الطبقة الوسطى في عُمان
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
◄ من المهم على المستوى الشمولي والاستراتيجي العمل على زيادة نسبة الطبقة الوسطى في المجتمع لأنها ضمانة للاستقرار
خلفان الطوقي
الطبقة الوسطى هي أهم طبقة في المجتمع، ولن يختلف كل العلماء والمنظرين والمتخصصين في ذلك، ليس لأنها مفيدة في الدورة الاقتصادية فقط، إنما تكمن أهميتها في الجانب الاجتماعي والتعليمي والثقافي والإبداعي والإنتاجي وغيرها من مجالات، عليه، فلا بُد من الاهتمام بها تفادياً لانكماشها وتآكلها مع الآيام؛ بل من المهم على المستوى الشمولي والاستراتيجي محاولة زيادة نسبتها، وبحيث تقل نسبة مئوية من الطبقة الدنيا لتكون ضمن الطبقة الوسطى وبذلك تكون أكبر وأوسع، والواجب أيضًا دعم هذه الطبقة أو جزء منها لتنتقل إلى الطبقة العليا أو الأكثر رفاهية وغنى.
بعد هذه المقدمة، ومعرفة أهمية المحافظة على هذه الطبقة، وبسبب قلة المعلومات المتداولة أو الحديث عن هذه الطبقة الأساسية في عُمان، فمن الضروري التعرف على هذه الطبقة عن قرب وعمق، بمعنى تحديد: ما هي؟ وما خصائصها وأهم سلوكياتها؟ وأهميتها في كافة المجالات؟ وما آثار انحسارها؟ وما هي أهم طرق المُحافظة عليها؟ وكيف نزيد منها؟ وما هي الأدوار الحكومية والمجتمعية التي يمكن أن تكون جزءًا من الخطط التنفيذية الشاملة لدعم هذه الطبقة واستدامتها ونموها؟ وغيرها من الأسئلة العلمية العديدة والجوهرية التي تخص هذا الموضوع.
وللأهمية القصوى لهذا الموضوع وخاصة في عُمان، وخاصة في هذا التوقيت، يتعين القيام بدراسة عميقة ومستفيضة، ومن هذا المنطق، فإني اقترح أن تقوم وزارة الاقتصاد بقيادة دفة هذه الدراسة العلمية بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية وصندوق الحماية الاجتماعية والأكاديمية السلطانية للإدارة وجامعة السلطان قابوس وأي شركاء آخرين حكومين أو مستقلين، على أن تتضمن هذه الدراسة ملحقًا خاصًا يشتمل على خطة تنفيذية لأية مقترحات تطرحها، فلا فائدة من أي دراسة نظرية ما لم تتحول إلى خطة تنفيذية على أرض الواقع.
هذه الدراسة لن تكون مبادرة عابرة، وإنما أثرها باقٍ، وسوف يحدد مصير بلدنا ومواطنيه في قادم الأيام، وماذا يجب علينا القيام به تجاه أهم طبقة في المجتمع وفي جميع الجوانب، فمثل هذه الدراسة العلمية الشاملة سوف توفر معلومات وفيرة وبيانات وأرقام ومؤشرات، يمكن للحكومة من خلالها أن تعيد هيكلة أولوياتها، وأن تنطلق منها لدراسات فرعية أخرى، ومبادرات نوعية لها أثر مستدام، فالآن هو التوقيت المناسب، وإن تأخرنا بعض الوقت، فلا بأس في ذلك، وكما يُقال: أن نبدأ متأخرًا خيرٌ من أن لا نبدأ أبدًا!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
محافظ أسيوط: وفد طلابي من المحافظة يزور وكالة الفضاء المصرية لتعزيز الثقافة العلمية لدى الطلاب
أعلن اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط عن تنظيم زيارة تعليمية متميزة، لوفد طلابي من مدارس إدارة أسيوط التعليمية بالتنسيق مع مجلس أمناء وآباء ومعلمين إدارة أسيوط التعليمية، إلى وكالة الفضاء المصرية، وذلك في إطار التعاون المثمر بين محافظة أسيوط ووكالة الفضاء المصرية، برئاسة الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي للوكالة، بهدف دعم جهود الدولة في نشر الثقافة العلمية وتعزيز وعي الطلاب بمجالات الفضاء والتكنولوجيا الحديثة
ورافق الوفد خلال الزيارة إيهاب عبد الحميد، رئيس فرع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر ورئيس مجلس أمناء وآباء ومعلمين بدارة أسيوط التعليمية، وداليا تادرس، رئيس فرع هيئة تنمية الصعيد بأسيوط والمراقب المالي لمجلس أمناء وآباء ومعلمين إدارة أسيوط التعليمية والدكتورة أسماء جابر أستاذ مساعد بكلية الآداب جامعة أسيوط وعضو مجلس أمناء وآباء ومعلمين إدارة أسيوط التعليمية
وقال محافظ أسيوط إننا نثمن هذا التعاون البناء مع وكالة الفضاء المصرية، والذي أثمر عن تنظيم زيارة تعليمية ومعرفية رائدة لـ 50 طالب وطالبة و7 مشرفين من عدد من مدارس الإدارة التعليمية بأسيوط، في إطار خطة المحافظة لإتاحة الفرص أمام طلابنا للاطلاع على التخصصات العلمية الدقيقة، وتوجيههم نحو مستقبل يرتكز على الابتكار والمعرفة
وأوضح المحافظ، إنه تم استقبال الوفد الطلابي في أكاديمية الفضاء، وسط ترحيب كبير من مسئولي الوكالة، وعلى رأسهم الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي، الذي حرص على لقاء الطلاب شخصيًا واستقبالهم وحرص على الحديث معهم، مؤكدًا على أهمية مثل هذه الزيارات في توسيع مدارك الأجيال الجديدة.
وأضاف اللواء هشام أبو النصر، أن الطلاب تلقوا محاضرة تعريفية شاملة استعرضت مهام وكالة الفضاء المصرية وأهدافها الاستراتيجية، وجهودها في دعم البحث العلمي وتوطين تكنولوجيا الفضاء، كما حضروا محاضرة متخصصة حول القمر الصناعي 'Space Keys'، تعرفوا خلالها على مفاهيم متقدمة في تكنولوجيا الأقمار الصناعية كما تم اصطحابهم في جولة داخل مركز التجميع والتكامل والاختبار (AITC)، حيث اطّلع الطلاب على مراحل تصنيع وتجميع واختبار الأقمار الصناعية وفقًا لأعلى المعايير الفنية، كما زاروا معمل الاستقبال والتحكم الخاص بالقمر الصناعي 'مصر سات-2'، وتعرفوا على منظومة التحكم والتوجيه المداري، في تجربة تطبيقية فريدة من نوعها".
وأكد المحافظ على أن هذه الزيارة تأتي تجسيدًا لتوجه الدولة نحو الاستثمار في العقول الشابة وبناء كوادر وطنية قادرة على قيادة المستقبل، معربًا عن بالغ تقديره لوكالة الفضاء المصرية، لما قدمته من محتوى علمي ثري وتجربة معرفية متميزة لطلاب مدارس أسيوط، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة ستشكل نقطة تحول في وعيهم العلمي وتحفيزهم على مواصلة التعلم والتميز.
واختتمت الزيارة بالتقاط صورة تذكارية جماعية أمام المبنى الرئيسي لوكالة الفضاء المصرية، توثيقًا لهذه التجربة التي تعد خطوة ملموسة نحو إعداد جيل واعي علميًا، مدعومًا بتعاون مؤسسي مثمر بين محافظة أسيوط ووكالة الفضاء المصرية.