الرسوم الجمركية الأميركية تهز الوظائف والشركات المحلية
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
تواجه الولايات المتحدة تحديات معقدة تتعلق بالتعرفة الجمركية التي فُرضت في السنوات الأخيرة، حيث تُظهر بعض النتائج غير المتوقعة تأثيراتها السلبية على سوق العمل والاقتصاد الأميركي، وفق ما رصده تقرير حديث صادر عن بلومبيرغ.
ورغم أن التعرفة الجمركية عادة ما تستخدم وسيلة لحماية الصناعة المحلية، فإن قصصا مثل تلك التي شهدها قطاع شاحنات الحاويات تكشف عن مدى تعقيد هذه الأداة وتأثيراتها المتباينة.
وتذكر الوكالة أنه عام 2021، فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية ضد الإغراق بنسبة تزيد عن 220% على شاحنات الحاويات المصنوعة في الصين، وهي مركبات تُستخدم لنقل الحاويات على متن الشاحنات، مما أدى إلى إيقاف واردات هذه الشاحنات من شركة "تشاينا إنترناشونال مارين كونتينرز"، التي كانت تهيمن على السوق العالمي.
وكانت الشركة -وفق بلومبيرغ- تبيع أكثر من 45 ألف حاوية جديدة سنويا في السوق الأميركية التي يتراوح حجمها بين 70 ألفا و80 ألف شاحنة.
ومع توقف الواردات الصينية، كانت الشركة بحاجة إلى إيجاد بدائل، فبدأت في إنتاج الشاحنات داخل الولايات المتحدة، وأنشأت سلسلة توريد جديدة تجمع بين الأطر المصنوعة في تايلاند والمكونات الأخرى المصنعة في ولايات كنتاكي وميسوري الأميركيتين.
الشركات الأميركية في طليعة المتأثرينولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، فقد شهدت الولايات المتحدة -وفق بلومبيرغ- تطورا غير متوقع عندما قررت شركة "بيتس إنتربرايزس" -وهي واحدة من الشركات الأميركية التي ضغطت من أجل فرض التعرفة الجمركية- استيراد حوالي 18 ألف شاحنة من فيتنام.
ومع ذلك، في مارس/آذار 2023، اكتشفت السلطات الأميركية أن الشاحنات الفيتنامية تحتوي على مكونات صينية، مما جعلها تخضع للتعرفة الجديدة، وتسبب ذلك في فرض فاتورة جمركية ضخمة على شركة "بيتس" بقيمة قدرت بعشرات الملايين من الدولارات، بالإضافة إلى خسارة إجمالية بلغت 250 مليون دولار من الإيرادات.
وفي تطور لاحق، اتهمت "بيتس" وغيرها من الشركات المحلية الشركة الصينية بمحاولة التحايل على التعرفة الجمركية، وهو ما أدى إلى فتح تحقيق جديد استمر لمدة عام.
ورغم أن التحقيق انتهى بتبرئة الشركة الصينية، فإن الشركة اضطرت إلى إيقاف الإنتاج في الولايات المتحدة وتسريح مئات العمال في ولايتي كاليفورنيا وفرجينيا، مما أدى إلى خسارة تجاوزت 100 مليون دولار من الإيرادات.
تأثيرات التعرفة الجمركيةوتشير بلومبيرغ إلى أن هذه القصة توضح مدى تعقيد تأثير التعرفة الجمركية على الاقتصاد الأميركي، حيث تسببت في خسائر مالية كبيرة وتسريح العمال، وهو ما يُظهر أن استخدام التعرفة الجمركية وسيلة لتحفيز الاقتصاد قد يكون له آثار عكسية في بعض الأحيان.
وتنقل بلومبيرغ عن كجيل إيكلاند، المدير التنفيذي لشركة "إيكلاند إنرجي"، قوله إن هذه المناورات قد تصبح لعبة ديناميكية، حيث يستمر استخدام إستراتيجيات مثل "التحايل على التعرفة" و"التغييرات المزيفة في عمليات النقل".
وفقا لتحليل بلومبيرغ، تشير هذه الحالة إلى أن السياسات الحمائية مثل التعرفة الجمركية قد تؤدي إلى نتائج غير مرغوبة، لا سيما عندما تتحول إلى أدوات للصراع التجاري بين الشركات المحلية والدولية، مما يخلق تحديات كبيرة لسوق العمل والاقتصاد الأميركي بشكل عام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة التعرفة الجمرکیة
إقرأ أيضاً:
سوريا.. تفاصيل تتكشف عن هجوم تدمر والقوات الأميركية تعزز انتشارها
تكشفت مزيد من التفاصيل بشأن الهجوم الذي وقع قرب مدينة تدمر وسط سوريا، السبت، وأدى لمقتل جنديين أميركيين ومترجم أميركي، في حين قالت الداخلية السورية إن قوات التحالف الدولي لم تأخذ بعين الاعتبار تحذيرات بشأن هجمات محتملة من جانب تنظيم الدولة الإسلامية.
وأعلنت وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) أن الهجوم -الذي خلف أيضا 3 إصابات- وقع أثناء لقاء عسكريين أميركيين بقيادات محلية.
وذكرت القيادة الوسطى الأميركية أن مسلحا وصفته بالمنفرد من تنظيم الدولة نصب كمينا لدورية أميركية اشتبكت معه وقتلته.
بدوره، قال مصدر أمني سوري للجزيرة إن شخصا من خلايا تنظيم الدولة استهدف الحراسة الخارجية لقيادات عسكرية أميركية، ثم تلا ذلك اشتباك بين عناصر الحراسة مع المهاجم وتم قتله.
