بوابة الوفد:
2025-05-23@09:57:56 GMT

مجتمع النفايات الفكرية «٤»

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

طرأت على المجتمع العربى بصفة عامة والمجتمع المصرى تحديداً تغيير جذرى فى الطبيعية الفسيولوحية والادبية للرجل خلال السنوات الاخيرة... ومع تزايد اختراعات حروب الجيل الرابع والخامس وانتشار هوس كافة مواقع التواصل الاجتماعى بأشكاله وأنواعه والمنصات الالكترونية الهلامية خلال الفضاء الخارجى الذى يتاح للشباب والفتيات الدخول والخروج بحرية ويسر فى عالم فارغ تماما من مضمونه.

. عالم غارق فى مستنقع الملذات والشهوات.. فى وحل التقليد الأعمى لمعتقدات وتقاليد وعادات السيئة لشياطين الغرب.. للأسف لم نأخذ منهم فى تطورهم الأخير التكنولوجى إلا أسوأ ما جاءوا به حتى تعدى النفايات فى تدهور مستوى الذوق العام... والانهيار الأخلاقي...وتراجع كل مستويات الحياء وانتشار معدل الوقاحة حتى أصبحت السمة السائدة فى المجتمع الذى يتمتع على غيره من المجتمعات العربية حتى والاسلامية بطابع التدين وأقصى درجات الطيبة والبساطة والضحكة الحلوة اللى طالعة من القلب... المصرى الجدع الشهم الذى مهما عاش غارقاً فى أعاصير تقلبات الحياة الصعبة لحصوله على أبسط متطلبات الحياة فى توفير الحياة الكريمة لزوجته وأولاده... الرجل الشقيان أبو دم خفيف يظل ضحوكا مبتسماً أمام موجات الشقاء... بل فى عز مواقف القهر والظلم المجتمعى له حول وصلة النكد إلى نكته وابتسامة وقفشات دمها خفيف.... للأسف اختفت أيضا بسبب الفرز الجديد لمخلفات التطور والتكنولوجيا للمنصات الالكترونية منذ أن انتشرت  «أجهزة الاندرويد الذكية»... بين كافة طبقات المجتمع لا فرق فيها بين الغنى والفقير...الشيطان الغبى الذى أباح الفاحشة ودمر معالم الفضيلة بين الرجل والمرأة.. واختفت محاسن الفطرة كلها... وطمست الهوية الحقيقية التى تميز الصفات التى خلقهما الله عليهما منذ نشأة الكون... فلا فرق بين الرجل والمرأة فتاهت الهبات والمميزات.. فاختلطت المسئوليات وتبادل الأدوار وأصبح مفهوم النوع الاجتماعى «الجندر» مختلف ليس له علاقة بالناحية الفسيولوجية والبيولوجية لطبيعة كليهما... حيث طالبت الجمعيات النسوية بالمساواة بين الرجل والمرأة فى الواجبات والحقوق. لذلك فهو مفهوم يعد غربى الجنسية وشرقى الملامح... وهو يعتمد على العلاقات الاجتماعية والأدوار التى يحددها المجتمع بين الرجل والمرأة.. فمنذ أن طالبت المرأة بالمساواة بين الرجل المرأة، نسى الرجل الدور الحقيقى له فى مجتمع ذكورى كما يشاع شكلا فقط... ولكن مفروغ من المضمون... ظاهرة عجيبة بدأت تنتشر فى مجتمعنا انهيار النخوه والشهامة والرجولة حتى أصبح الرجل اتكاليا يعتمد على المرأة ليس فقط فى المواقف الصعبة حتى فى اكل العيش... وتوفير وسد احتياجات الأبناء فانتشرت ظاهرة المرأة المعيلة خاصة فى المستويات الاجتماعية المتدنية التى ينتشر فيها الفقر والجهل والامية التى تخرج من الصباح الباكر وتعود لأسرتها «شايلة البطيخة» التى كان يحملها الرجل لبيته بعد من عودته من عمل شاق كمان فى أفلام العربى زمان، تغيرت الأدوار للأسف.. وبكل برود أصبح الرجل لا يتمنى عند اقباله حتى فى الارتباط للزواج إلا الله أن يلهث وراء الفتاة التى تعمل ولها مرتب آخر الشهر... او تتعاون معه فى تدبير أثاث الزوجية ومتطلبات البيت، و«ممكن يفضل يدور على البنت اللقطة اللى تشيله من كله ومفيش مانع تصرف عليه وتأكله وتشربه»...هى الشهامة والنخوة راحت فين... قصص وحكايات لسيدات معدمات يروين يوميات مأساوية استمع لهن يومياً. والله أصبت بذهول من هول ما أسمع وأرى... والسؤال أين أنتم يا معشر الرجال.. والناس الشقيانة راحت فين!!؟.

