تقرير: واشنطن متورطة في صراع مدمر بالشرق الأوسط
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
أثارت الباحثة جانيت أبوإلياس مخاوف بشأن تصعيد الصراع بين إسرائيل ولبنان، متناولة الكارثة الإنسانية المحتملة، وعدم الاستقرار الإقليمي، الذي قد يجره غزو بري طويل الأمد.
إسرائيل تصور هذه الإجراءات على أنها غارات محدودة
وأبرزت أبوإلياس، الناشطة في مجال مكافحة الأسلحة والباحثة في مركز السياسة الدولية الأمريكي، الحاجة الملحة إلى معالجة العمليات العسكرية الإسرائيلية المتوسعة في لبنان، فضلاً عن الآثار الأوسع نطاقاً على السياسة الخارجية الأمريكية والاستقرار الإقليمي.
الصراع المتصاعد
وكثفت إسرائيل مؤخراً هجومها على لبنان، حيث استولت القوات الإسرائيلية على قاعدة لحزب الله في قرية مارون الراس الحدودية، وكشفت لقطات من طائرات دون طيار عن الدمار في يارون القريبة.
ورغم أن إسرائيل تصور هذه الإجراءات على أنها غارات محدودة، تقدر الحكومة اللبنانية أن مليون شخص ــ أي ما يقرب من خمس سكان البلاد ــ فروا من منازلهم، وهو رقم يتجاوز أرقام النزوح في حرب 2006، ما يلقي الضوء على الأزمة الإنسانية المتنامية الناجمة عن العمليات العسكرية الإسرائيلية.
Has Israel Crossed the Line in Lebanon? https://t.co/rw0HoSyZjT via @TheNatlInterest
— Nino Brodin (@Orgetorix) October 10, 2024
وحذرت الباحثة في مقالها بموقع "ناشونال إنترست" من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة قد تشعل صراعاً أكبر وأكثر تدميراً بين إسرائيل وإيران.
وأوضحت أن احتمالات شن هجمات متبادلة، مثل الضربات الصاروخية الإيرانية في أعقاب اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله، قد تصبح "مفاجأة أكتوبر (تشرين الأول)" بالنسبة للانتخابات الرئاسية الأمريكية. ومع كل تصعيد، تقترب المنطقة من صراع أوسع نطاقاً، مما يجر ليس فقط إسرائيل وإيران، بل وأيضاً الولايات المتحدة إلى عمق المعركة.
وقالت الباحثة إن أحد أكثر المخاوف إلحاحاً هي الأزمة الإنسانية الناجمة عن الغزو الإسرائيلي، في ظل تأكيد البنتاغون على إرسال قوات أمريكية إضافية إلى الشرق الأوسط للوفاء بالتزامات واشنطن تجاه إسرائيل، رغم انتهاكاتها للقانون الإنساني الدولي على مدى العام الماضي.
وقارنت الكاتبة بين ما يحدث وحرب لبنان عام 2006، حيث تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غضون 34 يوماً فقط في وقوع خسائر بشرية فادحة، ودمار، وصدمات طويلة الأمد في لبنان.
In a new @TheNatlInterest article, Co-founder @janetabouelias warns: "The prospect of a sustained ground invasion in Lebanon presents a grim reality for the region... Congress must act swiftly to halt the flow of arms that could enable greater violence."https://t.co/53hc84yiQO
— Women for Weapons Trade Transparency (@w2t2impact) October 10, 2024
ورأت الباحثة أن الغزو الحالي يهدد باتباع مسار مماثل، خاصة في جنوب لبنان وضواحي بيروت، حيث البنية الأساسية المدنية هي الأكثر عرضة للخطر. ويوضح استخدام إسرائيل للقنابل التي زودتها بها الولايات المتحدة، والتي تم إسقاطها بالفعل على بيروت، استمرار التكتيكات التي شوهدت في الصراعات الماضية، بما في ذلك الاستخدام غير المتناسب للقوة في غزة.
وأضافت الباحثة أن استخدام إسرائيل للحصار ونيران المدفعية والعمليات البرية التي تقطع الإمدادات الأساسية عن المدنيين قد يرقى إلى العقاب الجماعي، وهو انتهاك خطير بموجب اتفاقية جنيف الرابعة. وهذا التجاهل للقانون الدولي لا يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية فحسب، بل يقوض أيضاً فرص المنطقة في تحقيق السلام على المدى الطويل.
ويعاني لبنان من نظام رعاية صحية هش بالفعل، وزاد الطين بلة الانفجارات الأخيرة لأجهزة النداء واللاسلكي، مما جعله غير مستعد لعلاج المدنيين المصابين ودعم السكان النازحين. الدور الأمريكي ومبيعات الأسلحة ولفتت الكاتبة النظر إلى الدور الحاسم الذي تلعبه الولايات المتحدة في الأعمال العسكرية الإسرائيلية، من خلال توفير الأسلحة والذخائر. وأعلن السناتور بيرني ساندرز مؤخراً عن خطط لمنع بيع أسلحة بقيمة 20 مليار دولار لإسرائيل، والتي تشمل طائرات مقاتلة من طراز F-15 وخراطيش دبابات.
