صحيفة الاتحاد:
2025-06-13@18:23:56 GMT

الإمارات و«بريكس».. شراكة واعدة وتنمية شاملة

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

أحمد مراد (القاهرة)

أخبار ذات صلة الإمارات تواصل جهود إغاثة الأشقاء الفلسطينيين في غزة قرقاش: قلوبنا مع لبنان الشقيق

ترتبط الإمارات بعلاقات متنامية مع مجموعة دول «بريكس» في ظل تطور أوجه التعاون بينهما في شتى المجالات، ما يُبشر بآفاق واعدة للشراكة الشاملة خلال المرحلة المقبلة بشكل يخدم أولويات التنمية والازدهار لدى الجانبين، مدفوعة بحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على تعزيز مجالات التعاون الدولي مع مختلف المجموعات والتكتلات العالمية من أجل تحقيق مستقبل مستدام لجميع شعوب العالم.


وبدأت عضوية دولة الإمارات في «بريكس» اعتباراً من مطلع يناير 2024، بعدما صادقت الدول الخمس المؤسسة للمجموعة الدولية «البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا» على انضمامها خلال فعاليات قمة المجموعة الـ15 التي عُقدت بمدينة جوهانسبرغ الجنوب أفريقية خلال الفترة ما بين يومي 22 و24 أغسطس 2023.
وكانت الإمارات انضمت في أكتوبر 2021 إلى بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة «بريكس» الذي تأسس في 2015 برأسمال قدره 100 مليار دولار؛ بهدف حشد الموارد لإقامة مشروعاتٍ للبنية التحتية والتنمية المستدامة في الدول النامية والناشئة ودول المجموعة، وهو ما جعل مراقبين ومحللين يعتبرون الإمارات شريكاً طويل الأمد للمجموعة الدولية.
شراكة وتنمية
أوضح خبير العلاقات الدولية، المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري، حمدي صالح، أن انضمام الإمارات إلى مجموعة دول «بريكس» شكل إضافة قوية للمجموعة الدولية التي تضم عدداً من أهم وأبرز الاقتصادات الكبرى والواعدة في العالم، ما يجعل الإمارات شريكاً مهماً لقوى عالمية كبرى، مثل الصين وروسيا والهند، إضافة إلى الشراكات المهمة التي تجمعها بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية.
ومع توسع مجموعة «بريكس» اعتباراً من مطلع يناير من العام الجاري، بانضمام الإمارات ومصر والسعودية وإثيوبيا وإيران، باتت المجموعة تمثل نحو 45% من سكان العالم، و25% من الحجم الكلي للصادرات العالمية، ويشكل الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء مجتمعة نحو 29% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتستحوذ على أكثر من 16% من حجم التجارة العالمية، وتمتد أراضي دولها على 40% من مساحة الكرة الأرضية.
وقال الدبلوماسي المصري لـ«الاتحاد»: «إن المرحلة المقبلة تحمل آفاقاً واعدة للشراكة بين الإمارات ومجموعة دول (بريكس)، ولا تقتصر هذه الشراكة على مجال بعينه، وإنما تشمل جميع المجالات، وبالأخص الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية، وهو ما يخدم البرامج والخطط الطموحة التي تعمل الإمارات والمجموعة الدولية على تنفيذها لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة والرفاهية والازدهار لمختلف شعوب العالم». وذكر صالح أن الإمارات تتبنى سياسة خارجية مرنة ومتوازنة تحرص على تحقيق هدف التعددية العالمية، وتعزيز التعاون الدولي متعدد الأطراف بشكل يدعم قضايا الأمن والسلام والتنمية لضمان رفاهية وازدهار الشعوب في جميع أنحاء العالم، وهو ما سبق أن أكده سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، حينما شدد على أن جزءاً من أولويات الإمارات يتمثل في تعزيز الحوار البناء من خلال منصات فاعلة تمثل اقتصاديات الدول النامية والناشئة، والتركيز على الرخاء الاقتصادي على المدى الطويل، والحفاظ على علاقات استراتيجية واقتصادية متوازنة في نظام عالمي دائم التطور.
تقارب وتفاهم
من جانبه، اعتبر مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، الدكتور محمد صادق إسماعيل، أن مساحة التقارب والتفاهم الكبيرة التي تجمع بين الإمارات والدول المؤسسة لمجموعة «بريكس» (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) ستسهم في تعزيز أوجه التعاون بين الإمارات والمجموعة الدولية خلال السنوات القليلة المقبلة، في ظل وجود آفاق رحبة لتوسع أنشطة الشراكة الفاعلة بين الجانبين.
