صرخة من شمال غزة: إسرائيل ترتكب مجازر تفوق الوصف
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
غزة- لليوم الخامس على التوالي، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا واسعا على مناطق بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا، في ظل حصار خانق على سكانها، هو الثالث منذ بدء العدوان على غزة.
ويزداد الوضع سوءا كل دقيقة، حيث تستهدف قوات الاحتلال كل جسم متحرك وتمنع دخول إمدادات المياه والطعام والدواء إلى محافظة الشمال، وسط قصف مدفعي وجوي مكثف.
وقد نزح أبو يوسف من منطقة بئر النعجة صباح السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري تحت القصف وقذائف المدفعية إلى مخيم جباليا، بحثا عن الأمان وهربا من هول القذائف، ليواجه المصير والحصار الخانق نفسيهما في المخيم.
وضع صعب
يقول أبو يوسف إن الوضع في الشمال صعب للغاية وإن الموت يلاحق الناس في أزقة الشوارع، ومُسيرات "كواد كابتر" تطلق النيران على أي جسم متحرك، إضافة إلى القصف المدفعي وإطلاق الصواريخ في كل مكان و"الأشباح من تتحرك في الشوارع".
ويضيف "نحن محاصرون في مخيم جباليا ونتضرع إلى الله أن يزيل عنا هذه الغمة، الوضع في الشمال يفوق الوصف: البيوت تُقصف على رؤوس ساكنيها والشهداء (تنتشر جثثهم) بالطرقات وتحت الأنقاض، في ظل الإمكانيات المحدودة لطواقم الإسعاف والدفاع المدني واستهداف جيش الاحتلال لهم بشكل مباشر".
ووفق المواطن الفلسطيني، لا يستطيع أحد التنقل لأن "كواد كابتر" تحاصر محافظة الشمال وتطلق نيرانها على النازحين في أماكنهم، ويؤكد "لا نعلم إن كنا سنعيش أم لا فكل ليلة تكون أصعب من سابقتها، نحن شعب حر وصاحب كرامة وقضية، حرام إللي بيصير فينا بهدلة الأطفال والنساء، كل شقاء العمر راح، لكننا صامدون".
ويهدد الاحتلال الإسرائيلي هؤلاء المواطنين الذين يزيد عددهم على 200 ألف نسمة في مناطق وأحياء محافظة شمال القطاع، بإخلاء منازلهم مرتكبا المجازر بحق المدنيين لإجبارهم على النزوح جنوبا وتهجيرهم.
وفي ساعات المساء بعد عصر الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، كان محمد هاني وطفله يبحثان عن ملابس دافئة في سوق مخيم جباليا، وفجأة انهالت عليهما قذائف مدفعيات الاحتلال، أصواتها تزلزل القلوب وتثير الخوف في وجوه الناس وهم يركضون إلى مأمن يحول دون إصابتهم بشظاياها التي تحمل الموت والفقد، على حد وصفه.
وأضاف هاني "حملتُ ابني وركضت عكس اتجاه الناس الفارين، أردت أن أسحب عائلتي فقد كانت تنتظرني، من شارع إلى زقاق ألهث خوفا وأملا أن أنجو بأبنائي، وصلت إليهم وحملنا متاعنا على أكتافنا بحثا عن نزوح آمن ولكن إلى أين؟".
ويوضح أنها المرة الثالثة التي يتوغل فيها جيش الاحتلال في محافظة الشمال ويشن فيها أبشع المجازر، ويقول "نزحنا مرات كثيرة من جنب الركام وتحت القذائف والطائرات والموت يرقص حولنا، عشرات القتلى والإصابات في الشوارع، ليس لدينا قوة لنحملهم ونسعفهم".
