جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-01@10:52:22 GMT

تعزيز دور الأسرة وحماية المجتمع

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

تعزيز دور الأسرة وحماية المجتمع

 

 

محمد بن رامس الرواس

 

الأوطان التي ترضى الضياع لقيمها ومبادئها هي في الحقيقة تتخلى عن استقلاليتها ومصيرها، وهي بلا شك تحكم على نفسها بالزوال والفناء، وعُمان وطن القيم والمبادئ والأصول الراسخة كجباله الشمَّاء، ولذلك فإنَّ التوجيه السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- خلال اجتماع مجلس الوزراء في صلالة، بأهمية تحصين المجتمع من كل الجوانب وتعزيز دور الأسرة، يأتي في سياق التفاعل الإيجابي من لدن جلالته مع المُتغيرات التي تحدث في عالم اليوم، علاوة على كون هذه التوجيهات بمثابة مُحددات وطنية يتعين أن ننطلق في مساراتها بكل إخلاص وولاء للقائد والوطن.

وكوني مهتم بشؤون علم الاجتماع وتنمية المُجتمع، فقد وجدت أن الرسل والأنبياء وأولي الأمر- جزاهم الله خير الجزاء- حرصوا على مُعالجة التحديات المجتمعية، واستمروا في طرح كل المبادئ والقيم التي تضمن للأسرة بقاءها وكينونتها واستمراريتها، باعتبارها نواة المجتمع، والمجتمع أهم ركن من أركان استقامة ونمو الأوطان. ولا ريب أنَّ القيم والمبادئ التي تحكم نظام الأسرة في ديننا الإسلامي الحنيف، بمثابة نجوم وكواكب تُنير لنا الطريق في صحراء هذه الحياة القاحلة، من خلال ما نادت به الرسائل السماوية من سمات وعادات أخلاقية، وأولى آباؤنا وأجدادنا الكرام عناية خاصة بها.

واليوم.. وإن لم نُعالج وضعنا كمجتمعات لوجدنا أسرنا ومجتمعاتنا غارقة في ظلام دامس من الجهل والانحراف، وسنشاهدها تذوب وهي تتلقى الجرعة تلو الجرعة من مصادر الهلاك، كالمثلية والإلحاد والشذوذ، وغيرها من الآفات التي باتت تهدد المجتمعات وقيمها الأصيلة.

إنَّ القيم التي يجب أن تصاحب الأسرة في مستقبل حياتنا لم يعد يوجهنا إليها اليوم سوى قرآننا الكريم وديننا الحنيف والسنة المطهرة لنبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وأولياء أمورنا الكرام من الحكام والسلاطين والعلماء الصالحين، الذين يبحثون عن استقرار أوطانهم ومجتمعاتهم، قاصدين ومتأملين أن يعيدوا توجيهها لأن تكون مجتمعات آمنة مستقرة ثابتة مُكتسية بالإيمان والصلاح؛ لكي يتحقق لها الفلاح، وتتوشح في صميم مبادئها وتصرفاتها، بما يجعلها متمسكة بأخلاقياتها التي هي بمثابة السور الآمن لها.

كانوا يقولون قديمًا إن لكل تربة نبات ينبت فيها، ولكل زمان نبات ينمو فيه، وإننا نرى في هذا الوقت أن الغرب يُصدِّر لنا الكثير من العلوم المغلفة بقيم ومبادئ لا تتفق مع ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا، وتريد أن تزرعها بيننا وفي مجتمعاتنا. ولقد رأيناهم ينشرون فلسفة الكفر والإلحاد من خلال وسائل إعلامهم وأفلامهم، وتقديم ذلك لضعفاء النفوس والإيمان ويتغنون معه بالحرية، وكان هناك إقبال من أناس ضعيفي الإرادة والعزيمة وانحدروا معهم وانساقوا في تدهور مريع.

لقد رأينا كيف أن الأسرة الأوروبية انطفأت فيها قيم وعادات جعلتها مُتلبدة وباردة المشاعر منزوعة الإحساسن بالغيرة والأنفة ونبذ الرذائل، غير مستمسكة بأي قيم وأخلاق تحميها وتحصنها.

