بعد فوزها بجائزة الأمم المتحدة.. كيف استطاعت مصر مكافحة الأمراض غير السارية بــ "100 مليون صحة"؟
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
على مدار السنوات الماضية، استطاعت مصر من خلال إطلاق المبادرات الصحية المختلفة الاعتناء بالملف الصحي للمواطن المصري، وتحقيق الحماية الاجتماعية للمواطنين، وكلل هذا المجهود بعدة جوائز عالمية من أهمها جائزة القضاء على فيروس سي، كما كللت جهود الدولة المصرية اليوم بفوز وزارة الصحة والسكان، بجائزة تحالف فرق العمل المشتركة بين الوكالات التابعة للأمم المتحدة، المعنية بالوقاية من الأمراض غير المعدية -غير السارية- حيث عملت مصر جنبًا إلى الأمم المتحدة في برنامج الترصد التدريجي للأمراض غير السارية منذ عام 2011، حتى اليوم، لتحقيق الأهداف الصحية الرامية إلى تقليل عدد الوفيات، وتحسين الصحة العامة، وكللت القيادة المصرية جهودها من خلال حملة 100 مليون صحة.
ومنذ انطلاق أولى المبادرات الصحية في مصر وهي القضاء على فيروس سي والكشف على الأمراض السارية في مرحلتها الأولى عام 2018، وتتبع وزارة الصحة والسكان خطوات منظمة بتوجيهات القيادة الرئاسية للرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تبعتها عدة مبادرات صحية تحت الحملة الوطنية الصحية "100 مليون صحة"، والتي عززت أهمية التوعية الصحية والكشف المبكر على الأمراض بين المواطنين، واستهدفت الكشف على المصريين وغير المصريين المقيمين واللاجئين على قدم المساواة.
ماهي مبادرة الأمراض غير السارية؟الأمراض غير السارية هي الأمراض غير المعدية التي قد تصيب الانسان نتيجة عدة عوامل مثل الضغط، السكر بالدم، دهون بالدم، اعتلال كلوي.
فحص ضغط الدم من خلال المبادرةوتهدف مبادرة الأمراض غير السارية إلى الكشف المبكر عن الأمراض غير السارية والتي تتضمن كلا من الضغط، السكر بالدم، دهون بالدم، اعتلال كلوي، وتعمل المبادرة على الفحص المبكر لهذه الأمراض لدى المصريين وغير المصريين، والتوعية تجاه عوامل الخطورة المسببة لتلك الأمراض وكيفية الوقاية منها.
وتسعى المبادرة إلى التصدي للأمراض المزمنة غير السارية (غير المعدية)، مما يؤدى إلى خفض حالات الإصابة وتقليل أعداد الوفيات والعجز الناتجة عن الإصابة، ويتم ذلك من خلال القطاعات الحكومية وغير الحكومية المختلفة.
الخدمات المقدمة لأصحاب الأمراض غير الساريةتعمل المبادرة على قياس مؤشر كتلة الجسم (طول، وزن)، ضغط الدم، السكر بالدم، مستوي الدهون بالدم، الاعتلال الكلوي، وتقدم المبادرة الخدمات العلاجية اللازمة بوحدات الرعاية الأساسية أو الإحالة إلى المستشفيات العامة والمركزية للحالات التي تستدعي ذلك.
كما تعمل المبادرة على رفع الوعي المجتمعي تجاه عوامل الخطورة وكيفية الطرق الوقائية تجاه الأمراض المزمنة.
ومنذ انطلاقها في سبتمبر عام 2021، استطاعت مبادرة الكشف عن الأمراض غير السارية ومضاعفاتها، بفحص أكثر من 13 مليون شخص، من خلال الاعتماد على التشخيص السريع (Point of Care Testing) لمستويات السكر العشوائي والتراكمي ومستويات الدهون بالدم ووظائف الكلى، علاوة على قياس ضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم، حيث يتم تطبيق المبادرة في ما يقرب من 3 آلاف وحدة رعاية أساسية، بواسطة فرق طبية مدربة على إجراء الفحص.
الاستفادة من المبادراتمن أهم النجاحات التي أطلقتها مصر حملة 100 يوم صحة كمبادرة وطنية شاملة، تحت شعار "انزل واكشف واطمن من كل مكان في مصر"، حيث هدفت المبادرة إيصال خدمات الصحة العامة وتقديمها بشكل مكثف في جميع أنحاء الجمهورية من خلال أكثر من 500 قافلة متنقلة، و5 آلاف وحدة رعاية أساسية و700 مستشفى بالمحافظات المختلفة.
