قالت مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة، الخميس، إن الأمم المتحدة قلصت أنشطتها في مناطق سيطرة المليشيا، رداً على حملة شنها الحوثيون على الموظفين العاملين لدى الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية وحقوق الإنسان والتنمية والتعليم.

أبلغت القائمة بأعمال رئيسة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة جويس مسويا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن الأمم المتحدة اتخذت خطوات "للحد من تعرض الموظفين للخطر في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون".

وقالت إن الأمم المتحدة ركزت أعمالها على "الأنشطة الأساسية المنقذة للحياة والمستدامة".

وفي يونيو، احتجزت مليشيا الحوثي الإرهابية أكثر من 60 شخصاً يعملون مع الأمم المتحدة ومنظمات أخرى، وفقاً لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وبعد أيام، زعمت المليشيا أنها ألقت القبض على "شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية".

وقالت مسويا إن الأمم المتحدة ترفض بشدة "الادعاءات الكاذبة" التي أطلقها الحوثيون ضد العاملين في المجال الإنساني، بما في ذلك الادعاءات الأخيرة بتدخل الأمم المتحدة في النظام التعليمي في اليمن.

وقالت إن "هذه الادعاءات تهدد سلامة الموظفين، وتعوق قدرة الأمم المتحدة وشركائها على خدمة الشعب اليمني ويجب أن تتوقف على الفور".

وأكدت مسويا والمبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز غروندبرج مطالبة الأمين العام أنطونيو غوتيريش بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين بمن في ذلك موظفو الأمم المتحدة وأعضاء المجتمع المدني وموظفو البعثات الدبلوماسية وموظفو القطاع الخاص والأفراد من الأقليات الدينية.

وقال غروندبرج إنه مر أكثر من 100 يوم منذ أن شن الحوثيون موجة من الاعتقالات "تستهدف اليمنيين المنخرطين في جهود حاسمة تتعلق بالمساعدات الإنسانية".

حذرت مسويا من أن الوضع الإنساني في اليمن "يتدهور باطراد" حيث أفادت 62٪ من الأسر التي شملها الاستطلاع أنهم لا يملكون ما يكفي من الطعام، قائلة إن هذا رقم "مرتفع تاريخيا".

وقالت: "لأول مرة على الإطلاق، تواجه ثلاث مناطق - اثنتان في الحديدة وواحدة في تعز - مستويات حرجة للغاية من سوء التغذية - المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، حيث توجد مجاعة. "ومن المتوقع أن تصل أربع مناطق أخرى إلى هذا المستوى بحلول أكتوبر."

وقالت مسويا إنه بحلول نهاية ديسمبر، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 600 ألف طفل في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة سيعانون من سوء التغذية الحاد وأن حوالي 118 ألف طفل سيعانون من سوء التغذية الحاد الشديد - بزيادة قدرها 34٪ منذ عام 2023.

وأضافت: "الوقت هو جوهر الأمر إذا أردنا منع الكارثة"، مؤكدة أن نداء الأمم المتحدة الإنساني لجمع 2.7 مليار دولار لليمن هذا العام ممول بنسبة 28٪ فقط.

وأكدت مسويا أيضًا أن العاملين في المجال الإنساني يحتاجون إلى الوصول. وقالت إن التدخل المباشر من قبل الأطراف في الأنشطة الإنسانية في الأشهر السبعة الأولى من العام كان مسؤولاً عن 217 حادثة - وهي زيادة كبيرة عن 169 حادثة تم الإبلاغ عنها لعام 2023.

 

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

وفاة الفنان علي عنبة تُعيد التذكير بإرهاب الحوثي ضد الفن

أعادت حادثة الوفاة المفاجئة للفنان الشعبي علي عنبة في العاصمة المصرية القاهرة، التذكير بسياسة التضييق التي مارستها ميليشيا الحوثي الإرهابية بحق المجال الفني خلال السنوات الماضية.

وتوفي الفنان الشعبي علي عنبة، فجر السبت، في القاهرة جراء نوبة سكر حادة أصابته، بعد أقل من شهر على استقراره في مصر، إثر قراره الرحيل من صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.

