زيارات ميدانية وأنشطة بمدارس بورسعيد ضمن فعاليات «بداية لبناء الإنسان»
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
شهدت مجمع مدارس محمد السيد وحسن البدراوي الرسمية في بورسعيد، فعاليات عدة لمبادرة بداية لبناء حياة الإنسان برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، تنوعّت ما بين عروض فنية وندوات تثقيفية ومناقشات وآراء الطلاب في مبادرة بداية للتنمية البشرية باعتبارها نقطة فاصلة ومضيئة في المجتمع المصري، وتتضمن المبادرة عدة محاور رئيسية منها تطوير الاقتصاد المصري وحماية الأمن القومي.
وقالت شيماء محرم، مدير إدارة مجمع مدارس محمد السيد وحسن البدراوي ببورسعيد، لـ«الوطن»، إنّه منذ الإعلان عن مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان، فقد تنظيم فعاليات متنوعة برعاية اللواء محب حبشي محافظ بورسعيد طاهر الغرباوي وكيل وزارة التربية والتعليم ببورسعيد، منها زيارات ميدانية لمعالم بورسعيد المرحلة الثانوية للحث على المواطنة والانتماء ودعم الطلاب معنويا، وخلق جيل واعي مثقف ما يساعدهم على الإبداع والابتكار.
خصائص التفكير الجيدوأشارت إلى تنفيذ جلسة إرشادية عن خصائص التفكير الجيد من خلال الرسم باستخدام العصف الذهني عن طريق رسم دائرتين، والتفكير خارج الصندوق والتطرق إلى سمات سلوك المفكرون الأذكياء، والتعرف على تحريفات الإدراك مثل التفكير القطبي، وإطلاق أحكام عامة باستخدام كروت ملونة والسبورة لتدعيم الجلسة.
وأوضحت مدير مجمع محمد السيد وحسن البدراوي، أنه جرى تفعيل ورشة عمل عن التفكير الإبداعي وأهدافه وخصائصه، لبناء الإنسان برعاية محمود بدوى مدير التعليم العام ودكتور هشام الجعبري مدير عام إدارة شرق التعليمية ودكتورة فاطمة هجرس وكيل الإدارة.
«الفن غذاء الروح وطريق لبناء العقول»كما نظم طلاب الثانوية العامة ورشة عمل بعنوان «الفن غذاء الروح وطريق لبناء العقول» أكدوا خلاله أنّه بالفن نحيا ونعمل ونبدع في أداء مهمتنا في الحياة، ونشكل هويتنا في كل المجتمعات، واستعرض آرائهم في مبادرة بداية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تعليم بورسعيد مبادرة بداية المرحلة الثانوية التربية والتعليم
إقرأ أيضاً:
خواطر اجتماعية.. الدكتورة سعاد العزازي: لا بد من الصحوة الأسرية وإعادة التفكير في مفاهيم التعليم والنجاح
استكمالًا لموضوع الثانوية العامة، وحديثي هنا موجَّه إلى الأسرة: أعزائي الآباء والأمهات، أَلَم يَأنِ الأوان لتغيير المفاهيم الخاطئة التي تشوب ثقافة التعليم والشهادة الجامعية؟
ألم يَأنِ الأوان أن نرحم أبناءنا من الوقوع فريسةً للأمراض النفسية والاجتماعية، فقط لأنهم لم يحققوا “أحلامكم” في الالتحاق بكلية “مرموقة”؟
من الذي قرر ما هي “الكلية المرموقة”؟
مصطلح “كلية مرموقة” مصطلح واسع وفضفاض…
لكن من الذي حدد هذه “المرموقية”؟
من وجهة نظر الدين؟
أم من نظرة المجتمع المحلي؟
أو من منظور الاقتصاد وسوق العمل؟
أم مجرد قناعات موروثة عن أن “الناس لا تحترم إلا الدكاترة والمهندسين”؟
لماذا لم نتوقف لحظةً لمراجعة هذا المفهوم؟
لماذا لم نُجْرِ تصحيحًا لهذه الثقافة التي حوّلت حياة الكثير من الأسر إلى قلق وضغط دائمين؟
أين ذهب دفء الأسرة؟
لقد افتقدنا، وبدون مبالغة، قيمًا ومعاني عميقة:
جلسات العائلة الهادئة
الأحاديث العفوية عن الذكريات
النقاش حول تطلعات الحياة بعيدًا عن الدرجات والامتحانات
تحوّل البيت إلى مركز دروس مكثفة:
درس داخل المنزل وآخر خارجه لنفس المادة!
