خبراء ومهتمون يدعون إلى تعزيز حماية الزليج المغربي بتطوان
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
أخبارنا المغربية-فكري ولد علي
احتضنت قاعة الندوات بمدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان ورشة موضوعاتية حول الزليج التطواني بمشاركة عدد من المسؤولين محليا ووطنيا عن قطاع الصناعة التقليدية إلى جانب ممثل مؤسسة محمد الخامس وممثل وزارة الثقافة وثلة من الباحثين والمهنيين والحرفيين المتخصصين في هذا القطاع إلى جانب ثلة من الفعاليات الجمعوية بمدينة الحمامة البيضاء.
مداخلات المسؤولين عن قطاع الصناعة التقليدية بتطوان أبرزت خلال هذه الورشة، التي بادرت الى تنظيمها المديرية الإقليمية بحضور ممثلين عن الوزارة الوصية، أن حماية الزليج التطواني كتراث حرفي محلي يندرج في إطار برامج تنمية الصناعة التقليدية التي وضعتها الوزارة الوصية، والتي يحظى فيها برنامج الحفاظ على منتوجات الصناعة التقليدية وحمايتها من الاندثار.
ودعا المشاركون في هذه الورشة، التي افتتحها مدير المحافظة على التراث والإبتكار بالوزارة، إلى تعزيز حماية وتثمين والحفاظ على الزليج التطواني" الذي لا يعتبر مكونا رئيسيا من تراث المنطقة والجهة فقط وإنما هو جزء من التراث الوطني الذي يجب تطويره والعمل على حمايته من كل أشكال المنافسة غير المشروعة والتقليد والتزييف، سواء من خلال الحماية القانونية أو من خلال تمرير هذه الحرفة إلى الأجيال اللاحقة عبر التكوين.
وشدد المشاركون في أشغال هذه الورشة الموضوعاتية، التي حظيت باهتمام ومتابعة الفاعلين المحليين، على أن الزليج التطواني له مميزات خاصة، ويعتبر فريدا بخصائصه الهندسية والتقنية وألوانه الطبيعية، وهو ما يقتضي تثمين وحماية هذه الحرفة التقليدية العريقة - التي يرجح أنها دخلت إلى مدينة تطوان من الأندلس- من كل أشكال التطاول والسرقة والمنافسة غير الشريفة التي بات عرضة لها خلال السنوات الأخيرة.
وفي سياق متصل بالحماية القانونية للزليج التطواني تدراس المشاركون في هذه د الورشة إمكانية استعمال نظام "العلامة" أو الشارة التي سوف تميز هذا النوع من الزليج مستقبلاء والسبل الكفيلة باعتمادها واتباعها خلال الأشهر القليلة المقبلة، كتسجيلها لدى المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية ولدى مختلف الهيئات الدولية المختصة، قصد حمايته والمحافظة على مميزاته باعتباره تراثا مغربيا أصيلا متوارثا منذ عقود
وفي ذات السياق توقف المشاركون بالتفصيل. عند مجموعة من التدابير المتخذة خلال السنوات الأخيرة من طرف المغرب لحماية هذا "الكنز الإنساني الثمين" حيث وقفت بعض المداخلات عند طبيعة هذه الجهود والآليات المعتمدة لحماية التراث، والتي تكتسي في الغالب طابعا تقنيا وأخر قانوني، ومن بينها ٱلية وضع علامة مميزة للزليج التطواني وباقي منتوجات الصناعة التقليدية المحلية.
وتميزت الورشة بتقديم عروض، أمام المشاركين من طرف إحدى مكاتب الدراسات المتخصصة، حول دفتر التحملات الخاص بخصائص الزليج التطواني والعلامة المخصصة، حيث قدم المتدخلون التصميم الهندسي المقنرح ك"علامة" مميزة لهذا الزليج، ألوانه، أشكاله الهندسية وتركيابته، وهي العروض التي توجت بفتح باب النقاش مع الحرفيين و"المعلمين" بهدف تطوير مختلف الجهود الرامية إلى توثيق عملية إنتاج الزليج التطواني ومميزاته الفريدة مقارنة بباقي الزليج التقليدي المغربي.
وتجدر الإشارة إلى أنه في اطار المبادرات الرامية إلى حماية حرفة الزليج التطواني من الاندثار، تم السنة المنصرمة إعطاء إنطلاقة التكوين في هذه الحرفة لفائدة خريجي التكوين المهني، على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة، وذلك تفعيلا لاتفاقية التعاون المبرمة بين وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، الموقعة سنة 2022، والمتعلقة ببرنامج حماية التراث الثقافي اللامادي المرتبط بحرف الصناعة التقليدية.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الصناعة التقلیدیة
إقرأ أيضاً:
الحرف التقليدية.. «هوية واقتصاد» في «اصنع في الإمارات»
أبوظبي (وام)
جمعت جلسة «الحرف التقليدية الإماراتية.. هوية، واقتصاد، واستدامة» التي نظمها مجلس «إرثي للحرف المعاصرة»، بالتعاون مع وزارة الثقافة، ضمن فعاليات معرض «اصنع في الإمارات» 2025، نخبة من أبرز المؤسسات والمراكز الوطنية المعنية بالحرف والتراث والثقافة في حوار استراتيجي يهدف لتوحيد الرؤى حول مستقبل الحرف التقليدية كقوة اقتصادية وثقافية.
