عين ليبيا:
2025-05-18@07:43:03 GMT

طرابلس الغرب المدينة البائسة

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

البائسة تعني الحزينة المحزنة المسكينة التعيسة المؤسف عليها، مدينتنا الحبيبة تراها حزينة مثقلة بمشاكل عديدة لم يحرّك عمداء بلديتها المتعاقبون عليها عقودا من الزمن لحلحلة وحلّ مشاكلها ومشاكل ضواحيها المترامية الأطراف.

طرابلس الغرب تمتاز بموقع جميل على البحر الأبيض المتوسط كان لها نصيب من الجمال والتاريخ حيث كانت تمتد من مصر شرقا إلى تونس غربا كما كانت تسمى بالمدينة البيضاء لبياض مبانيها وجمالها ونظافتها وحديثا أسس الملك إدريس السنوسي رحمه الله بنية تحية وشوارع فسيحة تناسب عدد سكانها القليل في تلك الفترة ولا أعتقد أنها رأت خيرا منذ ذاك الزمان إلى الآن!.

تعاني المدينة الحزينة من عدم الإستقرار منذ الإطاحة بالنظام السابق الأمر الذي ضاعف من عدد سكانها وأحزانها نتيجة الحروب التي دارت وتدور بين الحين والآخر في جميع أنحاء الوطن المنكوب مما ضاعف أيضا من المشاكل التي كانت أصلا تعاني منها المدينة من قبيل ضعف الرعاية والخدمات الصحية وتلوث البيئة وتدهور التعليم وانعدام البنى التحتية وعدم توفر المواصلات العامة وعدم نظافة الشوارع وانعدام صيانتها وغيرها من المشاكل التي تعاني منها المدينة ويلاحظها كل من له بصيرة من الداني والقاصي.

لم يهتم المسئولين بالمدينة بصيانة طرقها التي قَلّ ما تجد فيها طريقا صالحا فيها أو بإيجاد حلول للإزدحام الشديد التي تعاني منه المدينة باستثناء بعض الحلول البسيطة هنا وهناك والتي لا تكفي لمشكلة الإزدحام وحركة المرور التي تربك المشهد لأسباب كثيرة لا يسع المجال لذكرها، فالطرق في المدينة وما حولها مزرية ولا تصلح البتة للقيادة ولا وجود لعوامل الأمن والسلامة على الإطلاق، ونتيجة لمشاكل الطرق يقضي المواطن ساعات ضائعة من وقته يوميا في انتظار المرور والإنتقال من مكان لآخر أو الوصول لعمله أو قضاء حوائجه وما يترتب عنه من تأخير حاجيات الآخرين فالمجتمع كالحلقة الواحدة إذا تعطل منها تُرسٌ أثّر على عمل وحركة كامل الحلقة؟ فمن المسؤول يا مسؤول؟.

أليس الحكومة هي المسئولة عن تكملة وصيانة المباني التي لها أكثر من عقد من الزمان دون أن يحرك المسؤولين ساكنا لإكمالها؟! أليس من عمل المسؤولين حل مشكلة النقد حيث يعاني المواطن الويلات ليقوم بسحب راتبه أو أي مبلغ مالي في حسابه الشخصي حيث يعيش كثيرا من الأسر على راتب وظيفي لا يملكون غيره ورغم ذلك يقف المواطن مُكبل الأيدي حتى في الحصول على راتبه ليشتري به حاجياته اليومية الضرورية بل تختفي العملة من المصارف في بعض الأحيان أفلا يرى المسؤولين طوابير المواطنين رجالا ونساءً على أبواب المصارف؟! أفلا يستحي هؤلآء ولعمري وأنا متأكد أن أكثرهم لا يعرفون الحياء ولعلنا نُذكّرهم بقول أبوتمّام في الحياء: يَعِيش المَرْءُ ما استحيَى بِخَيرٍ *** ويبقى العودُ ما بقيَ اللحاءُ، فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ *** ولا الدُّنيا إذا ذَهبَ الحَياءُ، إذا لم تخشَ عاقبة َ الليالي *** ولمْ تستَحْي فافعَلْ ما تَشاءُ. ولكن يبدوا أن عقد الحياء قد انفرط عند مسؤولي بلادنا!!؟.

تتجول في طرابلس وقلبك ينفطر من الأوساخ التي تتطاير في شوارعها وتملئ حدائقها بالرغم من الجهود البدائية غير المنظمة التي تُبدل لتنظيفها إلا إنها ليس بالمستوى المطلوب ولازالت بدائية بالرغم من التقدم الذي يعيشه العالم، ينفطر قلبك وأنت تسير أو تقود سيارتك في المدينة وترى ما أصاب شوارعها وأزقتها وأبنيتها من دمار شامل شاهدا على الغياب الكامل للدولة.