ومن جانبه، يقول معتز أيوب ضابط إسعاف في جهاز الدفاع المدني بمحافظة الشمال إن مخيم جباليا يخوض -منذ 5 أيام- معركة برية شرسة، وتعرضت طواقم الإسعاف والدفاع المدني إلى إطلاق الصواريخ والقذائف المدفعية أو المسيرات التي تطوق الطرقات وتقطعها.
كما تمت محاصرة سكان المحافظة وقطع الطرق عليهم بشكل كامل لمنع خروج أي منهم، وفي حال أراد أي شخص النزوح إلى مدينة غزة يتم قنصه بواسطة "كواد كابتر" وفق أيوب.
ويوضح أن الطريق من دوار أبو شرخ -وهو المخرج الوحيد من الناحية الغربية لأهالي الشمال- محاصر وتم إغلاقه من قبل الاحتلال بسواتر ترابية مستهدفا أي شخص يقترب ويحاول الخروج، ويوجه المواطنين شرقا نحو شارع صلاح الدين حيث أقام عدة حواجز ونقاط تفتيشية.
ويؤكد ضابط الإسعاف أن الوضع كارثي وكل لحظة يزداد سوءا حيث تم إغلاق مستشفى الإندونيسي بشكل قسري وخرج عن الخدمة بالكامل، هذا بخلاف تهديدات طالبت إدارة مستشفى كمال عدوان بالإخلاء الكامل خلال 24 ساعة، بينما رفضت الإدارة ذلك وما زالت تواصل تقديم خدماتها للمصابين والمرضى.
وحسب أيوب، يفوق عدد الإصابات قدرة الطواقم الطبية على استيعابها والتعامل معها، مؤكدا أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تعمل "من العدم" في ظل قلة الإمكانيات وشح الوقود، وفي حال استمر الحصار أكثر من ذلك فسيؤدي إلى إغلاق المنظومة الصحية بالكامل في محافظة الشمال.
أين المفر؟ويؤكد أن الاستهداف "عشوائي في كل مكان، لدرجة أن الناس أصبح لديهم هوس إلى أين سينزحون، من تل الزعتر إلى معسكر جباليا والعكس، ولا يعلمون ما المصير الذي ينتظرهم خاصة أن كل مناطق محافظة الشمال حمراء وكل من فيها معرضون لخطر الموت".
ويضيف أيوب أن الاحتلال يدعي أن هناك طريقا آمنا من خلال شارع صلاح الدين إلى من يريد أن يتوجه جنوبا، و"هذا عارٍ عن الصحة فهناك حواجز ونقاط تفتيش، ويطلق النار من منطقة دولة في حي الزيتون الذي ما زال يشهد توغلا محدودا تتقدم وتتحرك فيه الآليات في مناطق مختلفة على أطرافه منذ 47 يوما".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات محافظة الشمال مخیم جبالیا
إقرأ أيضاً:
إسرائيل ترسل بكثافة ملاجئ متنقلة إلى الشمال.. هل تُحضّر لمواجهة ثانية مع حزب الله؟
تخشى إسرائيل أن يمنح أي تراخٍ حزب الله فرصة لاستعادة قوته وتعويض خسائره، مما قد يمكنه من إحياء معادلة "توازن الرعب" التي نجحت الدولة العبرية في تفكيكها خلال الحرب الأخيرة. اعلان
رغم الهدوء الذي يسود الجبهة الشمالية لإسرائيل منذ أكثر من ستة أشهر، عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان في 27 نوفمبر 2024، وتصريحات المسؤولين عن "قصقصة أجنحة" حزب الله، يبدو أن التهديد الذي يمثله التنظيم المسلح لم يتلاشَ تمامًا.
تتزايد المؤشرات على احتمال اندلاع جولة ثانية وقريبة من الحرب بين العدوّين اللدوديْن. ويرى بعض المراقبين أن حزب الله، الذي تلقى ضربات غير متوقعة في الحرب الأخيرة، قد يسعى لتحسين شروط الاتفاق، خصوصًا وأن أمينه العام، نعيم قاسم، أبدى مرارًا عدم رضاه عن تطبيق الاتفاق، محذرًا من أن صبره لن يدوم طويلاً.
