يعيش بالخفاء وسط تدابير مشددة .. ما لا تعرفه عن حسن نصرالله
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
سرايا - بعد أن استهدفته غارة إسرائيلية عنيفة بالضاحية الجنوبية لبيروت، بحسب وسائل إعلام عبرية، تصدر اسم الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وسائل الإعلام بكل مكان مساء الجمعة.
فماذا نعرف عن الرجل الذي يعيش منذ سنوات طويلة في الخفاء، لأسباب أمنية.
منذ العام 2006، تاريخ الحرب المدمّرة التي خاضها حزب الله مع (إسرائيل)، لم تتعدّ ظهورات حسن نصرالله علنا أصابع اليد الواحدة، مثل تلك التي فاجأ فيها الآلاف من أنصاره في العام 2011، خلال مسيرة عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت ومشى بينهم لدقائق قليلة، قبل أن يعود ليخطب فيهم عبر شاشة عملاقة ويقول إن حزبه "يزداد تسليحا وتدريبا يوما بعد يوم"، و"المقاومة ستبقى وتستمر" في وجه إسرائيل.
وفي مقابلة مع صحيفة "الأخبار" اللبنانية القريبة من حزبه، قال في آب/أغسطس 2014 "يروّج الإسرائيلي لفكرة (...) مفادها بأنني مقيم في ملجأ بعيدا عن الناس، فلا أراهم ولا أتواصل معهم، ومنقطع حتى عن إخواني".
كما أضاف "المقصود بالإجراءات الأمنية هو سرية الحركة، ولكن هذا لا يمنعني نهائيا من أن أتحرك".
تدابير مشددة.. وستائر سميكة
بين الحين والآخر، تنشر له صور مع قياديين من "محور المقاومة" الذي تقوده إيران يزورون لبنان، ويتحدث بانتظام في مناسبات عدة دائما عبر الشاشة وغالبا أمام الآلاف من مناصريه الذين يعلّقون أنظارهم به ويقاطعونه بالتصفيق والهتاف "لبيك نصرالله".
وروى مسؤولون وصحافيون التقوا به خلال السنوات الأخيرة أنهم لم يعرفوا المكان الذي اقتادهم إليه عناصر أمن من الحزب وسط تدابير مشدّدة وفي سيارات أسدلت على نوافذها ستائر سميكة.
ذكاء حاد
يقول عارفوه وخبراء يتابعونه إن نصر الله، يتمتع بذكاء حاد ومعرفة واسعة لا سيما في الشؤون الدينية والسياسية. وهو خطيب مفوّه ومتحدث فصيح قادر على التحدث لوقت طويل من دون أن يتردّد أو يتلعثم.
أما خصومه فينتقدون لهجة التحدّي التي يتكلّم بها والتي تقترن غالبا برفع سبّابته اليمنى، ويعتبرونها ترهيبا للداخل اللبناني.
في أوساط مناصريه، يتمتع بهالة غير قابلة للمسّ. ويندر أن تتجرأ شخصية شيعية على انتقاده أو معارضته في مناطق نفوذ الحزب. وحصل أن انتقده بعض الأشخاص في الشارع خلال احتجاجات شعبية، ثم عمدوا الى الاعتذار والتراجع لاحقا بعد تعرضهم لضغوط، وفق تقارير.
فيما يتهمه خصومه السياسيون في لبنان بالارتهان لإيران والتحكّم بقرار السلم والحرب في البلد مهمشا الحكومات اللبنانية.
مدعوم من إيران بالمال والسلاح
انتخب نصرالله أمينا عاما للحزب في 1992 بعد اغتيال إسرائيل سلفه عباس الموسوي مع زوجته وطفله وأشخاص آخرين في غارة جوية في جنوب لبنان في شباط/فبراير من العام ذاته.
في عهده، طوّر حزب الله قدراته العسكرية بدعم رئيسي من طهران التي تمدّه بالمال والسلاح. وبات يمتلك أسلحة دقيقة متطورة يؤكد أنها قادرة على أن توجه ضربات موجعة لإسرائيل.
ويقول نصرالله إن حزبه يضمّ 100 ألف مقاتل.
