المولد النبوي وطوفان الأقصى
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
تأتي ذكرى المولد النبوي على صاحبها أفضل الصلاة والسلام هذا العام والأمة الإسلامية والعالم بأجمعه يمر بتحولات كبيرة، على الصعيد السياسي والفكري والديني، وهذه التحولات مؤذنة ببشارات لانبعاث جديد في هذه الأمة، فكما أن مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أخرج الناس من الظلمات إلى النور، فإن انتشار الإسلام في أصقاع الأرض بعد معركة طوفان الأقصى ووصول نور الإسلام إلى كل أرجاء المعمورة، والتعرف عليه من خلال الواقع المشرف الذي سطره أبناء غزة وفلسطين، من نماذج غاية في الجمال من حيث الصبر والتعلق بالله عز وجل والرضا بما قدر لهم، ومعاني الشرف والعزة والكرامة التي تستقبل الموت بصدور رحبة وإقدام مشرف، وأن هذه الحياة فانية وهي مجرد معبر إلى الحياة الخالدة يوم القيامة وغيرها من المعاني التي صدمت العالم الغربي في فرادتها، فأخذوا يبحثون عن القرآن الكريم للتعرف على هذه العقيدة الراسخة والمعاني الخلاقة.
بل دفع بعضهم إلى البحث عن الدراسات المقارنة للأديان لمعرفة ما هو موجود في كتبهم المقدسة على الرغم ما فيها من تحريف وتبديل إلا أنهم وجدوا بشارات على بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد أن أثبتها العلماء المسلمون في بحوثهم ودراساتهم وكتبهم، فقد كانت البشارات سابقة على الديانتين اليهودية والنصرانية، وهذا ما أثبته القرآن الكريم ففي دعوة إبراهيم عليه السلام وهو يرفع قواعد الكعبة مع ابنه إسماعيل دعا ربه أن يبعث في أهل مكة رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويعلمهم الكتاب والحكمة، فقال ربنا تبارك وتعالى في سورة البقرة: "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" ولذلك عندما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن نفسه قال: "أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى". وقد اختاره الله أن يكون من ذرية إسماعيل عليه السلام.
ولو تتبعانا القصص التي أوردتها كتب السير لوجدنا أنها تثبت أن الأحبار والرهبان كانوا يعلمون بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم وزمانه ومكان بعثته، فكما يذكر كتاب الرحيق المختوم هذه الرواية أنه: "لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة ارتحل به أبو طالب تاجرًا إلى الشام، حتى وصل إلى بُصْرَى وهي معدودة من الشام، وقَصَبَة لحُورَان، وكانت في ذلك الوقت قصبة للبلاد العربية التي كانت تحت حكم الرومان وكان في هذا البلد راهب عرف بَبحِيرَى، واسمه فيما يقال: جرجيس، فلما نزل الركب خرج إليهم، وكان لا يخرج إليهم قبل ذلك، فجعل يتخلّلهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين. فقال له أبو طالب وأشياخ قريش: و ما علمك بذلك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خرَّ ساجدًا، ولا يسجدان إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل: التفاحة، وإنا نجده في كتبنا، ثم أكرمهم بالضيافة، وسأل أبا طالب أن يرده، ولا يقدم به إلى الشام، خوفًا عليه من الروم واليهود، فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى مكة".
وولنا في قصة سلمان الفارسي وتنقله بين بلدان الشام والعراق حتى وصوله إلى المدينة المنورة باحثا عن الحقيقة ووحدانية الله حتى أخبره الرهبان أن هذا الزمان هو زمان نبي يبعث في مكة وأعطوه علامات استدل بها على صدق نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن الروايات الواردة في كتب السير قصة عبدالمطلب مع الملك سيف بن ذي يزن الحميري الذي تغلب على الأحباش واستقر له ملكه في اليمن، وأتته وفود العرب مهنئة على هذه النصر، ومن ضمن الوفود كان وفد قريش بزعامة عبدالمطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان سيف بن ذي يزن يدين بالديانة اليهودية، وبعد أن أعجب ببيان ومنطق عبدالمطلب أخبره كما ذكر ذلك كتاب سيرة ابن هشام حيث دار هذا الحوار بين عبدالمطلب وسيف ابن ذي يزن، حيث قال الملك الحميري: "إني أجد في الكتاب المكنون، والعلم المخزون، الذي اخترناه لأنفسنا، واحتجناه دون غيرنا، خبرا عظيما، وخطرا جسيما، فيه شرف الحياة، وفضيلة الوفاة للناس عامة، ولرهطك كافة، ولك خاصة.
فقال عبد المطلب: أيها الملك مثلك سر وبر، فما هو فداؤك أهل الوبر زمرا بعد زمر؟ قال: إذا ولد بتهامة غلام به علامة، بين كتفيه شامة، كانت له الإمامة، ولكم به الزعامة إلى يوم القيامة. قال عبد المطلب أبيت اللعن: لقد أبت بخير ما آب به وافد، ولولا هيبة الملك وإجلاله وإعظامه، لسألته من بشارته إياي، ما ازداد به سرورا.
قال ابن ذي يزن: هذا حينه الذي يولد فيه، أو قد ولد، واسمه محمد، يموت أبوه وأمه، ويكفله جده وعمه، ولدناه مرارا، والله باعثه جهارا، وجاعل له منا أنصارا، يعزبهم أولياؤه، ويذل بهم أعداؤه، ويضرب بهم الناس عن عرض، ويستبيح بهم كرائم أهل الأرض، يكسر الأوثان، ويخمد النيران، يعبد الرحمن، ويدحر الشيطان، قوله فصل، وحكمه عدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويبطله.
