نعى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اليوم السبت، الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي استُشهد إبان غارة إسرائيليّة طالت الضاحية الجنوبية لبيروت، أمس الجمعة. وفي مستهل جلسة مجلس الوزراء، مساء اليوم، قال ميقاتي: "بداية ادعوكم للوقوف وقفة صمت حدادا على روح الشهيد سماحة السيد حسن نصرالله وجميع الشهداء الذين سقطوا نتيجة حرب الابادة التي يشنها العدو الاسرائيلي على لبنان".
وتابع: "أمامَ هولِ ما تعرَّضَ ويتعرضْ لهُ وطنُنا الغالي من عدوانٍ إسرائيليٍّ وحشيّ طاولَ معظمَ المناطقِ اللبنانية ، أتوجّهُ إليكم اليومَ وأنا اعرفُ أنَّ الوقتَ ليس وقتَ كلامٍ ، داعياً إياكم الى مواجهةِ ما يجري بمسؤولية وطنية تصون وحدَتَنا ونؤكد تضامننا لأنَّ من أهدافِ العدوِّ الاسرائيليّ ضربَ هذهِ الوحدةِ التي طالما شكّلتْ السلاحَ الاقوى في مواجهةِ مخططاتهِ الاجراميّة". وأكمل: "مسؤوليتنا الوطنية في هذه اللحظة التاريخية والاستثنائية تتطلب وضع الخلافات السياسية ، والمواقف المتباعدة ، والخياراتِ المتباينة جانبا لكي نلتقي جميعاً على ما يصونُ الوطنَ ويحميه ويقوي منعته. أستحلفُكم اليومَ أنْ نضع جانباً خلافاتِنا السياسية ، ومواقِفنا المتباعدة ، وخياراتِنا المتباينة، ونلتقي جميعاً على ما يصونُ الوطنَ ويحميه". وأضاف: "إنَّ الشهداءَ الذينَ سقطوا ، مِنْ كلِّ المناطق ورَووا بدمائهم الارضَ ، والجرحى الذين تعجُّ بهم المستشفيات والمراكز الصحية، وأهلَنا الذين هُجِّروا قسراً من بيوتِهم وأرضِهم، يستصرخونَ ضمائرَ الجميع بأنْ يتناسوا كلَّ ما يفّرق ويركّزوا على كلِّ ما يجمع. تضامنَنا اليومَ في هذه اللحظاتِ المصيريّة مِنْ عمرِ
الوطن هو أقوى ردّ على العدوانِ الاسرائيليِّ". وقال: "إنَّ الحكومة تعملُ ما في وسعِها لمواجهةِ هذه الحربِ التدميريّةِ الحاقدة التي تشنُّها اسرائيل علينا ، وقد ذهبنا إلى الأمم المتحدة للتوصل الى حل، ولكن العدو ذهب بنية الغدر والتخطيط لمزيد من المجازر. وفي كل اللقاءات التي عقدتها في الاممِ المتحدة لمست من اصدقاء لبنان دعما مطلقا لنا وتشديدا على وقف العدوان الاسرائيلي ، لكنَّ شريعة الغاب التي تتحكم بالعالم جعلت العدوَّ الاسرائيليّ يفشل كل مساعي وقف اطلاق النار ويمضي في حربِهِ ضدَّ لبنان، لأنه لا يأبه ، لا بقانون ولا بشرعة دولية". وأضاف: "لعلَّ ما حصلَ بالامس ولا يزالُ حتى الساعة في الضاحيةِ الجنوبيةِ لبيروت وفي عددٍ مِنَ المناطق ، خيرُ دليلٍ على حقيقةِ الاهدافِ الاسرائيليَّةِ المبيَّتة". وأردف: "رغم ذلك فنحن نجدد تمسكنا بالشرعية الدولية والقانون الدولي ونطالب مجددا بالعمل على وقف العدوان الاسرائيلي وتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وكل القرارات الدولية ذات الصلة". وتابع: "ان الحكومةَ، بكلِّ اداراتِها المدنيّةِ والعسكريّةِ والامنيّةِ والصحيّةِ والانسانيّة، مستمرةٌ في القيامِ بواجبِها بالتعاونِ مع المواطنين الذين فتحوا منازلهم لاستقبال المواطنين ومؤسساتِ المجتمعِ الاهليّ والجمعياتِ والهيئاتِ الانسانيّةِ والصحيّةِ التي اودُّ أن أوجِّهَ لها تحيةً مِنَ القلب على ما أظهرَتهُ خلالَ الايامِ الماضية ولا تزال ، مِنْ تعاونٍ وتفانٍ وما قدَّمَتهُ مِنْ جهدٍ". وقال: "رغم كل ذلك اعتذر عن كل تقصير قد حصل بالنظر الى محدوديّةِ الامكاناتِ وضخامةِ الحاجات بعدما بلغَ نزوحُ أبنائنا في المناطقِ المستهدفة حداً فاقَ كلَّ التوقعات . وسنتخذ اليومَ سلسلةَ إجراءاتٍ وتدابيرَ تُساهمَ في توفيرِ المعالجاتِ الضروريّةِ إنسانياً وصحياً واجتماعياً لاستقبال اهلنا واخواننا واحتضانهم وحفظ كرامتهم وتلافي الثغرات الطارئة الناتجة عن ضغط النزوح وهول ما حصل.