انطلاق الدورة الرابعة من القمة العالمية للتجارة وسلسلة التوريد في دبي
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
انطلقت في دبي اليوم الدورة الرابعة من القمة العالمية للتجارة وسلسلة التوريد، التي تنظمها مؤسسة “إيكونوميست إمباكت” بالتعاون مع أكاديمية الاقتصاد الجديد، في فندق جي دبليو ماريوت مارينا دبي، حيث تناقش القمة سبل تعزيز مرونة عمليات التجارة العالمية، والصلة الأساسية بين الاستدامة وسلاسل التوريد، وتأثيرات الجغرافيا السياسية، واضطرابات سلسلة التوريد، وتحديات الاستدامة وارتفاع تكلفة البضائع.
ويشارك في القمة – التي تختتم أعمالها غداً- أكثر من 500 من القيادات وصناع السياسات المرتبطة بالتجارة والتوريد وخبراء ومحللين عالميين وممثلين عن الأمم المتحدة لمناقشة وتشكيل مستقبل التجارة العالمية.
وتحتضن القمة 60 جلسة يشارك فيها أكثر من 100 متحدث محلي وعالمي، لمناقشة آليات تحسين كفاءة سلاسل التوريد وتبني الابتكار الرقمي لتعزيز استدامتها، فضلاً عن استكشاف الحلول المبتكرة والتقنيات المتقدمة التي تسهم في مرونة سلاسل التوريد، وتحقيق استدامة طويلة الأمد في التجارة الدولية في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة.
منصة عالمية
واستهلت القمة فعالياتها بكلمة لمعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، تحدث فيها عن دور دولة الإمارات الرائد في دعم النظام التجاري العالمي متعدد الأطراف، والتأثير الإيجابي الذي تحدثه اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة على التجارة الخارجية والصادرات غير النفطية للدولة بشكل خاص والاقتصاد الإماراتي بشكل عام.
ورحب معالي ثاني الزيودي بالمشاركين في القمة العالمية للتجارة وسلسلة التوريد، مؤكداً أن القمة أصبحت في غضون ثلاث سنوات فقط أحد أهم الملتقيات للمجتمع التجاري الدولي، ومنصة عالمية للقاء صانعي السياسات وقادة القطاع الخاص لتبادل الخبرات والرؤى، وتطوير حلول تعزز النظام التجاري العالمي.
وقال معاليه “إن نسخة هذا العام من القمة تركز على توطيد العلاقات بين الأطراف المؤثرة في حركة التجارة العالمية في ظل تحديات المشهد الاقتصادي العالمي حالياً، حيث نشهد تحولات وتحالفات جديدة، ونتبنى تقنيات حديثة، ونتعامل مع تحديات مختلفة، وبالتوازي مع ذلك، نتكيف مع المتطلبات المتعلقة بالطاقة المتجددة، ونتعامل مع الطلبات المتزايدة للاستدامة والمسؤولية البيئية”.
وأضاف: “إن طريقة تعاملنا مع كل من هذه القضايا، ومدى تعاوننا لمعالجتها، ستحدد طبيعة التجارة في السنوات المقبلة، وأنا على يقين أن المناقشات التي ستجري خلال القمة ستلعب دوراً مهماً في رسم مستقبل التجارة الدولية”.
وأكد معاليه أن دولة الإمارات مستمرة في قيادة دور مهم في هذه القضايا، حيث تمتلك الدولة بنية تحتية لوجستية متطورة مكنتها من أن تصبح مركزاً رئيسياً لسلاسل الإمداد حول العالم.
تحفيز التقدم العالمي
وقال معالي ثاني الزيودي “إن التجارة تمثل دوراً محورياً في تطوير الدول خصوصاً النامية منها، حيث رأينا على مدى نصف القرن الماضي كيف يمكن للتجارة أن تزيد الإنتاجية، وتخلق فرص عمل جديدة، وتحفز الابتكار، وترتقي بمستويات المعيشة، كما شهدنا في السنوات الأخيرة أيضاً قدرتها على تحفيز التعافي العالمي وتخفيف أثر التضخم”.
وتابع معاليه: “هذا يقودنا إلى محورين رئيسيين وهما التصدي للنزعة نحو الحمائية من خلال جيل جديد من اتفاقيات التجارة الحرة القائمة على المصالح المشتركة، وتحديث النظام التجاري العالمي لضمان عمله بأفضل طريقة ممكنة لصالح أكبر عدد من الدول، وتنويع أنماط التبادل التجاري.
اتفاقيات الشراكة الاقتصادية
وأكد معالي الدكتور ثاني الزيودي أن برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة الذي تواصل دولة الإمارات تنفيذه منذ سبتمبر 2021 يحقق بالفعل مستهدفاته الوطنية، حيث يسهم البرنامج في إقامة روابط أقوى وأعمق مع الاقتصادات الرئيسية حول العالم، مشيراً إلى أنه تم تصميم اتفاقيات الشراكة الشاملة لتسريع تدفقات التجارة، وتأمين سلاسل الإمداد الحيوية، وخلق فرص جديدة للقطاع الخاص.
