الجزيرة:
2025-07-04@11:47:31 GMT

صربيا.. قبر تيتو في قلب الجدل حول إرث يوغوسلافيا

تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT

صربيا.. قبر تيتو في قلب الجدل حول إرث يوغوسلافيا

يسعى رئيس بلدية بلغراد لإزالة قبر الزعيم الشيوعي تيتو -الذي أبقى يوغوسلافيا موحّدة على مدى عقود- من العاصمة الصربية، في خطوة أشبه بإزالة ضريح لينين من الساحة الحمراء في موسكو.

ينوي القومي ألكسندر سابيتش إعادة رفات تيتو، زعيم المقاومة خلال فترة الحرب الذي حرر البلاد من النازيين، إلى بلده الأم كرواتيا، رغم أن قبره في متحف يوغوسلافيا يجذب 120 ألف زائر سنويا.

رئيس بلدية بلغراد القومي ألكسندر سابيتش دعا لنقل قبر تيتو إلى موطنه كرواتيا رغم أنه يجذب أكثر من 120 ألف زائر سنويا (الفرنسية)

ويصر سابيتش على أنه ينبغي إزالة قبر تيتو إذا أرادت صربيا "تجاوز الشيوعية"، ويريد تسليم ضريحه إلى متحف مخصص للتاريخ الصربي.

ويقول رئيس البلدية إن "النظام الشيوعي لم يأت بأي شيء جيد بالنسبة للشعب الصربي"، ويفضّل نصب تمثال لزعيم مثير للجدل من فصائل تشيتنيك التي قاتلت ضد تيتو خلال الحرب العالمية الثانية.

وأحيت الدعوة الجدل بشأن فترة الاحتلال الألماني الدامية، عندما قاتلت مجموعتان متخاصمتان من المعارضة النازيين، رغم أن الأمر انتهى بعديد من فصائل تشيتنيك متعاونة مع قوات دول المحور.

في النهاية، انتصرت القوات الشيوعية المنضوية في "جيش التحرير الوطني" -بزعامة تيتو- على فصائل تشيتنيك الملكية والقومية التي أُعدم زعيمها دراغوليوب ميهايلوفيتش عام 1946 بتهم ارتكاب جرائم حرب والتعاون مع النازيين.

أعادت حكومة صربيا القومية لاحقا تأهيل فصائل تشيتنيك من خلال قانون يعود إلى عام 2003 يساوي بين الحركتين. وأُلغيت الإدانات بحق ميهايلوفيتش عام 2015 في حين رفض القضاة المحاكمة الأصلية على اعتبار أنها "سياسية".

ولم يطرح رئيس البلدية حتى الآن غير فكرة إزالة القبر، في حين تقدّمت قرية كومروفيتش الكرواتية حيث ولد تيتو باسم جوزيف بروز عام 1892، بطلب لاستعادة رفاته إذا لم تعد بلغراد تريده.

تيتو في يوغوسلافيا

كما تسعى عدة بلدات ومدن في البوسنة والجبل الأسود لاستعادة رفاته، في مؤشر على "النوستالجيا" التي ما زالت تحيط بتيتو في يوغوسلافيا السابقة التي انهارت بعد عقد على وفاته عام 1980.

لكن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، مؤسس حزب سابيتش، يبدي حماسة أقل للتخلي عن رفات تيتو، على اعتبار أن القبر جزء من إرث البلاد.

وأفاد المؤرّخ ميلوفان بيساري لوكالة الصحافة الفرنسية بأن خطوة رئيس البلدية المثيرة للجدل كانت خطوة أخرى ضمن معركة أيديولوجية طويلة بشأن إرث الحرب العالمية الثانية المتنازع عليه.

قبر جوزيف تيتو (1892-1980) الرئيس السابق ليوغوسلافيا الشيوعية في متحف التاريخ اليوغوسلافي في بلغراد (الفرنسية)

وقال في إشارة إلى ميهايلوفيتش "إنها ببساطة استمرارية لما بدأ قبل نحو 20 عاما، عندما دخلت هذه الأيديولوجيا القومية الجديدة المؤسسات ونجحت في تحويل متعاون إلى شخص مناهض للفاشية".

وطلب سابيتش بالفعل إذنا لنصب تمثال للزعيم في فصائل تشيتنيك قرب إحدى ساحات بلغراد الرئيسية، ويسعى أيضا إلى إزالة قبور 4 مناصرين للشيوعية من أكبر حديقة في البلاد.

لكن فويسلاف، حفيد ميهايلوفيتش، وهو نائب عن حزب المعارضة المؤيد للملكية، وصف جهود سابيتش بأنها "غير صادقة" و"قائمة على التلاعب"، متّهما الحزب الحاكم باستغلال جدّه لتحقيق مكاسب سياسية.

تحولات بلغراد

وقال فويسلاف ميهايلوفيتش الذي ينظر إلى تيتو -مثل عديد من الصرب- على أنه دكتاتور، "بينما أؤيّد بالكامل فكرة (نصب تمثال)، أُشكك في نواياهم الحقيقية".

