جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-31@17:50:58 GMT

مجلس الوزراء.. وتحقيق تطلعات المواطن

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

مجلس الوزراء.. وتحقيق تطلعات المواطن

 

د. أحمد بن علي العمري

يوم الخميس الماضي، تفضَّل حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- فترأس اجتماع مجلس الوزراء الموقر في قصر المعمورة العامر بولاية صلالة في محافظة ظفار، وكأن ثمّة رسالة سامية تقول لظفار وأهلها إنكم وإن كنتم على بُعد مسافة طويلة من العاصمة مسقط، إلّا أنكم قريبين من قلوبنا، فكل محافظات الوطن في قلب وعقل ووجدان جلالته- أعزه الله- فالرستاق وصحار وخصب وإبراء وصور ونزوى، مثل هيما وصور وقريات وبركاء، ولكل جزء من عُماننا الغالية الوقع الطيب والأثر الحسن.

لقد تشرَّفت ظفار قاطبة بهذا الاجتماع المبارك؛ حيث اجتمعت الحكومة بكاملها في صلالة؛ فأي فخر وأي تقدير وأي حظوة وأي مكرمة أعز وأشرف من هذه المكانة لأبناء محافظة ظفار، وبالمقابل فإن أبناء محافظة ظفار جميعًا يقدمون الولاء والطاعة والشكر والعرفان والثناء والمنة وعظيم التقدير للمقام السامي- أيده الله- على هذه اللفتة السامية البالغة الأثر.

وبالتأكيد عندما يجتمع أصحاب السمو والمعالي في محافظة ظفار؛ فهذا تلقائيًا سوف يجعل كل وزير يتابع قطاعه في المحافظة ويُحفِّزه ويوجهُه للمزيد من العطاء، وبذل كل ما يستطيعون لخدمة هذه المحافظة العريقة الممتدة على الساحل الجنوبي من سلطنة عمان الأبية الماجدة.

لقد استهلّ جلالته- نصره الله- الاجتماع بابتسامة عريضة على مُحيَّاه، جعلت عُمان كلها تبتسم معه، وتفرح بنصر الله المبين وتوفيقه المكين لعاهل البلاد المُفدّى.

التوجيهات السامية السديدة التي أسداها جلالته- حفظه الله- خلال الاجتماع شملت كل أنحاء سلطنة عُمان، فقد وجه جلالته بدعم المنظومة التعليمية والحماية الاجتماعية، مع التأكيد على ضرورة التربية الحسنة والبُعد كل البعد عن التطرف ومسبباته. ووجه- أبقاه الله وأطال في عمره- بدعم الباحثين عن عمل، وضرورة التعامل مع هذه الفئة بالحل المناسب والمرضي.

وقد نوه جلالته بضرورة التنشئة الأسرية المناسبة والرافضة لجميع أنواع التطرف والبعد الأخلاقي أو الانجرار نحو الأفكار الضالة والهدامة التي لا أساس لها، ولم تكن ضمن المعتقد الإسلامي السمح المبين ولا العرف العماني الأصيل.

كما أشاد جلالته بيقظة الأجهزة الأمنية والعسكرية ومحافظتها على حماية منجزات الوطن ومكتسباته، كما أبدى ارتياحه- حفظه الله- لانخفاض معدل الدين العام. والحمدلله السلطنة في الفترة الأخيرة حققت كذلك فائضًا تجاريًا بحوالي 3 مليارات وما يربو على 600 مليون ريال عماني.

كل هذا يتحقق بفضل الرعاية السامية للمواطن العماني ومجريات العمل في مختلف شؤون الدولة.

ولقد أشاد جلالته- حفظه الله- بزيادة أعداد زوار خريف ظفار، ووجه بتسهيل الأمور للسياح في المواسم المقبلة، وهذا يتطلب من الجهات المعنية العمل فورًا لمباشرة الجهود ووضع التوجيهات السامية محل التنفيذ دون تردد أو تأخير.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تطلعات الأغنية العربية بين الإبداع الفني والبحث عن التجديد والابتكار

تظل الأغنية العربية بمثابة سفارة فنية تمثّلنا في الخارج بشكل جميل، كما هي في الداخل دائرة فنية تترجم آمالنا وآلامنا، وتتحدث بلسان حالنا بطريقة فنية جاذبة لأسماعنا ومشاعرنا، لدرجة أنها تطربنا حين تجمع بين الكلمات الرقيقة والألحان العذبة والهادفة.

ورغم سطحية بعض الأغاني التي لا ترضي ذوقنا، ولا تجذب أسماعنا إليها، فإن هناك ما يبعث لدينا التفاؤل، عندما يطلع علينا أصحاب المواهب الأدبية والموسيقية بين الحين والآخر بأغنيات مميزة تصل حد الروعة من حيث الكلمة واللحن والأداء.

