بوابة الوفد:
2025-05-20@02:25:34 GMT

«وثيقة الحوار الوطنى».. فرصة ذهبية هل تضيع؟

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

ما زال التفاؤل ونسائم الأمل تعم الأجواء السياسية والشعبية والاقتصادية، والانتظار والشغف بعد حالة الحراك الدائرة حاليا على طاولة مفاوضات وثيقة الحوار الوطنى والتى تم الإعلان عنها منذ أكثر من عام، ليشمل الجميع دون تمييز أو استثناء بل يضم كافة التيارات والقوى الشعبية والحزبية والمدنية، مبعث هذا التفاؤل هو رغبة «الرئيس» فى طرح رؤى جديدة تتناسب مع قواعد وأسس «الجمهورية الجديدة» ووضع حلول لكافة القضايا الشائكة والأزمات وبحث جاد لمنظومة حوار تبدأ بعملية الإصلاح السياسى والاجتماعى والاقتصادى والاقتصادى تشارك فيه شخصيات بارزة تتمتع بالثقة والحيادية، مثقفة قوية واعية محايدة تضع الخطط والسياسات دون قيود أو شروط تحت غطاء شعبى يحكمها ووطنية خالصة فى حب مصر بعيداً عن مبدأ تضارب المصالح والصفات الدنيوية التى تفسد أى عمل وطنى.


هذا وقد تناولنا فى المقال السابق أهمية الإصلاح السياسى أولًا وثانياً سبل إنجاح فكرة الحوار، ونتناول فى هذه السطور مظاهر الإصلاح السياسى والاقتصادى، والتى تبدأ بالقضاء على كافة أشكال الفساد ومكافحة الفساد المالى والإدارى والحد من نزيف إهدار المال العام، وتفعيل ولقد أيقن العالم أجمع ووقر فى عقيدته بأن آفة الفساد على اختلاف أشكاله ومظاهره تُعد المعوَّق الأكبر بل وإفساد كافة محاولات التنمية والتقدم والتطور والمقوَّض الرئيسى لكافة دعائم التنمية بل يحرق الأخضر واليابس.. مما يجعل آثار الفساد ومخاطره أشد فتكاً وتأثيراً من أى خلل آخر، لأنه لا يقتصر دوره المخرب على بعض نواحى الحياة دون البعض الآخر بل يمتد إلى شتى نواحى الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.. وإعاقة عجلة النمو الاقتصادى مما يقوض كل مستهدفات خطط التنمية الاجتماعية طويلة وقصيرة الأجل.. كذلك إهدار موارد الدولة وسوء استغلالها بما يعدم الفائدة المرجوة من الاستغلال الأمثل.. وهروب الاستثمارات سواء الوطنية أو الأجنبية بسبب الفساد والأخطر من ذلك كله هو أنه يؤدى إلى خلل فى ميزان العدالة الاجتماعي ليزداد الغنى غنى والفقير فقرا والمحسوبية وتفشى ظاهرة الظلم الاجتماعي.. هكذا نؤكد أهمية وجود إصلاح سياسى حقيقى بإرادة قوية لتطهير المجتمع من كافة مظاهر الفساد.
ولكى نجنى ثمار الإصلاح السياسى لابد أن ننتقل أو نبحث عن خيارات الإصلاح المتاحة أمام الحكومة للحد من الفساد أو بصورة أكثر واقعية التخفيف من آثاره فى ظل ظروف معيشية غاية السوء وتضخم اقتصادى «منفلت» ليس فقط يضرب المجتمع المصرى بل تؤثر على العالم كله بسبب الحرب الأوكرانية الروسية التى أشعلت الأزمات حول قضية الغذاء ونقص المستلزمات والسلع الغذائية حقيقى ظروف غاية الصعوبة والأصعب حال أهل مصر بطبقاته المطحونة.
ويجب أن تدعم هذه الخطوات الجهود التى تبذلها أجهزة الدولة المصرية التى اتخذت خطوات هامة نحو التنمية فى كافة المجالات والقضاء على أشكال الفساد فى ظل الجمهورية الجديدة والتى تتطلع نحو مظاهر التطور والتحضر بدأت بعد أن قام «السيسي» منذ أن تولى مقاليد البلاد بوضع خارطة الطريق كانت من أولوياتها تأسيس الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد التى كانت أهم أهدافها القضاء على الفساد الداخلى والخارجى، والابتزاز، والتدابير الوقائية وأحكام مكافحة غسيل الأموال وقوانين تضارب المصالح وتفعيل وسائل استرداد الأموال غير المشروعة المودعة من قبل المسئولين خلال حكم الحزب الوطنى والإخوان فى بنوك خارجية، وذلك على سبيل المثال لا الحصر وأهمية وضع قوانين رادعة للتصدى لمحاربة تفشى ظاهرة الفساد فى المجتمع.
وقد تمثلت الفلسفة الكامنة وراء العديد من التدابير التى من المفترض أن تتم مناقشتها على أجندة الحوار الوطنى، فى سد الثغرات والقضاء على القواعد التى تنطوى على مفاهيم خاطئة، تشجع على السلوك الفاسد مصحوباً بعقوبة مشددة على نحو كاف فى حالة خرق هذه القواعد والقوانين واللوائح التى تنظم مكافحة جذور الفساد لتكون أكثر فعالية خاصة، إذا كان مصدر الضجيج ذلك مدعوماً أيضا بجهود لدعم الأساس الأخلاقى للسلوك الإنسانى.
كل المؤشرات الرسمية وغير الرسمية، تؤكد أن مازال هناك فساد في بعض المصالح الحكومية أكبر بكثير من كل إجراءات قادة الحوار الوطني.. فالقوانين الصارمة وحدها كفيلة في كبح هذا السرطان الذي ينهش قلب المجتمع ويقضي كل مظاهر التنمية والنهضة وتكاليفه الباهظة التي تكلف الدولة المليارات، وتقضى بل تلتهم كل مظاهر التنمية بكافة أشكالها وأنواعها، وفي النهاية يواجه مجتمع الحوار الوطني تحديات، ولا بد أن يكون هناك إرادة قوية وعزيمة وطنية في القضاء على كافة أشكال الفساد بداية من القاع إلى القمة، وتطهير مؤسسات الدولة من «حيتان» نهب المال العام، وتفعيل ترسانة القوانين بل وتطهيرها من كافة أشكال الفساد الذي تمتد جذوره في الدولة العميقة أبان حكم الحزب الوطني، وحفظ الله مصر وشعبها وجعلها منجما للأيادي البيضاء.
رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية
‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ماجدة صالح الإصلاح السیاسى أشکال الفساد کافة أشکال