قوافل طبية متنقلةوتعمل المبادرة في جميع أنحاء الجمهورية، ويمكن الحصول على الخدمة بالتوجه لأقرب وحدة صحية من الوحدات التي توفر خدمات المبادرات ويمكنك معرفة أقرب وحدة من الخط الساخن 15335، كما يمكن الحصول عليها من القوافل الطبية المتنقلة.
ويمكن للمواطن التوجه لأقرب وحدة من وحدات الرعاية الأولية التي تقدم خدمات المبادرة، من خلال رقم البطاقة القومي، ( أو جواز السفر لغير المصريين)، حيث يقوم مدخل البيانات بتسجيل المواطن على المنظومة الإلكترونية.
وتستهدف المبادرة الكشف على جميع المواطنين بأعمارهم المختلفة، وتسمح أيضًا المبادرة للمقيمين واللاجئين الأجانب بالحصول على الخدمات.
وقد ثمنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عام 2024، سماح الدولة المصرية بتقديم جميع الخدمات الصحية للمصريين وغير المصريين على قدم المساواة، حيث يمكن لغير المصريين تلقي الرعاية مجاناً أو بتكلفة يمكن تحملها في وحدات الرعاية الصحية الأولية وفي المستشفيات العامة في حالات الطوارئ.
مبادرات ناجحةوفي إطار المبادرات الصحية الناجحة التي عكفت عليها مصر في السنوات القلية الماضية، ثمنت منظمة الصحة العالمية على دعم وزارة الصحة المستمر لخدمات الفحص والرعاية والعلاج القوية للأشخاص المصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي سي منذ أطلقت مصر حملتها الوطنية "100 مليون صحة".
حيث تعد أعراض الاصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي من حالات العدوى الجديدة لا تظهر عادةً، فإن قِلة من الناس يتم تشخيصهم عندما تكون العدوى حديثة، لذلك عمدت مصر على الكشف الصحي على جميع المصريين لعمل مسح بالاصابات غير المعروفة وعلاجها، حيث أسفرت عن فحص أكثر من 60 مليون شخص وعلاج أكثر من 4 ملايين شخص.
وقالت منظمة الصحة في بيان سابق، بعد حصول مصر على جائزة الصحة العالمية للقضاء على فيروس سي، أن مصر نجحت في خفض معدل الإصابة الجديدة من 300 لكل 100 ألف في عام 2014 إلى 9 لكل 100 ألف في عام 2022، وهذا المعدل قريب جدًا من الهدف النهائي المتمثل في القضاء على التهاب الكبد الوبائي سي بأقل من 5 لكل 100 ألف حالة جديدة سنويًا ومستويات مماثلة لوفيات التهاب الكبد الفيروسي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأمراض غير السارية المبادرات الصحية حملة 100 مليون صحة مصر وزارة الصحة ضغط الدم السكر بالدم الأمراض غیر الساریة ملیون صحة أکثر من من خلال
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة: القضاء على انتقال الأمراض من الأم إلى الطفل أولوية صحية عالمية
شارك الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، في جلسة نقاشية رفيعة المستوى بعنوان «سد الفجوات: قيادة المجتمع المدني للقضاء على انتقال فيروس نقص المناعة البشرية «HIV»، والتهاب الكبد B، والزهري من الأم إلى الطفل بحلول عام 2030، وذلك على هامش فعاليات قمة الصحة العالمية 2025 المنعقدة في برلين، خلال الفترة من 12 إلى 14 أكتوبر الجاري.
وشدد الوزير في كلمته على أن القضاء على انتقال فيروس نقص المناعة البشرية «HIV»، والتهاب الكبد B، والزهري من الأم إلى الطفل بحلول عام 2030 يُعد أولوية صحية عالمية. وأوضح أن هذا الهدف ليس مجرد طموح صحي، بل واجب إنساني وأخلاقي يهدف إلى ضمان بداية حياة خالية من العدوى لكل طفل، وتوفير رعاية صحية آمنة وكريمة للأمهات خلال الحمل والولادة.
