستصل على الأرجح إلى مليون ضحية هذا الصيف. وقالت إن هذا المستوى "المذهل" كان "دليلًا على استخفاف بوتين الصارخ بجنوده".

وفقًا للدراسة، من بين الضحايا الروس الذين يُقدر عددهم بـ 950 ألفًا حتى الآن، لقي ما يصل إلى 250 ألفًا حتفهم. وأضافت: "لم تقترب أي حرب سوفيتية أو روسية منذ الحرب العالمية الثانية حتى من أوكرانيا من حيث معدل الوفيات". وأضافت أن أوكرانيا تكبدت ما يقرب من 400 ألف ضحية، مع ما بين 60 ألفًا و100 ألف حالة وفاة.

على الرغم من أن كييف لا تكشف عن خسائرها القتالية بأي تفاصيل، ويُعتقد أن موسكو تُقلل بشكل كبير من تقدير خسائرها، إلا أن أرقام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تتوافق مع تقييمات الاستخبارات البريطانية والأمريكية.

في مارس/آذار، قدّرت وزارة الدفاع البريطانية أن روسيا تكبدت حوالي 900 ألف إصابة منذ عام 2022. ولعدة أشهر، قدّرت الوزارة أن روسيا تخسر حوالي 1000 جندي يوميًا، سواءً قتلى أو جرحى. وبناءً على هذا التوجه، من المتوقع أن تتجاوز روسيا عتبة المليون جندي في الأسابيع المقبلة.

ودحضًا لادعاءات بعض المشرعين الغربيين بأن روسيا تُمسك "بكل الأوراق" في الحرب في أوكرانيا، استخدمت دراسة مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أرقام الخسائر الروسية - بالإضافة إلى تقديرات خسائرها في المعدات الثقيلة ومكاسبها الإقليمية البطيئة - كدليل على أن الجيش الروسي "كان أداؤه ضعيفًا نسبيًا في ساحة المعركة" وفشل في تحقيق أهدافه الحربية الرئيسية.

بعد أن صدت أوكرانيا الهجوم الروسي الأوّلي "الخاطف" عام 2022، أصبحت الحرب منذ ذلك الحين استنزافية. فبينما عززت كييف صفوفها بالخنادق والألغام، ضخت موسكو المزيد والمزيد من القوات فيما أصبح يُعرف بهجمات "مفرمة اللحم"، مُزجّت بالجنود في حملات لتحقيق مكاسب إقليمية هامشية فقط، وفقًا للدراسة.

في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية، تقدمت القوات الروسية بمعدل 50 مترًا فقط يوميًا، وفقًا للدراسة. وهذا أبطأ من التقدم البريطاني والفرنسي في معركة السوم خلال حرب الخنادق في الحرب العالمية الأولى.

أدى بطء وتيرة التقدم إلى استيلاء روسيا على 1٪ فقط من الأراضي الأوكرانية منذ يناير/كانون الثاني 2024، وهو ما وصفه المؤلفون بأنه "مساحة ضئيلة". تحتل روسيا الآن حوالي 20% من أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.

لكن تراجع مكاسب روسيا الإقليمية لم يُحدث تغييرًا في استراتيجيتها. وللحفاظ على معدل الخسائر المذهل في صفوف روسيا، جنّد الكرملين مدانين من سجونه، واستقبل أكثر من 10,000 جندي من حليفته كوريا الشمالية، لكنه ترك أبناء النخبة في موسكو وسانت بطرسبرغ دون مساس إلى حد كبير.

بدلاً من ذلك، جنّدت موسكو في أقصى شمال وأقصى شرق البلاد، حيث اجتذبت الرجال بعروض رواتب تُغيّر حياة المجتمعات الأفقر في تلك المناطق. وأشارت الدراسة إلى أن "بوتين يعتبر على الأرجح هؤلاء الجنود أكثر قابلية للتضحية وأقل عرضة لتقويض قاعدة دعمه المحلية".

في حين واجهت أوكرانيا، وهي دولة ديمقراطية يقل عدد سكانها عن ربع عدد سكان روسيا، بعض الرفض في محاولاتها لتعبئة المزيد من القوات، لم تواجه روسيا، حيث حُظر انتقاد الحرب، أي معارضة تُذكر. ولكن مع دخول الحرب عامها الرابع، حذّر المؤلفون من أن "الثمن الباهظ" لحملتها المطولة يُمثل نقطة ضعف محتملة لبوتين.

على الرغم من أن روسيا كانت صاحبة "المبادرة" في الصراع منذ أوائل عام 2024، إلا أن مؤلفي الدراسة قالوا إن الطبيعة الاستنزافية للحرب لم تترك "فرصًا تُذكر لتحقيق اختراقات حاسمة".

ولكن بدلاً من ذلك، فإن الأمل الرئيسي لروسيا في الفوز "هو أن تقطع الولايات المتحدة المساعدات عن أوكرانيا" - كما فعل الرئيس دونالد ترامب لفترة وجيزة في وقت سابق من هذا العام - و"الانسحاب من الصراع" - كما هدد المسؤولون في إدارته.

أوكرانيابيلاروسيانشر الأربعاء، 04 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • تقنية جديدة تكشف الفيروس المختبئ في الخلايا.. هل أصبح الشفاء من الإيدز قريبًا؟
  • اليمن يشارك في فعالية خاصة بمعالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي في أوقات الحرب والنزاعات
  • عيدٌ بلا خبز ولا ألعاب.. أطفال غزة بين الجوع والدمار
  • دراسة جديدة تكشف تقديرات لخسائر الجيش الروسي خلال الحرب في أوكرانيا
  • لماذا انتصرت إسرائيل في لبنان وفشلت في اليمن؟: السعودية تفتح ملفاً مسكوتاً عنه
  • غزة: تحذير من تعرض حياة 50 ألف سيدة حامل ومرضعة للخطر
  • اليونسيف: انهيار القطاع الصحى يهدد حياة الأطفال في غزة بشكل خطير
  • البنك الدولي يحذر من استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في اليمن
  • تقرير: "شبكة العنكبوت" الأوكرانية كشفت كلفة الحرب على روسيا
  • رفض العودة إلى منبر جدة .. حميدتي يهدد بتوسيع نطاق الحرب نحو الأبيض والشمالية