ولعل المهرجانات الغنائية العربية التي تقام في هذا البلد العربي أو ذاك، تشكل البيئة الفنية الحاضنة لولادة مثل هذه الأغاني الملتزمة بالهم الوطني والإنساني، والمعبرة عن الحلم القومي الذي يبدو أحيانا بعيد المنال، وتقربه لنا أغنية جميلة الكلمة واللحن والأداء، فتجعلنا نتفاءل بتحقيقه.

ولكن هناك سؤال مشروع يطرح نفسه، وهو: هل وصلنا إلى الأغنية العربية الجديرة بتمثيلنا في الخارج خير تمثيل كأمة عربية عريقة، لها قيمها ومثلها الاجتماعية، وطموحاتها الوطنية والقومية، ولا يستهان بتراثها الموسيقي والغنائي الأصيل على مر العصور؟

في الحقيقة، ورغم الإنجازات الغنائية المتراكمة هنا وهناك، ما زلنا نحتاج إلى شعراء غنائيين متمرسين في كتابة الأغنية المعبرة عن قضايانا الاجتماعية، وتراثنا، وأحلامنا، وطموحاتنا المستقبلية. كما أننا بحاجة إلى موسيقيين بارعين قادرين على الارتقاء بالأغنية العربية، والحفاظ على مكانتها الفنية التي لم نكن لنصل إليها لولا وجود موسيقيين رواد، لديهم قدرة فائقة على الإبداع والابتكار، خاصة في مصر العربية، التي كانت وما زالت المهد المهيَّأ دائما لولادة الأغنية العربية الرائدة والملتزمة، والمتصفة بأصالتها الفنية القابلة للتفاعل مع الموسيقى العالمية لدى الشعوب والأمم الأخرى، دون التفريط بأصالتها وتراثها الموسيقي العريق.

إعلان

ولا ننسى أننا نعيش في عصر متأزم مضطرب، مليء بالإرهاصات والتحديات، يتطلب منا أن نعمل على تطوير أغانينا وإثرائها بكل جيد وجديد، آخذين بعين الاعتبار ضرورة الابتكار والتجديد، دون إدارة الظهر لما تم إنجازه من أغان رائعة تفاعلنا معها في السابق، وأحببناها، وردّدنا بعض مقاطعها الجميلة والجذابة أمام الأبناء والأحفاد.

مقارنة الأغاني الجديدة بالقديمة في تراثنا تدفعنا للإبداع، وتؤكد أصالة موسيقانا وهويتنا الحضارية المميزة (شترستوك) الرجوع للتراث

هنا يمكننا اختصار المسافة والوقت في المشوار الفني الذي يستهدف التقدم بالأغنية العربية إلى الأمام، وذلك يحتم علينا الأخذ بمنهج الفن المقارن بين القديم والجديد من أغانينا، ولكن بعد أن نكون قد كتبنا شيئا صميميًا مميزًا ومعقولًا، أعددنا له لحنا جميلا يقابله. وهنا نريد شعراء وملحنين مبدعين أيضا، يخرجون لنا بأعمال غنائية جديدة، تعكس هموم وطموحات الإنسان العربي، مهما كان مستواه الثقافي، وأينما كان، داخل الوطن العربي أو خارجه في المهجر.

سواء بالكلمة الفصحى أو العامية الدارجة، يتعيّن على أصحاب الشأن الفني في عالمنا العربي الغوص في أعماق تراثنا الشعبي، وتاريخنا الحضاري القديم والحديث، الحافل بالانتصارات والإرهاصات والمواجهات، التي تجمع بين الأفراح والأحزان، وما بينهما من أمانيّ وأحلام مشروعة سعينا لتحقيقها وما زلنا. ما زلنا بالفعل في أمس الحاجة لأعمال غنائية مؤثرة ومتوهجة بالإبداع، تلامس أحاسيسنا، وتعبر عن تطلعاتنا وأحلامنا، وقضايانا الراهنة التي تشغل بالنا على الدوام.

ومن الضروري بمكان مقارنة الأغنيات الجديدة بالأغنيات التي سبقتها زمنيا، لتوليد الشعور اللازم ببذل الجهود الفنية المزدهرة والمثمرة، من أجل الوصول إلى الأغنية الأنسب والأجمل. بعد هذا وذاك، نكون في حالة جيدة تمكننا من أن نقارن إنجازاتنا الغنائية بإنجازات الأمم الأخرى، دون الاستظلال بها أو الاتكاء عليها، على حساب موسيقانا الشرقية، وأصالتنا، وقيمنا الحضارية الغنائية، النابعة من بيئتنا، وعاداتنا، وتقاليدنا، التي لا بد لها أن تعكس صورة ناصعة ونقية لهويتنا الحضارية.