فقال عبد المطلب: أيها الملك عز جدك، وعلا كعبك، ودام ملكك، وطال عمرك - فهذا نجارى، فهل الملك سار لي بإفصاح، فقد أوضح لي بعض الإيضاح. فقال ابن ذي يزن: والبيت ذي الحجب، والعلامات على النقب، إنك يا عبد المطلب لجده غير كذب، فخر عبد المطلب ساجدا فقال: ارفع رأسك، ثلج صدرك، وعلا أمرك، فهل أحسست شيئا مما ذكرت لك؟
فقال: أيها الملك كان لي ابن، وكنت به معجبا، وعليه رفيقا، فزوجته كريمة من كرائم قومه آمنة بنت وهب، فجاءت بغلام سميته محمدا، فمات أبوه وأمه، وكفلته أنا وعمه.
قال ابن ذي يزن: إن الذي قلت لك كما قلت، فاحتفظ بابنك، واحذر عليه اليهود، فإنهم له أعداء، ولن يجعل الله لهم عليه سبيلا، واطو ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط الذين معك، فإني لست آمن أن تدخل لهم النفاسة، من أن تكون لكم الرياسة، فيطلبون له الغوائل، وينصبون له الحبائل، فهم فاعلون أو أبناؤهم، ولولا أني أعلم أن الموت مجتاحي قبل مبعثه، لسرت بخيلي ورجلي حتى أصير بيثرب دار مملكته.
فإني أجد في الكتاب الناطق، والعلم السابق، أن بيثرب استحكام أمره، وأهل نصرته، وموضع قبره، ولولا أني أقيه الآفات، وأحذر عليه العاهات، لأعلنت على حداثة سنه أمره، ولأوطأت أسنان العرب عقبه، ولكني صارف ذلك إليك، عن غير تقصير بمن معك".
ونحن نستذكر هذا الحدث العظيم ونعلم علم اليقين أن اليهود هم أعداء الله ورسوله منذ ولادة هذا النبي العظيم فهم يحيكون الدسائس والغوائل لإطفاء نور الله على هذه البسيطة، ولذلك هم يطغون في القتل والتنكيل بأبناء فلسطين الصامدين، ولكن كما أرسل الله النبوؤات والبشارات التي أنبأت بمقدم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإننا نستبشر بنصر الله الذي هو آت لا محالة ببشارة القرآن الكريم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم عبد المطلب
إقرأ أيضاً:
أسعار عمرة المولد النبوي الشريف 2026 - الاقتصادي والـ 5 نجوم
كتب- محمد أبو بكر:
كشف أحمد وحيد، عضو غرفة شركات السياحة، عن أسعار عمرة المولد النبوي الشريف 2025-2026، الاقتصادية منها والخمس نجوم.
وقال "وحيد"، في تصريحات لمصراوي، إن أسعار عمرة المولد النبوي الشريف 2026 الاقتصادية لن تقل عن 34 ألف جنيه شامل تذاكر الطيران.
وأضاف عضو غرفة شركات السياحة، أن أسعار عمرة المولد النبوي الشريف 2026 لن تقل عن 60 ألف جنيه.
كان كشف محمد عابد، عضو غرفة شركات السياحة، عن الأوراق المطلوبة والمستندات لحجز برامج العمرة واستخراج جواز السفر.
وأضاف "عابد"، في تصريحات لمصراوي، أن الأوراق المطلوبة لحجز العمرة واستخراج جواز السفر، كما يلي:
أولًا: المستندات المطلوبة لحجز العمرة
جواز سفر ساري لمدة لا تقل عن 6 أشهر من تاريخ السفر.
عدد 2 صورة شخصية بخلفية بيضاء حديثة، مع الالتزام بارتداء الحجاب بالنسبة للسيدات.
شهادة صحية معتمدة من أحد مكاتب الصحة الحكومية، مرفق معها أصل إيصال السداد لفحص الكبار.
ثانيًا: المستندات المطلوبة لاستخراج جواز السفر
شهادة التجنيد أو مستند الإعفاء من الخدمة العسكرية للذكور.
بطاقة الرقم القومي سارية، وعدد 2 صورة شخصية حديثة بخلفية بيضاء مقاس 4×6.
مستند يوضح الحالة الاجتماعية للإناث (مثل قسيمة الزواج أو الطلاق).
إيصال سداد رسوم استخراج الجواز وفقًا للتعريفة المعلنة.
المؤهل الدراسي في حال عدم تدوينه في بطاقة الرقم القومي.
وأوضح أنه يجب تقديم هذه المستندات كاملة إلى مصلحة الجوازات التابعة لوزارة الداخلية، تمهيدًا لاستكمال إجراءات إصدار جواز السفر خلال المواعيد المحددة.
اقرأ أيضًا:
رياح وأمطار وانكسار الموجة الحارة.. توقعات طقس الـ6 أيام المقبلة
بعد زعم سيدة انتسابها لعائلة مبارك.. ما عقوبة انتحال الشخصية؟
أبرزها حجر رشيد ورأس نفرتيتي.. توضيح من وزير السياحة بشأن عودة الآثار المنهوبة
إيفا فارما تستورد قلم مونجارو لمكافحة السمنة والسكري في مصر
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
أحمد وحيد غرفة شركات السياحة أسعار عمرة المولد النبوي الشريف 2026تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
أخبار
المزيدالثانوية العامة
المزيدإعلان
أسعار عمرة المولد النبوي الشريف 2026 - الاقتصادي والـ 5 نجوم
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
37 26 الرطوبة: 33% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك