الأمم المتحدة تقلص أنشطتها في اليمن بعد حملة شنتها مليشيا الحوثي على موظفي الإغاثة الإنسانية
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
قالت مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة، الخميس، إن الأمم المتحدة قلصت أنشطتها في مناطق سيطرة المليشيا، رداً على حملة شنها الحوثيون على الموظفين العاملين لدى الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية وحقوق الإنسان والتنمية والتعليم.
أبلغت القائمة بأعمال رئيسة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة جويس مسويا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن الأمم المتحدة اتخذت خطوات "للحد من تعرض الموظفين للخطر في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون".
وقالت إن الأمم المتحدة ركزت أعمالها على "الأنشطة الأساسية المنقذة للحياة والمستدامة".
وفي يونيو، احتجزت مليشيا الحوثي الإرهابية أكثر من 60 شخصاً يعملون مع الأمم المتحدة ومنظمات أخرى، وفقاً لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وبعد أيام، زعمت المليشيا أنها ألقت القبض على "شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية".
وقالت مسويا إن الأمم المتحدة ترفض بشدة "الادعاءات الكاذبة" التي أطلقها الحوثيون ضد العاملين في المجال الإنساني، بما في ذلك الادعاءات الأخيرة بتدخل الأمم المتحدة في النظام التعليمي في اليمن.
وقالت إن "هذه الادعاءات تهدد سلامة الموظفين، وتعوق قدرة الأمم المتحدة وشركائها على خدمة الشعب اليمني ويجب أن تتوقف على الفور".
وأكدت مسويا والمبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز غروندبرج مطالبة الأمين العام أنطونيو غوتيريش بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين بمن في ذلك موظفو الأمم المتحدة وأعضاء المجتمع المدني وموظفو البعثات الدبلوماسية وموظفو القطاع الخاص والأفراد من الأقليات الدينية.
وقال غروندبرج إنه مر أكثر من 100 يوم منذ أن شن الحوثيون موجة من الاعتقالات "تستهدف اليمنيين المنخرطين في جهود حاسمة تتعلق بالمساعدات الإنسانية".
حذرت مسويا من أن الوضع الإنساني في اليمن "يتدهور باطراد" حيث أفادت 62٪ من الأسر التي شملها الاستطلاع أنهم لا يملكون ما يكفي من الطعام، قائلة إن هذا رقم "مرتفع تاريخيا".
وقالت: "لأول مرة على الإطلاق، تواجه ثلاث مناطق - اثنتان في الحديدة وواحدة في تعز - مستويات حرجة للغاية من سوء التغذية - المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، حيث توجد مجاعة. "ومن المتوقع أن تصل أربع مناطق أخرى إلى هذا المستوى بحلول أكتوبر."
وقالت مسويا إنه بحلول نهاية ديسمبر، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 600 ألف طفل في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة سيعانون من سوء التغذية الحاد وأن حوالي 118 ألف طفل سيعانون من سوء التغذية الحاد الشديد - بزيادة قدرها 34٪ منذ عام 2023.
وأضافت: "الوقت هو جوهر الأمر إذا أردنا منع الكارثة"، مؤكدة أن نداء الأمم المتحدة الإنساني لجمع 2.7 مليار دولار لليمن هذا العام ممول بنسبة 28٪ فقط.
وأكدت مسويا أيضًا أن العاملين في المجال الإنساني يحتاجون إلى الوصول. وقالت إن التدخل المباشر من قبل الأطراف في الأنشطة الإنسانية في الأشهر السبعة الأولى من العام كان مسؤولاً عن 217 حادثة - وهي زيادة كبيرة عن 169 حادثة تم الإبلاغ عنها لعام 2023.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
خبير دولي: التجويع في غزة عملية ممهنجة من قبل حكومة نتنياهو
قال خبير شؤون المجاعات والرد الإنساني، أليكس دي وال في مقال بصحيفة، "نيويورك تايمز" إن عملية التجويع في قطاع غزة، سياسة ممنهجة تقودها حكومة بنيامين نتنياهو، وسط تقاعس دولي وتواطؤ متعمد لتعطيل عمليات الإغاثة.