إعلان

وهنا لا بد من نمو وتعاظم شعور يلازمنا، بأن الفن الغنائي رسالة مجتمعية سامية، تهذب ذوق المجتمع، وترتقي به، وتسمو لتصل به إلى أرفع درجات الانتماء والنماء، والعطاء والبناء الحضاري، بحيوية وأريحية وتفاؤل كبير. فالأغنية التي تطيّب الخاطر، وتحفّز الإرادة، وتبعث على التفاؤل، وتُبلسم الجراح، وتخفف من الأعباء والهموم، تسهم ولا شك في إحداث نقلة نوعية من التقدم المجتمعي والازدهار الحضاري.

إذا كان الأمر كذلك، فلا بد من الحفاظ على المستوى الفني والأدبي للأغنية العربية المنشودة، بعيدا عن ظاهرة التكسب والمتاجرة الفنية، التي تثري جيوب بعض المطربين والملحنين، على حساب جيوب الهواة والمعجبين بأغانيهم الساذجة المتسطحة، المفتقرة لبقاء أثرها اللاحق في النفوس والأسماع، إذ ينتهي تأثيرها بانتهاء الحفل أو المهرجان.

تصنع الأغنية المتميزة بجودتها، وقوة جذبها، وتأثيرها في نفوس متابعيها (مولدة بالذكاء الاصطناعي-الجزيرة) فتح الطريق أمام الإبداع المسؤول

من هنا، فإن فتح باب الأغنية المسؤولة والملتزمة وطنيا واجتماعيا بهموم وأحلام الوطن والمواطن، على الصعيدين المحلي والعربي، أصبح ضروريا. ففتح هذا الباب على مصراعيه لشاعر غنائي مبدع وملتزم، وملحن ملهم وملتزم، ومطرب مؤمن بنبل وسمو الرسالة الفنية التي يؤديها، يغلق في المقابل سوق البورصة الغنائي المكتظ بالتجار والسماسرة على امتداد عالمنا العربي الكبير، ولو بشكل مؤقت، مهيِّئًا الجوّ الطبيعي للإبداع الغنائي، المعزز بالتقاء الشاعر الجيد والمبدع، بالملحن الجيد والمبتكر، بالمطرب الملتزم بتوظيف صوته لخدمة بيئته ومجتمعه ووطنه.

ففي هذا الجو الطبيعي، وتحت مظلة هذا الالتزام الثلاثي، تصنع الأغنية المتميزة بجودتها، وقوة جذبها، وتأثيرها في نفوس متابعيها، المعجبين بها، واللاهجين بمدحها، وإطراء مبدعيها ومنتجيها.

إعلان

وفي نهاية الحديث عن الأغنية العربية، لا يفوتنا الانتباه إلى تواضع وضآلة الجهود الرامية إلى تطوير أغانينا العربية، وإثرائها بكل ما هو جيد وجديد ومثير للإعجاب، خاصة ونحن نرى كبار الملحنين في الوطن العربي، بعضهم ترك إبداعه بين أيدينا ورحل، والبعض الآخر استراح على قمة عطائه الموسيقي الرائع والمتوهج، معلنا بصمت عن رضاه بما قدم وأنتج، دون أن يواصل تبنيه الفني لهموم الإنسان العربي وأحلامه بمستقبل أفضل وأجمل.

ويبقى المجال مواتيًا ومفتوحا لكل من يشعر بغيرة على مستقبل الأغنية العربية، وهو يراها تراوح مكانها من حين لآخر دون أن تتقدم، وما زالت لدينا طاقات وطموحات فنية تبعث على التفاؤل، بتأليف وإنتاج الأغنية العربية الأكثر حضورا وفعالية وتأثيرا، بما سوف تتصف به في قادم الأيام من جمال الكلمة الرقيقة والهادفة، ورقي اللحن المدهش، المعبر والمثير للإعجاب، وصدق الأداء الذي يجمع حوله جمهوره المعجب به، والمصفق له بتفاعل كبير.

مقالات مشابهة

  • مصر وتونس والجزائر تصدر بيانًا مشتركًا بشأن ليبيا وتدعو لحل الأزمة بسرعة
  • تطلعات الأغنية العربية بين الإبداع الفني والبحث عن التجديد والابتكار
  • "الأرصاد" تصدر تنبيها.. وأمطار متفرقة على ظفار
  • إسرائيل تتهم القمر بمعاداة السامية ومسؤول مصري يثمّن جهود غش العسل
  • ولي العهد يتوج نادي الاتحاد بلقب ⁧‫كأس خادم الحرمين الشريفين‬⁩ .. فيديو
  • الاجتماع التحضيري لمؤتمر الحوار السياسي الليبي في تونس.. إعلان خارطة طريق شاملة لإنهاء الانقسام وتحقيق الإصلاح
  • تعيينات مجلس الإنماء استجابة للإلحاح الدولي.. أسئلة حول التعيينات الإدارية: بطيئة كالسلحفاة
  • رئيس الوزراء يتابع جهود توطين صناعة الحرير في مصر
  • «حماية المستهلك»: نقلة نوعية في آليات الرقابة وخدمة المواطن
  • السوداني يوافق على تعيين آلاف العقود في نينوى