عفوا يا معشر الرجال!!.. لا شك أن الرجل يمثل جذع الشجرة الذى يقيمها ويوقفها.. وهو كذلك الفروع والأغصان والورق الذى يضلها ويحميها من كل جانب... وتأتي المرأة لتكون ثمار هذه الشجرة.. يفر الناس من المخاطر ويخشونها.. وتفر المخاطر من الرجال وتخشاهم وتخافهم، فالرجل الحقيقى هو الذى يستطيع أن يبنى برجولته أكبر جدار ممكن لتختبئ خلفه أنثاه وتشعر بالأمان... الرجل هو الذى يلجم نفسه عن الانقياد خلف شهواته.. بل يوجهها لكل ما هو خير حتى لو كان فى ذلك مشقة... تُعتبر الفحولة شكلًا من أشكال الذكورة المرتبطة بالقوة وتجاهل العواقبس والتهرب من المسئولية... يا للعجب، فمن أكبر صفات الرجل الحقيقى أنه طفل.. إذا ما احتاج الموقف وكهل إذا تطلب الأمر.. الرجل يتحمل الصعاب ويتجاوز العقبات ويستمر بالمحاولة مهما حاولت الدنيا افشاله... الرجل الحقيقى يحفظ أعراض الناس ويخاف عليها كما يخاف على عرضه تمامًا...الشجاعة كنز الشجاع ورأس ماله وسلاحه الذى يجابه به كل صعاب الدنيا مهما تكررت ومهما حاولت أن توقفه، فلا توجد امرأة على وجه الأرض لا تتمنى أن يكون الرجل الذى ترتبط به حنونا على قدر كبير من المسئولية.. ويتمتع بقدر كبير من الحنان لأنه صفة مهمة من صفات الرجل ومطلب أساسى من متطلبات المرأة.. وهو لا ينقص من قدر الرجل على الإطلاق.. لأن الرجولة الحقيقية لا تعنى أن يكون الرجل جافا قاسيا على أنثاه.. للأسف الواقع أليم انتشرت خلال السنوات الاخيرة ظاهرة العنف ضد المرأة أهم أسبابها إجبار الزوجة على الخروج للعمل ومهما كان نوعه حتى ولو كان شيئا حقيرا للحصول على أموال وليس فقط لسد جوع أولاده بل لكى تصرف عليه وتلبى طلباته لأنه «الفحل» الاتكالى بيشرب مخدرات... ولو رفضت المسكينة أو أنها تدخر بعض الأموال لعيش أولادها انهال عليها بالضرب... وممكن كمان يحرقها.. حكت لى سيدة ثلاثينية تعمل خادمة فى البيوت.. أنها كانت تقلى بطاطس لأولادها ودخل عليها زوجها طالبا منها مبلغا لتعاطى أردأ أنواع المخدرات القاتلة «الاستروكس» رفضت لقلة الأموال لديها  بل أكدت له انها بحاجة الى أموال أخرى لسد جوع أطفالهم... بمجرد أن أنهت الحديث.. هاج وماج ولم يشعر بنفسه وإلا وهو يقذف مقلة الزيت فى وجه المسكينة واحترق وجهها وبعض جسدها... ففرت لأهلها الذين نصحوها بالعودة لبيتها بسبب فقرهم المدقع.. وقالوا لها «إحنا مش لاقيين ناكل لما نأكل أولادك» فعادت المسكينة لقدرها المحفوف بكل أشكال العذاب وبعيدة تماما عن مفهوم الانسانية.. حكايات مأساوية تكشف عن الانهيار الأخلاقى والإنسانى وتخلى الرجل عن كافة مسئولياته الدينية والادبية أمام أسرته وأولاده، أسباب كثيرة أدت إلى هذا التدهور فى تبادل الأدوار والمسئوليات وتخلى الرجل عن رجولته، حتى انتشر مفهوم «ست بألف رجل».. حتى أصبح المجتمع الرجولى يتجه نحو التخنث والتميع، بسبب استيراد الأخلاق الغربية وميزة الرجولة فى الشباب والذكور ضاعت بسببها.

وكما انعكست سلباً على علاقة الرجل والمرأة، والحديث بقية.

