لو تقدمت إسرائيل برا.. ما القدرات الفعلية لحزب الله؟
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
تنذر التطورات الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله باندلاع حرب شاملة بين الطرفين مع تزايد احتمالات توجه إسرائيل نحو حرب برية.
وسلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية الضوء على الموقف في حال تقدم القوات الإسرائيلية برا بعدما أثبتت التطورات الأخيرة تفوقها الجوي والاستخباراتي وإلحاق الضرر بقيادة حزب الله.
وتقول الصحيفة إن إسرائيل في حال التقدم برا ستقاتل "في أرض حزب الله حيث لن تكون الميزة التي تتمتع بها في التكنولوجيا والاستخبارات عاملا حاسما في المعركة.
وخلال الأيام الماضية، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جوية واسعة النطاق استهدفت مواقع متعددة في لبنان، مما وضع الجماعة المسلحة اللبنانية في موقف دفاعي وأظهر تفوق إسرائيل الهائل في جمع المعلومات الاستخباراتية والتكنولوجيا.
وتصاعد خطر اندلاع حرب شاملة، الاثنين، بعد أن كثفت إسرائيل غاراتها الجوية في أنحاء لبنان بما في ذلك العاصمة بيروت، مما أسفر عن مقتل أكثر من 550 شخصا، وإصابة أكثر من 1600 آخرين، في أكثر يوم دموي في لبنان منذ بدء حرب غزة العام الماضي.
وطرحت الغارات المكثفة على جنوب لبنان تساؤلات عما ما إذا كانت تمهد لاعتماد إسرائيل سياسة "الأرض المحروقة" في إطار تحضيرات محتملة لشن عملية اجتياح بري على البلدات الحدودية اللبنانية.
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن حزب الله احتفظ بترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات من دون طيار والصواريخ المضادة للدبابات التي يمكنه نشرها لمواجهة التقدم الإسرائيلي.
وتنقل عن مصادر مطلعة على عمليات حزب الله إن التنظيم كان يستعد للحرب في الأشهر الأخيرة، مشيرة إلى أنه وسع من شبكة الأنفاق في جنوب لبنان، وأعاد تمركز المقاتلين والأسلحة وشرع في تهريب الأسلحة.
وقال مسؤولون أميركيون وإقليميون إن إيران زادت من إمداده بالأسلحة الصغيرة والقذائف الصاروخية، إلى جانب الصواريخ الموجهة وغير الموجهة بعيدة المدى.
وقال ضابط عسكري سابق في حزب الله: "الجنوب أشبه بخلية نحل الآن. كل ما يملكه الإيرانيون، نملكه نحن"، في إشارة إلى الاستعدادات العسكرية الأخيرة.
ويشير التقرير إلى أن حزب الله منذ حرب 2006 حصل على آلاف الصواريخ والطائرات من دون طيار الجديدة من إيران، واكتسب مسلحوه خبرة أكبر بعد القتال في سوريا.
وزادت قدرة حزب الله على تهريب الأسلحة من إيران بسبب نفوذه المتزايد في سوريا، بعد أن فتح طريقا بريا مباشرا من إيران إلى لبنان. وحاولت إسرائيل تعطيل خطوط الإمداد هذه بالضربات الجوية، لكن بعض عمليات التهريب كان يصعب اعتراضها.
ومنذ عام 2006، أضاف حزب الله أنظمة توجيه إلى صواريخه غير الموجهة، باستخدام "وحدات جي بي أس" صغيرة يمكن نقلها في حقيبة.
ونجحت طائرات حزب الله من دون طيار المطورة في ضرب أهداف عسكرية إسرائيلية في الأشهر الأخيرة، واستهدف الحزب قاعدة "رامات دافيد" الجوية ومجمعا تابعا لشركة "رافائيل" للصناعات العسكرية، مستخدما في هجومه نوعا جديدا من الصواريخ يطلق عليها "فادي 1" و"فادي 2".
ولم تؤكد إسرائيل تلك الأهداف، لكنها قالت إن التنظيم شن هجمات أكثر عمقا من المعتاد في الأراضي الإسرائيلية.
ويقول محللون عسكريون إن حزب الله، في حال اتساع الصراع، قد يستخدم تكتيكات مشابهة لتلك التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا بإطلاق وابل من الصواريخ وأسراب من الطائرات من دون طيار في محاولة لإرباك أو تعطيل الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وضرب القواعد العسكرية أو الموانئ وشبكة الكهرباء في البلاد.
