جدل بإسرائيل حول التصعيد ضد حزب الله على وقع تصريحات نتنياهو
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
احتدم الجدل في إسرائيل على وقع تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة الحكومة الأسبوعية أمس الأحد بأن الوضع مع حزب الله بحاجة إلى تغيير موازين القوى، وأنه سيقوم باللازم من أجل إعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان.
وجاء الخلاف بين كتاب الصحف الإسرائيلية حول أولوية هذه الخطوة وجدواها، في ظل استمرار انشغال جيش الاحتلال بالحرب على غزة، وتصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية، فضلا عن هجمات الحوثيين، وذلك بالتوازي مع الخلاف الذي نشب بين نتنياهو وزير دفاعه يوآف غالانت بشأن توسيع العملية العسكرية في الشمال.
ففي صحيفة معاريف، كتب المراسل العسكري للصحيفة آفي أشكنازي منتقدا سلوك الحكومة الإسرائيلية، وقال "لقد فعلت الحكومة الصحيح في إعلان غزة الساحة الرئيسية والشمال ساحة ثانوية، لأن التهديد الوجودي المباشر في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من غزة".
لكنه قال "كان من الصحيح تحديد أهداف الحرب: تدمير قدرات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الحكومية والعسكرية وإطلاق سراح الرهائن. ولكن الحكومة أدارت الحرب بطريقة خطأ وأضاعت الأهداف الواضحة لأسباب متنوعة".
وأضاف أن "إسرائيل وصلت إلى مفترق الطرق قبل بضعة أسابيع. كان علينا أن نختار: الذهاب إلى اتفاق وإطلاق سراح جميع الرهائن ووقف الحرب، أو الاستمرار في الغرق في وحل غزة والدوران على محورنا".
وقال إنه "من ناحية، لا يدخل الجيش القتال في المناطق التي توجد فيها معلومات عن المختطفين. ومن ناحية أخرى، فهو لا يخلق بديلا حكوميا لحماس، ولا يستخدم أدوات ضغط ثقيلة على حماس من شأنها أن تقودها إلى الزحف نحو وقف إطلاق النار".
ووصف الكاتب حكومة نتنياهو بأنها "مترددة وخرقاء وبطيئة وتفتقر إلى الطاقة في الحرب في الجنوب"، وأكد أن المسؤولين في وزارة الحرب يرون أن نتنياهو غير مهتم بالتوصل إلى اتفاق مع حماس، وأن التصعيد في الشمال سيترك الأسرى لمصير الموت.
وقال إن "الحكومة تتصرف بطريقة إشكالية. وبدلا من إغلاق منطقة القتال الرئيسية واحتواء مناطق القتال الأخرى مثل الشمال، تعمل الآن على فتح الساحة الشمالية، رغم أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يدير قتالا ناجحا مع حزب الله".
وختم بالقول "يجب على الحكومة الإسرائيلية إجراء نقاش إستراتيجي حقيقي، والضغط من أجل إغلاق ساحة غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وعندها فقط سيتمكن من خوص المعركة ضد لبنان وتشكيل تحالف دولي ضد إيران، وإنشاء معادلات ردع جديدة بشكل مدروس"، بحسب اعتقاده.
الاحتواء بدلا من توسيع الحربواتفق معه في هذا الرأي خبير الاستطلاعات الإسرائيلي الكاتب سيفر بلوتسكر في يديعوت أحرونوت، الذي دعا الحكومة الإسرائيلية إلى التفكير بعناية في إذا ما كانت ستبدأ حربا ثالثة في لبنان الآن.
وقال "إن الدخول في حرب واسعة النطاق في لبنان سيكون مكلفا للغاية من حيث الموارد ومدمرا للشمال الإسرائيلي بالمقارنة مع الوضع الصعب الحالي. كما أنه سيؤدي إلى إلحاق ضرر كبير بالعلاقات مع الإدارة الأميركية، ويعزز صورتنا الدولية السلبية، ويقوض القدرة القتالية للجيش الإسرائيلي في غزة، وقد يؤدي إلى تجديد (المنطقة الأمنية) الملعونة في جنوب لبنان"، بحسب قوله.
