بوابة الفجر:
2025-12-12@21:44:10 GMT

كيف دعم الفن الحرب في السودان؟

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

 

الفن دائمًا ما كان أداة قوية للتعبير عن المشاعر والقضايا الإنسانية، إلا أن دوره يتغير وفقًا للسياقات التي يُستخدم فيها. في السودان، ومع اندلاع الحرب الأهلية، تحول الفن من وسيلة للتعبير عن السلام والتعايش إلى أداة لدعم الصراع وتأجيج العنف.
هذه الظاهرة أثارت تساؤلات حول دور الفنان الحقيقي في المجتمع، وما إذا كان من الممكن لفنان أن يدعم الحرب والصراعات الداخلية.

 

الأغاني الوطنية والطائفية: تعزيز الحماس العسكري

استخدمت أطراف الصراع الأغاني الوطنية والطائفية لزيادة الحماس بين الجنود والمجتمعات المؤيدة لهم. تلك الأغاني تركز بشكل كبير على معاني التضحية والشجاعة في سبيل الوطن، كما أنها تصوّر العدو بأسلوب عدائي، مما يزيد من حدة الكراهية والعنف بين الأطراف المتنازعة. هذه الأغاني كانت تُذاع على نطاق واسع بين المجتمعات لتعزيز التأييد للحرب، مما يسهم في إطالة أمد الصراع.

الرسوم والأعمال الفنية الدعائية: تمجيد الجنود وتأجيج الانقسام

ساهم الفنانون في دعم الحرب من خلال إنتاج رسوم وتصميمات تعزز الصورة البطولية للجيوش والفصائل المتنازعة. هذه الأعمال الفنية غالبًا ما كانت تُستخدم كدعاية لتمجيد الجنود وتشجيع المجتمعات على دعم الفصائل التي تقاتل في الخطوط الأمامية. في الوقت نفسه، ساهمت هذه الرسوم في تأجيج مشاعر الانقسام بين الجماعات المختلفة، مما أدى إلى مزيد من التعقيد في المشهد السياسي والعسكري.

الإعلام الفني المرئي والمسموع: نشر رسائل دعائية

وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لعبت دورًا كبيرًا في نشر رسائل دعائية تحض على القتال أو تدعم أحد أطراف الحرب. البرامج الفنية والأفلام الوثائقية القصيرة كانت تُستخدم لنشر سرديات داعمة للحرب، تحاول إضفاء شرعية على الصراع، وتوجيه الرأي العام نحو دعم استمرار القتال. هذا الاستخدام المفرط للفن كوسيلة دعائية أسهم في تعميق الشرخ المجتمعي.

الشعر والأدب: تمجيد البطولة في الحرب

بعض الشعراء والأدباء السودانيين انخرطوا في تمجيد البطولة في الحرب من خلال كتابة قصائد وأعمال أدبية تدعم أحد أطراف الصراع على حساب الآخر. هذه الأعمال الأدبية كانت تؤجج مشاعر العداء بين الأطراف المتنازعة وتعمل على تأييد استمرار الحرب، بدلًا من الدعوة إلى الحوار والسلام.

الأغاني الحماسية والشعبية: تأجيج الاستقطاب المجتمعي

الأغاني ذات الإيقاعات الحماسية والتعابير القوية استخدمت أيضًا كأداة لرفع معنويات الجنود والمجتمعات المتعاطفة مع أحد الأطراف. هذه الأغاني ساعدت في تكريس الانقسامات المجتمعية، حيث أنها تُستخدم لزيادة الاستقطاب وتعزيز روح العداء بين الجماعات المتصارعة، مما يؤدي إلى استمرار دوامة العنف في البلاد.

الفن للسلام لا الحرب

في حديثه لـ«الفجر»، صرّح المحلل السياسي السوداني أحمد محمود أحمد بأن دور الفنان الحقيقي يجب أن يكون بعيدًا عن دعم الحرب والصراعات الداخلية. وأكد أن الفنان يجب أن يكون رمزًا للسلام والإبداع، لا داعمًا للعنف الذي يفتك بأبناء الوطن الواحد.

وأوضح أحمد محمود أحمد أن دعم بعض الفنانين للحرب في السودان يثير تساؤلات حول مفهوم الفنان ودوره في المجتمع. وأضاف: "الفنان يتميز بحس مرهف ووجدان عميق، يسعى من خلال إبداعه إلى تجاوز القبح والمآسي، والبحث عن الجمال".

