الجزيرة:
2025-06-01@10:08:41 GMT

هكذا يكافح التجار البسطاء تداعيات زلزال المغرب

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

هكذا يكافح التجار البسطاء تداعيات زلزال المغرب

الرحى – عندما تقطع الطريق من مدينة مراكش إلى حدود دوار إغيل -عين الزلزال- في أعماق جبال إقليم الحوز المغربي، يؤكد لك من تلتقيهم من القرويين أن وتيرة التعافي من الآثار المدمرة للزلزال بطيئة وتكلفهم الكثير من العنت، رغم الدعم الحكومي.

يخبرونك -على اختلاف دواويرهم وقراهم- أن "زلزال القرن" كان قد دمر منازلهم ومتاجرهم البسيطة، وأهلك ثروتهم الحيوانية، وعادوا لاستئناف حياتهم من الصفر مستعينين في ذلك بالدعم المالي الحكومي الشهري الذي يبلغ 2500 درهم (250 دولارا)، والذي ينتهي هذا الشهر.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هنا إقليم الحوز المغربي.. هل تصدقون أن عاما مر على زلزال القرن؟list 2 of 2“الحوز خيمتنا.. الحوز نجمتنا”.. نريد بيتا يعيد لنا دفئا فقدناهend of list

كما يتلقى العديد منهم الدعم الحكومي المخصص لبناء منازل بديلة وفق شروط تقنية صارمة لمواجهة الزلازل، والذي يصرف على دفعات مع تقدم الأشغال، ويقدر بـ80 ألف درهم (8 آلاف دولار) لمن تضرر منزله جزئيا، و140 ألف درهم (14 ألف دولار) لمن هدم منزله بشكل كامل.

المحلات التجارية البسيطة بقرى الحوز تنتظر استكمال الدعم الحكومي لتنهض من جديد (الجزيرة) تجار بسطاء

لكن هناك فئة من القرويين تضررت بشكل كبير وتعاني في صمت، وهي الفئة التي كانت لها متاجر بسيطة سواء في تلك الدواوير المنتشرة بجبال الأطلس، أو على جنبات الطريق المؤدية لإقليم الحوز.

وبحسب أرقام وزارة الصناعة والتجارة المغربية، فإن عدد المحلات التجارية المتضررة بلغ 2910 محلا، تتوزع بين 2323 بجهة مراكش وآسفي، و587 بإقليم تارودانت، 45% منها تهدمت بشكل كامل.

وتوضح الأرقام الرسمية أيضا أن الزلزال أتلف سلع 51% من التجار، وألحق أضرارا متفاوتة بباقي السلع، وتؤكد أن 36% من المحلات متخصصة في التغذية العامة، والبقية تتنوع ما بين المقاهي والمطاعم ومحلات الجزارة ومتاجر بيع ملابس وأوان خزفية وغيرها.

الشاب رضوان نصب له متجرا بسيطا من الزنك بجانب الطريق لإصلاح العجلات (الجزيرة)

يؤكد لنا حسن، وهو من سكان دوار إغيل، أنه اضطر للنزول إلى قرية تلات نيعقوب (نحو 100 كيلومتر جنوبي مراكش) بحثا عن أي عمل يدر عليه دخلا يعيل به أسرته بعدما فقد ما يملكه بدواره.

وحتى المقاول البسيط إبراهيم، الذي التقيناه في تلات نيعقوب، أوضح لنا أن الحركة التجارية تعاني من تحديات كثيرة في هذه المناطق الجبلية النائية، مما يزيد من معاناة القرويين.

وغير بعيد عنهما، نصب الشاب رضوان "محلا" من الزنك على جنبات الطريق لتقديم خدمة إصلاح العجلات، وهي مهنته التي كان يمارسها في دواره هناك في أعلى الجبل.

لكن بعد تدهور الحركة التجارية إثر الزلزال، اضطر للنزول بالقرب من الطريق بحثا عن زبناء قد يحتاجون لخدمته، وقد كنا منهم بعدما تفننت حجارة صغيرة مسننة سقطت لتوها من الجبل بسبب الأمطار العاصفة في ثقب عجلة سيارتنا.

المحلات التجارية البسيطة بالقرى النائية توفر خدمات مهمة للقرويين (الجزيرة) سياحة وفلاحة

وكان النشاط الاقتصادي لهؤلاء القرويين يعتمد قبل الزلزال على السياحة وعلى الفلاحة المعيشية والثروة الحيوانية، إلى جانب تجارة خدمية بسيطة.

لكن كل شيء تغيّر بعد الزلزال الذي ضرب في الثامن من سبتمبر/أيلول الماضي عندما اهتزت الأرض بـ7.2 درجات على مقياس ريختر، حيث عاد مؤشر المداخيل إلى الصفر بالنسبة لفئات كثيرة من السكان.