حين تدخل طرابلس من أي باب من أبوابها أو ضاحية من ضواحيها تستقبلك مبانٍ تشوهها آثار رصاص الصراع الدائر منذ سنة 2011 تاريخ الإطاحة بالنظام السابق والمستمر بين الحين والآخر إلى الآن حيث تعاني طرابلس من تعطل جميع الخدمات دون استثناء كالصحة، التعليم، المواصلات، الطرق، عدم الإستقرار، إلى غياب دور الحكومة وقوتها أو عدم قدرتها على إدارة الدولة بشكل كامل لتفسح المجال لتُدار طرابلس من قبل الجماعات المسلحة التي تذكرك بعصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية حيث تُقسم العاصمة إلى مناطق نفوذ بين هذه الجماعات وتتقاسم الحكومة المصالح مع هذه الجماعات المسلحة ولسان حالهم يقول فليذهب المواطن إلى الجحيم وهذا حقيقة ما هو واقع.

منذ أن تسلّم هؤلآء السلطة وقبلها لم تحظ عاصمة البلاد بالإهتمام المناسب لها أبدا فالقمامة هي القمامة والطرق غير صالحة لسير المركبات هي الطرق والمشاكل هي المشاكل بالرغم من الميزانية الخيالية التي تصرفها السلطة، بالرغم من أن من حكموا ويحكمون البلاد يختارون طرابلس كمقر لحكمهم المتوالي، ولكنّ معاناة مدينة طرابلس هي ذات المعاناة، بل أشد قسوة، فهل الخلل في المدينة أم حكامها؟ ما لم يستيقظ الناس من سباتهم العميق ويعي المواطن دوره حقوقا وواجبات فسيظل الحال المتأزم قائما.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: بالرغم من التی ت

إقرأ أيضاً:

عقد عمل «مواطن دارس» ضمن نسبة التوطين في «الخاص»

أبوظبي: عبدالرحمن سعيد


أكدت وزارة الموارد البشرية والتوطين، أن عقد عمل مواطن دارس، يحسب من ضمن نسبة التوطين المطلوبة من المنشأة.
وحددت الوزارة 7 التزامات يجب على المنشآت الالتزام بها، في حال تعيين مواطن بعقد عمل «مواطن دارس».
مشيرة إلى أن المقصود إبرام عقد عمل، بين صاحب العمل والمواطن الملتحق بالدراسة، ضمن أحد برامج مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية «نافس» في مجموعة مهن وفئات وظيفية تخصصية تحددها الوزارة، على سبيل التفرغ الدراسي، وبراتب شهري لا يقل عن 4 آلاف درهم. وبشرط إلحاق المواطن بعد تخرجه بالعمل لدى المنشأة ذاتها، وفقاً لعقد العمل الخاص بالمواطنين العاملين في القطاع الخاص، ولمدة لا تقل عن مدة الدراسة، وبمهنة في ذات التخصص وتعديل مستوى راتبه، بما يتوافق مع أنظمة المنشأة في المهن ذاتها.
وأوضحت الوزارة أن الالتزامات هي: إصدار تصريح عمل للمواطن، وفق النموذج المحدد في نظام الوزارة، وتكون المهنة المحددة في عقد العمل مطابقة لتخصص المتعاقد معه، في مجموعة المهن والفئات الوظيفية التخصصية التي تحددها الوزارة، وسداد الأجر الشهري المحدد في عقد العمل بشرط ألا يقل عن 4000 درهم، على أن يسدّد عن طريق نظام حماية الأجور، وتسجيل المواطن الدارس في أحد صناديق المعاشات المعتمدة في الدولة، ودفع الاشتراكات بانتظام، وتدريب المواطن بالتخصص الدراسي والمهنة المحددة في عقد عمله، في مجموعة المهن والفئات الوظيفية التخصصية التي تحددها الوزارة، وتعديل عقد العمل المنشأة، بعد التخرج، إلى عقد عمل مواطن، وفق النماذج المعتمدة، وتعديل مستوى أجره بما يتوافق مع أنظمة المنشأة في المهن ذاتها، وبشرط ألا تقل مدة العقد بعد التعديل، عن مدة الدراسة خلال مدة عقد عمل «مواطن دارس»، على الأقل، وفي مهنة بمجال التخصص نفسه، وأي التزامات أخرى تقررها الوزارة.

مقالات مشابهة

  • هكذا تواجه روسيا الغرب المنقسم
  • عقد عمل «مواطن دارس» ضمن نسبة التوطين في «الخاص»
  • إذا كنت تعاني من التشتت المستمر.. إليك هذه الطرق لتحسين تركيزك
  • خبير تركي: إسطنبول قد تنجو من الزلزال الكبير… ولكن الخطر لم ينتهِ بعد
  • ميلان تحتفي بـ«مهرجان اللغة والثقافة العربية»
  • ماذا تعرف عن رجل الإمارات في الغرب؟.. من مانشستر إلى الذكاء الاصطناعي
  • كيف أعاد الرئيس السيسي رسم خريطة القوة النارية من الغرب إلى الشرق؟
  • أعيان طرابلس: الدبيبة فجّر الأزمة في المدينة ويتحمل كامل المسؤولية
  • «الأمين»: ما يحدث في طرابلس أعنف مشهد دموي.. والتمسك بالسلطة بلغ حده الأقصى
  • أزمة خبز حادة تُفاقم معاناة المواطنين في عدن