ودعا بدلا من ذلك إلى "سياسة الاحتواء والاستجابة المدروسة والقوية لهجمات حزب الله" مع تقديم جميع المساعدات المادية والاجتماعية والتعليمية اللازمة للسكان الذين تم إجلاؤهم من الشمال.
ولخص موقفه بالقول إنه "ليس من المجدي ولا من الصواب أن تستعيد إسرائيل السيطرة -لا العسكرية ولا المدنية- في جنوب لبنان وغزة. إذا كان سكان غزة على استعداد للعيش تحت حكم حماس، واللبنانيون على استعداد للعيش في ظل نظام حزب الله، فهذه مشكلتهم هم، وليست مشكلتنا"، على حد تعبيره.
وختم بالقول: "لذلك، من المستحسن التخلي عن الأوهام الخطيرة بإعادة تأسيس الإمبراطورية الإسرائيلية من الليطاني إلى فيلادلفيا، والتركيز على إعادة الرهائن إلى الوطن من دون مزيد من التأخير الذي قد يكون قاتلا لهم".
هجوم شاملوكان للبروفيسور آفي باريلي المؤرخ في جامعة بن غوريون في النقب رأي مخالف -كشفه في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم" اليمينية- دعا فيه إلى توجيه ضربة عسكرية للبنان فورا، متهما الوسطاء في مصر وقطر بمحاولة إخضاع إسرائيل.
وأضاف أن "أميركا، بقيادة الحزب الديمقراطي، تريد إضعاف إسرائيل من أجل منع الحرب بينها وبين إيران ووكلائها الآخرين. هذا هو معنى تعاونهم مع عملية تسمى (صفقة الرهائن) من خلال التلاعب العاطفي. إنها ليست سوى خطوة قاسية ستترك معظم المختطفين في أيدي منظمة نازية، وتجعل إسرائيل تجثو على ركبتيها بوقف إطلاق النار"، على حد تعبيره.
ويرى الكاتب أن "مصلحة إسرائيل هي عكس المصلحة الأميركية، كما تراها قيادة الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة"، ويعتقد أيضا أن ما وصفه بـ"الغباء الإستراتيجي العميق لقيادة الحزب الديمقراطي الحاكم في الولايات المتحدة" قد فشل في تحقيق إنجاز، ودفع رئيس حركة حماس يحيى السنوار إلى ترسيخ نفسه.
ولذلك، بادر الكاتب إلى وضع وصفة لإسرائيل قائمة على "إخلاء شمال قطاع غزة من سكانه المتبقين، وتوسيع عمليات الهدم والحفر، وحظر البقاء حول محور نتساريم وفي المنطقة الواقعة شمال شرق محور فيلادلفيا".
ويرى هذا المؤرخ أن "هذا الوضع يترك حزب الله عالقا في حرب استنزاف لا يستطيع أن يقررها، ويخشى توسعها، ومن ناحية أخرى، يمكن لإسرائيل أن تقرر إذا ما كانت ستشن هجوما شاملا في الشمال".
ودعا إلى هجوم فوري على لبنان بالقول: "من أجل البقاء كدولة ذات سيادة لشعب حر في أرضها، يجب على إسرائيل كسر الجيوش الإرهابية لإيران من حولنا، واقتلاع حماس من قطاع غزة، واقتلاع حزب الله من جنوب لبنان، وتحييد سلاح الصواريخ من خلال الاحتلال المؤقت لجنوب لبنان".
وختم قائلا إنها ستكون حربا صعبة، لكنها ضرورية لبقاء إسرائيل، معتبرا أن "هجوما شاملا في الشمال الآن، قبل أن تصبح إيران نووية مباشرة، سيكون حربا وقائية وجودية. كما أنه سيفتح لنا إمكانيات لإحباط المشروع النووي الإيراني".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات فی الشمال حزب الله من أجل
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يعدد إنجازاته بجلسة برلمانية صاخبة وأولمرت: ما يحدث بغزة جرائم حرب
عدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية- جملة مما وصفها بالإنجازات الكبيرة التي حققتها حكومته بعد السابع من أكتوبر، وذلك خلال جلسة برلمانية صاخبة ووجه فيها باتهامات واستهجان من طرف نواب المعارضة.