إقرأ أيضاً:

محمود فوزي: مشروع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية يحقق النمو المستدام

أكد المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، أن مشروع قانون خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي 2025/2026 يعكس التزام الدولة بالمضي قدمًا في تنفيذ خطط الإصلاح الاقتصادي، وتعزيز مسار النمو المستدام رغم التحديات العالمية والإقليمية.

جاء ذلك خلال مشاركته في الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، التي عقدت برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس المجلس، اليوم الأحد الموافق 18 مايو، والتي خُصصت لمناقشة تقرير لجنة الشئون المالية والاقتصادية والاستثمار حول مشروع القانون، بحضور الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي.

محمود فوزي: القانون الجديد لمزاولة مهنة الصيدلة يحقق المساواة ويضمن خريجًا مؤهلاً لسوق العملمحمود فوزي: هنقعد لحد الصبح لو لزم الأمر لمناقشة تعديل الإيجار القديمنلتزم الحياد| المستشار محمود فوزي يكشف آخر تطورات الإيجار القديممحمود فوزي: تكافل وكرامة توجه وطني يؤمن بدور الدولة في دعم المواطن

وقال فوزي إن مشروع الخطة يمثل ترجمة واضحة لرؤية الدولة في دعم النشاط الاقتصادي وزيادة الاستثمارات، بما يُسهم في توفير فرص العمل وتحقيق التنمية الشاملة، لافتًا إلى أن النقاشات التي شهدتها الجلسة تعكس حرص السلطة التشريعية على تدقيق السياسات العامة وضمان اتساقها مع الأهداف القومية.

من جانبها، أوضحت وزيرة التخطيط أن خطة عام 2025/2026 تستهدف تحقيق معدل نمو اقتصادي يبلغ 4.5%، مقارنة بـ2.4% في العام المالي 2023/2024، بما يعكس تعافي الاقتصاد الوطني من تداعيات الأزمات العالمية، ومواصلة العمل على رفع كفاءة الأداء الاقتصادي.

كما أشارت إلى أن الخطة تستهدف زيادة الاستثمارات الكلية إلى نحو 3.5 تريليون جنيه لأول مرة، مقارنة بـ2.6 تريليون جنيه متوقعة في 2024/2025، و1.8 تريليون جنيه كاستثمارات فعلية في 2023/2024، مؤكدة أن هذه الأرقام تعكس إدراك الدولة لأهمية الاستثمار كقاطرة للنمو.

وبحسب الوزيرة، تُقدّر مساهمات مصادر النمو الاقتصادي خلال العام المالي الجديد بنحو 27% من الإنفاق الاستهلاكي النهائي، و37% من الإنفاق الاستثماري، و36% من صافي التغير في الصادرات، بما يُؤسس لنمو متوازن يعزز من قدرة الاقتصاد على الصمود ومواكبة المتغيرات العالمية.

طباعة شارك المستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية التواصل السياسي خطة التنمية الاقتصادية النمو المستدام

مقالات مشابهة

  • عون في القاهرة اليوم.. والسلاح أولوية الحوار
  • الرئيس اللبناني للشعب: لانملك عصا سحرية ولدينا إصرارا على الإصلاح
  • رئيس الوزراء يؤكد التزام الدولة بالاستمرار في مسار الإصلاح الاقتصادي
  • سابقة تاريخية.. هيئة مفوضي الدولة توصي بالسماح لزوجة السجين بإجراء «حقن مجهري»
  • برلماني: سيناء قاطرة التنمية وحجم الاستثمارات غير مسبوق
  • هيئة مفوضى الدولة توصى بالسماح لزوجة السجين بإجراء حقن مجهرى
  • محمود فوزي: مشروع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية يحقق النمو المستدام
  • صالون “الدولة المصرية وتحديات المستقبل” يؤكد ضرورة الاستمرار في الإصلاح والتنمية
  • الداخلية تصوب سلاح العزل نحو رجال سلطة: إعفاءات تطال رجال الإدارة الترابية بعد عزل منتخبين :
  • تسهيلات وشفافية.. رئيس المركز الوطني لأراضي الدولة يكشف عن آليات التعامل مع المستثمرين