رئيس سريلانكا الجديد يؤدي اليمين الدستورية ويتعهد بإنعاش اقتصاد البلاد
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أدى أنورا كومارا ديساناياكا، أول رئيس يساري في تاريخ سريلانكا، اليمين الدستورية أمام رئيس المحكمة العليا جايانثا جاياسوريا.. متعهدا ببذل قصارى جهده لإنعاش اقتصاد البلاد.
وقال الرئيس الجديد (55 عاما) - في كلمة مقتضبة خلال حفل آداء اليمين بثته قنوات التلفزيون المحلية - "إنني أدرك تماما أهمية التفويض الذي حصلت عليه".
وذكرت قناة (فرانس 24) الإخبارية الفرنسية أن العشرات من أنصار الرئيس الجديد تجمعوا أثناء أداء اليمين أمام مبنى الرئاسة حاملين صوره وملوحين بالأعلام السريلانكية.
وبحسب النتائج التي نشرتها مفوضية الانتخابات، فقد حصل أنورا كومارا ديساناياكا، على 42.3% من الأصوات.. متقدما على زعيم المعارضة في البرلمان ساجيث بريماداسا (32.7%)، والرئيس المنتهية ولايته رانيل ويكرمسينج (17.2%).
وأضافت القناة أن الرئيس الجديد اجتذب دعمًا شعبيًا واسعًا من خلال إدانته، طوال حملته الانتخابية، للنخب "الفاسدة" المسئولة في نظره عن الإفلاس المالي لعام 2022، وحتى قبل إعلان فوزه، أكد وعده بإعادة التفاوض على الاتفاقية التي وقعتها سريلانكا عام 2023 مع صندوق النقد الدولي مقابل مساعدة قدرها 2.9 مليار دولار (2.6 مليار يورو).. حيث قال زعيم حزبه بيمال راتناياكي "إنه نص ملزم لكنه يحتوي على بند لإعادة التفاوض".
كما وعد الرئيس الجديد بتخفيض الضرائب على الضروريات الأساسية، التي تثقل كاهل السكان وتؤجج ضجرهم وغضبهم.
وأشارت "فرانس 24" إلى أن أنورا كومارا ديساناياكا، يتولى زمام الأمور في بلد تعافى اقتصاده، لكنه لا يزال هشا للغاية، حيث شهدت في عام 2022، أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها.
وبعد انتخابه من قبل البرلمان، انتهج الرئيس السابق رانيل ويكرمسينج، في مقابل مساعدات صندوق النقد الدولي، سياسة زيادة الضرائب وخفض إعانات الدعم العامة، وكان يسعى لولاية ثانية لمواصلة إعادة الأمور لنصابها في الجزيرة.
وقال، في بيان اعترف فيه بالهزيمة، "التاريخ سيحكم على جهودي لكن يمكنني أن أقول بكل ثقة إنني بذلت قصارى جهدي لتحقيق الاستقرار في البلاد خلال واحدة من أحلك لحظاتها".
وأمام جمهور الدبلوماسيين الذين تمت دعوتهم لحضور حفل تنصيبه، أكد ديساناياكا أنه سيتعاون مع جميع القوى من أجل تنمية سريلانكا قائلا "نحن عازمون على العمل لصالح بلادنا مع الدول الأخرى، بغض النظر عن الخلافات بين قوى العالم".