ويعترف القرويون بأن الدعم الحكومي المباشر وكذلك الدعم المخصص لإعادة البناء، خفّفا كثيرا من الأحمال التي كانت سترهق كاهلهم خلال الشهور التي تلت الزلزال.

وإلى جانب الدعم المالي والتقني، قدمت الحكومة آلاف الرؤوس من الماشية للفلاحين ومربي الأغنام، إلى جانب أطنان من العلف والشعير، كما أنهت أشغال تأهيل أكثر من 42 مركزا صحيا ذا أولوية في تلك المناطق النائية.

المحلات التي تبيع مصنوعات محلية تنتشر بجل مناطق الحوز وتشكل مصدرا رئيسيا لدخل أصحابها (الجزيرة) مخاوف

لكن مخاوف القرويين جمة مما هو آت في ظل المشاكل التي صاحبت تقديم دفعات دعم البناء، وكذلك عندما يتوقف صرف الدعم المالي حيث من المقرر أن يكون الشهر الجاري آخر شهر تصرف فيه تلك القيمة المالية للمتضررين المقدرة بـ2500 درهم (250 دولارا).

في ظل هذه الظروف، يضطر شباب القرى والدواوير للنزول إلى المراكز الحضرية القريبة، وخاصة مدينة مراكش، للعمل في قطاعي البناء والفلاحة خاصة، كما يؤكد لنا عبد الرحيم من قرية تينزرت.

في حين ينتشر بعض الشباب المتعلم في مدن البلاد الأخرى للعمل في وظائف تدر عليهم دخلا أكبر يساعدون به أسرهم كحال الشاب إبراهيم من قرية تنسكت في الحوز.

وأخبرنا بعض القرويين في الدواوير المختلفة أن نسبة قليلة جدا من السكان هي التي استطاعت الانتقال للعيش في حواضر قريبة بعدما فقدوا كل ما يملكون وتوقفت حياتهم بشكل نهائي في أعلى الجبل.

قطاع السياحة الداخلية والأجنبية يشكل رافدا مهما للتجارة المحلية (الجزيرة) آمال

وتعيش المتاجر التي تبيع منتجات محلية من الأواني الخزفية والفلاحية السيناريو نفسه، وهي التي اعتادت على تجارة نشطة مع السياح بشكل خاص.

ويحكي لنا التاجر عمر، صاحب محل لبيع الأواني الخزفية بالقرب من بلدة إسني (نحو 60 كيلومترا جنوبي مراكش)، أن حركة البيع لم تعد كما كانت قبل الزلزال، عندما كانت منطقة الحوز وأوكايمدن المجاورة لها تغص بالسياح الذين يقبلون بشغف على المصنوعات اليدوية من الخزف المحلي.

وأخبرنا أنه أعاد ترميم متجره بالكامل -حيث هدمه الزلزال ودمر كل البضاعة التي كانت بداخله- لكن حركة البيع ضعيفة، ولا تكفي لتحقيق الدخل المطلوب.

لكن عمر يعبر لنا عن أمله في أن يتحسن الوضع مع مرور الأيام، خاصة إذا أقدمت الحكومة على مبادرات قد تنعش هذا القطاع المرتبط بالسياحة أساسا.

وفي أغسطس/آب الماضي، بدأ عدد من التجار في مناطق متضررة من الزلزال بالتوصل بالدفعة الأولى من الدعم الحكومي المخصص لإعادة بناء وتجهيز متاجرهم، على أن تليها دفعتان أخريان.

وبالنسبة لبعض من دمرت تجهيزات محلاتهم فقط، فسيتوصلون بدفعة الدعم المالي كاملة مرة واحدة.

وبخصوص قطاع الصناعة التقليدية، أكدت السلطات المختصة قبل أيام أنها تدارست 1155 ملفا لدعم ورشات الصناعة التقليدية بميزانية إجمالية تناهز 78 مليون درهم (نحو 8 ملايين و50 ألف دولار).

وشمل الشطر الأول صرف 10 ملايين درهم (نحو مليون و32 ألف دولار) لفائدة 1047 صانعا تقليديا.

مطاعم منطقة الرحى كانت عادة تشهد حركة دؤوبة لوجودها في منتصف الطريق بين بلدات وقرى سياحية (الجزيرة) الرحى

وغير بعيد عن متجر عمر، وبالضبط في منطقة "الرحى" التي تقع في منتصف الطريق بين بلدتي أسني وتحناوت بالحوز، تنتشر 9 مطاعم صغيرة حالاتها لا تنبئ بأن الأوضاع على ما يرام.