الدولة هي الحاضنة لأبنائها والضامنة لهم ولكرامتهم". وتابع: "نحن مدعوونَ في هذه اللحظة المصيرية الى انْ نجدِّدَ وحدتنا ونجسِّدُها بالعمل سريعا على انتخاب رئيس للجمهورية ،فنُنقذُ وطنَنا ونحمي شعبَنا وهذهِ مسؤوليةٌ جامعة لا تستثني أحداً ، فالخطرُ يهدِّدُنا ولا يميِّزُ بينَ فريقٍ وآخر، او طائفةٍ وأُخرى، او مكوِّنٍ وآخر". وختم: "في هذا الوقت الصعب ايضا نجدد التأكيد على دور الجيش والقوى الامنية في حماية الوطن وصون حدوده ووحدة ابنائه والحفاظ على دوره. رحمَ اللهُ الشهداءَ الأبرارْ وبَلسمَ جراحَ المصابين وأعادَ كلَّ مهجّرٍ إلى ارضِهِ وحمى الله لبنان إنّهُ سميعٌ مجيبٌ".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في مملكة النرويج
شهدت العاصمة النرويجية أوسلو فعالية رسمية مميزة لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وذلك بحضور رفيع المستوى من كبار المسؤولين النرويجيين والدبلوماسيين وقادة الجاليات العربية.
وتقدّم الحضور السفير الدكتور جمال متولي، سفير جمهورية مصر العربية لدى مملكة النرويج، وطارق عَنّاني، رئيس الجمعية النرويجية الدولية للعدالة والسلام ورئيس الاتحاد العالمي للكُيانات المصرية في الخارج، وحرمه رشا خليلن وبحضور محمد الفقي، رئيس الجالية المصرية في النرويج، وعلي المرشدي، رئيس الجمعية النرويجية المصرية لرجال الأعمال في النرويجن وحضور رئيس وزراء النرويج.
وشهدت الاحتفالية حضور رئيس وزراء النرويج الذي أدلى بكلمة مؤثرة أكد فيها استمرار دعم بلاده لحقوق الشعب الفلسطيني وحماية المدنيين وتعزيز مسار السلام العادل، كما شارك عدد من الوزراء وأعضاء البرلمان النرويجي الذين أعربوا عن تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني ودعمهم للجهود الدولية لتحقيق العدالة والاستقرار.
وبدوره أكد السفير الدكتور جمال متولي، سفير جمهورية مصر العربية لدى مملكة النرويج، أن التضامن مع الشعب الفلسطيني موقف مصري ثابت وتاريخي، وأن مصر مستمرة في دعم حقوق الفلسطينيين عبر جميع المسارات السياسية والإنسانية والدبلوماسية.
وتوجهت سفيرة دولة فلسطين في النرويج ماري أنتونيت خليل حنّا، بالشكر لمملكة النرويج على مواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني، مؤكدة أن التضامن الدولي هو ركيزة أساسية لدعم صمود الفلسطينيين وحماية حقوقهم.
وشهد الحفل مشاركة المخرج الفلسطيني إياد أبو روك وعدد من ممثلي الجاليات العربية والفلسطينية.
من جانبه أكد طارق عَنّاني، على أهمية الدور الذي تلعبه المنظمات العربية والنرويجية في تعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في المجتمع الأوروبي.
واختُتمت الفعالية بالتأكيد على ضرورة استمرار الجهود الدولية لدعم الشعب الفلسطيني والعمل على تحقيق سلام عادل وشامل يضمن الكرامة الإنسانية والحقوق المشروعة للجميع.

