جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-28@09:34:43 GMT

كيف بدأت الكتابة؟!

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

كيف بدأت الكتابة؟!

 

صاحب السمو السيد/ نمير بن سالم آل سعيد

 

إذا أتينا إلى سؤال: كيف بدأت الكتابة؟ فحادثةٌ واحدةٌ كان لها الأثر الكبير في أن أكون كاتبًا والاستمرار في الكتابة إلى يومنا هذا، وهذه الحادثة هي إهدائي والدي العزيز- رحمة الله عليه- كتابًا.

لكنَّ مصدر التأثير ليس الكتاب نفسه أو تقديمه لي كهدية أعتزُ بها، فطالما قدَّم لي الوالد الكثير من الهدايا، وإنِّما الكلمات المهداة التي خطَّها على أول صفحة من الكتاب والتي بدأها: "ابني العزيز.

. الكاتب والأديب المُبدع"، ولم يقل مثلًا إلى الطبيب الماهر أو المُهندس البارع. وقد منحني الوالد هذا الإهداء المكتوب قبل أن أتشرف بأن أخط عبارة واحدة في الصحافة المحلية أو أن يكون لديَّ إصدارات أدبية. وكل ما كنت أكتبه آنذاك في تلك السن المبكرة لا يخرج عن إطار واجبات المنهج الدراسي المُقرر.

وأكثر شغفي آنذاك كان مُركزًا على الرياضة وبالتحديد كرة القدم، وكان حُلمي في ذلك العمر المدرسي الالتحاق ضمن صفوف المنتخب الوطني لكرة القدم للمساهمة في فوزه بالمراكز الأولى في الدورات الخليجية والآسيوية.

وكانت الكلمات الوطنية المُنتقاة بعناية في وسائل الإعلام خلال مواسم المباريات ترفع من الحماس الوطني لدى الشباب، وتدفعني للسعي للمشاركة لتمثيل السلطنة ضمن المنتخب الوطني لكرة القدم. وكانت مهارتي في رياضة كرة القدم، إضافة إلى الحافز الوطني، باعثًا لتقديم الافضل بالعزيمة والاجتهاد، إذا ما شاركت معهم في المنتخب، أو هكذا كنت أعتقد. وكان بالإمكان تحقيق ذلك الحلم لو سعيت لتحقيقه. لكنني أدركت أنَّه لا يُمكن الجمع بين الدراسة النظامية والانضمام للمنتخب، لما يتطلبه ذلك من تفرغ للتدريبات المستمرة، والمشاركة في المعسكرات الداخلية والخارجية، فاخترتُ بطبيعة الحال الدراسة أولًا وأخيرًا، كي أتمكن من خدمة الوطن في مجالات أخرى.

طويتُ صفحة حلم المشاركة ضمن منتخب السلطنة لكرة القدم، وأنهيتُ الدراسة الثانوية وغادرتُ إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة الجامعية، وعند عودتي التحقتُ بوزارة الإعلام كموظف، ولم تمنحني الوظيفة- آنذاك- الرضا النفسي، ولم تُشكِّل لديَّ أي تحدٍ وظيفي يُذكر، ولم ترق إلى مستوى توقعاتي، وذلك لحجم العمل الضئيل في الوظيفة، وعدم توظيف إمكانياتي الذهنية كشخص نشط طموح تلقى دراسة جامعية جيدة في الخارج وأتى قادمًا للعطاء وخدمة الوطن كأي مواطن صالح يُحب وطنه.

وخوفًا من التبلد الفكري اقتنيت دفترًا وكتبتُ في الصفحة الأولى "بدلًا من أن تلعن الظلام أشعل شمعة". وبدأتُ- بالفعل- أُشغل العقل بالكتابات الأدبية والاطلاع والمزيد من الاطلاع.

ثم أردت أن أعرض هذه الكتابات على أحد الصحفيين في الشأن الثقافي ليُعطيني رأيه في مستوى هذه الكتابات وملاحظاته عليها من أجل تطويرها والبناء عليها للاستفادة الشخصية لا أكثر. وبدلًا أن يعطيني الصحفي تقييمه لهذه الكتابات اختار من بينها عددًا من النصوص، وقال سأنشرها في الصحيفة ولم أتوقع أن ينفذ الصحفي ما قاله، وإذا بي أرى كتاباتي بين ليلة وضحاها في الملحق الثقافي لصحيفة عُمان ويعلو اسمي هذه الكتابات.

 لم يخطر على بالي حينها النشر والذي ما زلتُ أتهيَّبُهُ إلى يومنا هذا؛ لإدراكي لمسؤوليته الكبيرة. وازدادت أهميته في وقتنا الحالي لسهولة إعادة النشر؛ ليصل إلى وسائل التواصل الاجتماعي فورًا، ويزداد الاهتمام بالمتابعة، خاصة إذا كان صاحب الكتابات شخصية مُتحققة ثقافيًا؛ فاسمُ الكاتب مُهم بأهمية كتاباته أو يفوقها.

وهكذا.. منذُ أن رأتْ كتاباتي النور أصبحتْ ركنًا أساسيًا في حياتي، ومتعة من متع الحياة الراقية، البعيدة عن خيلاء مظاهر الحياة المادية المزيفة؛ فالكتابة الأدبية تُلامس الروح وتضيء الجوهر؛ ليشرق النور الكتابي مُشعًا، ويبقى إلى ما شاء الله.