وكان الفنان عنبة قد ظهر في مقطع فيديو العام الماضي، كشف فيه لأول مرة عن معاناته مع القضاء في صنعاء لأكثر من خمس سنوات للفصل في قضية "درج" أقامها أمام منزله.

وأشار إلى أنه ظل لمدة خمس سنوات يتردد على المحاكم في صنعاء، قائلاً: "وأنا لا أعلم أشارع من؟"، حسب قوله، دون أن يتم الفصل في القضية، في إشارة إلى تعرضه للابتزاز بشكوى كيدية.

وعبّر الفنان علي عنبة، بشكل ساخر، عن سخطه من معاناته وهو يشير إلى ملف يحمله بيده، قائلاً إنه لم يعد يحمل العود أو قصائد الأغاني، بل يحمل أوراق الشكاوى والمحاكم.

وختم الفنان عنبة حينها مقطع الفيديو بصوت غاضب، مؤكداً أنه بات يفكر في بيع منزله ومغادرة البلاد للبحث عن عيشٍ في مكان آخر، بسبب عدم إنصاف القضاء في صنعاء.

هذه المغادرة أقدم عليها الفنان الراحل مؤخراً، بحسب ما كشفه مقربون منه، بعد قيام ميليشيا الحوثي بإصدار قرار يمنع استمرار حفلات الأعراس في مناطق سيطرتها بعد الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، ضمن مساعيها للتضييق على أي مظاهر ترتبط بالفن والثقافة.

وأوضح المقربون أن هذا القرار شكّل ضربة قاصمة للفنان الراحل على عكس باقي الفنانين، إذ إن عنبة معروف بفنه الشعبي وطابعه الخاص الذي يرتبط غالباً بالحفلات الليلية، وهو ما أدى إلى توقف نشاطه تماماً.

وأضافوا أن ذلك دفعه إلى اتخاذ قرار نهائي بمغادرة اليمن مع عائلته نحو مصر ليستقر فيها، أملاً في استئناف نشاطه من هناك، قبل أن يُصدم محبوه ومتابعوه بخبر وفاته المفاجئة فجر السبت.

اللافت في هذا السياق، أن وفاة الفنان عنبة جاءت بعد يوم واحد من مقاطع مصوّرة لعدد من الممثلين المقيمين في مناطق سيطرة الميليشيا، وبعضهم من الموالين لها، يشكون فيها من أوضاع معيشية صعبة لهم ولأسرهم.

وشكا هؤلاء الممثلون في المقاطع المصوّرة التي نشروها على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، من تخلي سلطة الميليشيا عن دعمهم مالياً رغم مواقفهم الداعمة لها ضد السلطة الشرعية.

إلا أن شكوى هؤلاء الممثلين تضمنت إدانة غير مباشرة لسياسة الميليشيا، بالتأكيد أن سوء أوضاعهم يعود بالدرجة الأولى إلى غياب النشاط الفني في مناطق سيطرتها، على عكس الوضع في المناطق المحررة.

حيث تمنع الميليشيا الحوثية منذ سنوات أي إنتاج درامي خاص في مناطق سيطرتها، وتحصر النشاط الفني بما يتلاءم مع مشروعها وفكرها، ويمكن توظيفه ضد خصومها، ضمن سياستها العدائية التي تمارسها منذ انقلابها ضد الفن والثقافة في اليمن.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: خطة تمتد 60 يوما لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة
  • شبكة حقوقية: الحوثيون يرتكبون أكثر من 5 آلاف انتهاك ضد القطاع الصحي في اليمن
  • سعيود: الجزائر مستعدة لتقديم المساعدة والدعم في الإغاثة عند الكوارث
  • وزير الخارجية يستقبل وكيل الأمين العام للشئون الإنسانية
  • الأمم المتحدة تدعو إلى توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية فورا بعد وقف الحرب بغزة
  • هيومن رايتس تطالب أطراف النزاع في اليمن بوقف التدخل في المساعدات الإنسانية
  • فضحية مدوية لحكومة عدن بشأن صرف رواتب الموظفين 
  • مليشيا الحوثي تخفي قسراً عائلة كاملة اختطفتها في يوليو الماضي
  • وفاة الفنان علي عنبة تُعيد التذكير بإرهاب الحوثي ضد الفن
  • مليشيا الحوثي ترفض الكشف عن مصير أمين عام حزب المؤتمر