وقال أساف أوريون، العميد المتقاعد من الجيش الإسرائيلي: "لن تكون نزهة في الحديقة. إذا اندلعت حرب واسعة النطاق. فلن توجد طريقة لن نتعرض فيها للدماء".
ورغم أنه غير المرجح أن يتمكن حزب الله من توجيه هزيمة حاسمة لإسرائيل في حرب تقليدية، تواجه إسرائيل مشكلة استراتيجية، وهي أن التنظيم لن يسعى إلى كسب معركة بالمعنى التقليدي، بل سيسعى إلى توريط القوات الإسرائيلية في حرب استنزاف، وهو ما يشبه صمود حماس أمام الهجوم الإسرائيلي على غزة المستمر منذ 11شهرا.
وقال إلياس فرحات، وهو جنرال متقاعد في الجيش اللبناني: "إن إسرائيل قادرة على إحداث الدمار في لبنان، وهذا ليس محل نقاش. هناك فجوة في التوازن العسكري. ولكن حزب الله أثبت مهارتهه في استخدام الصواريخ المضادة للدبابات في عام 2006. وهم مدربون تدريبا جيدا".
وفي عام 2006، قدر المسؤولون الإسرائيليون أن حزب الله يمتلك حوالي 12ألف صاروخ وقذيفة.
وقال قاسم قصير، وهو محلل لبناني مطلع على حزب الله، إن مخزون التنظيم وصل إلى 150ألفا قبل هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، وهو رقم يتطابق على نطاق واسع مع التقديرات الإسرائيلية والغربية.
ومن بين أسلحته الجديدة، الأكثر خطورة، صاروخ موجه مضاد للدبابات من صنع إيراني يسمى "ألماس"، يمنح مسلحو حزب الله دقة أكبر في ضرباته، مقارنة بما كان عليه في عام 2006.
وتشير الصحيفة إلى أنه في حرب 2006، استخدم حزب الله تكتيكات حرب العصابات، وألحق خسائر فادحة بالقوات الإسرائيلية بعد نشره صواريخ مضادة للدبابات لاختراق الدروع والدبابات.
وخلال تلك الحرب، كان حزب الله يطلق نحو 150صاروخا يوميا على شمال إسرائيل.
ويتذكر جندي احتياطي إسرائيلي، قاتل لمدة أسبوعين في تلك الحرب، انتشار مسلحي حزب الله في فرق صغيرة، واختبائهم في القرى انتظارا لوصول القوات الإسرائيلية، بدلا من الانخراط في قتال مفتوح في مناطق يكونون فيها أكثر عرضة للضربات الجوية.
وفي تلك الحرب، كان مسلحو حزب الله يستهدفون الجنود الإسرائيليين من مسافة بعيدة بصواريخ مضادة للدبابات.
وقال الجندي الاحتياطي إن حزب الله في عام 2006 ليس حزب الله اليوم، مشيرا إلى أنه طور قدراتها.
لكنه أضاف أن الجيش الإسرائيلي نجح أيضا في تحسين قدراته، واكتسب خبرة كبيرة في القتال في غزة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی من دون طیار جنوب لبنان حرب شاملة فی عام 2006 حزب الله فی لبنان من إیران فی حال إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل ستدخل إسرائيل إلى لبنان؟ تقريرٌ من تل أبيب يُعلن
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنه "بعد مرور عام على وقف إطلاق النار في لبنان، فإنّ إسرائيل لا تزال بعيدة عن نزع سلاح حزب الله".التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" يقول إن "التوترات تتصاعد بين إسرائيل وحزب الله بعد عام من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، والذي كان من المفترض أن ينهي الصراع مع الجماعة"، وأضاف: "بدأ حزب الله صراعاً مع إسرائيل في تشرين الأول 2023 بعد هجوم شنته حماس على إسرائيل. وفي أيلول 2024، شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات المتصاعدة على قيادة حزب الله ومستودعات أسلحته، وشمل ذلك في النهاية توغلاً برياً محدوداً داخل لبنان، مُكبداً حزب الله خسائر فادحة".
وأكمل: "منذ بدء وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، طرأت تطورات كثيرة، واختار لبنان رئيس وزراء ورئيساً جديداً، تعهدا كلاهما بنزع سلاح حزب الله، لكنهما لم يكونا مستعدين لمواجهة الجماعة فعلياً، كما أنهما لم يتحديا حزب الله بشكل مباشر، بل يتحدثان بشكل عام عن سيطرة الدولة اللبنانية على السلاح".