وازدادت شعبية حركة تشيتنيك مع انهيار يوغوسلافيا تسعينيات القرن الماضي، إذ تبنّت بعض المجموعات الصربية شبه العسكرية ألقابا ورموزا مرتبطة بفصائل تشيتنيك، بل وحتى اللحى الطويلة التي تميّز أعضاءها.

وقبر تيتو ليس الرمز الوحيد ليوغوسلافيا السابقة المعرّض للتهديد في العاصمة الصربية.

وستحل ناطحة سحاب فخمة جديدة على ضفاف نهر الدانوب وكازينو ومرسى محل "فندق يوغوسلافيا" الشهير الذي كان في الماضي رمزا وطنيا.

متحف يوغوسلافيا، أحد المعالم السياحية في بلغراد، يواجه خطر فقدان أكثر مواقعه زيارة، مرقد رئيس يوغوسلافيا السابق تيتو، بسبب الخلافات الأيديولوجية التي استمرت عقودا من الزمان (الفرنسية)

يخطط أيضا جاريد كوشنر، صهر دونالد ترامب، لتشييد فندق فخم آخر في موقع مقر الجيش اليوغوسلافي السابق الذي تضرر بشكل كبير جراء قصف حلف شمال الأطلسي (ناتو) لبلغراد عام 1999.

ويهدف النمط المعماري للبناء الخرساني المكشوف إلى التذكير بأخدود على نهر سوتيسكا، حيث حقق جيش التحرير الوطني اختراقا مهما ضد القوات الألمانية عام 1943.

وفي إطار الحرب الثقافية أيضا، أفاد رئيس البلدية بأنه يرغب في تعيير لون حافلات بلغراد الجديدة من الأحمر "الاشتراكي" إلى الأزرق الذي يرمز إلى سلالة نيمانيتش العائدة إلى العصور الوسطى.

بالنسبة إلى بيساري، تعد التغييرات محاولة لمحو كل آثار يوغوسلافيا وكل ما مثّلته. لكن المؤرخ يصر على أنه "لا يمكن أن تمحى يوغوسلافيا من ذاكرة الناس".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات رئیس البلدیة

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: ما الذي تتوقعه واشنطن من حكومة الشرع في سوريا؟

قال تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفعت معظم العقوبات عن سوريا في بادرة حسن نية تجاه الحكومة الجديدة بقيادة أحمد الشرع، ولكن هذا التقارب الدبلوماسي ليس مجانيا بل مشروطا بتوقعات أميركية محددة.

وذكر التقرير أن القرار كان موضع ترحيب شعبي في سوريا، حيث يعيش أكثر من 90% من السكان تحت خط الفقر، إلا أن العقوبات التي رفعها ترامب لا تشمل الإجراءات كافة، لأن بعضها يحتاج إلى موافقة من الكونغرس.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبير إسرائيلي: عزل أيمن عودة من الكنيست إعلان حرب على عرب الداخلlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: نقاشات حادة ومشادات كلامية بين الوزراء بسبب غزةend of list

وفي ما يلي متطلبات واشنطن من سوريا وفق ما أورده كاتبا التقرير: مدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز في بيروت بن هابرد، ومراسلة الصحيفة في الشرق الأوسط إيريكا سولومون.

التطبيع مع إسرائيل

وأكد التقرير أن الولايات المتحدة تتوقع من الحكومة السورية اتخاذ خطوات جدية نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، على أن يشمل ذلك مبدئيا السعي لتوقيع اتفاق يضمن وقف جميع الأعمال العدائية بين البلدين.

وأضاف أن واشنطن تأمل أن تنضم سوريا في نهاية المطاف إلى "اتفاقيات أبراهام"، على غرار الإمارات والمغرب والبحرين والسودان.

المقاتلون الأجانب

وطالب الرئيس ترامب، وفق التقرير، بترحيل المقاتلين الأجانب الذين قدموا إلى سوريا منذ 2011، معبرا عن مخاوف من إمكانية تورطهم في التخطيط لهجمات إرهابية خارج البلاد، وهو ما أثار قلق المسؤولين الأميركيين.

غير أن الشرع رفض الطلبات الأميركية الأولية بطرد المقاتلين أو فصلهم عن قواته، بل بدأ فعليا بدمجهم في جيشه الجديد، وتؤكد حكومته أن إعادتهم إلى بلدانهم أمر شبه مستحيل، إما بسبب رفض تلك الدول استقبالهم أو لخطر أن يتم إعدامهم هناك.

كما حذرت الحكومة السورية الانتقالية، حسب التقرير، من أن عزل المقاتلين في سوريا قد يؤدي إلى انقسامات داخلية ويقوّض النظام الهش الجديد.

وبعد أن طالب ترامب في البداية بخروج "جميع الإرهابيين الأجانب" من سوريا، تراجعت واشنطن لاحقا لتطلب فقط "الشفافية الكاملة" حول مواقعهم، وفق التقرير.