وأشار إلى أن دولة الإمارات أنجزت حتى الآن 18 اتفاقية، منها 6 اتفاقيات دخلت حيز التنفيذ بشكل كامل، و7 اتفاقيات أخرى جرى التوقيع عليها رسمياً، ويتم حالياً استكمال إجراءات التصديق عليها تمهيداً لبدء تنفيذها قريبا بشكل متتابع، والباقي تم إنجاز محادثاتها بنجاح والتوصل إلى بنودها النهائية تمهيداً للتوقيع عليها رسمياً قريبا، وهذه الاتفاقيات تم إبرامها مع اقتصادات واعدة ذات أهمية استراتيجية عالمياً وإقليمياً على خريطة التجارة الدولية مثل الهند وتركيا وإندونيسيا وكوريا الجنوبية وغيرها، حيث توفر هذه الاتفاقيات للمصدرين والصناعيين والمستثمرين في الإمارات إمكانية وصول أكبر إلى ما يقرب من ربع سكان العالم، كما أنها تربط بين مراكز النمو الجديدة في آسيا والشرق الأوسط عبر دولة الإمارات.
تحديث سلاسل التوريد
وقال معالي ثاني الزيودي إن حجم تجارة الإمارات الخارجية غير النفطية خلال النصف الأول من العام الجاري بلغ مستوى قياسياً تاريخياً غير مسبوق في تاريخ الدولة بقيمة 1.39 تريليون درهم، بنمو 11.2 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.
وأضاف: إن صادرات الإمارات غير النفطية شهدت نمواً قياسياً أيضاً بنسبة 25 في المئة لتصل إلى 256 مليار درهم، متجاوزةً بذلك تحديات تباطؤ حركة التجارة العالمية التي لم يتعد نموها 1.5% خلال النصف الأول من العام الجاري.
وذكر معاليه أن تحديث سلاسل الإمداد، هو محور مبادرة تكنولوجيا التجارة (TradeTech) التي أطلقتها دولة الإمارات بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي بهدف تسريع استخدام التكنولوجيا في سلاسل الإمداد العالمية.
ونوه معاليه بأن المبادرة حققت نتائج ملموسة على صعد تقنية البلوك تشين، والمركبات ذاتية القيادة والحلول الذكية التي تحسن من الخدمات اللوجستية في الموانئ، والذكاء الاصطناعي الذي يعزز إدارة المخاطر وتحسين مسارات الشحن.
وأشار معاليه إلى التكنولوجيا لا تغير فقط أساليب التجارة الحالية بل تطال السلع والخدمات التي يتداولها العالم أيضاً، حيث إن محادثاتنا غالباً ما تتركز حول طرق وآليات شحن البضائع، لكن التجارة في الخدمات هي مجال آخر تطوره الإمارات، إذ نما حجم القطاع عالمياً بنسبة 60 في المئة أسرع من التجارة في السلع خلال العقد الماضي، كما حقق حجم تجارة الإمارات في الخدمات نمواً فاق المعدل العالمي بـ10 مرات على مدار السنوات الثماني الماضية.
واختتم معاليه كلمته قائلاً: “إن تحفيز التجارة الخارجية يعني توسيع اقتصادانا وتعزيز نموه المستدام، ولهذا السبب تبقى دولة الإمارات داعماً قوياً للنظام التجاري العالمي متعدد الأطراف، ومستمرة في بناء روابط جديدة تمتد من أمريكا الجنوبية إلى آسيا والمحيط الهادئ، وأدعو الجميع للانضمام إلينا في إعادة تشكيل نظام تجاري يعمل لصالح الجميع”.
الذكاء الاصطناعي
وشهد اليوم الأول من القمة العالمية للتجارة وسلسلة التوريد مجموعة من الجلسات التي ناقشت مواضيع عدة منها قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على إحداث نقلة نوعية في عمليات الشراء وسلاسل التوريد، وتبسيط عمليات تمويل سلاسل التوريد وآلية تحويل المخاوف إلى فرص، وسبل تعزيز المرونة في مواجهة تقلبات حالات الطقس، ومستقبل إدارة سلاسل التوريد والعوامل الديناميكية للتجارة العالمية، وآفاق تنظيم الخدمات المتداولة رقمياً، ودور الذكاء الاصطناعي في تحصين سلاسل التوريد في ظل التقلبات التي يشهدها العالم، وتأثير توطين البيانات على التجارة الرقمية ومستقبل التجارة، وتوظيف اتفاقيات التجارة الحرة لخلق الفرص في الدول النامية.