يحكي لنا صاحب أحد المحلات -لم يرد الكشف عن اسمه- أن هذه المحلات ونظيراتها في المنطقة تعاني معاناة كبيرة بعد الزلزال، وعبّر عن أمله في أن تتدخل السلطات لدعم هذا القطاع بما يضمن له الاستمرار.

ويضيف أن الحركة السياحية لا تزال أقل من المعتاد، سواء تعلق الأمر بالسياحة الداخلية أو الخارجية، مبرزا أن الحركة كانت لا تفتر بالمنطقة قبل الزلزال، وكانت المطاعم التسعة تغص بالزبناء الذين يتوقفون لتناول المأكولات اللذيذة هناك.

ويحظى طاجين اللحم المطبوخ على الطريقة التقليدية فوق الفحم بشعبية كبيرة في "الرحى"، وذلك لخصوصيته ورخص ثمنه بالمقارنة مع مناطق داخل بلدة تحناوت أو مراكش مثلا، حيث لا يتجاوز طاجين نصف كيلوغرام من اللحم 70 درهما (7 دولارات).

الطواجين المطهوة على الفحم بمنطقة الرحى جاهزة وتنتظر عشاقها (الجزيرة)

وعندما تتوقف بعين المكان يلفت انتباهك تنافس أصحاب المطاعم التسعة بشراسة على استقطاب الزبون الذي يوقف سيارته قبالة المطاعم، ويتفننون في عرض الخدمة سواء داخل المطعم نفسه أو وسط الوادي الجاف المجاور الذي نصبوا وسطه طاولات وكراسي تحت ظلال سقوف من قصب صنعوها بأيديهم.

وعندما تسألهم عن تلك المغامرة بتعريض الزبناء للخطر بوضع طاولات وسط الوادي وقد تأتي السيول في أي لحظة، يخبرك بعض أصحاب تلك المطاعم أن "الوضع تحت السيطرة" ولا داعي للقلق، وأن هناك وسائل للتحذير من أي سيل قادم.

أصحاب مطاعم الرحى يؤكدون أن الجلسة وسط الوادي الجاف آمنة وأنه لم يقع أي حادث منذ 1995 (الجزيرة)

وأخبرنا أحدهم أنه لم يحدث أي مشكل يعكر صفو المكان منذ عام 1995، وانتقد قيام السلطات المحلية مؤخرا بهدم تلك "الخيام القصبية" المنصوبة لإجبار أصحاب المطاعم على عدم المخاطرة بحياة الزبناء بوضع طاولات وكراس وسط الوادي الذي قد يمتلئ بالسيول في أي لحظة.

وتابع محدثنا أن العائلات والأفراد يفرحون بتلك الجلسة وسط واد جاف، بل إن هناك رغبة لدى البعض في حفر عيون مائية بالوادي تشكل نقطة جذب للسياح المحليين والأجانب، ومع مجيئهم لزيارة الحوز تتحرك هذه المطاعم التي تبدو شبه معطلة حاليا.

فبالنسبة لأرباب هذه المطاعم في منطقة "الرحى"، كل السبل مباحة لاستقطاب الزبناء ما دامت لا تضر بأحد، وما دامت تساعدهم على التفلت من بين شقي رحى الركود الذي تسبب فيه "زلزال القرن".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الدعم الحکومی الدعم المالی وسط الوادی

إقرأ أيضاً:

تحذير عاجل.. قنبلة زلزالية موقوتة تحت إسطنبول بقوة 7 درجات

أطلق الخبير التركي البارز في علم الزلازل، ناجي جورير، تحذيراً مقلقاً بشأن إمكانية وقوع زلزال مدمر بقوة تصل إلى 7 درجات على مقياس ريختر، ناجم عن صدع كومبورجاز النشط في بحر مرمرة، والذي يمتد على طول 75 كيلومتراً ولم ينكسر معظمه بعد، هذا الصدع يُعد أحد ثلاثة صدوع رئيسية في بحر مرمرة، ويشكل تهديداً مباشراً على مدينة إسطنبول، أكبر مدن تركيا وأكثرها كثافة سكانية.

ووفق جورير، تعد تركيا واحدة من أكثر المناطق عرضة للنشاط الزلزالي في العالم، حيث تقع على حدود عدة صفائح تكتونية نشطة، أبرزها الصفيحة الأناضولية التي تشهد تحركات مستمرة تسبب زلازل متكررة، وفي عام 1999، ضرب زلزالان مدمران منطقة مرمرة، أسفرا عن وفاة أكثر من 17,000 شخص وتدمير آلاف المباني، وأثرا بشكل كبير على شبكة الصدوع النشطة، ما نقل ضغوطاً زلزالية إلى صدع كومبورجاز.