وذكر إسماعيل، في تصريح لـ«الاتحاد» أن الفترة المقبلة ستشهد دوراً إماراتياً فاعلاً ومؤثراً داخل أروقة مجموعة «بريكس»، وذلك انطلاقاً من الثقل الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي الذي تتمتع به الإمارات، إقليمياً وعالمياً، مضيفاً أن الإمارات ترتبط بعلاقات قوية ووثيقة بجميع دول مجموعة «بريكس»، سواء الدول المؤسسة أو الدول التي انضمت مؤخراً للمجموعة الدولية مثل السعودية ومصر وإثيوبيا، ما يعكس الآفاق الواعدة للشراكة الواسعة بين الإمارات ومجموعة «بريكس» خلال السنوات المقبلة.
وأشار مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أن تنامي مستوى التنسيق والتشاور بين الإمارات ودول مجموعة «بريكس» يشكل تحالفاً ومحوراً عالمياً مؤثراً في مختلف الملفات والقضايا الإقليمية والدولية، وليس فقط على مستوى القضايا الاقتصادية، موضحاً أن انضمام الإمارات والسعودية ومصر إلى المجموعة الدولية أضاف إليها المزيد من عناصر القوة والنفوذ والتأثير؛ نظراً لما تتمتع به الدول الثلاث من ثقل إقليمي ونفوذ دولي سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وثقافياً.
فرصة استثنائية
شدد الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط بواشنطن، ماركو مسعد، على أن الإمارات ومجموعة «بريكس» أمام فرصة استثنائية لتعميق شراكتهما خلال المرحلة المقبلة، وهو ما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون وتعزيز العلاقات بين الجانبين عبر العديد من المشروعات الواعدة في مختلف المجالات.
وقال ماركو لـ«الاتحاد»: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة تُعد قوة عالمية اقتصادياً وسياسياً وثقافياً ودبلوماسياً، وفي الوقت نفسه تمثل دول (بريكس) مجموعة من الاقتصادات الكبرى والواعدة، وبالتالي فإن كل طرف يستفيد من إمكانيات وقدرات الطرف الآخر، وهو ما يخدم المصالح المشتركة للطرفين، ويخلق آفاقاً اقتصادية وتجارية واستثمارية واسعة».
ونجح تكتل «بريكس»، خلال العقدين الماضيين في تحقيق نمو اقتصادي كبير، إذ ارتفعت مساهمة اقتصاداته في الناتج العالمي من 17.8 % إلى 25.7 % بين عامي 2010 و2022 بحسب مؤشرات التنمية العالمية للبنك الدولي. وقد دفعت هذه النجاحات نحو 24 دولة لتقديم طلبات للانضمام إلى التكتل بهدف الاستفادة من ثقله الاقتصادي العالمي. وأشاد الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط بواشنطن بحرص دولة الإمارات على إقامة شراكات وتحالفات مع أهم وأبرز التكتلات والمجموعات الدولية، ما يعزز قدرتها على تحقيق التنمية المستدامة، واستكشاف فرص واعدة وجديدة لاقتصاد مستدام.
تعاون استراتيجي
المحللة والأستاذة الجامعية التونسية، منال وسلاتي، أوضحت أن هناك فرصاً واعدة لدعم وتطوير الشراكة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومجموعة «بريكس»، من خلال تعزيز التعاون الاستراتيجي بينهما في العديد من المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية، ومن المتوقع أن يثمر هذا التعاون في المستقبل القريب عن مشاريع نوعية في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والاستثمار والابتكار. وقالت المحللة التونسية لـ«الاتحاد»: «إن الإمارات تتمتع بموقع استراتيجي، وتمتلك بنية تحتية متقدمة وموارد وإمكانيات متطورة، ما يجعلها قادرة على القيام بدور محوري في تعزيز التجارة البينية مع دول (بريكس)، فضلاً عن دعم المبادرات التنموية والاستثمارية التي تساهم في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام على المستوى العالمي». وأضافت أن عضوية الإمارات الفاعلة داخل تكتل «بريكس» تعزز دورها الاستراتيجي في حركة التجارة العالمية، وترسخ تأثيرها الإيجابي في الاقتصاد العالمي، ما يجعلها شريكاً رئيسياً في تعزيز أوجه التعاون الدولي، باعتبارها همزة وصل تربط بين مختلف أقاليم العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً. وتُعد الإمارات من بين أهم الشركاء التجاريين لدول مجموعة «بريكس»، ويبلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بينهما نحو 93.2 مليار دولار سنوياً، أو ما يتجاوز 20 % من قيمة التجارة غير النفطية للدولة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات محمد بن زايد رئيس الدولة البرازيل روسيا الهند الصين جنوب أفريقيا للمجموعة الدولیة دولة الإمارات بین الإمارات لـ الاتحاد فی تعزیز وهو ما