وأضاف المصدر الأمني أن المهاجم لم يتمكن من الوصول إلى الغرفة التي ضمت القيادات الأميركية أثناء الاجتماع.
أبرز مشاهد اليوم عقب هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة أمريكيين وإصابة عنصرَين من الجيش السوري في مدينة تدمر بريف حمص pic.twitter.com/escvP6sbUP
— سوريا الآن – أخبار (@AJSyriaNowN) December 13, 2025
في السياق نفسه، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول أميركي قوله إن الهجوم وقع أثناء اجتماع بين ضابط أميركي ومسؤول بالداخلية السورية في تدمر.
وأضاف المسؤول نفسه أن "المسلح المنفرد ظهر من نافذة وفتح النار، وردّت القوات الأميركية والسورية وقتلته".
وقد كثفت القوات الأميركية من انتشارها في المنطقة عقب الهجوم.
تحذيرات مسبقةونقلت قناة الإخبارية السورية عن المتحدث باسم الداخلية السورية نور الدين البابا قوله إن قيادة الأمن الداخلي كانت قد وجهت تحذيرات مسبقة للقوات الشريكة في التحالف الدولي حول معلومات أولية تشير إلى احتمال وقوع خرق أو هجمات من قبل تنظيم الدولة، إلا إن هذه التحذيرات لم تؤخذ في الاعتبار، حسب قوله.
إعلانوأضاف المتحدث أن الهجوم وقع عند مدخل مقر محصن تابع لقيادة الأمن الداخلي بعد انتهاء جولة مشتركة بين الجانبين.
وأكد البابا أن منفذ الهجوم ليس له أي توصيف قيادي داخل الأمن الداخلي ولا يصنف على أنه مرافق لقائد الأمن الداخلي كما زعمت بعض الأخبار التي وصفها بغير الدقيقة.
وذكر المتحدث أن هناك أكثر من 5 آلاف عنصر منتسبون لقيادة الأمن الداخلي في البادية السورية، وهناك تقييمات للعناصر بشكل أسبوعي. وأضاف أن تقييما صدر في العاشر من الشهر الجاري بحق منفذ الهجوم أشار إلى أنه "قد يكون يملك أفكارا تكفيرية أو متطرفة"، وأنه كان هناك قرارا سيصدر بحقه الأحد (14 ديسمبر/كانون الأول الجاري).
وعيد أميركيوقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة سترد على تنظيم الدولة الإسلامية إذا تعرضت قواتها لهجوم آخر.
وأوضح ترامب، في تصريحات أدلى بها للصحفيين أمام البيت الأبيض، أن الأميركيين الثلاثة قتلوا في كمين، وأن ما حصل كان هجوما شنه تنظيم الدولة ضد كل من الولايات المتحدة وسوريا.
وأشار إلى أن الهجوم نفذه التنظيم "في منطقة شديدة الخطورة في سوريا، لا تسيطر عليها تماما" الحكومة السورية.
كذلك، قال ترامب عبر منصته تروث سوشيال إن "الرئيس السوري أحمد الشرع غاضب ومستاء للغاية من هذا الهجوم".
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلن مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم تدمر، بينهم جنديان ومترجم مدني، ويقول إن الهجوم نفّذه تنظيم داعش في منطقة وصفها بالخطرة pic.twitter.com/h2EaWF6wEj
— سوريا الآن – أخبار (@AJSyriaNowN) December 13, 2025
من جانبه، قال المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك إن أي هجوم على الأميركيين سيُقابل بعقاب سريع وحامس حسب تعبيره.
وأضاف "إلى جانب الحكومة السورية، سنلاحق بلا هوادة كل فرد وميسّر وممول ومتواطئ متورط في هذا العمل الشنيع".
ورحب براك "بالتزام الرئيس السوري أحمد الشرع القوي الذي يشاركنا عزمنا الراسخ على تحديد هوية مرتكبي هذا الهجوم وملاحقتهم ومحاسبتهم".
وأشار المبعوث الأميركي إلى أن أعدادا محدودة من القوات الأميركية ما زالت منتشرة في سوريا لدحر تنظيم الدولة وحماية أميركا من الإرهاب، حسب قوله.
إداناتوقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في منشور على موقع إكس إن بلاده تدين بشدة "الهجوم الإرهابي الذي استهدف دورية لمكافحة الإرهاب مشتركة بين سوريا والولايات المتحدة بالقرب من تدمر".
وأضاف "نتقدم بتعازينا إلى عائلات الضحايا وإلى الحكومة والشعب الأمريكيين، ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل".
وكذلك، أعرب الأردن عن إدانته بأشد العبارات لهذا الهجوم، مؤكدا تضامنه الكامل مع سوريا والولايات المتحدة.
وجددت الخارجية الأردنية التأكيد على "دعم المملكة للشقيقة سوريا في إعادة البناء على الأسس التي تضمن وحدة أراضيها وسيادتها وأمنها واستقرارها، وتخلصها من الإرهاب، وتحفظ حقوق السوريين كافة".
كما أدانت دولة قطر هذا الهجوم، وجددت موقفها "الثابت من رفض العنف والإرهاب والأعمال الإجرامية، مهما كانت الدوافع والأسباب".
وأعربت الخارجية القطرية، في بيان، عن تعازيها "لذوي الضحايا ولحكومتي وشعبي الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية العربية السورية".
إعلانوكذلك، أعربت الخارجية التركية عن إدانتها للهجوم، وأكدت أن أنقرة ستواصل دعمها جهود الحكومة السورية في "تعزيز الاستقرار والأمن في البلاد ومكافحة الإرهاب".