إسرائيل وإيران.. "مفاجأة أكتوبر" في الانتخابات الأمريكية
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
خلال العام الماضي، كافحت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمنع نشوب حرب إقليمية في الشرق الأوسط، خوفاً من أن تجذب الولايات المتحدة إليها، أو تعيث فساداً في الاقتصاد العالمي. لكن هذه السياسة، وفقاً لمقال للكاتب جدعون رحمان في صحيفة "فايننشال تايمز"، هي الآن "قريبة جداً من الفشل".
للمرة الثانية هذا العام، أطلقت إيران صواريخ على إسرائيل، وساعدت الولايات المتحدة إسرائيل على إسقاط هذه الصواريخ.
تصعيد متبادل
في أبريل (نيسان)، تم إقناع إسرائيل بالحد من انتقامها إلى مستوى يمكن للإيرانيين قبوله ضمنياً، وتوقف إطلاق النار المتبادل، لكن هذه المرة، يبدو من غير المرجح أن يتم وقف تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل ومنعها من التصاعد أكثر.
وشنت إسرائيل للتو موجة ثانية في حربها مع أعدائها الإقليميين، وفتحت جبهة جديدة مع توغل بري في لبنان مع استمرار الضربات المدمرة التي وجهتها بالفعل إلى حزب الله، القوة المسلحة المدعومة من إيران. ومن الواضح أن الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتانياهو ترغب في الرد بقوة على إيران، على أمل إلحاق ضرر دائم بالجمهورية الإسلامية وربما ببرنامجها النووي المخيف.
ومن المؤكد أن الإيرانيين قد فهموا مخاطر التصعيد المضاد الإسرائيلي، وقد يخشى البعض في طهران من أنهم سيستمرون بإطلاق الصواريخ على إسرائيل. لكن الفشل في الرد على الهجمات الإسرائيلية على حزب الله التي أعقبت اغتيال إسماعيل هنية، زعيم حماس، في طهران في يوليو (تموز) سيبدو أيضاً خطراً جدياً على إيران.
'Iran made a big mistake tonight - and it will pay for it,' Israeli Prime Minister,' Benjamin Netanyahu said at the outset of a political-security meeting, after Iran fired ballistic missiles at Israel, raising fears of a wider war https://t.co/KfYd6Bdm7j pic.twitter.com/aKFsFwQTfd
— Reuters (@Reuters) October 2, 2024ويشير المنطق القاتم للحرب والردع، بحسب رأي الكاتب، إلى أن القوة غير القادرة على الدفاع عن أصدقائها، أو الرد على الهجمات في عاصمتها، تبدو ضعيفة. ومن المحتمل أن يؤدي الضعف إلى مزيد من الهجمات، بينما يؤدي أيضاً إلى فقدان النفوذ والهيبة.
نظرة أمريكاوراء حديثه القاسي، ربما لا يزال البيت الأبيض يحث إسرائيل على معايرة ردها وعدم الرد بقوة لدرجة أن إيران تشعر بأنها مضطرة لرفع الرهان مرة أخرى. بعد الانسحاب من أفغانستان، لا ترغب إدارة بايدن في الانجرار إلى صراع آخر في الشرق الأوسط.
ومع قتال القوات الإسرائيلية بالفعل في غزة ولبنان، قد يكون لحكومة نتانياهو أسبابها الخاصة لعدم تصعيد الصراع المباشر مع إيران في الوقت الحالي. ولكن إذا قرر الإسرائيليون أنهم يريدون اتخاذ إجراءات مباشرة أكثر صرامة، فقد أظهروا بالفعل أنهم سعداء تماماً بتجاهل دعوات إدارة بايدن لضبط النفس.
وقد يأمل البيت الأبيض أنه من خلال العمل مع إسرائيل، يمكنه ممارسة المزيد من التأثير على قوة وطبيعة الرد الإسرائيلي.
كانت الولايات المتحدة تحث إسرائيل لأشهر عدة على عدم شن هجوم على حزب الله، وحتى بعد أن بدأت إسرائيل الأعمال العدائية الشهر الماضي، انضمت إدارة بايدن إلى المملكة المتحدة وفرنسا ودول أخرى في الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان، ولكن أيضاً تم تجاهلها مرة أخرى.
تجاهل نتانياهوويقول الكاتب إن استعداد نتانياهو ببساطة لتجاهل رغبات أقرب حليف له وضامنه الأمني ينبع من ضمانه بأن أميركا على الرغم من أنها تحث على ضبط النفس في غزة ولبنان، إلا أنها ستحمي إسرائيل دائماً من عواقب التصعيد، مشيرة إلى الالتزام الشامل بالدفاع عنها من إيران وأعدائها الإقليميين الآخرين.
'Based on what we know at this point, this attack seems to have been defeated and ineffective" - US National Security Adviser Jake Sullivan says at a White House news conference.