وأشار إلى الدور الحيوي لمنظمات المجتمع المدني كشريك أساسي في تحقيق هذه الرؤية، حيث تلعب دورًا رئيسيًا في الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفًا، ومواجهة الوصمة الاجتماعية، ومكافحة المعلومات المغلوطة، كما أكد أن هذه المنظمات تسهم في توسيع نطاق الفحوصات، وزيادة الوعي الصحي، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، مما يتيح الوصول إلى المجتمعات التي يصعب على النظم الصحية خدمتها.
وفي سياق حديثه، استعرض الدكتور خالد عبد الغفار الإنجازات الملموسة التي حققتها مصر في هذا المجال، حيث جعلت الدولة الصحة محورًا أساسيًا في أجندتها التنموية الوطنية، مع ربطها بتنمية رأس المال البشري، والتعليم، والحماية الاجتماعية، ومن أبرز هذه الجهود مبادرة 100 مليون صحة، التي تعد واحدة من أكبر برامج الفحص الطبي عالميًا، حيث شملت فحص أكثر من 60 مليون مواطن للكشف عن التهاب الكبد C والأمراض غير السارية، وتقديم العلاج لأكثر من 4 ملايين شخص، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى الإشادة بمصر كدولة رائدة على طريق القضاء على التهاب الكبد C.
وأضاف أن مصر نجحت في خفض معدل الإصابة بالتهاب الكبد B بين الأطفال دون سن الخامسة إلى أقل من 1%، بفضل التزام الدولة ببرامج التطعيم الروتيني وجرعة الولادة في وقتها، إلى جانب التغطية الوطنية الشاملة. كما تواصل الوزارة تطوير البنية التحتية الصحية، وتحديث المرافق، وتوسيع قدرات المختبرات، وتوفير الأدوية والتقنيات المتقدمة في جميع المحافظات، مع التركيز على وحدات الرعاية المركزة والتشخيص المبكر لحديثي الولادة.
وأكد أن مصر تتماشى بالكامل مع الأجندة العالمية للقضاء الثلاثي التي تقودها منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز «UNAIDS»، ومنظمة اليونيسف، وتشمل الأولويات المستقبلية دمج الفحص الشامل لفيروس «HIV»، والتهاب الكبد B، والزهري في خدمات رعاية الحوامل، وتوفير العلاج والوقاية الفورية، وضمان تطعيم الأطفال حديثي الولادة، إلى جانب تعزيز نظم المراقبة والبيانات، وتوسيع التثقيف الصحي لمكافحة الوصمة وتشجيع الفحص المبكر.
وأشار إلى أن الشراكة بين الحكومة، المجتمع المدني، والشركاء الدوليين تشكل حجر الزاوية في تحقيق هذه الأهداف، مؤكدًا التزام مصر بالعمل مع الشركاء الدوليين لدمج برامج صحة الأم والطفل مع مكافحة الأمراض المعدية، لضمان عدم استثناء أي امرأة بسبب موقعها الجغرافي أو ظروفها الاجتماعية.
واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن القضاء على انتقال العدوى من الأم إلى الطفل هدف قابل للتحقيق، يعكس جوهر المهمة الصحية في حماية الحياة وتعزيز العدالة الصحية. وقال: «معًا، يمكن للحكومات، والمجتمع المدني، والشركاء الدوليين تحويل هذه الرؤية إلى واقع، لضمان بداية صحية لكل طفل».
ضمت الجلسة نخبة من الجهات الفاعلة في مجالات الصحة العامة والسياسات والمناصرة المجتمعية، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني، والمنظمة الوطنية للأشخاص المصابين بالتهاب الكبد B، وشبكات الشركاء المعنية بمكافحة الأمراض المعدية، إلى جانب وكالات دولية مثل منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، ومنظمة اليونيسف، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومؤسسات إقليمية مثل مفوضية الاتحاد الإفريقي، والمراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، بالإضافة إلى ممثلي الحكومات، والمهنيين الصحيين، والباحثين المتخصصين في صحة الأم ومكافحة الأمراض المعدية.
اقرأ أيضاًوزير الصحة: القضاء على انتقال الأمراض من الأم إلى الطفل بحلول 2030
«القومي للبحوث» يُطلق حملة توعوية للتعريف بالأمراض الوراثية وأهمية الكشف المبكر
«الصحة العالمية» والمراكز الإفريقية للسيطرة على الأمراض تنضمان لجهود الكونغو الديمقراطية لاحتواء فيروس إيبولا