وأشار إلى أن الجوع المتفشي في غزة لم يأت من فراغ، بل هو "نتيجة حتمية لسلسلة قرارات اتخذتها إسرائيل لتقييد المساعدات ومنع الإغاثة"، لافتا إلى أن "المجاعة لا تحدث بالصدفة، بل تصنع عمدا".
وأضاف دي وال أن "المعاناة التي تجتاح غزة ستترك ندوبا دائمة على الأجساد والعقول، خاصة بين الأطفال، حيث يترك سوء التغذية الحاد آثارا جسدية وعقلية لا تمحى". كما حذر من أن القطاع بات على أعتاب انهيار اجتماعي شامل، ينذر بانفجار الفوضى والعنف والتطرف.
ونقل المقال عن مجموعة مدعومة من الأمم المتحدة قولها هذا الأسبوع إن "أسوأ سيناريوهات المجاعة قد بدأ فعلا"، فيما لم يعد غياب التصنيف الرسمي لما يحدث في غزة كمجاعة ذا أهمية، نظرا لفداحة الأوضاع الميدانية.
وأشار الكاتب إلى أن الاحتلال شدد الخناق على غزة منذ آذار/مارس الماضي، وادعى دون أدلة أن حماس تسرق مساعدات الأمم المتحدة، مما أدى إلى تقويض عمل الوكالات الإنسانية.
وفي أيار/مايو، فرض الاحتلال نظاما بديلا لتوزيع المساعدات عبر مؤسسة خاصة تدعى "مؤسسة غزة الإنسانية"، مدعومة أمريكيا، ما تسبب بإقصاء الوكالات التقليدية وتدهور فعالية الإغاثة.
وبحسب دي وال، فإن الحصص الغذائية التي تقدمها المؤسسة غير متوازنة وتفتقر إلى العناصر الأساسية، خاصة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، مضيفا أن إعداد هذه الأطعمة يتطلب ماء نظيفا ووقودا غير متوفرين في غزة.
وانتقد الكاتب تقليص عدد مراكز توزيع المساعدات من نحو 400 إلى 4 فقط، وفتحها لفترات قصيرة، ما أجبر الجوعى على التكدس قرب مواقع عسكرية خطرة، تعرضوا فيها لإطلاق نار مباشر وسقوط قتلى خلال التدافع.
كما قلل من جدوى عمليات الإنزال الجوي التي وصفها بأنها رمزية، مشيرا إلى أن الكميات لا تسهم فعليا في التخفيف من الأزمة، ولا تصل إلى الفئات الأكثر ضعفا.
وأضاف دي وال أن الاتهامات الإسرائيلية لحماس بنهب المساعدات لا تدعمها أي وقائع موثقة، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة عرضت خطة مفصلة لضمان شفافية توزيع المساعدات، تشمل مراقبة عبر رموز QR وتتبع GPS، لكنها لم تفعل.
وقال الكاتب إن الفوضى التي تشهدها غزة اليوم، حيث يتم نهب الطعام من قبل مسلحين أو بيعه في السوق السوداء، ليست سوى نتيجة مباشرة لـ"هندسة إسرائيلية متعمدة"، مشيرا إلى أن "من يحمل السلاح لا يجوع أولا".
وفي مقارنة مع الوضع الإنساني في السودان، أوضح دي وال أن الكارثة هناك مشابهة من حيث شدة الجوع، لكن في غزة هناك فرق كبير: فالمجتمع الدولي مستعد ومتأهب، وقادر على التدخل فورا لو توفرت الإرادة السياسية.
وختم الكاتب مقاله برسالة شديدة اللهجة قائلا: "لو قررت حكومة نتنياهو الليلة أن يتناول كل طفل في غزة فطورا صباح الغد، لكان ذلك ممكنا بلا شك"، مؤكدا أن ما يحتاجه الفلسطينيون ليس إسقاط طرود من السماء، بل السماح الحقيقي لفرق الإغاثة بالعمل بحرية وكفاءة.
وأضاف أن العالم لا يستطيع أن ينتظر حتى تحصى قبور الأطفال، ويعلن رسميا أن ما حدث كان مجاعة أو إبادة جماعية، ثم يكتفي بالقول: "لن يتكرر هذا أبدا".