وقبل أن يؤدي رئيس الدولة الجديد اليمين الدستورية، قدم رئيس الوزراء دينيش جوناواردينا استقالته، مما مهد الطريق لتعيين حكومة جديدة، ومن المقرر إجراء الانتخابات التشريعية العام المقبل، ويشغل حزب "جاي في بي" الذي يتزعمه ديساياكا 3 مقاعد فقط من بين 225 مقعدًا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ديساناياكا سريلانكا اقتصاد الرئیس الجدید
إقرأ أيضاً:
هل يتمكن رئيس وزراء إسبانيا من التغلب على الفضائح التي تهدده؟
هرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز من أزمة الفيضانات، والتزم الصمت بشأن انقطاع الكهرباء، وهو غارق في مزاعم "الحيل القذرة" ومؤامرة تفجير قنبلة وهمية، ويواجه الآن احتجاجات في مدريد، فهل ينجو من كل ذلك؟
بدا لافتا مشهد هروب سانشيز من بلدة دمرتها الفيضانات التي ضربت جنوب شرق إسبانيا أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأودت بحياة أكثر من 220 شخصا، فضلا عن خسائر مادية كبيرة، بعد أن رشقه السكان الغاضبون بالطين والحجارة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رئيس وزراء إسبانيا يطلب من مواطنيه الصفح على خلفية فضيحة فساد جديدةlist 2 of 2توقيف وزير الاقتصاد اللبناني السابق بشبهات فسادend of listلم تُكلل جهود سانشيز أو حزبه (العمال الاشتراكي) بالنجاح في التعامل مع الكارثة. وظل الاتصال برئيس حكومة إقليم فالنسيا عن الحزب، كارلوس مازون، متعذرا لوقت طويل خلال الساعات الأولى الحاسمة من الأزمة التي وُصفت بـ"فيضانات القرن". ويقول خبراء إن أرواحا كثيرة كانت ستُنقذ لو أن السلطات الإسبانية أصدرت تحذيرات في الوقت المناسب.
ولاحقا، تكرر "هروب" سانشيز، بل طال لأكثر من 40 يوما، إذ تغيّب رئيس الوزراء عن البرلمان، متجنبا التدقيق العام بشأن انقطاع الكهرباء الذي شلّ شبه الجزيرة الإيبيرية.
كما تهرب من أسئلة حول فضيحة "الحيل القذرة" المتنامية التي تورط فيها أحد أعضاء الحزب، والذي سعى للحصول على أدلة تدين وحدة الشرطة التي تحقق مع زوجة سانشيز وشقيقه ومساعده الأيمن السابق بتهمة الفساد، وفقا للتقارير.
وفي واقعة أخرى، اتهمت الحكومة "زورا" ضابط شرطة من الوحدة بالتخطيط لوضع قنبلة تحت سيارة سانشيز.
إعلانوفي حين قالت الحكومة الإسبانية إنها تعاني من حرب قانونية وحملة تشويه، فإن سانشيز -الذي تولى السلطة منذ عام 2018- يواجه أسوأ أزمة له حتى الآن، بحسب تقرير موسع نشرته صحيفة التايمز البريطانية.
وتجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين -الأحد الماضي- في وسط العاصمة الإسبانية مدريد تحت شعار "المافيا أو الديمقراطية".
ودعا زعيم المعارضة المحافظ ألبرتو نونيز فيغو، سانشيز إلى "الاستسلام للديمقراطية"، وخاطبه قائلا: "ادع إلى انتخابات، نريدها الآن".
أما رئيسة الحكومة المحلية المحافظة في مدريد إيزابيل أيوسو، فخاطبت الحشد: "آخر شيء تحتاجه إسبانيا هو حكومة فاسدة بلا مبادئ أو حب لأمتها.. مع المزيد من الفساد للتغطية على الفساد".
وقدّر حزب الشعب المعارض عدد المشاركين في المظاهرة بـ100 ألف شخص، بينما قدّرت الحكومة العدد بـ50 ألفا. وهتف المتظاهرون "سانشيز، استقل".
وبالتوازي مع ذلك، يطالب حزب "سومار" اليساري -الشريك الرئيسي لسانشيز في ائتلافه الحكومي الهش- بتقديم تفسيرات في ظل ظهور بوادر تمرد في صفوفه. ودعا إميليانو غارسيا بيج، الرئيس الاشتراكي لحكومة منطقة كاستيا-لا مانشا، إلى إجراء انتخابات مبكرة بدلا من تلك المقررة في 2027.
وتحدثت وسائل الإعلام الإسبانية عن صحفية وعضو بارز في الحزب العمال الاشتراكي تُدعى ليري دييز، وتزعم أنها تدير حملة للعثور على "معلومات قذرة" حول وحدة مكافحة الفساد التابعة للشرطة المدنية (يو سي أو). أما هي فأطلقت على هذه الوحدة اسم "السباك" بسبب بحثها في "مجاري" السياسة الإسبانية.
