كتبت راجانا حمية في "الاخبار": منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، خسر قطاع الصيدلة نحو 300 صيدلية دُمّرت بشكلٍ كامل أو جزئي، القسم الأكبر منها في الجنوب ومن ثم الضاحية الجنوبية فالبقاع، فيما أُقفلت 800 صيدلية أخرى لوجودها في أماكن معرّضة للاستهداف، إضافة إلى نزوح أصحابها.
هذه الحصيلة غير نهائية، و»المؤكد أن الأعداد أكبر»، وفق نقيب صيادلة لبنان، جو سلوم، إذ يتوقّع أن يرتفع العدد مع زيادة وتيرة الاعتداءات ومع انتهاء تسجيل كل الصيادلة النازحين على الموقع الإلكتروني الذي وضعته نقابة الصيادلة لمعرفة العدد الدقيق للصيدليات التي أُقفلت وتلك التي دُمّرت، وتحديد أعداد الصيادلة المنقطعين عن أعمالهم.

ويطالب سلوم «المعنيين» بالعمل على مساعدة الصيادلة في سحب الأدوية الموجودة في الصيدليات المتروكة قبل تعرّضها للتلف. باستثناء تحديد الأعداد، لا يبدو أن النقابة تملك خطّة لمعالجة أزمة الصيادلة غير القادرين على فتح صيدلياتهم لوجودها في مناطق خطرة. وإذ يشير النقيب سلّوم إلى أنّ المسؤولية الأولى تقع على عاتق وزارة الصحة ورئاسة الحكومة للعمل على إيجاد آلية لـ»إجلاء» الأدوية من الصيدليات، يأخذ الكثير من الصيادلة على النقابة العمل بطريقة معكوسة لما هو مفروض، إذ يؤكد هؤلاء أن المشكلة الأساس ليست في سحب الأدوية، وإنما في التصريف. يشير بعض الصيادلة، ومنهم النقيب السابق غسان الأمين، إلى وجود آليات لمساعدة الصيادلة المتضررين عبر النقابة من خلال التنسيق مع أصحاب المستودعات والعمل على سحب هذه الأدوية وفرزها ومن ثمّ تسليمها للمستودعات لتوزيعها على الصيدليات في المناطق الآمنة. ومفاعيل هذه الآلية لا تتوقف عند حدود إخراج الأدوية والعمل على إعادة توزيعها من جديد، وإنما تعمل في الوقت نفسه على تنشيط الحركة داخل القطاع، إذ إنه عقب إخراج الأدوية من الصيدليات، تأتي مرحلة الفرز. وفي هذه المرحلة، يمكن للنقابة أن «تشغّل» الصيادلة المنقطعين عن العمل وتؤمّن لهم مورد رزقٍ ولو مؤقّتاً، وتعيد توزيع الأدوية بدل تعريضها كلها للتلف في حال بقائها في الصيدليات. إضافة إلى ذلك، يساعد هذا في تعزيز مخزون الصيدليات في المناطق الآمنة بأدوية قد لا تكون متوافرة لديها. وهذه الآلية كلها تتطلّب أمراً واحداً: التواصل مع نقابة المستوردين وأصحاب المستودعات. ولا تنتهي الحلول، بحسب الصيادلة والمعنيين بالقطاع، عند هذا الحد، إذ إنه في حال لم يُعمل بآلية التنسيق مع أصحاب المستودعات، «يمكن للنقابة أن تتواصل مع مجلس الوزراء أو لجنة الطوارئ الحكومية للعمل على إيجاد مكان مناسب إما لتجميع وتخزين الأدوية وحمايتها لأصحابها بانتظار أن تنتهي الحرب خصوصاً إذا كانت بتواريخ صلاحية بعيدة وعرض الأدوية التي تحمل تواريخ صلاحية قريبة في مكان موحّد وبيعها للمواطنين أو باعتبارها نقطة مركزية يمكن لأصحاب الصيدليات في المناطق الآمنة أن يقصدوها لأخذ ما ينقصهم».
الحلول كثيرة «لكن للأسف لا عمل على الأرض»، يقول كثيرون من الصيادلة العاطلين اليوم عن العمل.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أهالي عرب المليحات يطالبون بتدخل دولي لوقف جريمة التهجير القسري بحقهم

أريحا - صفا أطلق أهالي تجمع عرب المليحات في منطقة المعرجات شمال غربي أريحا نداء استغاثة عاجلًا إلى الجهات الرسمية والحقوقية المحلية والدولية، للمطالبة بالتدخل الفوري ووقف ما وصفوه بجريمة التهجير القسري المنظم، الذي تنفذه مجموعات من المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال. وأوضحت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو في بيان، أن التجمع تعرض خلال الأشهر الأخيرة لسلسلة من الاعتداءات والانتهاكات شملت اقتحامات، تخريب ممتلكات، ترهيب للسكان، تسميم وسرقة مواشٍ، وإغلاق الطرق. وأشارت إلى أن هذه الممارسات دفعت أكثر من نصف السكان إلى النزوح القسري مطلع تموز/ يوليو الماضي. وأضافت أنه وبعد مرور 27 يومًا على عملية النزوح القسري، عاد عدد من العائلات في 31 يوليو إلى أراضيهم في التجمع بدعم من وزارة مقاومة الجدار والاستيطان، وسلطة الأراضي، ومحافظة أريحا، ومؤسسات وطنية أخرى، وتم توفير الحد الأدنى من مقومات الثبات، مثل الخيام والمياه والكهرباء، لتأمين صمود السكان. وبعد العودة، حاصر المستوطنون الأهالي في المنطقة، وفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي حصارًا عليها، وسط تهديدات مستمرة، وغياب أي ضمانات حقيقية لعدم تكرار الاعتداءات. ويخشى السكان من أن تكون هذه الخطوات جزءًا من خطة أوسع لتهجير المجتمعات البدوية من الأغوار، ضمن سياسة ممنهجة لتفريغ الأرض لصالح التوسع الاستيطاني.

مقالات مشابهة

  • عدن تشتعل بالأوجاع.. أسعار الأدوية ترفض الهبوط رغم تحسن الريال والمواطنون يناشدون
  • أزمة النزوح المتكرر وانعدام الخيام في غزة
  • 4 أنواع من الأدوية لا يجب تناولها مع مكملات فيتامين د.. تفاضيل
  • محكمة العدل الأوروبية تصدر حكماً حاسماً بشأن سياسة إيطاليا لإعادة طالبي اللجوء
  • قصة يمني مع النزوح والجوع.. انتظار مؤلم لمساعدات غابت عامين
  • "عرب المليحات" يطالبون بتدخل دولي لوقف جريمة التهجير القسري بحقهم
  • أهالي عرب المليحات يطالبون بتدخل دولي لوقف جريمة التهجير القسري بحقهم
  • عماد قناوي: آن الأوان لتسعير عادل يحمي السوق والمستهلك معًا
  • رئيس شعبة المستوردين: «آن الأوان لتسعير عادل» يحمي السوق والمستهلك معًا
  • الأسعار المرتفعة تحد يعيق استفادة الفلاحين من الصيدليات الزراعية