لذلك.. وجب علينا نحن المسلمين أن نتبع كل توجيه حكيم من قائد رشيد وعالم رباني فطن، يرشدنا إلى أهمية الأسرة ومكوناتها الأصيلة، وقيمها العُليا التي يجب المحافظة عليها والذود عنها بكل جهدنا، كي تظل مجتمعاتنا تحيا في أمن وأمان ورضا من الله.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد

ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد في الفترة ما بين 2019 وحتى 2023.

خلال تلك الفترة لم يكن هناك سرير واحد فارغ في مراكز علاج الإدمان أو المستشفيات النفسية في السودان. الوضع كان مأساويًا، والاكتظاظ كان واضحًا في كل مكان.
بحسب إحصائية رسمية، بلغ عدد حالات الإدمان التي تم استقبالها في مراكز العلاج خلال عام 2022 فقط حوالي 13,000 حالة — وهو رقم مفزع بكل المقاييس.

لكن الأخطر من الأرقام هو الفئات المستهدفة: شباب في مقتبل العمر ونساء، تتراوح أعمارهم بين 14 إلى 24 سنة، أي قلب المجتمع ومستقبله.
وللأسف، لم يتوقف الاستهداف عند عامة الناس فقط، بل وصل إلى شخصيات عامة ونجوم مجتمع. كثير منهم تم استدراجهم إلى عالم التعاطي، وتحولوا إلى مدمنين، حتى أصبح عددهم ملفتًا للنظر.

أما أخطر أنواع المخدرات المستخدمة فكان الآيس كريستال، المعروف بتأثيره السريع وسهولة تعاطيه. ورغم غلاء سعره عالميًا، إلا أنه كان يُباع في السودان بأسعار زهيدة مقارنة بباقي المواد، ما جعله في متناول يد الكثير من الشباب.

ما هو أدهى وأمرّ، أن هناك شبكات منظّمة كانت تقوم بتزويد بعض الشباب بهذا المخدر مجانًا في البداية، مقابل أن يقوموا باستدراج أقرانهم وتعريفهم عليه، ليدخلوا في دوامة الإدمان. كانت تلك متوالية مدمّرة ومدروسة بعناية، وليست مجرد عشوائية.

ومن خلال مشاهداتي الشخصية، فإن الغالبية العظمى من الموجودين في مراكز العلاج والمستشفيات النفسية كانوا من أقاليم معيّنة، ما يفتح بابًا للتساؤلات حول وجود استهداف ممنهج ومقصود لمجتمعات بعينها.
..
بعد نشوب الحرب لم يتوقف ذلك بل زاد الاتجار و التوسع وسط الفوضي و الفراغ وانشغال السلطات بالمواجهات المحتدمة مع الجنجويد..
وبالتاكيد زادت النسب وزادت كمية المتعاطين للمخدرات في البلاد..
لابد من الالتفات لهذا الملف المهم و الخطير عاجلا لما يترتب عليه من اثار مدمرة للمجتمع في حاضرنا و في المستقبل القريب.

عبدالله عمسيب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مبادرة “الله يبردي” بالفاشر تدين قصف المليشيا لمستودعات برنامج الغذاء العالمي وإحراقها
  • السعودية وروسيا ودول في “أوبك بلس” تعلن عن زيادة كبيرة في إنتاج النفط اعتبارًا من يوليو
  • ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد
  • الحديدة.. ترتيبات للرقابة الصحية على الأضاحي وحماية الثروة الحيوانية
  • تحت رعاية الشيخة فاطمة.. «دور القضاء في استقرار المجتمع» يؤكد أهمية ترسيخ التماسك الأسري
  • حاجة من جمهورية التشيك: اعتنقت الإسلام بسبب القيم الأسرية الموجودة فيه.. فيديو
  • المصالح لا تبنى على القيم
  • ضاحي خلفان: الأسرة منبع القيم والهوية ونواة بناء المجتمعات
  • برلماني: تعزيز المخزون الإستراتيجي يدعم استقرار الأسواق وحماية المواطنين
  • روسيا: الهجمات الإسرائيلية على غزة بمثابة "عقاب جماعي للسكان المدنيين"