أما عن الوظيفة الحكومية، فقد تغير وضعي الوظيفي إلى الأفضل، وتدرجتُ في العمل من موظف إلى رئيس قسم، ثم مدير، ثم مدير عام لإحدى المديريات المُهمة في وزارة الإعلام، والتي تتعامل مع الكُتَّاب والمُثقفين والصحفيين والمؤسسات الصحفية والإذاعية والتلفزيونية. وكذلك حصلتُ على شهادة الماجستير من جامعة السلطان قابوس في مجال الدراسات الاستراتيجية الوطنية، بتقدير جيد جدًا، بعدما كنتُ حاصلًا على شهادة البكالوريوس في مجال العلوم السياسية من الولايات المتحدة الأمريكية.

والآن بعد كل هذه السنوات.. ماذا أعطتني الثقافة بشكل عام؟ أعطتني العقلانية في الحياة، وفي تدبير الأمور والقناعة والرضا، وأنشأتني- الانسان الذي أنا عليه- ومنحتني الحكمة، قال تعالى "وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا" (البقرة/ 269).

وأدين بالشيء الكثير للثقافة وفكر القلم، الذي وجهني ببصيرة إلى مسار الربح لا الخسارة في كافة المجالات. وها أنا ذا أعيشُ أفضل أيام حياتي.. فاللَّهُم أدمها من نعمة، واحفظها من الزوال.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

باريس سان جيرمان يتحضر لنهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم وعينه على الثلاثية لأول مرة بتاريخه

باريس-سانا

يتحضر باريس سان جيرمان لنهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، الذي يلتقي خلاله مع انتر ميلان في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، وعينه على الثلاثية لأول مرة بتاريخه بعد موسم استثنائي قدمه هذا العام بتحقيقه ثنائية الدوري والكأس المحليتين.

وحقق النادي الباريسي لقب الدوري الفرنسي دون عناء وبفارق 19 نقطة عن أقرب منافسيه أولمبيك مارسيليا الثاني، فقد فاز النادي بـ 26 مباراة و6 تعادلات وخسارتين، وبمجموع أهداف 92 هدفاً كان لعثمان ديمبلي الرصيد الأكثر منها بـ21 هدفاً، وبرادلي باركولا صاحب 14 هدفاً، ليحرز النادي لقبه للمرة الرابعة توالياً والـ 13 في تاريخه.

أما كأس فرنسا فقد حقق سان جيرمان اللقب بعد فوزه على رانس بثلاثية نظيفة، ليكون هذا اللقب هو الثاني توالياً والسادس عشر لفريق العاصمة الفرنسية على مستوى كأس فرنسا، ليعزّز رقمه القياسي بعدد مرّات الفوز بالمسابقة المحلّية.

وفي دوري أبطال أوروبا الذي أصبح كابوساً لفريق العاصمة، يسعى باريس سان جيرمان جاهداً للظفر بأول لقب له في تاريخه، وخاصة بعد خسارته النهائي عام 2020 أمام بايرن ميونيخ.

فاليوم يبدو أن كتيبة لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان واثقة للغاية قبل المباراة المرتقبة ضد انتر ميلان، في نهائي دوري أبطال أوروبا.

ولم يكن الطريق مفروشاً بالورود أمام سان جيرمان، ولا سيما بعد التخلص من نجوم الفريق أبرزهم ليونيل ميسي الذي رحل إلى إنتر ميامي الأمريكي، ونيمار الذي حلت عليه لعنة الإصابات ولم يوفق بانتقاله إلى الهلال السعودي لينتقل بعدها إلى مسقط رأسه سانتوس البرازيلي، وآخرهم كيليان مبابي الذي ارتبط اسمه بريال مدريد.

رئيس النادي الباريسي ناصر الخليفي يعول على مدرب فريقه في النهائي المقبل، والذي بدوره اعتمد على تشكيلة مختلفة عما كانت عليه منذ خمس سنوات، وأهم هذه الأسماء عثمان ديمبلي الوافد من برشلونة وبرادلي باركولا، وخفيشا كفاراتسخيليا الوافد الجديد من نابولي الإيطالي.

هل سيستطيع باريس سان جيرمان تحقيق الثلاثية التاريخية، أم سيبقى دوري الأبطال حلماً بعيد المنال عن لاعبي فريق العاصمة الفرنسية باريس؟.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • مدرب الزمالك لكرة القدم النسائية: نهدف لحصد الألقاب والمنافسة إفريقيًا
  • اعتذار خلفان المسافري من رئاسة شركة البطائح لكرة القدم
  • بيان صادر عن الاتحاد الأردني لكرة القدم – تذاكر مباراة الأردن والعراق
  • فوز الوحدة وحطين وأهلي حلب في ثلاث مباريات مؤجلة من الدوري الممتاز لكرة القدم
  • صقر المسكري مديراً تنفيذياً لشركة بني ياس لكرة القدم
  • باريس سان جيرمان يتحضر لنهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم وعينه على الثلاثية لأول مرة بتاريخه
  • عضو فيه يدعو لحل الاتحاد العراقي لكرة القدم
  • الملك يهنئ النهضة البركانية لكرة القدم بمناسبة التتويج بكأس الكونفدرالية الإفريقية
  • نهضة بركان يتوج بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم للمرة الثالثة في تاريخه
  • سمو الأمير يقيم مأدبة غداء لبطل ووصيف كأس الأمير لكرة القدم