ريشة لودفيغ دويتش.. تجسّد سحر الشرق
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
محمد نجيم (الرباط)
أخبار ذات صلةضمن مشروع «مائة كتاب وكتاب»، الذي يرعاه معهد العالم العربي في باريس، وجائزة الملك فيصل والمركز الثقافي للكتاب، أصدرت الكاتبة المغربية لطيفة لبصير كتاب «لودفيغ دويتش»، الذي يسبر أغوار حياة وفن الفنان النمساوي الفرنسي لودفيغ دويتش، العلامة المميزة في الفن الاستشراقي، والتي تُبرز أهمية فنّه.
تفاصيل عميقة
تقول لطيفة لبصير: «حين شرعتُ في الاشتغال عليه، لم أجد أي مكتوب شخصي عن نفسه وعن طريقته في الصوغ الفني، خاصة وأنه لم يكن من الفنانين الذين يتحدثون عن فنّهم وذواتهم، فما عُرف عن عوالمه الفنّية أو اشتغاله كان من اجتهاد الباحثين والمفكرين والأكاديميين الذين استهوتهم تقنياته وتفاصيله العميقة في نقل الحياة العربية الإسلامية إلى الفنّ، ورغم ذلك، لا نجد كتاباً خاصاً بأعماله الفنّية، أو تأويلاً لما جاد به إبداعه، بل أغلب ما كتب عنه كان ضمن أعمال أخرى، مع فنانين آخرين يمثلون الاستشراق الفنّي.
حالة غموض
وتمثل حياة هذا الفنان حالة غموض وقف عليها بعض الباحثين، حيث صوّر لودفيغ دويتش الإنسان العربي في جل مناحي الحياة الدينية والمعرفية، في ظل غموض آسر، كذلك سر عزلته، ظل نقطة غامضة في حياته، غير أن أعماله الفنية جعلته يحظى الآن بمنافسة قوية في العديد من المقتنيات والمبيعات، وذلك لقدرته البالغة على إدهاش المتلقي الذي كشف أسرار الإنسان العربي من خلال أعمال هذا الفنان. ودويتش، رغم حصوله على الجنسية الفرنسية، فإن العديد من الأبحاث لا تضعه على قدم المساواة مع الفنانين الفرنسيين.
والفنان المستشرق لودفيغ دويتش أثار دوماً اختلاف بعض الباحثين، لكن رغم ذلك، جلّهم يؤكد على أنه قدم رؤية مختلفة وعوالم توثيقية للشرق، برؤية واضحة، إذ تُبرز النساء في أعماله مكافحات في حياتهن اليومية، أما العاصمة المصرية القاهرة فلها عنده اهتمام خاص، جعله يحظى بالكثير من الألقاب، لعل أهمها أنه «ملك التفاصيل وأسير القاهرة».
سحر الشرق
إن هجرة الكثير من الأسماء الأدبية والفنية اللامعة إلى الشرق، أمثال جوتييه ونرفال وفلوبير وديلاكروا ولودفيغ دويتش، تعود إلى الرغبة في اكتشاف سحره أولاً، وإلى تزامن القرن التاسع عشر مع ظهور الرومانسية وتصاعدها، ثانياً، وكان الشرق بما يحمله من تمثلات لدى المبدع حقلاً خصباً لهذا النزوع وهذه المغامرة.
«عائلة أمام الباب»
أما في لوحة «عائلة أمام الباب» فنلاحظ امرأتين، واحدة تمسك بيدها جرة، والأخرى جالسة القرفصاء، وقد حملت بذراعها طفلاً صغيراً، أما الرجل فهو يقف أمام باب المنزل الذي يحمل رقم (44) بالحروف العربية، وبابه خشبي يميزه نقش عربي، وجداره تميّزه هندسة أصيلة، أما المرأة الواقفة، فهي شبيهة بتمثال قوي وجميل، فهي تبدو كمنحوتة غارقة في التأمل، وهي أشبه بأسطورة إغريقية.
