هل بدأ العد التنازلي لحرب موسعة في الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
مع استعداد إسرائيل لشن هجوم على إيران بعد أن فاجأت الأصدقاء والأعداء على حد سواء بهجومها الخاطف على جماعة حزب الله في لبنان الشهر الماضي، يدور الآن حديث عن انزلاق لا مفر منه نحو حرب جديدة في الشرق الأوسط.
قال عدد من الخبراء في مجال صنع القرار على المستويين الاستخباراتي والعسكري إنه لا تزال هناك عوامل تمنع انجرار المنطقة إلى حريق كبير يمكن أن يدفع إسرائيل وطهران إلى صراع متصاعد تُستَدرج إليه دول أخرى.
وأضاف الخبراء لرويترز أن إسرائيل لن تتراجع على الأرجح عن شنه جوم جوي على إيران في الأيام القليلة المقبلة ردا على إطلاق طهران نحو 180 صاروخا باليستيا على إسرائيل الثلاثاء الماضي.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع مع مجلس الوزراء الأمني المصغر: "من يهاجمنا سنهاجمه".
ومع ذلك، أبلغ مسؤولون إسرائيليون نظراءهم الأميركيين بأن ردهم على الهجوم الإيراني سيكون "مدروسا"، لكنهم لم يقدموا حتى الآن قائمة نهائية بالأهداف المحتملة، وفقا لمصدر في واشنطن مطلع على المباحثات طلب عدم الكشف عن هويته.
وقال آفي ميلاميد، المسؤول السابق في المخابرات الإسرائيلية والمفاوض في الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية في ثمانينيات القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي "أعتقد أن الأهداف التي سيقع الاختيار عليها سيتم اختيارها بعناية وحرص شديد".
وأضاف أن الأهداف المحتملة تشمل المواقع التي لها أهمية عسكرية لدى إيران مثل البنية التحتية للصواريخ ومراكز الاتصالات ومحطات الطاقة.
وقال أكثر من 6 مسؤولين سابقين من الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط ممن عملوا في المجال العسكري والاستخباراتي والدبلوماسي خلال مقابلات أجرتها رويترز إن إسرائيل لن تستهدف على الأرجح المنشآت النفطية التي تدعم اقتصاد إيران أو المواقع النووية.
وتوقع الخبراء أن يؤدي قصف هذه الأهداف شديدة الحساسية إلى رد فعل إيراني قوي.
وقال نورمان رول، المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) والذي كان مسؤولا عن الملف الإيراني في المخابرات الوطنية من عام 2008 إلى 2017: "ليس من الحكمة أن يحاول مراقبون من الخارج التكهن بخطة الهجوم الإسرائيلية".
وأضاف: "لكن إذا قررت إسرائيل توجيه ضربة متناسبة وجوهرية في الوقت ذاته، فقد تختار أن تقتصر هجماتها على الصواريخ الإيرانية وبنية فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي دعم الهجمات التي شنتها طهران ووكلاؤها على إسرائيل".
إيران.. خصم حذر
في حالة نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط، فإنه لن يشبه على الأرجح الحروب البرية الطاحنة التي وقعت في العقود الماضية بين الجيوش المتحاربة.
فعلى مدى العام المنصرم، لم تقع أي مواجهات عسكرية بين دول ذات سيادة إلا بين إيران وإسرائيل اللتين تفصل بينهما دولتان أخريان ومساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية.
وبسبب المسافة الشاسعة بينهما، اقتصرت العمليات بين إسرائيل وإيران على تبادل الضربات الجوية والعمليات السرية واستخدام فصائل مسلحة مثل حزب الله.
وتتوعد إيران منذ فترة طويلة بأنها ستدمر إسرائيل، إلا أنها اتخذت موقفا حذرا في هذه الأزمة إذ درست بعنابة هجومين جويين أطلقتهما على إسرائيل، الأول في أبريل بعد أن قصفت إسرائيل القنصلية الإيرانية في سوريا مما أسفر عن مقتل العديد من القادة، والثاني الأسبوع الماضي بعد مقتل نصر الله.
ولم يسفر الهجومان الإيرانيان سوى عن مقتل فلسطيني واحد بعد سقوط صاروخ على الضفة الغربية.
وتقول الولايات المتحدة إنها ستبذل قصارى جهدها للدفاع عن إسرائيل ضد إيران والجماعات المتحالفة معها، لكن لا أحد يعتقد أنها ستنشر قوات على الأرض مثلما فعلت في حربي الخليج في عامي 1990 و2003 ضد العراق.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل إيران رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم الإيراني المخابرات الإسرائيلية إيران الولايات المتحدة وكالة المخابرات المركزية الأميركية الشرق الأوسط دول الشرق الأوسط حروب الشرق الأوسط صراع الشرق الأوسط إسرائيل إيران رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم الإيراني المخابرات الإسرائيلية إيران الولايات المتحدة وكالة المخابرات المركزية الأميركية أخبار إسرائيل الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
جوتيرش: سلام الشرق الأوسط يتحقق بحل الدولتين
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش، اليوم الإثنين، أن طرد الفلسطينيين من أرضهم؛ ليس سلاما، مضيفا أن احتلال الأراضي الفلسطينية غير شرعي ويجب أن ينتهي.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، إنه على إسرائيل الالتزام بحل الدولتين دون شروط، مشيرا إلى أن سلام الشرق الأوسط يتحقق بحل الدولتين.
وأكد أنه لا بديل عن حل الدولتين، فالدولة الواحدة تحرم الفلسطينيين من حقوقهم، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية اتخذت خطوات إصلاحية ضرورية.
وفي وقت سابق من اليوم الإثنين، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، من أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وصل إلى حافة الانهيار، داعيًا إلى تحرك سياسي جريء؛ لإنقاذ حل الدولتين ووقف ما وصفه بالتفكيك المنهجي لجهود السلام.
وفي كلمته في المؤتمر رفيع المستوى حول التسوية السلمية لقضية فلسطين وتطبيق حل الدولتين، رسم الأمين العام للأمم المتحدة صورة قاتمة لصراع لا يزال "يزهق الأرواح، ويدمر المستقبل، ويزعزع استقرار المنطقة والعالم".
وقال جوتيريش: "نعلم أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مستمر منذ أجيال - متحديًا الآمال، ومتحديًا الدبلوماسية، ومتحديًا قرارات لا حصر لها، ومتحديًا القانون الدولي".
وتابع "لكننا نعلم أيضًا أن استمراره ليس حتميًا. إنه قابل للحل. وهذا يتطلب إرادة سياسية وقيادة شجاعة. ويتطلب الحقيقة"، ومضيفا أننا على حافة الانهيار. حل الدولتين أبعد من أي وقت مضى.