كذلك، يملك الحزب مؤسسات تربوية واجتماعية وصحية تؤمن خدمات لأنصاره وتحصّن شعبيته.
ترسانة ضخمة من الأسلحة.. ورأس حربة
وحزب الله هو التشكيل الوحيد في لبنان الذي احتفظ بسلاحه بعد انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990)، بحجة "مقاومة إسرائيل" التي احتلت مناطق واسعة في جنوب البلاد بين العامين 1978 وأيار/مايو 2000. وله ترسانة أضخم من أسلحة الجيش اللبناني، بحسب خبراء.
ينظر إلى حزب الله على أنه رأس الحربة في العمليات التي دفعت إسرائيل الى الانسحاب من لبنان في العام 2000 بعد احتلال دام ثلاثين عاما تقريبا. فصارت لنصرالله مكانة كبيرة لدى أنصاره والملايين في العالم العربي.
وتعزّزت شعبيته خلال حرب 2006 التي استمرت 33 يوما، وقتل فيها 1200 شخص في لبنان غالبيتهم من المدنيين، و160 في إسرائيل غالبيتهم من العسكريين. بعد انتهائها، ألقى خطابا أمام عشرات الآلاف من أنصاره في الضاحية الجنوبية التي تعرضت لدمار هائل، أعلن فيه تحقيق "نصر إلهي" على إسرائيل.
شعبيته تراجعت
لكن شعبيته تراجعت في ما بعد في لبنان والعالم العربي، بسبب اتهامه من شريحة واسعة من اللبنانيين بالارتهان لإيران، واستخدام السلاح في الداخل والتحكّم بالقرار السياسي اللبناني.
ووجهت محكمة دولية إلى حزب الله أصابع الاتهام باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري بتفجير ضخم في شباط/فبراير 2005 في بيروت.
واتسعت الشريحة المعارضة له خصوصا بعد انفجار مرفأ بيروت في 2020 وتقارير عن ضلوع الحزب في عرقلة التحقيق لمعرفة ظروف الحادث المدمر.
انتقادات واسعة له
في الدول العربية، تعرّض حزب الله لانتقادات بسبب قتاله إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد في النزاع الدامي المتواصل منذ 2011، ودعم المتمردين الحوثيين في اليمن، والقتال في العراق.
غداة اندلاع الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم غير مسبوق للحركة على جنوب إسرائيل، أعلن حسن نصرالله جبهة "إسناد" لغزة وحليفته حماس. وتصاعدت المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منذ حوالي أسبوع وبعد إعلان إسرائيل نقل تركيز عملياتها من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية.
وأقرّ نصرالله في آخر خطاب له الأسبوع الماضي بتلقي حزبه "ضربة كبيرة" بعد تفجير إسرائيل آلاف أجهزة الاتصال التابعة للحزب.
ولد في حي شعبي.. ومتزوج وله 5 أبناء
ولد في حي شعبي ببرج حمود في الضاحية الشمالية لبيروت في 31 آب/أغسطس 1960، وهو واحد من تسعة أبناء لأسرة متواضعة نزحت من بلدة البازورية في جنوب البلاد.
تلقى العلوم الدينية لمدة ثلاث سنوات في حوزات النجف الأشرف قبل طرده في عام 1978.
انخرط في النشاط السياسي واكتسب خبرة في صفوف "أفواج المقاومة اللبنانية" (حركة أمل)، لكنه انفصل عنها مع العديد من زملائه عام 1982 وشارك في تأسيس حزب الله، إذ تولى مسؤوليات شملت تعبئة المقاومين وإنشاء الخلايا العسكرية. وتدرج في المهام وصولا إلى الأمانة العامة.
متزوج من فاطمة ياسين ولهما خمسة أبناء.
