واقعية بشكل لا يصدق..رسومات لشاحنات استغرق صنعها 500 ساعة تقريبًا
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تتمّيز صور الفنان أندرو هولمز، للشاحنات على الطرق السريعة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية بأنّها مغمورة بأشعة الشمس، ومشبعة بالتفاصيل، وواضحة بشدّة.
ويكاد يمكن للأشخاص سماع هدير المحركات، والشعور بالحرارة المنعكسة من خزانات الغاز المصنوعة من الألومنيوم، وشمّ رائحة الوقود المنبعث من العوادم.
ولكن هذه ليست صورًا فوتوغرافية، بل أعمال فنية مرسومة بقلم رصاص ملوَّن، وهي ناجمة عن ما يترواح بين 300 و500 ساعة من العمل الدقيق.
والآن، جُمِعت أعمال هولمز في كتاب يُدعى" Gas Tank City"، كما أنّها جزء من عرض بالعنوان ذاته بجمعية لندن المعمارية (AA).
وتَدرّب هولمز كمهندسٍ معماري، ولكنه صنع اسمًا لنفسه كفنان متعدد الوسائط.
وبعد نشأته في بلدة برومزجروف الإنجليزية، سافر هولمز إلى الولايات المتحدة كطالب.
وكان في البداية يلتقط الصور ويرسم ما يراه في مدينة نيويورك قبل أن يتوجه إلى لوس أنجلوس وجنوب كاليفورنيا.
وأصبح الفنان مفتونًا بنظام الطرق السريعة بين الولايات، وقال: "اكتشفت أنّه مُصمَّم كجسمٍ واحد"، موضحًا أنّ طوله بلغ طوله 43 ألف ميل (70 ألف كيلومتر تقريبًا)، في فترة تصميمه الأصلية في عام 1956.
ووصف نظام الطرق بكونه "أكبر كائن تم تصميمه على الإطلاق في العالم".
وفي كاليفورنيا، كان هولمز يركب سيارته بانتظام ليقود على طول الطرق السريعة في أوائل السبعينيات.
وأكّد: "في تلك الأيام، كانت القيادة متعة حقيقية"، على عكس الحاضر بسبب الازدحام المروري.
وكان هولمز يزور محطات الشاحنات لمراقبة محطات الوقود، والمركبات، والمطاعم الموجودة على جانب الطريق، واللافتات الخاصة بها.
وذكّرته الشاحنات بزيارة محطة القطار المحلية عندما كان طفلاً في إنجلترا، ومشاهدة "هذه الأشياء الضخمة التي تنفث البخار"، خلال دخولها إلى المحطة.
ويبدو أنّ الرسومات الـ100 التي تشكل سلسلة "Gas Tank City" تحتفي بكل جزء من الشاحنات.
وتتميز الرسومات بأناقتها، وألوانها، وتفاصيلها.
وفي إحداها، تَظهر شاحنة حمراء بخزانين لامعين للغاز بزاوية معينة.
ويمكننا رؤية المناظر الحضرية المحيطة بفضل انعكاسها على الألمنيوم الشبيه بالمرآة، بما ذلك المباني قبالة الشارع، وشجرة النخيل التي تمتد إلى السماء الزرقاء.
وأثناء القيادة، كان هولمز يلتقط صورًا بكاميرته لمشاهد عابرة تلفت انتباهه، ومن ثمّ يترجمها إلى أعمال مرسومة بجهدٍ كبير.
وبينما توصف أعماله بأنّها "شديدة الواقعية"، فقد أشار هولمز إلى أنّ الرسومات "تختلف تمامًا" عن الصور الفوتوغرافية.
ويستذكر الفنان أنّه شعر بالإحباط من الكاميرات التي تتمتع بعمق مجال ضحل في أوائل السبعينيات، فكانت تُركِّز على منطقة واحدة فقط، بينما كانت بقية الصور ضبابية.
وتَعرض رسومات هولمز مشهدًا اعتدنا عليه الآن بفضل توفّر كاميرات الهواتف الذكية، ولكن لم يكن من الممكن التقاط ذلك باستخدام الفيلم آنذاك.
ورسم الفنان أجزاء من الصورة كما لو كانت مضاءة بشكلٍ مصطنع، ما أدى إلى تشبّع الألوان بشكل غير حقيقي.
وتكون النتيجة النهائية "مختلفة تمامًا" عن الصورة الفوتوغرافية.
وأوضح هولمز أنّ الصورة الأصلية تبدو رمادية تقريبًا مقارنة بالرسمة عند عرضها جنبًا إلى جنب.
ورغم أنّ السلسلة لا تتمحور حول الأشخاص، إلا أنّهم يشكلون جزءًا منها.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: التصوير رسم فنون كاليفورنيا الطرق السریعة
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يحوّل أوامر صوتية إلى أشياء واقعية
طوّر باحثون نظامًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي والروبوتات، لتحويل الكلام إلى أشياء واقعية مثل الأثاث.