وقال نتنياهو إن إسرائيل غيرت وجه الشرق الأوسط، وحققت إنجازات على عدة جبهات لم تتحقق منذ قيام إسرائيل، سواء على جبهة غزة أو لبنان أو سوريا، أو غيرها من الجبهات.
وأكد أن الجيش الإسرائيلي اغتال من وصفه بزعيم حركة حماس في قطاع غزة محمد السنوار، الشقيق الأصغر لزعيم الحركة الراحل يحيى السنوار، وهي مزاعم لم تؤكد من طرف حركة حماس، كما نقلت صحيفة هآرتس عن مصدر أمني إسرائيلي إنه خلافا لتصريحات نتنياهو أجهزة الأمن الإسرائيلية لم تؤكد اغتيال محمد السنوار.
وكشف نتنياهو أن لديه معلومات مؤكدة تفيد بأن 20 أسيرا إسرائيليا ما زالوا على قيد الحياة وأن 28 منهم متوفون، وتعهد بمواصلة الحرب حتى هزيمة حماس وإعادة جميع الأسرى الأحياء منهم والأموات.
وأكد أن إسرائيل تتعامل بمبدأ الرد بقوة على من يعتدي عليها. واتهم نتنياهو إيران بالوقوف خلف الهجمات التي تنطلق من اليمن ، مشيرا إلى أن الحوثيين هم مجرد وكيل للقوة الرئيسية إيران.
إعلانوقال نتنياهو أيضا إنه وزوجته يتعرضان لحملة تشويه من قبل عائلات الأسرى لأن المعارضة في البرلمان تروج للأكاذيب بهذا الشأن.
وخلال كلمته في جلسة الكنيست، تعرض نتنياهو لصيحات استهجان من قبل أقارب الأسرى الإسرائيليين في غزة، الذين رفعوا لافتات تطالب الحكومة بإبرام صفقة تبادل والإفراج عنهم.
ويتهم أقارب الرهائن نتنياهو بالتلاعب بهم عندما وعد بإعلان هام وشيك بشأن الأسرى ثم تراجع عن تصريحه.
فشل في إدارة الحرب
بالمقابل، اتهم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالفاشل في إدارة الحرب.
ووصف لبيد حال إسرائيل قبل سنتين ونصف بأنها كانت دولة آمنة وحدودها هادئة ومؤمنة.
وقال خلال جلسة الكنيست الصاخبة، إن على كل مواطن إسرائيلي أن يسأل نفسه كيف كان وضعه قبل حكومة نتنياهو، وكيف حاله الآن.
جرائم حرب
ومن جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت لراديو إن بي آر إن إسرائيل ترتكب جرائم حرب في قطاع غزة.
وأضاف أولمرت أن دعوة وزراء لتجويع سكان غزة وإبادتهم هي دعوة لجريمة حرب لم يعلق عليها رئيس الوزراء.
وأوضح أولمرت في حديثه لراديو إن بي آر أن توسيع الحرب لا غرض ولا هدف عسكري يمكن تحقيقه منه، وأن الجميع على يقين تام بأنه لا يوجد أي هدف يمكن تحقيقه يبرر الاستمرار في هذه العملية أو توسيعها.
وقال أولمرت إن أولمرت لإن بي آر إن هذه العمليات لن تنقذ الرهائن ولن تحقق أي مصلحة وطنية لإسرائيل.
רונן קינן, שחקי שחקי על החלומות ????️????
משמרת ה 101 עד שהם ישובו !!
יום ה 600, בואו הערב לכיכר להיות עם המשפחות @bringnimrod @LishayLM @MosheELavi @enavezangauker @anatangrest pic.twitter.com/ZIJhfYy9Lz
— Ayelet Nahmiasverbin????????????️ (@Ayeletnnv) May 28, 2025
هذا وقد تظاهر المئات من الإسرائيليين في تل أبيب وسط إسرائيل، مساء الأربعاء، للمطالبة بإعادة الأسرى المحتجزين في غزة تزامنا مع مرور 600 يوم على أسرهم.
إعلانوذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مئات الأشخاص، بينهم أمهات وعائلات المختطفين، تظاهروا في ساحة بياليك في تل أبيب في الاحتجاج الصامت "الوقفة 101″، للمطالبة بعودة المختطفين الذين تحتجزهم حماس منذ 600 يوم في قطاع غزة".