إقرأ أيضاً:

إيزي ليس توقع شراكة استراتيجية لتعزيز حلول الذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة "إيزي ليس" التابعة للشركة العالمية القابضة، عن توقيع شراكة إستراتيجية مع شركة "بيغ بير إيه آي" (BigBear.ai) المدرجة في بورصة نيويورك والمتخصصة تقديم حلول الذكاء الاصطناعي الجاهزة للمهام العملية، وشركة فيجيلكس تكنولوجي إنفستمنت، المتخصصة في الاستثمارات والخدمات الاستشارية التقنية.

تهدف الشراكة إلى تسريع جهود البحث والتطوير وتبني حلول مبتكرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، لدفع التحول الرقمي في مجالات عديدة مثل التنقل والخدمات اللوجستية وغيرها من القطاعات الحيوية في دولة الإمارات والمنطقة.

وتُعد شركة "بيغ بير إيه آي" ومقرها الولايات المتحدة، من أبرز مزوّدي حلول وخدمات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لدعم اتخاذ القرارات عبر قطاعات متعددة مثل، البنى التحتية الذكية وتقنيات الطائرات بدون طيار (الدرونز) وأمن الحدود والمنافذ البرية والبحرية والجوية والدفاع والسفر والتجارة وشركات التكنولوجيا.

أما شركة "فيجيلكس"، التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها، فستتولى قيادة جهود تطوير الأعمال، والتخطيط الإستراتيجي، إلى جانب دعم تبني الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي لتلبية متطلبات الاقتصاد الرقمي سريع التطوّر في المنطقة.

وتجمع الشراكة بين القدرات التشغيلية لشركة "إيزي ليس"، والخبرات التقنية المتقدمة لشركة "بيغ بير إيه آي"، والرؤية الإستراتيجية التي تتميز بها شركة "فيجيلكس"، بهدف تطوير ونشر تقنيات متقدمة لقطاعات التنقل والبنى التحتية الذكية وغيرها من القطاعات الواعدة.

وهي أول شراكة لشركة "إيزي ليس"، مع شركة ذكاء اصطناعي أمريكية، ما يعكس تطلعاتها الطموحة لتوسيع حضورها العالمي، وتعزيز مكانتها الريادية في مجال التنقل المتقدم وحلول الذكاء الاصطناعي على مستوى المنطقة.

وستسهم الشراكة في تعزيز الأبحاث وتطوير وتنفيذ تطبيقات عملية لتقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاعات التنقل، والخدمات اللوجستية، والبنى التحتية الذكية، وإدارة الأصول وغيرها من القطاعات الحيوية، بما يحقق أثراً ملموساً وقيمة طويلة الأمد للعملاء والشركاء الإستراتيجيين.

