بقلم: الشيخة بدور القاسمي
بمناسبة اليوم العالمي للآثار، نحتفي بالجهود القيمة لمن كرَّسوا حياتهم لاكتشاف قصص ماضينا المشترك من علماء الآثار والباحثين والمجتمعات المحلية التي كشفت بالدليل العلمي جوانب من حياة من خاضوا هذه المغامرة قبلنا في هذه المنطقة. هذه الجهود ساهمت بشكل كبير في الحفاظ على تراثنا، وضمان استمرار سرديات الحضارات القديمة في إلهامنا وإثارة فضولنا، وساعدت جميع الساعين على فهمها.

إنهم حراس التاريخ، وحملة شعلة الشغف بالاكتشاف التي من واجبنا أن تظل متقدة، لتحمل حكايات التاريخ للأجيال القادمة.
  ربما يكون البعد الأكثر أهميةً في علم الآثار هو ذلك الذي يتجاوز عملية اكتشاف دليل محدَّد من الماضي، ويأخذنا إلى مساحات نتعرف فيها على تاريخ عالمنا وجوهر إنسانيتنا؛ إذ تُعلّمنا قصص أجدادنا، التي نكتشفها ونجمع أركانها واحدة تلو الأخرى، دروساً قيمة حول قدرة الإنسان على التغلب على الشدائد وتجاوز التحديات، وتكشف القطع والبقايا الأثرية، التي يستخرجها أفراد كرّسوا أوقاتهم وشغفهم وحياتهم لهذا المجال، كيف استطاعت الحضارات والثقافات القديمة التغلب على ظواهر تشبه كثيراً ما نعايشه اليوم، مثل تغيّر المناخ وندرة الموارد والاضطرابات الاجتماعية. ومن خلال فهم استراتيجياتهم في النجاة والبقاء ودراسة تجاربهم، يمكننا استخلاص الحكمة اللازمة لإنقاذ عالمنا المعاصر.
  تشكّل مليحة كنزاً حضارياً متجذراً عبر التاريخ والعصور. تقع وسط الكثبان الرملية الذهبية والصخور الأحفورية في قلب إمارة الشارقة، وتقف شاهدة على إبداعات البشرية التي تعود إلى أكثر من 200 ألف عام.   

أخبار ذات صلة مانويل راباتيه لـ «الاتحاد الثقافي»: قصة التاريخ.. من «اللوفر - أبوظبي» إلى العالم كتاب الجيب.. وترقية وعي القارئ

وتتردد فيها أصداء أجدادنا عبر الزمن، لتذكرنا برحلتنا المشتركة عبر العصور، انطلاقاً من العصر الحجري القديم والحديث، مروراً بالعصر البرونزي والحديدي، إلى عصور ما قبل الإسلام، وصولاً إلى العصر الحديث.
أثبتت الاكتشافات الأثرية أن مليحة كانت موطناً سكنه الأجداد بعد رحلاتهم من أفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية وأوروبا وشرق آسيا، وغيرها من مناطق العالم، وفي ظل ذروة العصر الجليدي، تكوّن جسر بري بسبب امتصاص الصفائح الجليدية لمياه البحار والمحيطات، مما شجّع البشر الأوائل على عبور المساحات التي تشكّلت بين القارات واستكشاف آفاق جديدة، وهنا في البيئة الخصبة التي سبقت تشكّل رمال الصحراء، تم اختراع أدوات حجرية سردت لنا قصص الشجاعة والبطولة، مؤكدة أن مليحة لم تكن مكاناً للاستراحة على المدى القصير، وإنما قاعدة أساسية شكّلت حجر أساس في رحلتنا البشرية المشتركة.
إن شغفي بفن السرد القصصي ساعدني على فهم السرديات التي كشفتها بعثات الآثار، فكما يصحب كل كتاب القراء في رحلة عبر الزمن إلى عالم الخيال، تروي القطع والبقايا الأثرية التي تم اكتشافها في مليحة حكاية شيقة عن التاريخ البشري، حيث يُعد كلٌّ من الأدب وعلم الآثار أدوات فعالة لفهم عالمنا، وأنفسنا، تعزز التزامنا بالحفاظ على هويتنا الثقافية وإثراء سردياتنا الجماعية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الآثار مليحة التاريخ الثقافة

