عدم إعفاء «الحريديم» من التجنيد يهدد بانهيار الائتلاف الحكومي.. ونتنياهو يعتزم إقالة جالانت من وزارة الدفاع
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
حظي اليهود المتدينون منذ فترة طويلة بمكانة مميزة داخل المجتمع الإسرائيلي، وتلتزم حكومة تل أبيب بتوفير إعانات سخية لهم، ورغم هذا فإن الشباب من «الحريديم» _كما يطلق عليهم في العبرية_ معفون عملياً من الخدمة العسكرية الإلزامية.
في عام 1948، اتفق رئيس الوزراء ديفيد بن جوريون مع حاخامات الحريديم على إعفاء 400 رجل يدرسون في المدارس الدينية أو المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية.
وكان عدد الحريديم في إسرائيل في عام 1948 قليلاً، ولايزال الكثيرون منهم يعارضون الدولة لأسباب دينية منذ عقود، ولم يكن للإعفاء تأثير عملي يذكر.
وفي عام 1998، ألغت المحكمة العليا في إسرائيل الإعفاء الذي كان قائماً منذ فترة طويلة، مشيرة إلى أن السماح للحريديم بالإعفاء من التجنيد الإجباري ينتهك مبادئ المساواة في الحماية. وعلى مدى العقود التي تلت ذلك، حاولت الحكومات والكنيست المتعاقبة حل هذه القضية، لكن المحكمة أخبرتها مراراً وتكراراً بأن جهودها غير قانونية.
وفي الوقت نفسه، نما مجتمع الحريديم بشكل كبير. فهم يشكلون الآن 24% من الإسرائيليين في سن التجنيد، وفقًا لمعهد إسرائيل للديمقراطية.
ما هو رأي الرأي العام الإسرائيلي؟ويتفق معظم الإسرائيليين على أن الوضع غير قابل للاستمرار.
في استطلاع للرأي أجراه معهد إسرائيل للديمقراطية في فبراير، قال 64% من المستجيبين الإسرائيليين و70% من المستجيبين اليهود الإسرائيليين إن الإعفاء الحريدي يجب أن يتغير.
سبب رئيسي للإقالةأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى أن القرار المتوقع لنتنياهو يأتي في ظل خلافات مع جالانت، وفي غمرة ضغوط داخلية يواجهها نتنياهو، وأهمها تهديد «الأرثوذكس المتطرفين» بتفكيك الائتلاف الحكومي في حالة «عدم إقرار إعفاء» أبنائهم من الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي.
وإن الأسباب التي دفعت نتنياهو لتعيين جدعون ساعر بعد تأكده أن فوائد انضمامه إلى الحكومة ستفوق الضرر الكامن في هذه الخطوة وهي إقالة جالانت.
لا أريد المنصبأعلن النائب في الكنيست الإسرائيلي، جدعون ساعر، تخليه عن قبول تولي حقيبة وزارة الدفاع وذلك بعد تداول وسائل الإعلام أنباء عن إمكانية إقالة يوآف جالانت وتعيين ساعر عوضا عنه.
وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت، إن ساعر أبلغ نتنياهو تخليه عن ملف وزارة الدفاع، وأنه ليس معنيا بخلافة يوآف جالانت في حال إقالته من منصبه.
وتداولت وسائل إعلام عبرية رسمية وخاصة، من بينها هيئة البث وقناة 12، أنباء تفيد بنية نتنياهو إقالة جالانت بسبب الخلافات بين الطرفين وخاصة فيما يتعلق بملف الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، وتعيين ساعر عوضا له.
وأخيرا، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تقدم في المفاوضات بين نتنياهو وساعر لضمه إلى الحكومة وتولي حقيبة الدفاع مكان الوزير الحالي يوآف جالانت.
وكان ساعر الذي ينتمي لحزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، جزءا من حكومة الطوارئ التي شكلت بداية الحرب على غزة، لكنه انسحب منها في مارس الماضي بسبب عدم ضمه لمجلس الحرب حينها.
لا عودةقالت عائلات الأسرى الإسرائيليين، إنه في حال تعيين زعيم حزب اليمين الوطني، جدعون ساعر، وزيراً للدفاع، فسيكون ذلك بمنزلة توقيع حكم الإعدام بحق المختطفين في قطاع غزة، لمعارضته الاتفاق المقترح لتبادل أسرى.
واستذكرت قوله: يجب ألا نوافق على الصفقة التي اقترحها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ودعوته إلى مزيد من الضغط العسكري على حركة حماس، وتابعت: ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الضغط العسكري يقتل المختطفين، فقد قُتل عشرات المختطفين بسببه.
واستطردت العائلات: يا رئيس الوزراء نتنياهو، هذا ليس الوقت المناسب للعب الكراسي والانخراط في لعبة البقاء السياسي، ومن المناسب أن تكرسوا كل وقتكم وجهودكم لتحقيق أهداف الحرب وإعادة جميع المختطفين إلى بيوتهم".