كما تناقش جلسات القمة في يومها الثاني تمويل مستقبل التجارة المستدامة، وتسخير الذكاء الاصطناعي والروبوتات الذكية لتعزيز عمليات شبكات التوصيل، وإعادة تطوير مهارات العاملين في مجال سلاسل التوريد في عصر الذكاء الاصطناعي، واستراتيجيات التجارة الرقمية في إفريقيا، والتوسع في الحلول المحلية لتحقيق أثر عالمي، وكيفية إسهام اقتصاد الهند المزدهر في إحداث نقلة نوعية في التجارة العالمية، وتنشيط التجارة من خلال الابتكار التقني.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: التجارة العالمیة اتفاقیات الشراکة الذکاء الاصطناعی التجاری العالمی دولة الإمارات سلاسل التورید سلاسل الإمداد ثانی الزیودی من القمة
إقرأ أيضاً:
الدن تعلن عن انطلاق الدورة الخامسة من مهرجانها في نوفمبر
"عمان": أعلنت فرقة مسرح للثقافة والفن عن موعد انطلاق الدورة الخامسة من مهرجان الدن للثقافة والفن، التي سيحتضنها الشريك التنظيمي الجمعية العُمانية للسيارات - أكتيف عمان - بمسقط خلال الفترة: 25 – 30 / 11 / 2025م بمشاركة (18) ثمانية عشر عرضًا مسرحيًا محليًا وعربيًا ودوليًا.
الدورة الخامسة
وتحمل الدورة القادمة برنامجا سيشمل عددا من الفعاليات أهمها: ليالي أثير الشعرية بمشاركة نخبة من شعراء الوطن العربي، وعروض مسرح الطفل، ومسرح الكبار، ومسرح الشارع وورش تدريبية وجلسات حوارية تجمع المسرحيين والمبدعين وسوق الحرف والأسر المنتجة والعروض التفاعلية، والملتقيات الفنية.
وعن ذلك قال رئيس فرقة مسرح الدن للثقافة والفن محمد بن سالم النبهاني: حظي المهرجان منذ انطلاقه برعاية سامية من وزارة الثقافة والرياضة والشباب بوصفها الشريك الاستراتيجي، وإلى جانبها وزارة الإعلام بكونها شريكا إعلاميا، ووزارة التنمية الاجتماعية شريكا اجتماعيا، ومؤسسة أثير الإعلامية بوصفها راعي شريك، كما يستضيف المهرجان في دورته القادمة محافظة الداخلية بوصفها ضيف شرف سياحي.
وأضاف النبهاني: يحظى المهرجان بدعم عدد من الرعاة، مما عزّز مكانته كأحد أبرز المنصات المسرحية في المنطقة، ومسرحًا تتلاقى فيه الأصالة العُمانية بالحداثة العالمية.
كما تستضيف الدورة الخامسة محافظة الداخلية بوصفها ضيف الشرف السياحي، لتجسّد روح الأصالة والجمال في قلب عُمان، وتُعيد إلى المهرجان بعده المكاني المتجذر في التراث والجغرافيا العُمانية.
موقع المهرجان
وعن موقع المهرجان في خارطة المهرجان الثقافية قال النبهاني: يرفع المهرجان شعاره، أهلاً بالعالم في سلطنة عُمان، ليؤكد أن المسرح في هذه الأرض الطيبة هو فضاء للهوية والكرم الأصيل، ومنبر للإبداع، وساحة تلتقي فيها الثقافات لتتشكل لوحة إنسانية واحدة تُجسّد أرقى معاني الفن والحياة.
الجدير بالذكر أن مهرجان الدن الدولي – أهلاً بالعالم في سلطنة عُمان منذ أن أبصر النور عام 2015م بجهود فرقة مسرح الدن للثقافة والفن، شكّل حدثًا استثنائيًا يتجاوز حدود العرض المسرحي ليغدو فضاءً للثقافة والهوية والحوار الإنساني لقد انطلق من رؤيةٍ عُمانية أصيلة تؤمن بأن المسرح ليس مجرد خشبة، بل هو جسر جامع للشعوب ونافذة مشرقة للحضارات.
تاريخ المهرجان
تدرّج المهرجان في مساره من كونه محليًا في دورته الأولى (أبريل 2015م)، إلى فضاء عربي في دورتيه الثانية (ديسمبر 2016م) والثالثة (أكتوبر 2018م)، ثم ارتقى في دورته الرابعة (أكتوبر 2023م) إلى رحاب العالمية، ليغدو منصةً دوليةً مرموقة تستضيف على أرض سلطنة عُمان نخبة العروض المسرحية من مختلف قارات العالم، وترسّخ مكانتها ملتقىً للإبداع الإنساني.
وفي هذا السياق، تُزيح فرقة مسرح الدن للثقافة والفن الستار قريبًا عن تفاصيل الحدث الأبرز، وذلك من خلال مؤتمر صحفي سيُعقد مطلع شهر نوفمبر 2025م، ليحمل إلى الساحة الثقافية الكثير من المفاجآت، ويكشف ملامح البرنامج الكامل للدورة الخامسة، وأسماء الضيوف البارزين، والشراكات الدولية المرموقة ويُعيد تسليط الضوء على المهرجان بوصفه نافذةً مشرعة على العالم، وموعدًا سنويًا يتجدد فيه اللقاء بين المسرح والهوية، بين الإبداع والجمهور.