وأكد أن الفنان الحقيقي يسعى إلى صنع الحياة من خلال فنه وليس التبشير بالموت، داعيًا الفنانين إلى تبني موقف إنساني يدعو للسلام وينبذ الصراعات الدموية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الحرب في السودان السودان اخبار السودان اليوم

إقرأ أيضاً:

تناسل الحروب

تناسل الحروب

التقي البشير الماحي

قامت الإدارة الأمريكية ممثلة في وزارة الخزانة بفرض عقوبات على أفراد وشركات كولومبية لمشاركتها في القتال الدائر في السودان عن طريق مده بمرتزقة ومقاتلين، هذه الخطوة في ظني لا تأثير لها على مجريات الحرب في السودان فدوماً ما كانت هناك جهات داعمة اليوم كولمبية وأمس كوبية وغداً دولة جديدة.

السودان ظل لعقود طويلة مسرحًا للقتال بين أبناء الوطن الواحد وتناسلت فيه الحركات المسلحة بأسماء يصعب حتى حصرها. لم تشكُ حركةٌ فيه من قلة التمويل، وهذه حقيقة يعلمها قادة الحركات المصطفّون اليوم إلى جانب القوات المسلحة في قتالها ضد الدعم السريع أو تلك التي تقاتل إلى جانب الدعم السريع.

عندما تتوفر البيئة المناسبة لتوالد الناموس لا يمكنك أن تسأل عن المصادر التي يتغذى منها هذا الناموس ليعود ويمارس عليك ما برع فيه. فالشركات التي تصنع الذخيرة ووسائل القتل مستعدة دائمًا لتمويل كل من يريد استخدام منتجاتها بوسائل وطرق دفع أكثر راحة وهي فرصة للتخلص من كلفة تخزينها والعمل على تطوير منتجاتها من خلال التجربة الحقيقية على أجساد الغلابة والمستضعفين في دول العالم الثالث.

قد تصلح العقوبات وسيلة للضغط وجرّ الأطراف إلى التفاوض وتحكيم صوت العقل، ومعرفة أن هذه الحرب لا منتصر فيها على الإطلاق بعد مضي قرابة ثلاثة أعوام. الدعم السريع غير مؤهل حتى للبقاء كجسم دعك من أن يكون طرفًا في الحكم، وذلك بسبب ما حدث منه طيلة فترة الحرب وقبلها، فلم يقدم ما يشفع له صبيحة يوم إيقاف الحرب، وإلقاء اللوم دومًا على جهة أخرى حيلة لا تنطلي حتى على غافل.

قيادات الجيش السوداني غير مؤتمنة على أرواح الناس وحمايتهم وهم أكثر من فرّط في حماية الناس والأمن القومي، والجميع ينبه إلى خطورة ما يمكن أن يحدث وظلّوا هم المغذّين والقائمين على ما حدث، ورعوا ذلك حتى صبيحة الخامس عشر من أبريل محدثين أكبر شرخ مرّ على تاريخ السودان وظلّوا طيلة فترة الحرب يعيدون استخدام أسطوانة مشروخة معلومة للجميع حتى قبل قيام الحرب.

اليوم أصبح بعض قادة القوات المسلحة أكثر جرأة، وهم يطلقون مصطلح “جنجويد” وهو اسم ظلّ لفظًا يطلقه الثوار في كل محطات تبديل وتغيير هذا الاسم منذ أن سُمي بحرس الحدود وغيرها من الأسماء في محاولة لتبديل جلده حتى غدا الدعم السريع ولكن ظلّوا هم الجنجويد ماركة مسجلة باسم الحركة الإسلامية التي برعت في تغيير جلدها كالحرباء.

آخر ما توصلوا إليه تصريح أحد قياداتهم أنهم ليسوا بإخوان مسلمين ولكنهم مؤتمر وطني وكأن من علمهم الأب فليو ثاوس فرج وليس حسن البنا.

الوسومالأمن القومي الإدارة الأمريكية التقي البشير الماحي الجنجويد الجيش السوداني الحركات المسلحة القوات المسلحة المرتزقة الكولومبيين ثورة ديسمبر كوبية كولومبيا مليشيا الدعم السريع وزارة الخزانة الأمريكية

مقالات مشابهة

  • شاهد | نجوم الفن يحتفلون مع محمد هنيدي بزفاف ابنته
  • أكد عدم اطلاعهم عليها بعد.. مسؤول بالكرملين: قد لا نرحب بالمقترحات الأمريكية الأخيرة بشأن الصراع في أوكرانيا
  • ضياء الميرغني يكشف عن تعرضه لوعكة صحية مجددا.. خاص
  • حوار مع صديقي المصري عاشق السودان
  • علي فوزي يكتب.. السودان بين الصراع والبحث عن قائدٍ وطني
  • تناسل الحروب
  • تحطم طائرة شحن عسكرية في السودان يفاقم الأزمة الإنسانية
  • الأمم المتحدة: يجب العمل على تسوية الصراع في أوكرانيا واحترام الاتفاقات
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على أفراد وكيانات لدورهم في تأجيج الصراع بالسودان
  • كانت الحلويات المتاحة في الدكاكين كلها تعود الى العصر الحجري