اقرأ أيضاًإعلام عبري: احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت
الجنائية الدولية: إصدار مذكرة اعتقال «نتنياهو» و«جالانت» من واجب المحكمة
حكومة نتنياهو: جالانت يتبنى رواية معادية لإسرائيل ويضر باحتمالية التوصل لصفقة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جالانت حزب الليكود اليهود الحريديم الكنيست الاسرائيلي يوأف جالانت جدعون ساعر
إقرأ أيضاً:
غموض يكتنف بدائل نتنياهو بعد انسحاب الوفد الإسرائيلي من مفاوضات غزة
نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية أنها لا تعرف ما الذي يقصده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة- بحديثه عن بدائل لاستعادة الأسرى، وذلك بعد انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي من مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.
وقالت مصادر أمنية -للقناة الـ12 الإسرائيلية- إنها لا تعرف ما الذي يقصده نتنياهو بحديثه عن بدائل لاستعادة الأسرى.
وأضافت أن رئيس أركان الجيش أوضح أن هناك خيارين فقط، إما أن يتلقى أوامر بالسيطرة الكاملة على غزة مع ما يترتب على ذلك من خطر على حياة الأسرى، أو أن يستمر الوضع الحالي على أمل أن يؤدي إلى الضغط على حركة حماس، حسب القناة الإسرائيلية.
في السياق ذاته، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إنّ ماهية بدائل استعادة الأسرى من غزة مبهمة. وقال المسؤول إنه من الضروري خلق أزمة لكسر الجمود في المحادثات، لكن ليس من مصلحة إسرائيل انهيارها بشكل شامل.
وكان نتنياهو قال، أمس الجمعة، إن حكومته تدرس خيارات بديلة لإعادة الأسرى بالتعاون مع الأميركيين، مشيرا إلى أن ما وصفها بالخيارات البديلة تهدف لإعادة الأسرى وإنهاء حكم حماس وضمان السلام الدائم لإسرائيل والمنطقة، على حد تعبيره.
وتعقيبا على تصريحات نتنياهو، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إنّ الطريق الأمثل لاستعادة الأسرى و"تحقيق النصر" يتمثل في وقف كامل للمساعدات الإنسانية واحتلال كامل لقطاع غزة و"تدمير تام لحماس والتشجيع على الهجرة والاستيطان"، وطالب نتنياهو بإعطاء الأوامر.
من جانبه، توجه وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى نتنياهو قائلا إن "مراسم التفاوض المُذلة مع الإرهابيين انتهت وإن الوقت حان لتحقيق النصر"، على حد وصفه.
وسحبت إسرائيل والولايات المتحدة وفديهما من محادثات وقف إطلاق النار في قطر مساء الخميس، وذلك بعد ساعات قليلة من تقديم حركة حماس ردها على مقترح الهدنة.
إعلانوذكرت مصادر في بادئ الأمر أن انسحاب الوفد الإسرائيلي يهدف فقط للتشاور، ولا يعني بالضرورة أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود.
لكن التصريحات التي أدلى بها نتنياهو في وقت لاحق أشارت إلى أن الموقف الإسرائيلي ازداد تشددا خلال الليل.
وحمّل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف حركة حماس مسؤولية جمود المفاوضات، وقال نتنياهو إن ويتكوف "على صواب".
لعبة قذرة
في المقابل، قال القيادي في حماس باسم نعيم -عبر منصة فيسبوك- إن المحادثات كانت بناءة، لكنه انتقد تصريحات ويتكوف، ووصفها بأنها محاولة للضغط بالنيابة عن إسرائيل.
وأضاف نعيم "ما قدمناه، بكل وعي وإدراك لتعقيد المشهد، نعتقد أنه يوصل لصفقة، (لو) كانت لدى العدو إرادة لذلك، ويمكن أن يبنى عليه اتفاق وقف إطلاق نار دائم وانسحاب القوات المعادية بشكل كامل، والكرة الآن في ملعب العدو الصهيوني وداعميه لإنهاء هذه اللعبة القذرة".
وقد أعلنت وزارة الخارجية القطرية أن دولتي قطر ومصر تواصلان جهودهما الحثيثة في ملف الوساطة بقطاع غزة، من أجل الوصول إلى اتفاق يضع حدا للحرب، وينهي المعاناة الإنسانية في القطاع، ويضمن حماية المدنيين وتبادل المحتجزين والأسرى، في حين أفادت مصادر أخرى بأن المفاوضات لم تنهر.
وأضافت الخارجية القطرية -في بيان- أن الدولتين تشيران إلى إحراز بعض التقدم في جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة التي استمرت 3 أسابيع، وتؤكدان أن تعليق المفاوضات لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى يعد أمرا طبيعيا في سياق هذه المفاوضات المعقدة.
ودعت الدولتان -وفق ما جاء في البيان- إلى عدم الانسياق وراء تسريبات تتداولها بعض وسائل الإعلام في محاولات للتقليل من هذه الجهود والتأثير على مسار العمل التفاوضي، وتشددان على أن هذه التسريبات لا تعكس الواقع، وتصدر عن جهات غير مطلعة على سير المفاوضات.