تتفاقم هذه التوترات مع استمرار المئات من الخروقات الإسرائيلية اليومية تقريبًا في لبنان، سواء عبر اغتيال مقاتلي الحزب وقياداته، أو استهداف ما تصفه إسرائيل بـ"التحركات المشبوهة"، حتى لو كانت وراء نهر الليطاني.
في المقابل، تخشى إسرائيل أن يمنح أي تراخٍ حزب الله فرصة لاستعادة قوته وتعويض خسائره، مما قد يمكنه من إحياء معادلة "توازن الرعب" التي نجحت الدولة العبرية في تفكيكها خلال الحرب الأخيرة.
ومع أن الحديث عن مواجهة جديدة لا يزال في إطار التكهنات، ويربطه البعض بتطورات المفاوضات بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، أورد الإعلام العبري تقارير تفيد بأن إسرائيل تواصل إرسال شاحنات تحمل ملاجئ متنقلة إلى الشمال. تساءلت هذه التقارير بشكل لافت: "هل انتهت الحرب في الشمال فعلاً؟"
Relatedنائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط: نزع سلاح حزب الله يجب أن يشمل الأراضي اللبنانية كافة إسرائيل تعلن أنها استهدفت قائدا في قوة الرضوان التابعة لحزب الله بمسيّرة في جنوب لبنانوزارة الخزانة الأمريكية: عقوبات على عدد من الأفراد المرتبطين بحزب الله في لبنانوفي أواخر مايو/أيار، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن القيادة الشمالية تعيد تنظيم قواتها على الحدود مع لبنان، بما يشمل إعادة تمركز "فرقة الجليل" على طول الحدود بأكملها.
وأوضحت الإذاعة أن هذه الفرقة، التي كانت مسؤولة عن كامل الحدود اللبنانية، قد سُحبت بعض قواتها سابقًا إلى القطاع الشرقي، لكنها عادت لتعزيز وجودها.
كما كشفت هيئة البث الإسرائيلية ، في مايو/ أيار الماضي أن الجيش "أجرى تجارب ناجحة لإسقاط طائرات حزب الله المسيرة من خلال نظام الليزر"، مستفيدًا من تجارب الجولة السابقة التي فشل فيها في رصد واعتراض كثير منها.
وفي ذات السياق، أفادت تقارير عبرية بأن الجيش الإسرائيلي يقدر أن حزب الله يمتلك مئات الصواريخ المتوسطة-وبعيدة المدى، بالإضافة إلى آلاف الصواريخ القصيرة المدى، والمئات من الطائرات المسيرة. لكنه يدرك أن لديه نقصًا في مكونات إطلاق هذه الأسلحة.
في الداخل الإسرائيلي، تختلف الآراء حول نجاح الحملة في "تركيع" حزب الله والقضاء على تهديده بالكامل. فبينما يعتقد البعض أن زمن المعادلات الرادعة قد انتهى، وأن استمرار "السياسات الجريئة" في لبنان سيحقق لإسرائيل أمانًا طويل الأمد يجعل "الأطفال يلعبون بأمان من رأس الناقورة وحتى قرية الغجر"، يرى المحلل العسكري يوسي يهوشواع أن الحديث عن انهيار حزب الله سابق لأوانه.
ويؤكد أن الحزب لا يزال نشطًا في التسلح وتهريب السلاح والأموال، بالإضافة إلى تطوير الطائرات من دون طيار وتعزيز قدراته العسكرية.
ويشير يهوشواع إلى أن الحزب يترقب توقيع اتفاق نووي بين طهران وواشنطن، وهو ما قد يمنحه دفعة معنوية وسياسية، تخفف الضغط عليه وتعيد له بعض الإمكانيات التي خسرها في الحرب الأخيرة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة