بعد اغتيال نصر الله.. كيف يرى حزب الله اللبناني المرحلة المقبلة؟
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
يواجه حزب الله اللبناني تحديات كبيرة خلال المرحلة المقبلة، في أعقاب الإعلان عن اغتيال أمينه العام حسن نصر الله في غارة إسرائيلية استهدفت مقر القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة.
وأكد حزب الله مقتل أمينه العام حسن نصر الله وجاء في بيان للحزب "التحق سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوا من 30 عاما".
وجاء بيان حزب الله بعد سويعات من تأكيد الجيش الإسرائيلي نجاح عملية الاغتيال وقوله إن مقاتلاته ألقت نحو 85 قنبلة خارقة للتحصينات، تزن كل منها طنا من المتفجرات، لاغتيال نصر الله.
ووفقًا لمدير مكتب الجزيرة في لبنان، مازن إبراهيم، فإن حزب الله يسعى حاليًا لتجاوز صدمة فقدان أمينه العام والانتقال السريع إلى قيادة جديدة.
ويشير إبراهيم إلى أن الحزب يعمل بجد على عملية انتقال سريعة في أعلى هرم القيادة، سواء فيما يتعلق بمنصب الأمين العام أو المواقع العسكرية التي شغرت نتيجة الاستهدافات الإسرائيلية المتعددة.
وقد طالت هذه الاستهدافات عددًا من القادة البارزين في الحزب، بمن فيهم فؤاد شكر وإبراهيم عقيل ومحمد سرور، إضافة لعلي كركي، المسؤول الأول عن جبهة جنوب لبنان، الذي أعلنت إسرائيل مقتله مع نصر الله .
كيفية الانتقال لقيادة جديدةويلفت إبراهيم إلى أن الاهتمام ينصبّ حاليًا على كيفية الانتقال من عهد الأمين العام السابق إلى أمين عام جديد يتولى القيادة في مرحلة حساسة للغاية من تاريخ حزب الله.
ويشبّه هذه المرحلة بما شهده الحزب في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، حيث واجه تحديات كبيرة على المستويين الداخلي والإقليمي.
وفيما يتعلق بالمرشحين المحتملين لخلافة نصر الله، يذكر إبراهيم أن هناك حديثًا في أروقة الحزب عن أن رئيس المجلس التنفيذي، هاشم صفي الدين، هو الأوفر حظًا للوصول إلى موقع الأمانة العامة.
ومع ذلك، يشير إلى أن عملية اختيار القادة في حزب الله قد تشهد بعض المفاجآت في اللحظات الأخيرة.
ويؤكد إبراهيم على ضرورة إلمام خليفة نصر الله بالملفات الداخلية والإقليمية المعقدة، فقد كان نصر الله يقود أطرافًا متعددة ضمن محور المقاومة، مما يشكل تحديًا كبيرًا لمن سيخلفه في منصب الأمين العام.
ويشير إبراهيم إلى حرص حزب الله على سد الفراغ القيادي بسرعة من أجل الانتقال إلى ترتيب أولويات "جبهة الإسناد"، حيث أكد الحزب في بيان النعي استمرار دعمه لقطاع غزة والدفاع عن لبنان في مواجهة ما وصفه بالاعتداءات والاستهدافات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية برًا وبحرًا وجوًا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأمین العام حزب الله نصر الله
إقرأ أيضاً:
إبراهيم النجار يكتب: الشرق الأوسط إلى أين؟!
بين حرب إبادة متواصلة على قطاع غزة، وتصعيد في سوريا ولبنان، وهجمات أمريكية على اليمن، تعيش منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن.
فإلى أين يتجه الشرق الأوسط؟ كيف سيكون شكل المنطقة وخرائطها بعد توقف الحروب؟ هذا إذا توقفت هذه الحروب في فترة قريبة.
من كان يظن لبرهة، أنه في أقل من عامين ستُدمَّر غزة؟ وتقتل إسرائيل أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، وخلفه ومعظم قادته العسكريين، وتُدمَّر أبرز قدراته؟
من كان يتخيل، ولو للحظة، أن نظام بشار الأسد سيسقط "برمشة عين"، وتتولى هيئة "تحرير الشام" مقاليد السلطة؟ بعد أن كانت على لوائح الإرهاب الأمريكية.
من كان يتخيل أو يظن أن إيران و"حزب الله" سيخرجان من سوريا بهذه الطريقة؟ وأن يضعف دور روسيا، وتستعيد تركيا وإسرائيل دورين بارزين على الأراضي السورية؟
هل كل ما حدث ويحدث جاء بمحض الصدفة فعلاً، أم هو ثمرة مخطط مرسوم منذ سنوات طويلة، لصياغة شرق أوسط جديد؟ بمقاييس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبرعاية أمريكية بلغت ذروتها مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؟
هل هذه نهاية ما كان يُوصف بالهلال الشيعي، والمقاومات، والميليشيات المسلحة؟
ثم ماذا عن المفاوضات الإيرانية ـ الأمريكية، في عهد ترامب نفسه؟ الذي انسحب سابقًا من الاتفاق النووي، وقتل أبرز قائد عسكري إيراني، هو الجنرال قاسم سليماني.
الشرق الأوسط، باختصار شديد، يقف على بركان عسكري تفجرت حممه في غزة، ولبنان، واليمن، وسوريا. لكنه قد ينفجر بالكامل في حرب إسرائيلية ـ إيرانية.
لكن الشرق الأوسط يقف أيضًا على أعتاب صفقة كبرى. فمن سيسبق الآخر؟ انفجار البركان أم انفراج الصفقات؟...