ومن الواضح أن لوحات دويتش تصور حياة المصريين والشرق، وعاداتهم في حمل أطفالهم، أو الجرار التي يملؤونها بالماء، أو الوقوف أو الجلوس أمام باب البيت بتلك الصيغة التي تُبرز عاداتهم في الحياة، والتي تبدو كأنها مظهر من مظاهر العيش لدى المصريين في تلك الفترة».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اللوحات الفنية معهد العالم العربي جائزة الملك فيصل المركز الثقافي للكتاب
إقرأ أيضاً:
آرت بازل قطر ينطلق عام 2026.. شراكة إستراتيجية تكرّس الدوحة كمركز عالمي للفنون
الدوحة- أعلنت كل من منصة "آرت بازل" الشهيرة وشركتها الأم "مجموعة إم سي إتش"، إلى جانب "قطر للاستثمارات الرياضية" و"كيو سي+"، عن إطلاق شراكة إستراتيجية لإقامة أول نسخة من معرض "آرت بازل قطر" في العاصمة الدوحة، ابتداء من فبراير/شباط 2026، في خطوة تهدف إلى ترسيخ مكانة قطر كوجهة عالمية مرموقة للفن الحديث والمعاصر.
وتأتي هذه المبادرة الطموحة ضمن توجه قطري حثيث لتعزيز البنية التحتية الثقافية في البلاد، إذ سيُقام المعرض في المركز الإبداعي "M7″، وفي حيّ الدوحة للتصميم بمنطقة مشيرب، قرب عدد من المعالم البارزة مثل متحف قطر الوطني. وسيجمع الحدث بين صالات العرض والفنانين والمهتمين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا والعالم، ليكون منصة سنوية تحتفي بالإبداع وتدعم حركة الفن المعاصر إقليميا ودوليا.
وتستند هذه الشراكة الجديدة إلى الرؤية الثقافية لدولة قطر، وتسعى لتفعيل حضور الفن في الحياة العامة، عبر دمج المعرض ضمن شبكة من المبادرات الثقافية والمجتمعية التي تمتد على مدى العام، وتربط الدوحة بمنصات آرت بازل العالمية (تأسس عام 1970 في بازل بسويسرا، ويعد من أبرز المعارض الدولية للفن الحديث والمعاصر) في بازل، وميامي بيتش، وهونغ كونغ، وباريس.
إعلانوقالت رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني للجزيرة نت "يُجسد آرت بازل قطر قدرة الفنون على تغيير السرديات، وتوحيد الشعوب، وإعلاء أصوات الشرق الأوسط. وفي عالم يزداد انقساما، تظل الثقافة قوة مُوحِّدة، وستكون الدوحة ملتقى لهذا الحوار. نرى الاستثمار الثقافي شكلا من أشكال التمكين ووسيلة لسرد قصصنا الخاصة وبلورة هويتنا على الساحة العالمية. وسيدعم آرت بازل قطر الفنانين الذين يروون قصصنا، ويعكسون عمق ثقافتنا، ويُعيدون تشكيل نظرة العالم لنا".
"يُجسد آرت بازل قطر قدرة الفنون على تغيير السرديات، وتوحيد الشعوب، وإعلاء أصوات الشرق الأوسط. وفي عالم يزداد انقساما، تظل الثقافة قوة مُوحِّدة، وستكون الدوحة ملتقى لهذا الحوار. نرى الاستثمار الثقافي شكلا من أشكال التمكين ووسيلة لسرد قصصنا الخاصة وبلورة هويتنا على الساحة العالمية. وسيدعم آرت بازل قطر الفنانين الذين يروون قصصنا، ويعكسون عمق ثقافتنا، ويُعيدون تشكيل نظرة العالم لنا"
رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر
وأكد القائمون على المعرض أن النسخة القطرية ستكون "عرضا مُنسقا بعناية"، يضم عددا مختارا من المعارض الفنية البارزة والمواهب الواعدة، ضمن تجربة مصممة بعناية لتواكب تحولات السوق، وتبني قاعدة راسخة للمقتنين وصالات العرض في المنطقة.