إقرأ أيضاً:

لجنة المسابقات: ننتظر حُكم «كاس» بشأن لقب دوري الموسم الماضي

أكد طه عزت، مدير إدارة المسابقات برابطة الأندية المصرية، أنه تم توضيح وتفسير بنود لائحة الانسحاب من مباريات الدوري الممتاز قبل انطلاق الموسم الجديد، وذلك تجنبًا لتكرار الأزمات التي شهدها الموسم الماضي، مشيرًا إلى أن اللائحة تم عرضها بشكل مفصل على الأندية لضمان وضوح العقوبات وآلية التطبيق.

وقال عزت، في مداخلة هاتفية مع قناة "أون سبورت"، إن المادة 63 من اللائحة والتي أثارت جدلًا واسعًا في الموسم الماضي، لا تزال قائمة بنفس محتواها، إلا أنه تم إجراء تعديل يتعلق ببند "التحصين"، موضحًا: "في الموسم الماضي كانت المادة محصنة ضد أي قرارات تصدر من اللجان القضائية أو محكمة التحكيم، لكن في النسخة الجديدة تم إزالة هذا التحصين، وأصبحت المادة خاضعة لمراجعات المحاكم سواء محليًا أو دوليًا".

وأضاف أن محتوى مواد العقوبات الخاصة بالانسحاب لم يتغير، ولكن تم شرحها وتفسيرها بشكل دقيق وواضح، موضحًا أن الانسحاب عن حضور أي مباراة سيُعتبر خسارة فورية للفريق وخصم 3 نقاط إضافية من رصيده، كما سيُحتسب الفريق المنسحب مهزومًا في المباراة.

وأشار إلى أن اللائحة باتت تنص صراحة على اعتبار كل فريق لا يحضر إلى الملعب في موعد المباراة منسحبًا رسميًا، مؤكدًا أن الرابطة ستطبق هذه البنود دون استثناء لضمان الالتزام والانضباط داخل المسابقة.

وحول مصير لقب الدوري المصري للموسم الماضي، أوضح عزت أن الرابطة لا تزال تنتظر قرار محكمة التحكيم الرياضي الدولية "كاس"، مشددًا على أن أي حكم يصدر عن المحكمة سيتم تنفيذه بشكل فوري ودون تأخير.

وفي ختام تصريحاته، كشف مدير إدارة المسابقات عن تعديل جديد يتعلق بإمكانية استقدام حكام أجانب، موضحًا: "أصبح من حق أي نادٍ أن يطلب حكامًا أجانب لأي مباراة يحددها منذ بداية الموسم، بشرط الالتزام بالإجراءات والضوابط المحددة لذلك، وهو تغيير يهدف لتعزيز الشفافية وتقليل الاعتراضات على أداء الحكام المحليين".

طباعة شارك طه عزت المسابقات برابطة الأندية المصرية رابطة الأندية المصرية الدوري الممتاز

مقالات مشابهة

  • لجنة المسابقات: ننتظر حُكم «كاس» بشأن لقب دوري الموسم الماضي
  • نموذج نادر .. باحث يسلم شاهد قبر أثري لـ منطقة آثار الإمام الشافعي
  • ضبط 6 أشخاص لقيامهم بأعمال حفر وتنقيب عن آثار بمنزل بالغربية
  • البلوك علاج العصر
  • حملات بيئية متواصلة.. الخرطوم تعيد بناء حياتها من جديد
  • أمانة الطائف ترقع جاهزيتها لمواجهة آثار الحالة المطرية المتوقعة
  • متحف آثار السلط.. توثيق الحياة اليومية والثقافة المعمارية والاجتماعية
  • ???? مغالطة جون قرنق الكبري وتجلياتها في الحاضر السياسي
  • الوزير الشيباني: نحن في مرحلة إعادة الإعمار بحاجة لجميع الشركاء ونعمل على الاستفادة من دروس الماضي لبناء المستقبل، وشكلنا لجنة لإعادة النظر بالاتفاقات السابقة مع روسيا بما يضمن مصلحة الشعب السوري
  • حبس عصابة التنقيب عن الآثار في حدائق القبة