باستخدام نظام تحويل الكلام إلى واقع، يُمكن لذراع روبوتية مُثبتة على طاولة استقبال طلبات صوتية من شخص، مثل "أريد كرسيًا بسيطًا"، ثم بناء هذه الأشياء من مكونات معيارية.
حتى الآن، استخدم الباحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا هذا النظام لإنشاء كراسي، ورفوف، وطاولة صغيرة، وحتى قطع ديكورية مثل تمثال كلب.
يقول ألكسندر هتيت كياو، طالب دراسات عليا في المعهد وزميل أكاديمية مورنينغسايد للتصميم "نربط معالجة اللغة الطبيعية، والذكاء الاصطناعي التوليدي ثلاثي الأبعاد، والتجميع الروبوتي". ويضيف "هذه مجالات بحثية تتطور بسرعة لم يسبق أن جُمعت بطريقة تتيح صنع أشياء مادية بمجرد توجيه صوتي بسيط".
بدأت الفكرة عندما التحق كياو، طالب دراسات عليا في أقسام الهندسة المعمارية والهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب، بدورة بعنوان "كيفية صنع أي شيء تقريبًا".
في تلك الدورة، بنى كياو نظام تحويل الكلام إلى واقع. واصل العمل على المشروع في مركز تابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالتعاون مع طالبي دراسات عليا.
يبدأ نظام تحويل الكلام إلى واقع بميزة التعرف على الكلام التي تُعالج طلب المستخدم باستخدام نموذج لغوي كبير، يليه الذكاء الاصطناعي التوليدي ثلاثي الأبعاد الذي يُنشئ تمثيلًا شبكيًا رقميًا للجسم، وخوارزمية تُحلل هذه الشبكة ثلاثية الأبعاد إلى مكونات تجميع.
بعد ذلك، تُعدّل المعالجة الهندسية التجميع المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي، ويتبع ذلك إنشاء تسلسل تجميع مُجدٍ وتخطيط مسار آلي للذراع الروبوتية لتجميع الأجسام المادية بناءً على توجيهات المستخدم.
من خلال الاستفادة من اللغة الطبيعية، يُسهّل النظام عملية التصميم والتصنيع للأشخاص الذين لا يمتلكون خبرة في النمذجة ثلاثية الأبعاد أو برمجة الروبوتات. وعلى عكس الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي قد تستغرق ساعات أو أيامًا، يُبنى هذا النظام في دقائق.
أخبار ذات صلةيقول كياو "يُمثّل هذا المشروع واجهة بين البشر والذكاء الاصطناعي والروبوتات للتعاون في إنتاج أشياء من حولنا. تخيل أنك تقول: أريد كرسيًا. وفي غضون خمس دقائق، يظهر أمامك كرسي حقيقي".
يخطط الفريق فورًا لتحسين قدرة الأثاث على تحمل الوزن من خلال تغيير طريقة ربط المكعبات من المغناطيس إلى وصلات أكثر متانة.
تقول ميانا سميث، التي شاركت في المشروع "طورنا أيضًا خطوط أنابيب لتحويل هياكل فوكسل إلى تسلسلات تجميع عملية للروبوتات المتنقلة الصغيرة الموزعة، مما قد يساعد في تطبيق هذا العمل على هياكل بأي حجم".
الغرض من استخدام المكونات المعيارية هو تقليل الهدر الناتج عن صنع الأشياء المادية عن طريق تفكيكها ثم إعادة تجميعها إلى شيء مختلف، على سبيل المثال تحويل أريكة إلى سرير عندما لا تعود بحاجة إليها.
بما أن كياو يتمتع أيضًا بخبرة في استخدام تقنية التعرف على الإيماءات والواقع المعزز للتفاعل مع الروبوتات في عملية التصنيع، فإنه يعمل حاليًا على دمج كل من التحكم الصوتي والإيمائي في نظام تحويل الكلام إلى واقع.
يقول كياو "أريد أن أزيد من فرص الناس في صنع الأشياء المادية بطريقة سريعة وميسرة ومستدامة. أعمل نحو مستقبل يكون فيه جوهر المادة تحت سيطرتك تمامًا، حيث يمكن توليد الواقع عند الطلب".
قدّم الفريق بحثه بعنوان "تحويل الكلام إلى واقع: إنتاج عند الطلب باستخدام اللغة الطبيعية، والذكاء الاصطناعي التوليدي ثلاثي الأبعاد، والتجميع الروبوتي المنفصل" في ندوة جمعية آلات الحوسبة حول التصنيع الحاسوبي التي عُقدت في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في نوفمبر الماضي.
مصطفى أوفى (أبوظبي)