وقال ساندرز إن الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة لا ينبغي استخدامها لإدامة العنف ضد المدنيين، وهو موقف يكتسب أهمية متزايدة بالنظر إلى العواقب الإنسانية لغزو إسرائيل للبنان.
ورأت الكاتبة أن الولايات المتحدة متواطئة في تمكين صراع مدمر، من شأنه أن يؤدي إلى معاناة مدنية حتمية. وقالت إن الجمهور الأمريكي ليس لديه صبر أو رغبة في المزيد من المشاركة في الحروب في الشرق الأوسط، خاصة تلك التي تساهم في انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان. دورة الصراع ونتائجه الكارثية وأوضحت الكاتبة أن الصراع لا يهدد فقط بتفاقم هشاشة لبنان الداخلية بل يؤدي أيضاً إلى إشعال حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، والتي قد تجتذب إيران والولايات المتحدة وغيرهما من الجهات الفاعلة الإقليمية. وكلما طال أمد التصعيد دون رادع، زادت فرصة اندلاع صراع كارثي يتورط فيه المزيد من الدول.
وقالت الكاتبة إن الكونغرس الأمريكي يتحمل مسؤولية التصرف من خلال وقف تدفق الأسلحة التي قد تؤدي إلى تصعيد العنف، وتدعو إلى مساءلة الأطراف المتورطة في العنف، وإلا ستستمر دورة الصراع في المنطقة.
وأضافت أن الإجراءات العسكرية الإسرائيلية، بدعم من الولايات المتحدة، تخاطر بتعميق عدم الاستقرار في المنطقة، مع إمكانية نشوب صراع أوسع نطاقاً يشمل إيران والولايات المتحدة، مما سيؤدي إلى عواقب مدمرة على لبنان والشرق الأوسط الأوسع.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله عام على حرب غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الانتخابات الأمريكية العملیات العسکریة الإسرائیلیة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تنفذ أعمق هجوم داخل روسيا بطائرات مسيّرة وتثير جدلاً حول إبلاغ واشنطن | تقرير
أكدت أوكرانيا رسميًا إبلاغها لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسبقًا بهجوم الطائرات المسيّرة الذي استهدف عدة مطارات عسكرية روسية في عمق الأراضي الروسية، فيما نفى موقع استخباراتي أمريكي ورود اي اخطارات بشأن العملية من قبل كييف، نقلا عن مصدر أمريكي مسئول.
ونفذت أوكرانيا اليوم الأحد، عملية نوعية باستخدام طائرات مسيّرة استهدفت خمس قواعد جوية روسية، منها قواعد في إيركوتسك ومورمانسك وريازان وإيفانوفو وآمور.
وأسفرت الهجمات عن تدمير أو إعطاب أكثر من 40 طائرة عسكرية استراتيجية، بما في ذلك قاذفات نووية من طراز "تو-95" و"تو-22"، بالإضافة إلى طائرات إنذار مبكر من طراز "A-50".
أوكرانيا تشن أعمق هجوم داخل روسيا وتدمر 41 طائرة في عملية "شبكة العنكبوت"
وفد أوكراني يزور إسطنبول الإثنين لإجراء محادثات مع روسيا
وُصفت هذه العملية بأنها الأعمق داخل الأراضي الروسية منذ بداية الحرب، حيث تجاوزت المسافة بين مواقع الإطلاق والأهداف 4,000 كيلومتر.
الجدل حول إبلاغ واشنطنفي البداية، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أوكراني قوله إن كييف أخطرت إدارة ترامب مسبقًا بالهجوم، إلا أن الموقع عاد لاحقًا لتصحيح تقريره، مؤكدًا أن أوكرانيا لم تبلغ الإدارة الأمريكية بالعملية مسبقًا، وأن مسؤولًا أمريكيًا نفى تلقي أي إخطار من الجانب الأوكراني بشأن الهجوم.
ردود الفعل الدوليةأثارت العملية ردود فعل متباينة على الساحة الدولية. فبينما اعتبرتها روسيا "هجومًا إرهابيًا"، رأى مراقبون غربيون أنها تعكس تصعيدًا كبيرًا في قدرات أوكرانيا الهجومية، خاصة في مجال الطائرات المسيّرة.
كما تزامنت العملية مع استعدادات لمحادثات سلام مقترحة في إسطنبول، مما أضفى مزيدًا من التعقيد على المشهد الدبلوماسي.
وتنفي أوكرانيا رسميًا إبلاغها لإدارة ترامب مسبقًا بالهجوم على المطارات الروسية، مما يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها في تنسيق عملياتها العسكرية مع الحلفاء الدوليين.
كما تعكس العملية تصعيدًا كبيرًا في الصراع، مع استخدام تقنيات متقدمة لتنفيذ هجمات دقيقة وعميقة داخل الأراضي الروسية.