وتتماشى هذه المبادرة مع "الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي لعام 2031" في دولة الإمارات، وتدعم أيضاً "رؤية مئوية الإمارات 2071" لتحقيق الريادة الرقمية العالمية.

وبهذه المناسبة، قال أحمد السادة، الرئيس التنفيذي لشركة "إيزي ليس"، إن الشراكة مع "بيغ بير إيه آي" وفيجيلكس تجسد الالتزام المشترك بدعم وتطوير حلول متقدمة قائمة على الذكاء الاصطناعي لدعم التحول الرقمي في قطاعات متعددة.

وأضاف أن هذه الشراكة تجمع بين الخبرات العالمية والمعارف المحلية لتقديم تقنيات عملية وقابلة للتوسع لمعالجة التحديات الواقعية الملحة، لافتا إلى أن هذا التعاون يعد خطوة نوعية في دمج الأنظمة الذكية في عمليات " إيزي ليس"، دعماً لجهودها المتواصلة ورحلتها للتحول إلى شركة أكثر اعتماداً على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتطورة.

من جهته، قال كيفن مكالينان، الرئيس التنفيذي لشركة "بيغ بير إيه آي"، إن هذه الشراكة تشكل محطة مهمة في مسيرة "بيغ بير إيه آي"، وهي دليل ملموس وقوي على موثوقية تقنياتها وقيمها، مشيرة إلى أنها تلتزم عبر تعاونها مع "إيزي ليس" و"فيجيلكس" بتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، من خلال تقديم أنظمة دقيقة تعزز السلامة والتنقل والكفاءة التشغيلية في مختلف أنحاء المنطقة، بحسب وكالة أنباء الإمارات الرسمية.

وبموجب الشراكة، ستتولى "بيغ بير إيه آي" قيادة جهود التوطين والتخصيص المحلي لتقنياتها، في حين تستفيد "إيزي ليس" من مكانتها التشغيلية وانتشارها القوي في الأسواق لدعم هذه الجهود، وتوفر فيجيلكس الرؤية الإقليمية والدعم الإستراتيجي لضمان تأثير فعلي ومستدام.

وتؤكد هذه الشراكة التزام "إيزي ليس" المستمر بدفع عجلة الابتكار والبحث والتطوير وتعزيز الاستفادة من حلول الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية الحيوية في دولة الإمارات والمنطقة.

كما تدعم الشراكة الرؤية الشاملة للشركة والرامية إلى دعم أهداف التحول الرقمي للدولة، عبر شراكات إستراتيجية ترتقي بمكانة دولة الإمارات مركزا إقليميا رائدا في مجال الذكاء الاصطناعي والنظم المتصلة والقطاعات المستقبلية المبتكرة.

مقالات مشابهة

  • روسيا تدعو لتنشيط الجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن وتحذر من التصعيد العسكري
  • تعاون بين مجلس تنمية الموارد البشرية الإماراتية وتنمية المجتمع بدبي
  • الإمارات تشارك في حوار انتقال الطاقة ببروكسل
  • الإمارات تعزز التعاون في ريادة الأعمال والتكنولوجيا خلال فيفا تك 2025 بفرنسا
  • الإمارات تشارك في قمة شباب بريكس بالبرازيل
  • ابن طوق يبحث مع وزراء من قبرص واليونان تعزيز التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والسياحية
  • وفد مجموعة Ucc الدولية للطاقة يزور منشأة التيم ويحدد مواقع المحطات المزمع إقامتها بدير الزور.
  • وزير الزراعة: نعد دراسة شاملة لبدء استثمارات زراعية كبرى في أفريقيا
  • إيزي ليس توقع شراكة استراتيجية لتعزيز حلول الذكاء الاصطناعي
  • شراكة بين "ايدج" و"أبوظبي الأول" لبناء منظومة مالية مرنة