إعلان

وأوضح التقرير أن عددا كبيرا من هؤلاء المقاتلين سبق أن قاتل ضمن صفوف تنظيم القاعدة في سوريا، الذي أسّسه الشرع وقاده على مدى سنوات قبل أن يعلن انفصاله عنه في عام 2016، وبقي الآلاف منهم في صفوف جماعة الرئيس السوري أو في تشكيلات أخرى موالية له.

إخراج الجماعات الفلسطينية المسلحة

ويتوقع الأميركيون كذلك من سوريا أن تقطع علاقاتها مع الجماعات الفلسطينية المسلحة وخاصة حركة الجهاد الإسلامي، وهو مطلب ترحب به إسرائيل وفق التقرير، وقد بدأت الحكومة السورية بالفعل باتخاذ خطوات أولية عبر اعتقال اثنين من كبار الحركة في أبريل/نيسان الماضي.

وأضاف التقرير أن سوريا تواجه معضلة بشأن ترحيل القادة ومقاتلي الجماعات الفلسطينية إذ لا يوجد بلد مستعد لاستقبالهم، في حين يرفض لبنان ودول الجوار استضافتهم خشية التوترات أو الهجمات الإسرائيلية.

كذلك تطالب الولايات المتحدة بتفكيك الشبكات التابعة لإيران داخل أراضيها، وهذا ليس مطلبا صعبا على الشرع الذي يرى في إيران وحزب الله شريكين لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، ولكن العملية قد تحتاج إلى مساعدة استخبارية أجنبية، وفق التقرير.

آثار الهجوم الكيميائي على دوما في أبريل/نيسان 2018 (أسوشيتد برس) تدمير الأسلحة الكيميائية

وحسب التقرير، تعدّ إزالة برنامج الأسلحة الكيميائية السوري من أبرز أولويات الولايات المتحدة.

وقال التقرير إن برنامج سوريا النووي بدأ في السبعينيات، ونجح العلماء السوريون في تطوير مخزونات من غازات السارين والكلور والخردل، استخدم بعضها ضد المدنيين خلال الحرب التي استمرت 13 عاما في عهد الأسد.

وأدى ذلك إلى توقيع اتفاق في عام 2013 سمح بموجبه لـمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة بإرسال مفتشين لإغلاق 27 موقعا مرتبطا بإنتاج هذه الأسلحة.

وبحسب التقرير، فقد دعت الحكومة السورية الجديدة خبراء دوليين وأبدت تعاونا في تبادل المعلومات حول ما تبقى من المخزونات، ويقدر الخبراء وجود نحو 100 موقع مخفي، مما يجعل الوصول إليها وتدميرها تحديا كبيرا.

سجناء متهمون بأنهم مقاتلون في تنظيم الدولة الإسلامية داخل زنزانة في سجن غويران الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية (أسوشيتد برس) منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية

ومن أولويات واشنطن أيضا منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية. وتشترط الإدارة الأميركية أن تسيطر الحكومة السورية على معسكرات عناصر التنظيم وسجونه التي ما زالت تخضع لقوات سوريا الديمقراطية، وهي قوات كردية مدعومة أميركيا.

ويأمل البيت الأبيض أن تتحمل الحكومة الجديدة مسؤولية إغلاق معسكرات احتجاز عائلات مقاتلي التنظيم، وتهيئة الأرضية لإعادة تأهيل قاطنيها أو ترحيلهم، رغم هشاشة البنية الأمنية السورية في هذه المناطق.

وخلص التقرير إلى أن واشنطن لا تهتم كثيرا بكيفية حكم الشرع لسوريا داخليا، لكنها تركز على أن يكون هذا الحكم متوافقا مع المصالح الأميركية الإقليمية، وهو ما يشكل جوهر توقعاتها من تحسن العلاقة مع دمشق.

مقالات مشابهة

  • فيديو: سكان بلغراد يلوذون بنهر الدانوب هربًا من موجة الحر في صربيا
  • حماس: نجري مشاورات مع الفصائل بشأن العرض الذي تسلمناه من الوسطاء
  • عبد النباوي يُنتخب رئيسًا لجمعية المحاكم العليا التي تتقاسم ‏استعمال اللغة الفرنسية
  • تفاصيل جديدة حول المقترح الذي تدرسه حماس
  • شجون الهاجري بعد خروجها: الحمد لله الذي نجّانا دون أن نعلم
  • أول شهداء الواجب الذي استهدفته عصابة حنتوس صورة
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • نيويورك تايمز: ما الذي تتوقعه واشنطن من حكومة الشرع في سوريا؟
  • هكذا يبدو منزل المغنية التركية غوكتشه كيرغيز في أوسكودار الذي تصدّر الترند! (صور)
  • محمد الموجي.. مهندس الألحان الذي غيّر وجه الموسيقى العربية