 

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مجتمع النفايات الفكرية ٤ المجتمع العربي بین الرجل والمرأة

إقرأ أيضاً:

برعاية أمير المنطقة الشرقية.. إطلاق مشروع "مجتمع الذوق" في الخبر

رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، بديوان الإمارة اليوم الأربعاء، حفل تدشين مشروع “مجتمع الذوق” الذي يأتي بالشراكة بين الجمعية السعودية للذوق العام وهيئة تطوير المنطقة الشرقية، والذي يسعى إلى تهيئة مدينة “الخبر” لتكون نموذجًا يُحتذى به في تطبيق الممارسات ذات الارتباط بثقافة الذوق العام في مختلف جوانب ومناحي الحياة.مشروعات تواكب رؤية المملكة 2030واطلع سمو أمير المنطقة الشرقية على عرض تفصيلي عن المشروع، وما يهدف إليه من صناعة تجربة مميزة على مستوى مدن المملكة، قدّمه أمين اللجنة العليا للمشروع عبدالعزيز المحبوب، حيث يركز المشروع على مجموعة من المجالات الاستراتيجية التي تواكب التطلعات الوطنية ورؤية المملكة 2030 في تعزيز جودة حياة الفرد والأسرة، وجودة الخدمات المقدمة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } برعاية أمير المنطقة الشرقية.. إطلاق مشروع "مجتمع الذوق" في الخبر - اليوم برعاية أمير المنطقة الشرقية.. إطلاق مشروع "مجتمع الذوق" في الخبر - اليوم برعاية أمير المنطقة الشرقية.. إطلاق مشروع "مجتمع الذوق" في الخبر - اليوم برعاية أمير المنطقة الشرقية.. إطلاق مشروع "مجتمع الذوق" في الخبر - اليوم var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });الجهود الوطنية المبذولةوألقى هاني العفالق، رئيس مجلس إدارة جمعية ذوق، كلمةً شكر فيها سمو أمير المنطقة الشرقية على تدشين المشروع، وعلى دعمه غير المحدود في دفع مسيرة التنمية في المنطقة، مفيدًا أن هذا المشروع يأتي مواكبةً لمتطلبات الحقبة التنموية للمملكة، وفق المجالات التي يرتكز نجاحها على سلوك أفراد المجتمع.
أخبار متعلقة منشأة متكاملة لاستضافة كبرى الفعاليات.. أمير الشرقية يفتتح "أرينا الخبر"أمير الشرقية: طموح القيادة يعزز تنافسية المملكة عالميًاآل مبارك: أمير الشرقية "الداعم الأول" لمبادرات تنمية الطاقات الشابةكما ألقى محمد العسيري، نائب الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة الشرقية لقطاع البيانات ودعم القرار، كلمةً حول مساهمة المشروع في دعم الجهود الوطنية تجاه تحقيق سعادة المواطنين والمقيمين من خلال توفير بيئة إيجابية للعيش، بالإضافة إلى مساهمته في تحقيق مستهدفات المملكة في إدراج “3” مدن سعودية ضمن أفضل “100” مدينة في العالم في مؤشرات قابلية العيش العالمية.
وشهد سمو أمير المنطقة الشرقية توقيع عدد من مذكرات التعاون بين الجمعية ومجموعة من الجهات الحكومية والشركات الخاصة، سعيًا لتحقيق الأهداف المشتركة في سبيل تعزيز قيم وثقافة الذوق العام.

مقالات مشابهة

  • استشاري علاقات أسرية: تغير دور المرأة أربك هوية الرجل
  • محافظ أسوان: مكافأة مجزية للعاملين بملف التصالح تقديرًا لجهدهم المتميز
  • "تعليم البرلمان" توجه الحكومة بتوفير الاعتمادات اللازمة لجهاز الملكية الفكرية
  • محافظ أسوان: نسعى لحياة كريمة وتحسين مستوى المعيشة
  • برعاية أمير المنطقة الشرقية.. إطلاق مشروع "مجتمع الذوق" في الخبر
  • قومى المراة بالبحر الأحمر تطلق مبادرة معا بالوعي نحميها
  • ما الذي تبحث عنه المرأة في مظهر الرجل؟ الأناقة ليست كافية
  • أمين الفتوى يشرح المعنى المقصود من الآية الرجال قوامون على النساء
  • محافظ مطروح يسلم 18 بئر مياه و28 مشروع رؤوس أغنام على المرأة المعيلة
  • المجتمع المدني بالكونغو يسعى إلى تحويل النفايات لفرص اقتصادية