نيبينزيا يتهم الغرب بتبني ازدواجية المعايير تجاه موظفي الأمم المتحدة في اليمن وغزة ولبنان
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
نيويورك – اتهم مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الغرب باعتماد ازدواجية المعايير لاهتمامه باحتجاز موظفين أمميين في اليمن وتجاهله قتل إسرائيل للعشرات منهم في غزة ولبنان.
وقال نيبينزيا خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، إن المسؤولين الغربيين يظهرون تبنياً لمعايير مزدوجة عندما “يدقون ناقوس الخطر” بشأن احتجاز موظفي الأمم المتحدة في اليمن، لكنهم في الوقت نفسه يتجاهلون قتل إسرائيل للعشرات من موظفي المنظمة العالمية في غزة والهجمات ضد “الخوذ الزرق” في لبنان.
وكانت قد أعلنت حركة الحوثيين الحاكمة في شمال اليمن، في يونيو الماضي، القبض على خلية تجسس مرتبطة بوكالة الاستخبارات الأمريكية، متهمة بتنفيذ أنشطة استخباراتية وتخريبية في اليمن منذ عقود. وفي المجمل، كما أشار مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، تم اعتقال 13 شخصًا، ستة منهم من موظفي المفوضية السامية لحقوق الإنسان. وأعربت البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة عن قلقها إزاء هذا الأمر.
وذكر الدبلوماسي الروسي أن “من المهم تجنب المعايير المزدوجة”، لافتا إلى أن “رغبة ممثلي عدد من الدول الغربية في دق ناقوس الخطر بشأن مشاكل موظفي الأمم المتحدة في اليمن تتناقض بشكل حاد مع رد فعلهم – أو بالأحرى غيابه شبه الكامل – على مقتل العشرات من موظفي الأمم المتحدة في غزة تحت الهجمات الإسرائيلية، فضلاً عن الهجمات المنتظمة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي على قوات حفظ السلام المؤقتة التابعة للأمم المتحدة في لبنان، والتي، مع ذلك، تواصل أداء واجبها وتظل في حالة تأهب”.
وأكد نيبينزيا أن “من المهم أن يمد زملاؤنا الغربيون موقفهم المبدئي ليشمل الوضع حول وكالة الأونروا، والتي تحاول السلطات الإسرائيلية إخراجها من الأراضي الفلسطينية”.
ودعا الدبلوماسي الروسي أعضاء مجلس الأمن إلى “عدم السماح بمثل هذه المعايير المزدوجة الصارخة والواضحة”.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: موظفی الأمم المتحدة فی فی الیمن
إقرأ أيضاً:
السياسة الأمريكية تجاه أفريقيا: ما الذي تغير؟
لم تُفرِد استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الصادرة منذ أيام لأفريقيا سوى أكثر بقليل من نصف صفحة جاءت في آخر التقرير(ص29)، مما يُشير إلى أنها آخر الأولويات: الأولى كانت أمريكا اللاتينية والكاريبي (أو ما سمته الوثيقة بالنصف الغربي من الكرة الأرضية)، والثانية الصين والمحيط الهادي، والثالثة أوروبا وروسيا، والرابعة الشرق الأوسط… مع ذلك فإن التبدل الكبير الذي حدث في طبيعة هذه الاستراتيجية يُحتِّم على الدول الإفريقية كثيرا من الانتباه لتعديل سياساتها المختلفة وأن تكون أكثر استعدادا للقادم من التطورات.
ولعل أهم تبدل في طبيعة النظر إلى أفريقيا من خلال هذه الوثيقة ما يلي:
أولا: هناك تغير في المنظور الأمريكي للقارة، إذ لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية ترى حاجة لأن تَنشر بها قيم الليبرالية والديمقراطية وحقوق الانسان وكل ما تعلق بالحكم الراشد ولا كونها في حاجة إلى مساعدات، بل أصبحت تراها مجالا لتحقيق المنفعة بغض النظر عن طبيعة الحكم فيها. جاء في نص الوثيقة ما يلي: “لطالما ركّزت السياسة الأمريكية في أفريقيا، ولفترة طويلة جدًا، على تقديم المساعدات، ثم لاحقًا على نشر الأيديولوجيا الليبرالية.
وبدلًا من ذلك، ينبغي على الولايات المتحدة أن تسعى إلى الشراكة مع دول مختارة من أجل التخفيف من حدّة النزاعات، وتعزيز علاقات تجارية ذات منفعة متبادلة، والانتقال من نموذج قائم على المساعدات الخارجية إلى نموذج قائم على الاستثمار والنمو، يكون قادرًا على تسخير الموارد الطبيعية الوفيرة في أفريقيا وإمكاناتها الاقتصادية الكامنة“.
تم تحديد المنفعة في مجالات مُحدَّدة هي الطاقة والمعادن النادرة
ثانيا: تم تحديد المنفعة في مجالات مُحدَّدة هي الطاقة والمعادن النادرة، حيث ذكرت الوثيقة:
“يعد قطاع الطاقة وتطوير المعادن الحرجة مجالًا فوريًا للاستثمار الأمريكي في أفريقيا، لما يوفره من آفاق لعائد جيد على الاستثمار”، وحددت أكثر مجال للطاقة في “تطوير تقنيات الطاقة النووية، وغاز البترول المسال، والغاز الطبيعي المسال… {الذي} يمكن أن يحقق أرباحًا للشركات الأمريكية ويساعدنا في المنافسة على المعادن الحرجة وغيرها من الموارد” كما جاء بالنص.
ثالثا: لم تعد الولايات المتحدة تريد أن تتعاون مع أفريقيا كمؤسسات مثل الاتحاد الإفريقي أو المؤسسات الجهوية، بل كدول منتقاة سمَّتها الوثيقة “الشراكة مع دول مختارة”، وهذا يعني أنها لن تتعامل مع جميع الدول ولن تضع في الاعتبار المسائل المتعلقة بطبيعة الأنظمة السياسية أو شؤنها الداخلية.
رابعا: لم تعد الولايات المتحدة تريد الانتظار طويلا لتحقيق أهدافها.. فهي تتجنب كما جاء في الوثيقة “أي وجود أو التزامات… طويلة الأمد“، وهذا يعني أنها ستتصرف بحزم مع منافسيها وتريد نتائج فورية.
خامسا: ستسعى الولايات المتحدة إلى حل النزاعات القائمة وتذكر (جمهورية الكونغو الديمقراطية – رواندا، السودان) كما ستعمل علي تجنب ظهور نزاعات جديدة، وتذكر (إثيوبيا –إريتريا – الصومال) بمعنى أنها تريد سلاما يتماشى مع إمكانية تحقيق مصالحها الاقتصادية، وفي هذا الجانب بقدر ما تحذر من “الإرهاب الإسلاموي” كما تسميه لا تريد أن تجعل من محاربته سياسة بالنسبة لها كما كان في السابق.
هذه الخصائص في استراتيجية الأمن القومي الأمريكية تجاه أفريقيا تجعل القارة أمام مراجعات أساسية لا بد منها لسياساتها البَيْنية وكذلك مع شركائها الخارجيين، وبقدر ما يبدو فيها من ضغوطات فإنها تحمل في ذات الوقت فرصا لدول القارة لتوازن سياستها الخارجية ما بين الولايات المتحدة وغيرها من القوى الدولية الأخرى، الصين روسيا الإتحاد الأوروبي… وهو أمر لم يكن مطروحا من قبل بهذه الصيغة وبهذا الوضوح.
الشروق الجزائرية