يقولُ التقرير إنَّ "حزب الله ما زال هدفاً لإسرائيل"، وتابع: "من الأمثلة الواضحة على مدى تزايد تواجد حزب الله في مرمى نيران إسرائيل، الغارات الجوية الدقيقة التي تشنها إسرائيل ضده بشكل يومي تقريباً".
وأشار التقرير إلى منشور كتبهُ المقدم نداف شوشاني، المتحدث الدولي باسم الجيش الإسرائيلي، إذ قال: "قبل عام، دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ. بموجب هذا الاتفاق، كان من المفترض أن ينزع حزب الله سلاحه بالكامل ويفكك بنيته التحتية الإرهابية والعسكرية، لكنه لم يفعل أيًا منهما. بدلاً من ذلك، أمضى حزب الله هذا العام في إعادة بناء وتسليح قواته بدعم من النظام الإيراني. وما دام حزب الله يُشكل تهديداً لإسرائيل، فسنواصل بذل كل ما يلزم للدفاع عن أنفسنا".
التقرير يقول إنَّ "بيروت تتعرضُ لضغوط إسرائيلية لنزع سلاح حزب الله"، مشيراً إلى أنَّ "الولايات المتحدة أيضاً تريد نزع سلاح حزب الله"، وتابع: "ليس من الواضح كيف سيتم ذلك، أو ما هو تعريف نزع السلاح تحديداً.. هل يقتصر الأمر على أسلحة حزب الله الثقيلة، أم يشمل أيضاً بنادق الكلاشنكوف؟".
في المقابل، تقول صحيفة "يسرائيل هيوم" نقلاً عن مصادر دبلوماسية قولها إنَّ "إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حددت مهلة للبنان لنزع سلاح حزب الله"، محذرة من أن عدم التحرك سيجعل صراعاً عسكرياً جديداً أمراً لا مفر منه.
وتضيف "يسرائيل هيوم" في تقرير ترجمهُ "لبنان24" أنه "بعد مرور عام على الاتفاق مع حزب الله ، بات واضحاً أن وقف إطلاق النار كان مُصمماً منذ البداية ليكون أحادي الجانب"، وأضاف: "هذا يعني أنَّ حزب الله ممنوع من إطلاق رصاصة واحدة. مع ذلك، يُسمح لإسرائيل بموجب بنود الاتفاق بإحباط التهديدات التي تُشكلها".
وتابع: "إن كان لدى أحد شك، فإن اغتيال رئيس الأركان الثالث لحزب الله، هيثم علي طباطبائي، يوم الأحد 23 تشرين الثاني 2025، كان بمثابة تذكير بقواعد اللعبة، في حين أن "حزب الله محاصر دبلوماسياً وعسكرياً".
يقول التقرير إن إسرائيل كانت أمام خيارين العام الماضي، إما الموافقة على الصفقة التي عرضها المبعوث الأميركي السابق آموس هوكشتاين أو احتلال لبنان احتلالًا كاملًا، وأضاف: "كان الاحتلال، ولا يزال، هو السبيل العسكري الوحيد للقضاء على حزب الله، لكن هذا الخيار اليوم لم يعد ذا جدوى حقيقية، إذ لن تتولى إسرائيل إدارة لبنان".
وأكمل: "كان قرار إغلاق الجبهة اللبنانية صائباً في حينها، وفي المرحلة الحالية لم تنتهِ المشاكل، إذ يعمل حزب الله جاهداً على إعادة تسليح نفسه، فيما يبذل سلاح الجو الإسرائيلي جهوداً حثيثة في لبنان. وكما تعلمنا درساً قاسياً في غزة، من الجو، يُمكن تأخير الأعداء، لكن لا يُمكن القضاء عليهم. لا يُمكن القضاء عليهم تماماً إلا باحتلال بري شامل، وهو أمر لا يُثير اهتمام الرأي العام الإسرائيلي حالياً".
ووفقًا لمسؤولين دبلوماسيين مطلعين، حددت إدارة ترامب 31 كانون الأول من هذا العام موعداً نهائياً للحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، وفي حال عدم امتثال لبنان، يتحمل مسؤولية الانتهاك.
وختم التقرير: "من الدروس الأساسية المستفادة من 7 تشرين الأول عدم السماح للعدو بتعزيز قوته عبر الحدود، ويشير الوضع الراهن إلى أنه لن يكون هناك خيار سوى تطبيق هذا الدرس قريباً". المصدر: ترجمة "لبنان 24" مواضيع ذات صلة "عملات إسرائيلية" تدخل غزّة.. تقريرٌ من تل أبيب يكشف Lebanon 24 "عملات إسرائيلية" تدخل غزّة.. تقريرٌ من تل أبيب يكشف