"شبح هانتر" يطارد بايدن في سباق 2024

عندما رشح الرئيس الأمريكي جو بايدن ميريك غارلاند لتولي منصب وزير العدل، قال إنه يريد مسؤولاً عن إنفاذ القانون يكون مستقلاً يتبع الحقائق وغير مرتبط بالسياسة.

بات على الديمقراطيين التفكير الآن في عملية قانونية طويلة أصعب

 

ورأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن بايدن حصل ما يريده، وها هو غارلاند يقدم حملة إعادة انتخاب الرئيس مع امكانية أن تكون معاناة هانتر  عرضاً جانبيًاً على الأقل للسباق الرئاسي لعام 2024، الأمر الذي ينطوي على مخاطر التأثير على رأي الناخبين بالرئيس.

وقالت الصحيفة: "كانت لوزارة العدل فرصة لوضع حد لمعاناة هانتر بايدن من مشاكل قانونية تتعلق بانتهاكات ضريبية، ومخالفة بحمل السلاح، من خلال صفقة الإقرار بالذنب التي تم الإتفاق عليها مبدئياً مع محامي الدفاع في يونيو (حزيران).لكن القاضي ديفيد ويس، الذي كان يشرف على القضية، شكك في شروطها، ووجه، يوم الجمعة، الضربة الرسمية، إذ وافق غارلاند على تعيين مستشار خاص لمواصلة التحقيقات الطويلة الأمد مع هانتر بايدن، وهو إعلان أتى في الوقت الذي قال مدعون عامون إن مفاوضات الإقرار بالذنب وصلت إلى طريق مسدود، وإنهم يتوقعون المضي في المحاكمة.

 

Likely trials for both Donald Trump and Hunter Biden put their legal woes squarely in the political arena https://t.co/xzXBBaFAwR

— The Wall Street Journal (@WSJ) August 12, 2023 مفاجأة

وكان للقرار وقع المفاجأة على الديمقراطيين. وذهب حلفاء البيت الأبيض إلى عطلاتهم معتقدين أن مشاكل هانتر بايدن القانونية ستنتهي، وأنه لم يتبقَ عليهم سوى التعامل مع هجمات النواب الجمهوريين، الذين يبالغون في النتائج التي توصلوا إليها.
وبدلاً من ذلك، بات على الديمقراطيين التفكير الآن في عملية قانونية طويلة أصعب بالنسبة إليهم، ولا يمكن اعتبارها حيلة سياسية، بسبب تحقيقات تجري في الكونغرس. ومن ناحية ثانية، فإن قضية المحكمة ستركز بشكل كلي على هانتر بايدن، بخلاف تحقيقات الجمهوريين، الذين يبحثون عن رابط بين الرئيس وابنه في التعاملات التجارية الخارجية.

 

Likely trials for both Donald Trump and Hunter Biden put their legal woes squarely in the political arena - latest smarts from ⁦@sgurman⁩ & ⁦@AnnieLinskey⁩ https://t.co/sVYFn13ZxL

— Paul Beckett (@paulwsj) August 12, 2023

وكان ديفيد ويس، المدعي العام في ديلاوير الذي يشرف على القضية منذ 5 أعوام، قد طلب تعيين مستشار خاص وفق ما قال غارلاند. ومع تحقيقات سابقة يجريها الجمهوريون في مزاعم بأن إدارة بايدن تسعى إلى عرقلة التحقيقات أو الحد منها، فإن وزير العدل لم يكن لديه إلا خيار تعيين مستشار خاص، نظراً إلى الأضرار التي كانت ستنجم عن رفض طلب التعيين. ويقول حلفاء بايدن إنهم لا يركزون في الوقت الحالي على خيبتهم من غارلاند.

متابعة الاتهامات خارج ديلاوير

ويضفي تعيين المستشار الخاص طابعاً رسمياً على استقلالية ويس، ويضمن له مهلة لمتابعة الاتهامات خارج ديلاوير، ويضمن أيضاً بقاء نجل الرئيس تحت الرقابة من قبل وزارة العدل. كما أنه يضمن إثارة احتمال محاكمة سياسية متفجرة في نفس موسم الحملات الانتخابية، في الوقت الذي يواجه المرشح الجمهوري الأكثر احتمالاً دونالد ترامب ثلاث وربما أربع محاكمات.
ولم يعط غارلاند أي تحذير للبيت الأبيض أو للفريق القانوني لهانتر بايدن، وفق ما أفاد شخص مطلع على الأمر، وذلك تماشياً مع سياسة الوزارة والتزام غارلاند المعلن بعدم إشراك الرئيس أو أي سياسي آخر في صنع القرار.

 

وتوضح الصحيفة أن قرار غارلاند يعني أن ويس سيكتب تقريراً من الممكن أن ينشره وزير العدل على الملأ، ليكشف المزيد عن النتائج التي توصلت إليها التحقيقات.
والتزم البيت الأبيض الصمت حول القرار، وأحال الأسئلة على وزارة العدل والفريق القانوني لهانتر بايدن.
ورد خصوم بايدن سريعاً، وقال نائب الرئيس السابق مايك بنس، حول قرار تعيين مستشار خاص، إن "المسألة تتعلق بالتوقيت".
وسبق لغارلاند أن قال في وقت سابق من هذه السنة أنه لم يناقش التحقيقات مع الرئيس، الذي وعد عند ترشيحه لتولي منصب وزير العدل بالبقاء بعيداً عن شؤون الوزارة. واتخذ بايدن هذا الموقف بعد سنوات من ضغوط مارسها ترامب خلال ولايته على وزير عدله لمحاكمة خصومه السياسيين، والتشهير بنتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
ولم يكن غارلاند مطلقاً من المقربين لعائلة بايدن، وهذه حقيقة يعتبرها المسؤولون في الإدارة بمثابة امتياز في تسميته وزيراً للعدل، أخذاً في الاعتبار أنه سيقيّم ما إذا كان سيوجه الاتهام إلى نجل الرئيس. ولا يجتمع غارلاند مع الرئيس ولا يتحدث إليه بانتظام، وفق ما يقول أشخاص على معرفة بهما.

المصدر: موقع 24