The IDF says Iran launched nearly 200 missiles into Israel.https://t.co/dbbaci2jmM
???? Sky 501 pic.twitter.com/c31gMt6bST
ونتيجة لذلك، تدرك الحكومة الإسرائيلية أن تحدي إدارة بايدن يكاد يكون خالياً من المخاطر. وفي الواقع، يمكن أن تكون هناك بعض الفوائد في حال أجبرت الولايات المتحدة على نشر قوتها العسكرية ضد إيران.
ويقول رحمان إن فرص رفض أمريكا دعم إسرائيل في أزمة دائماً ما تكون طفيفة، بل وتكاد تكون معدومة خصوصاً مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ترامب المستفيد؟وقد تعمدت كامالا هاريس اتخاذ موقف أكثر صرامة مع نتانياهو بشأن غزة. لكنها سترغب أيضاً في الظهور بمظهر صارم وداعم تماماً لإسرائيل في وقت الخطر. ولا يمكنها المخاطرة بأن تبدو ناعمة مع إيران، التي تمتلك الولايات المتحدة معها تاريخاً طويلاً من العداء، الذي يعود إلى أزمة الرهائن في عام 1979.
PRESIDENT TRUMP: The world right now is spiraling out of control. A short time ago, Iran launched over 200 ballistic missiles at Israel and we are closer than ever to global catastrophe.
We have a non-existent president and our Vice President, who should be in charge, is going… pic.twitter.com/5FL97VUgWV
ومع ذلك، قد يجلب الوضع المحفوف بالمخاطر الحالي أخباراً سيئة لهاريس، لأن منافسها دونالد ترامب يحب الادعاء بأن العالم كان في سلام خلال فترة رئاسته، لكن "ضعف" إدارة بايدن أدى إلى حروب في أوروبا والشرق الأوسط، وهذا التصعيد الأخير يناسب روايته تماماً.
وفي كل مرة تجري فيها انتخابات رئاسية في أمريكا، هناك تكهنات حول "مفاجأة أكتوبر" المحتملة التي تقلب السباق قبل أسابيع فقط من التصويت.. لقد قدمت إسرائيل وإيران للتو "مفاجأة أكتوبر" في هذه الانتخابات، وقد يكون ترامب هو المستفيد.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عام على حرب غزة الولایات المتحدة إدارة بایدن
إقرأ أيضاً:
مصر وإيران تبحثان قضايا المنطقة .. دعم فلسطيني ولبناني وتسوية نووية مرتقبة
استقبل د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، اليوم الإثنين، عباس عراقجي وزير خارجية إيران، حيث أجرى الوزيران مشاورات سياسية تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع فى غزة وسوريا ولبنان، فضلاً عن أمن الملاحة فى البحر الأحمر وتطورات المفاوضات الأمريكية - الإيرانية.
وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن المشاورات تناولت التطورات فى قطاع غزة، حيث استعرض الوزير عبد العاطى الجهود الحثيثة التى تبذلها مصر، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، لاستئناف اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ونفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وحشد الدعم الدولى للاعتراف بالدولة الفلسطينية استناداً لحل الدولتين.
كما تناولت المشاورات التطورات في لبنان الشقيق، حيث أكد الوزير عبد العاطي على مواصلة مصر تقديم كافة أوجه الدعم للبنان وحكومته ومؤسساته الوطنية، معرباً عن رفض مصر المساس بسيادة لبنان وسلامة أراضيه، وضرورة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والانسحاب الفوري غير المنقوص للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وتطبيق القرار ١٧٠١ من جانب كل الأطراف دون انتقائية.
وفيما يتعلق بالتطورات في سوريا، أكد الوزير عبد العاطي حرص مصر على دعم الشعب السوري الشقيق، واحترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية، وأن تكون سوريا مصدر استقرار في المنطقة، مؤكدا ضرورة تدشين عملية سياسية جامعة تضم كافة مكونات وأطياف المجتمع السوري لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة.
وتناولت المشاورات التطورات في البحر الأحمر، حيث أكد وزير الخارجية المصرى على ضرورة حماية حرية الملاحة بالبحر الأحمر، وأهمية استعادة الهدوء بالإقليم، مرحباً بالانعكاسات الإيجابية المأمولة للإتفاق الاخير باليمن مع الولايات المتحدة على أمن الملاحة البحرية وحركة التجارة الدولية.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الوزير عبد العاطى استمع من نظيره الايرانى إلى تقييمه بشأن نتائج جولات المفاوضات الخمس بين الولايات المتحدة وايران حول البرنامج النووى الايرانى، معرباً عن التطلع بأن تُكلل تلك المفاوضات بالنجاح، بما يؤدي إلى التوصل إلى تسوية سلمية شاملة ومستدامة تسهم في نزع فتيل التوتر وتحقيق التهدئة وتجنيب المنطقة التصعيد وعدم الاستقرار.