بل أحيانًا مع أكثر من مدرس…
هل أصبح هذا هو “الطبيعي” الجديد؟
يا الله، لطفك بنا.
توازن مهم: الصحة النفسية أم شهادة “كبيرة”؟
سؤال صريح لكل أب وأم:
أيهما أهم؟
أن يكون ابنك سويًّا نفسيًّا واجتماعيًّا؟
أم أن ينهار بسبب أعباء لم يخترها، لتحقيق حلم لم يكن حلمه من الأساس؟
حين تسأل بعض الطلاب: “ما هدفك من الثانوية العامة؟”
يُجيبون:
“لا أعرف… أبي وأمي يريدانني في كلية مرموقة.”
هكذا يعيشون لا لأجل أحلامهم، بل من أجل طموحات غيرهم.
خيبة الأمل بعد “النجاح”
بعض الأبناء، بالفعل، يدخلون كليةً “مرموقة”… لكنهم يكتشفون لاحقًا أن هذا التخصص لا يناسبهم، فيتوقفون عن الدراسة أو يفقدون شغفهم تمامًا.
يعيشون في عزلة، بخيبة أمل مريرة.
لابد من صحوة أسرية قبل فوات الأوان، صحوة نعيد بها حساباتنا وتصوراتنا حول التعليم والنجاح.
كيف نُعِد أبناءنا للحياة لا للامتحانات فقط؟
علينا أن نغرس فيهم القيم التالية:
أن الله كرم الإنسان بالعقل لا بالشهادة
أن النجاح الحقيقي يبدأ من الإخلاص والنية
أن مراقبة الله والتقوى هما الأساس
أن الإنسان قد يكون “مرموقًا” بأخلاقه وتأثيره وليس فقط بلقبه
أبناؤنا قادرون - بإذن الله - على بناء مستقبل مشرق،
لكن بشروطهم هم، وبما يوافق شخصياتهم وقدراتهم الفعلية، وليس بمقاسات اجتماعية مفروضة.
القدوة ليست دائمًا “أصحاب الشهادات”
كم من أشخاص نلتقيهم يوميًا، حاصلين على قدر بسيط من التعليم، لكنهم يمتلكون حكمة ونُضجًا، ويُقنعونك بفلسفة الحياة بكل بساطة وهدوء.
صاغوا لأنفسهم حياة كريمة، خالية من الضغط والتوتر، وأصبحوا قدوة حقيقية في مجتمعاتهم الصغيرة.
لنُعد التفكير… بثقافة جديدة، نحن شددنا على أنفسنا، فشدد الله علينا.. لسنا ملومين بالكامل، فثقافتنا تشكلت على عبارات مثل:
• “اللي بيأكل على ضرسه ينفع نفسه”
• “شهادتك هي سلاحك”
• “ما حدش بيحترمك إلا لو بقيت دكتور أو مهندس”
لكن…
الآن حان الوقت لنعيد التفكير.
حان الوقت لتغيير هذه الموروثات، ولخلق بيئة هادئة، متزنة، تسودها الثقة والحب بين الأبناء وآبائهم، وتقوم على الحوار لا الإملاء،
وعلى الدعم لا الضغط.
فلنترك لأبنائنا الفرصة لصناعة ذواتهم، لماذا لا نترك أبناءنا وبناتنا يسعون لتحقيق ذواتهم، وفق مفهومهم هم عن الحياة؟
وفق اهتماماتهم، شغفهم، وطاقاتهم؟
دعونا نؤمن بهم… وندعمهم، لا نوجههم فقط.
أ.د / سعاد العزازي
أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر الشريف