وينتظر أن يتحول "آرت بازل قطر" إلى حدث سنوي بارز في خريطة المعارض الفنية العالمية، منفتحا على الممارسات الإبداعية من الجنوب العالمي، ومجددا في صيغته الفنية والتجارية. ومن شأن هذا الحدث أن يعزز السياحة الثقافية، ويدعم الاقتصاد الإبداعي، ويكرّس مكانة الدوحة كمدينة للثقافة والحداثة.
ورسخت الدوحة موقعها كمركز عالمي للحوار الثقافي عبر تأسيس متاحف مرموقة، ومبادرات مثل مهرجانات التصميم والتصوير، إلى جانب مشاريع قيد الإنشاء مثل متحف "مطاحن الفن" ومتحف لوسيل، والجناح الدائم لقطر في بينالي البندقية.
من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة شركة قطر للاستثمارات الرياضية ناصر الخليفي أن هذه الشراكة تعكس التزام المؤسسة بالاستثمار النوعي في مجالات تتجاوز الرياضة إلى الثقافة والفنون.
إعلانوقال: "نحن فخورون بجلب معرض آرت بازل العالمي إلى قطر، في امتداد لإرث كأس العالم "فيفا" (FIFA) قطر 2022، الذي بيّن بجلاء قدرة الثقافة والرياضة على توحيد الشعوب وتقريب الرؤى". وأضاف أن هذا التعاون مع "آرت بازل" و"كيو سي+" سيُسهم في تعزيز بيئة الاستثمار الثقافي في المنطقة، ويدعم قطاع الإبداع كمسار اقتصادي مستدام.
أما شركة "كيو سي+"، فقد وُصفت بدورها بأنها شريك محوري في تطوير البنية التحتية الثقافية في قطر، نظرا لما تمتلكه من خبرة عميقة في مجالات التنظيم الفني، وتصميم المعارض، وإدارة التجارب الثقافية التفاعلية.
منصة جديدة للفن العالميوأكد رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "إم سي إتش أندريا زابيا" أن المعرض الجديد يشكل "مشروعا طموحا ومشتركا"، قائلا: "نحن ملتزمون بتقديم مواردنا وخبراتنا لضمان نجاح هذه الشراكة على المدى الطويل، تماما كما فعلنا مع إطلاق آرت بازل باريس في 2022. إن إضافة الدوحة كخامس مدينة لمعارض آرت بازل يعكس تطلعنا لتوسيع نطاق تأثيرنا الثقافي عبر العالم، لا سيما في منطقة تشهد حيوية متزايدة في الحراك الفني".
وفي السياق ذاته، صرّح الرئيس التنفيذي لمعرض "آرت بازل" نوا هورويتز بأن "التركيز على تنمية سوق الفن العالمي ودعم الفنانين والمعارض واستقطاب جمهور جديد من المقتنين هو صميم عمل آرت بازل". وأشاد بالنمو المذهل للمشهد الفني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبدور قطر الريادي في دعم الفن وبناء مؤسسات ثقافية مرموقة.
وأكد هورويتز أن المعرض الجديد سيشكل بوابة رفيعة المستوى إلى المشهد الإبداعي في المنطقة، وسيفتح آفاقا أوسع للفنانين والمقتنين من مختلف أنحاء العالم. وأضاف: "الرؤية الملهمة لسعادة الشيخة المياسة، وما تمتلكه قطر من مجموعات فنية استثنائية ومؤسسات ثقافية رائدة، يمنح آرت بازل قطر موقعا متميزا في المشهد الثقافي العالمي".
إعلان