ويدور حديث حول تسجيلات تُظهر دييز وهي تطلب من رجال أعمال مواد لتشويه سمعة أنطونيو بالاس، الضابط المسؤول عن وحدة مكافحة الفساد، وهو المسؤول أيضا عن التحقيقات مع زوجة سانشيز وشقيقه، بالإضافة إلى قضايا تتعلق بالمدعي العام والساعد الأيمن السابق لرئيس الوزراء، خوسيه لويس أبالوس.
إعلانونفت دييز هذه الاتهامات، مدعية أنها كانت تقوم بـ"صحافة استقصائية". كما نفى الحزب مسؤوليته عن أفعالها، لكنه استغرق قرابة أسبوع لفتح تحقيق داخلي، بعد ضغوط شعبية.
ولاحقا وتحديدا في 29 مايو/أيار، رفع الحزب دعوى قضائية ضدها عقب نشر تسجيل صوتي تكشف فيه معلومات مسيئة للمقدم أنطونيو بالاس، مقابل حصولها على مزايا قانونية لأحد المدعى عليهم.
وفي مؤتمر صحفي عقدته دييز، أدلت ببيان مقتضب، ولم تتلق أي أسئلة، وسادت الفوضى عندما هاجمها أحد المشتبه بهم الرئيسيين في قضية أبالوس لفظيا، وأقسم أنه سيُسقط سانشيز.
قنبلة وهمية وتسجيلات ساونا سريةزاد رد الحكومة على الفضيحة من تشويه سمعتها. واتهم 3 وزراء كبار "زورا" ضابط شرطة بالتخطيط لوضع قنبلة تحت سيارة سانشيز. واستند الاتهام إلى تقرير "أخبار كاذبة" سرعان ما ثبت زيفها. ورفض الوزراء سحب هذا الادعاء رغم أن هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية نشرت تقريرا يعترف بزيفها.
وزعمت التقارير -منذ ذلك الحين- أن التسجيلات أجريت في حمامات البخار المملوكة لوالد زوجة سانشيز على أمل العثور على معلومات تضر بأولئك الذين يحققون مع حاشيته.
ومن المقرر أن يمثل ديفيد سانشيز، شقيق رئيس الوزراء، للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم مزعومة تتعلق بإساءة استخدام الأموال العامة واستغلال النفوذ بسبب مخالفات مزعومة في إنشاء وظيفة حكومية له.
كما تخضع بيغونيا غوميز، زوجة رئيس الوزراء، للتحقيق بتهم الفساد واستغلال النفوذ.
ويخضع وزير النقل السابق خوسيه لويس أبالوس للتحقيق بتهمة قبول رشاوى لعقود شراء أقنعة ومستلزمات طبية أخرى خلال جائحة (كوفيد-19). وينفي جميعهم هذه الاتهامات.
ومما يزيد من معاناة سانشيز أن المحكمة العليا ستُحاكم المدعي العام بتهمة تسريب معلومات سرية في قضية احتيال ضريبي.
إعلانفي الماضي، أثبت سانشيز مراوغته. وهدد بالاستقالة من رئاسة الوزراء عندما أُعلن عن أول تحقيق ضد زوجته العام الماضي، منسحبا من مهامه لمدة 5 أيام. وبعد عودته، صرّح بأنه لن يكتفي بمواصلة عمله، بل سيطلق حملة "تجديد ديمقراطي" تُركّز على قمع وسائل الإعلام التي يقول إنها تنشر أخبارا كاذبة.
ولكن كثيرين قد يقولون إن الديمقراطية في إسبانيا عانت منذ ذلك الحين تراجعا كبيرا، وإن سانشيز -استنادا إلى الأدلة الحالية- أصبح خارج المسار.
ورغم هذه الاتهامات والتحقيقات، يستبعد سانشيز إمكانية إجراء انتخابات عامة مبكرة، وقال إن الانتخابات المقبلة ستجرى كما هو مخطط لها في عام 2027.
لكن سانشيز طلب الصفح من مواطنيه. وقال سانشيز للصحفيين -الخميس الماضي- وقد بدت عليه الصدمة بشكل واضح "أعتذر للمواطنين" معترفا بأن المعلومات الجديدة التي تم الكشف عنها أثارت فيه "غضبا عارما وحزنا عميقا". فهل يصفح الإسبان عن رئيس وزرائهم؟