ورغم مرور أكثر من عقدين على تلك الكارثة، يشير جورير إلى أن صدع كومبورجاز لم ينكسر بعد، لكنه محمّل بكم هائل من الطاقة الزلزالية التي قد تُطلق فجأة مسببة زلزالاً عنيفاً.

وأضاف جورير أن منطقة سيلفري الواقعة على الساحل الغربي لبحر مرمرة تمثل منطقة ذات مخاطر خاصة بسبب طبيعة تربتها المفككة والمشبعة بالمياه، والتي لا تمتص موجات الزلزال بل تقوم بتضخيمها، ما يزيد من قوتها عند وصولها إلى المباني ويُضاعف حجم الأضرار المحتملة.

وحذر من أن البناء في مثل هذه التربة يجب أن يراعي دراسات جيولوجية دقيقة، مع الالتزام بمعايير إنشائية صارمة لتجنب وقوع خسائر بشرية ومادية جسيمة.

وأكد جورير أن الزلازل في هذه المنطقة أمر محتوم لا يمكن تجنبه، مشدداً على أهمية الاستعداد والتخطيط للحد من الأضرار.

وقال: “السؤال ليس عما إذا كان الزلزال سيحدث، بل كيف سنتعامل معه، الاستعداد الجيد والتخطيط المتقن يمكن أن يمنع تحول هذه الظاهرة الطبيعية إلى كارثة إنسانية، في حين أن الإهمال سيؤدي إلى خسائر فادحة.”

ويأتي هذا التحذير في ظل تسجيل تركيا خلال الأيام الماضية زلزالاً قوياً ضرب مدينة قونيا في وسط البلاد، تلاه هزات ارتدادية في العاصمة أنقرة، مما يؤكد على النشاط الزلزالي المتزايد في البلاد ويعزز المخاوف من حدوث زلزال كبير في منطقة مرمرة.

تأثير الزلازل على إسطنبول والمناطق الساحلية

تقع إسطنبول، التي يزيد عدد سكانها عن 15 مليون نسمة، في قلب منطقة مرمرة وهي معرضة بشكل خاص لمخاطر الزلازل نتيجة لقربها من صدع كومبورجاز، وتشكل الكثافة السكانية العالية والبنية التحتية القديمة تحديات كبيرة في مواجهة زلزال قوي، خصوصاً مع وجود مناطق سكنية غير ملتزمة بالمعايير الإنشائية الحديثة.

وتعمل السلطات التركية حالياً على تطوير خطط الطوارئ وتعزيز معايير البناء، بالإضافة إلى توعية السكان بأهمية الاستعداد للزلازل من خلال تدريبات وبرامج توعوية، في محاولة للحد من الخسائر المحتملة في حال وقوع زلزال كبير.

يذكر أنه في 6 فبراير 2023، ضرب زلزال قوي بلغت قوته حوالي 7.8 درجات على مقياس ريختر شمال غربي سوريا وجنوب شرق تركيا، متبوعاً بهزات ارتدادية عنيفة، مما تسبب في كارثة إنسانية هائلة في كلا البلدين، ووقع الزلزال في منطقة قرب الحدود بين تركيا وسوريا، وتأثرت به مناطق واسعة في كل من محافظات هاتاي، غازي عنتاب، ومرسين في تركيا، إضافة إلى محافظات إدلب، حلب، وحماة في سوريا. أسفر الزلزال عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، فضلاً عن تدمير واسع للبنية التحتية والمباني السكنية والتجارية، ولا سيما في المناطق التي تعاني أصلاً من ظروف إنسانية صعبة بسبب الصراع المستمر في سوريا، وتسبب الزلزال في انهيار العديد من المباني، خاصة القديمة وغير المطابقة لمعايير البناء المقاوم للزلازل، مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية ضخمة، كما عرّضت الهزات المستمرة السكان لمخاطر إضافية، ما زاد من صعوبة جهود الإنقاذ والإغاثة.

آخر تحديث: 1 يونيو 2025 - 09:25

مقالات مشابهة

  • تحذير عاجل.. قنبلة زلزالية موقوتة تحت إسطنبول بقوة 7 درجات
  • زلزال بقوة 5.2 درجات يضرب جزر تونغا
  • تجار سوق الربيع بمراكش يطالبون بتدخل والي الجهة والعمدة المدينة لتسريع الإشتغال بالمركب التجاري
  • زلزال قوي يضرب اليابان
  • زلزال بقوة 7 درجات قد يضرب إسطنبول
  • زلزال يضرب جنوب جزر فيجي بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر
  • زلزال بقوة 4.8 ريختر وبعمق 76 كيلومترًا يضرب الفلبين
  • زلزال 4.4 ريختر يضرب باكستان
  • زلزالان يهزان تركيا في غضون دقائق
  • زلزال يضرب بينغول شرقي تركيا