لا يتكلم نصرالله كثيرا عن حياته الخاصة والشخصية.إقرأ أيضاً : ما السيناريوهات المتوقعة في حال تأكد اغتيال نصر الله؟إقرأ أيضاً : حزب الله يعلن قصف مستعمرة "إسرائيلية"إقرأ أيضاً : تطورات اليوم الـ358 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الله الله إيران أمن سيارات لبنان إيران لبنان الله الله لبنان الله لبنان العالم لبنان لبنان الله رئيس الوزراء الله الرئيس غزة الله غزة الشمالية العالم سيارات إيران الشمالية لبنان العراق اليوم أمن الناس الله غزة العسكريين رئيس الوزراء الرئيس اليمن حسن نصرالله حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
هل تنفذ إسرائيل تهديداتها ضد لبنان؟.. محللون يجيبون
لا يستبعد محللون تحدثوا لبرنامج "ما وراء الخبر" أن تقدم إسرائيل على تنفيذ تهديداتها بالتصعيد ضد لبنان على ضوء اختراقاتها المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، واتهاماتها للحكومة اللبنانية بأنها لا تفعل ما يجب فعله لنزع سلاح حزب الله اللبناني.
وجاء كلام المحللين تعليقا على تصريحات خاصة أدلى بها وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي لقناة الجزيرة، قال فيها إن بلاده تلقت تحذيرات عربية ودولية من عملية عسكرية واسعة تحضر إسرائيل لشنها على لبنان، وإن المفاوضات الحالية معها لن توقف اعتداءاتها.
ويرى الكاتب الصحفي نقولا ناصيف أن التهديدات الإسرائيلية ليست جديدة، لكنّ الجديد هذه المرة هو أن ما نقل إلى لبنان من تحذيرات يفيد بأن العدوان الإسرائيلي المحتمل سيكون مشابها لما حدث عام 2006، حيث ستستهدف إسرائيل البنية التحتية اللبنانية من أجل الضغط على الحكومة اللبنانية كي تستعجل في المهمة الصعبة وهي نزع سلاح حزب الله.
ورغم أنها تتجاهل اتفاق وقف إطلاق النار الساري مع حزب الله منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 ، فإن إسرائيل -يضيف ناصيف- تريد أن تستمر في مفاوضاتها مع الحكومة اللبنانية تحت النار، معربا عن اعتقاده أن مهمة نزع سلاح حزب الله أضحت مهمة أميركية إسرائيلية.
ويتابع الكاتب الصحفي أن تعيين السفير السابق لدى واشنطن سيمون كرم في لجنة "الميكانيزم" جاء استجابة لشروط أميركية إسرائيلية لرفع مستوى التفاوض بين لبنان وإسرائيل إلى الشق السياسي، لكنه يوضح -أي ناصيف- أن "لبنان يريد الذهاب إلى تسوية مع إسرائيل وليس إلى معاهدة سلام".
لا مصلحة أميركيةويعتقد الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" ضمن حلقة (2025/12/12)- أن هناك مصلحة أميركية بالتصعيد في لبنان، وأن ما تقوم به إسرائيل يتم بموافقة الولايات المتحدة لأن الهدف هو إضعاف حزب الله حتى لا يكون عقبة أمام تحقيق مشروعهما في لبنان وفي المنطقة.
إعلانكما أن إسرائيل -وفقا لشديد- لا تريد حكومة قوية في لبنان بل حكومة ضعيفة سياسيا لتتمكن من فرض شروطها عليها خلال التفاوض ولإدخال البلد في ما تسمى اتفاقات أبراهام.
ويتفق الدكتور ماكس أبراهامز، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن، مع مسألة أن إسرائيل تريد التصعيد في لبنان، ويقول إنها هي من تقوم بالتهديد وتتصرف وكأنها شرطي.
ولا يستبعد الضيف الأميركي أن تقوم إسرائيل بما أسماها استهدافات جراحية دقيقة ضد حزب الله إن لم تقم الحكومة اللبنانية بالمزيد لنزع سلاح الحزب.
يذكر أنه في الخامس من أغسطس/آب الماضي، أقر مجلس الوزراء اللبناني حصر السلاح -ومن بينه ما يملكه حزب الله- بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة وتنفيذها قبل نهاية 2025، لكنّ الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قال مرارا إن الحزب يرفض ذلك، ويطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية.
بيد أن أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن لا يرى أن المصلحة الأميركية تتماشى مع هذا التوجه الإسرائيلي، ويذكر أن الرئيس دونالد ترامب يركز جهوده حاليا على قطاع غزة، ولا يرغب في حصول مواجهة بين حزب الله وإسرائيل.