شارك في الجلسة كل من أسماء الحمادي، الوكيل المساعد لقطاع تنمية المبدعين المكلف في وزارة الثقافة، وريم بن كرم، مدير عام مجلس «إرثي» للحرف المعاصرة، وسلامة الشامسي مديرة إدارة المواقع الثقافية في «دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي»، وهند المحيربي مدير إدارة مشروع «الغدير» للحرف الإماراتية، وغالية المناعي، رئيسة الشؤون الاستراتيجية في الاتحاد النسائي العام، وفايز سعيد اليماحي نائب المدير العام لمركز غرس للتمكين الاجتماعي.
وأكدت أسماء الحمادي، خلال الجلسة، أن الحرف التقليدية تخلق فارقاً مميزاً وقيمة، لافتة إلى أي منتج معاصر، حتى وإن اقتصر حضورها على لمسات بسيطة تضاف إليه، لما تحمله تلك الحرف من قيمة ثقافية وجاذبية فريدة، مشيرة إلى أن وزارة الاقتصاد تعمل على حماية الملكية الفكرية للمنتجات التراثية المحلية باعتبارها خطوة أساسية لتعزيز حضورها التجاري محلياً وعالمياً عبر إطلاق مبادرة المؤشرات الجغرافية.
وكشفت عن إطلاق وزارة الثقافة سجلاً وطنياً للحرفيين يهدف إلى تمكينهم من الوصول إلى الأسواق العالمية وربطهم بمنظومة الاقتصاد الإبداعي، بما يرسّخ استدامة الحرفة ويرفع من قيمتها المعنوية والمادية.
وأكدت ريم بن كرم أن مجلس «إرثي» للحرف المعاصرة يسهم في تحويل الحرف اليدوية الإماراتية إلى رافد اقتصادي وثقافي عبر إعادة تقديمها برؤية معاصرة تفتح آفاقاً واسعة للتسويق المحلي والعالمي، مشيرة إلى أن المجلس انطلق بدعم حرفية واحدة ليحتضن اليوم أكثر من 500 حرفية بفضل برامج تدريبية متخصصة وشراكات عالمية أسهمت في نقل الحرف الإماراتية إلى منصات دولية.
وأشارت إلى تبني المجلس لنهج متكامل في الاستدامة الثقافية والاقتصادية والبيئية، مشيدة بتجارب التعاون مع مؤسسات عالمية كبيرة ساعدت على دمج الحرفيات في المنظومة الإبداعية العالمية وتمكينهن من تأسيس علامات تجارية محلية منافسة.
وأكدت غالية المناعي أن مركز الصناعات التراثية والحرفية، الذي تأسس عام 1978 بمبادرة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وبدعم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يُعد أول مركز وطني متخصص يُعنى بتمكين الحرفيات الإماراتيات وصون التراث، ويشكّل حاضنة متكاملة تدعم الحرفيات من خلال صرف مكافآت شهرية وتدريب مهني متقدم في 6 مشاغل متخصصة، تُعنى بإحياء الحرف الإماراتية الأصيلة مثل «السدو»، «التلي»، «الخوص»، «النسيج»، «الخياطة»، «التطريز»، والفنون الحديثة.
وقالت: "تم تطوير تطبيق «متجري» لتسويق منتجات الأسر المنتجة الفائزة بجائزة القمة الحكومية في 2015، إلى جانب جهود التوثيق المعرفي عبر كتيبات والمحتويات الرقمية، وبرنامج «السنع» لنقل القيم الإماراتية للأجيال"، مشيرة إلى الحضور الدولي للمركز من خلال المعارض الدولية والعلامة التجارية «بتسة».
وأضافتإن الحرفيات المنتسبات بالمركز يُلقّبن بـ«حاميات التراث» تكريماً لدورهن في صون الهوية الإماراتية ونقلها بفخر إلى المستقبل.
وأكدت هند المحيربي أن مشروع «الغدير» يركّز، منذ تأسيسه عام 2006، على تمكين الحرفيات اقتصادياً من خلال إنتاج حرفي معاصر يستند إلى المنتجات التقليدية، موضحة أن المشروع لا يقتصر على التدريب وتوفير المواد الخام، بل يتكفّل أيضاً بتسويق المنتجات محلياً ودولياً عبر المعارض والمتاجر لضمان دخل مستدام للمنتسبات، لافتة إلى أن التسويق يمثل التحدي الأكبر باعتباره الأداة الأهم لوصول الحرفيات إلى الجمهور المستهدف، وأشارت إلى خطط المشروع لافتتاح متاجر في عدد من المعالم السياحية البارزة في أبوظبي لتوسيع نطاق الانتشار.
وأوضح فايز سعيد اليماحي أن مركز غرس للتمكين الاجتماعي التابع لجمعية الفجيرة الخيرية يركِّز على تطوير منتجات الأسر المنتجة لتمكينها اقتصادياً، من خلال بناء شراكات استراتيجية مع مؤسسات حكومية وشركات خاصة، مشيراً إلى أن المركز يعمل على دعم الأمهات الحرفيات وتسويق منتجاتهن.
وأشاد بدور الجيل الجديد خصوصاً الفتيات في تسويق منتجات أمهاتهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما أسهم بشكل ملموس في رفع المبيعات، مشيراً إلى أن المركز يستعد لإطلاق منصة رقمية خاصة تعزز من حضور الحرفيات في الفضاء الرقمي، وتفتح لهن آفاقاً جديدة للتوسع والتواصل مع الأسواق.