عقد الجامع الأزهر حلقة جديدة من اللقاء الفقهي الأسبوعي بلغة الإشارة للصم وضعاف السمع، تحت عنوان " ولقد كرمنا بني آدم"، وحاضرت فيه د. منى عاشور الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية وعضو المنظمة العربية لمترجمي لغة الإشارة، وذلك برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر. 

وأوضحت د. منى عاشور، أن الله- سبحانه وتعالى- لم يخلق شيئا عبثًا، فلقد خلق الله تعالى، الليل والنهار والثلج والنار والحلو والمر وأيضًا خلق من الناس القوي والضعيف والغني والفقير والصحيح والعليل، وهذا التنوع من حكمة الله تعالى لأن الدنيا دار اختبار والآخرة هي دار القرار قال تعالى﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾، فلقد ابتلى الله – سبحانه وتعالى – بعض الناس وسلبهم بعض النعم ليختبرهم، هل سيصبرون أم لا؟ فهي رسالة من الله تعالى إلى كل صحيح هل سيحمد الله تعالى على نعمة العافية أم لا؟ وأيضًا كيف سيتعامل مع المبتلَى؟ وما هي الخدمات التي سيقدمها له؟، فكل الخلق عند الله سواسية ووجب تكريمهم كما كرمهم الحق – تبارك وتعالى - فالتكريم عام لكل بني آدم دون التمييز بين الصحيح أو الأصم والسامع ، ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾.

 

وأضافت الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية: لقد اهتم الشرع بذوي الهمم، لما روي أن سَعْد رَضِيَ اللَّهُ عنْه رأى أنَّ له فَضْلًا علَى مَن دُونَهُ، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"هلْ تُنْصَرُونَ وتُرْزَقُونَ إلَّا بضُعَفَائِكُمْ؟" رواه البخاري في صحيحه، في هذا الحديث يروي مصعب بن سعد أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه رأى أن له فضلا على من دونه من الضعفاء؛ لقوته وشجاعته في الغزوات، فذكّره النبي صلى الله عليه وسلم بفضل من دونه من الضعفاء عليه، وأن الله يرزقهم وينصرهم بسبب دعائهم، فإذا كان القوي ينصر الله به المسلمين بشجاعته وقوته في محاربة الأعداء؛ فإنه تعالى ينصر المسلمين أيضا بدعاء ضعفائهم وتذللهم لله تعالى؛ وذلك أن عبادة الضعفاء ودعاءهم أشد إخلاصًا، وأكثر خشوعًا؛ لخلاء قلوبهم من التعلق بزخرف الدنيا وزينتها وصفاء ضمائرهم، فكان همهم واحدًا، وقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا القول حض سعد رضي الله عنه على التواضع، ونفي الكبر والزهو عن قلوب المؤمنين؛ حتى لا يحتقر أحدٌ أحدًا من المسلمين.

وتابعت: وعلى الرغم من أن الإسلام تكلم عن حق ذوي الهمم وحث عليه وحذر من تجاوزه  وأيضًا القانون المصري قد وضع عقوبة للتنمر، إلا أننا نرى في مجتمعنا العديد من الصم يتعرضون للتنمر والأذى وسلب حقوقهم  ولو علم الناس قدر ذوي الهمم عند الله، لتنافسوا على خدمتهم والقرب منهم، ولو علم المبتلَى ماذا أعد الله تعالى له من نعيم بسبب هذه الإعاقة لبكوا من شدة الفرح، فعن جابر رضي الله عنه قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "يَوَدُّ أَهلُ العَافِيَةِ يَومَ القِيَامَةِ حِينَ يُعطَى أَهلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَو أَنَّ جُلُودَهُم كَانَت قُرِّضَت فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ"- رواه الترمذي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لغة الإشارة للصم وضعاف السمع الجامع الازهر مجمع البحوث الاسلامية ذوى الهمم الله تعالى ى الله

إقرأ أيضاً:

وفاة د. أحمد عمر هاشم وتشييع الجنازة من الجامع الأزهر بالقاهرة اليوم

أعلنت الصفحة الرسمية للعالم المصري د. أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، وفاته صباح اليوم الثلاثاء، عن عمر يناهز 84 عامًا، بعد رحلة علمية حافلة بالعطاء، في خدمة السنة النبوية والدعوة الإسلامية.

وقالت صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي: "ننعي إلى العالم العربي والإسلامي وأحبائه وتلاميذه وفاة فقيدنا الحبيب د. أحمد عمر هاشم، نسأل الله أن يبدله دارًا خيرًا من داره وأهلًا خيرًا من أهله، وأن يجعل الجنة مثواه، وأن يلهمنا وإياكم الصبر والاحتساب".

أخبار متعلقة الأمم المتحدة تخصص 9 ملايين دولار لتوفير إمدادات الوقود إلى غزةالأونروا: العدوان الإسرائيلي لم يترك مكانًا آمنًا لأطفال غزةتشييع الجثمان وصلاة الجنازة

تُقام صلاة الجنازة اليوم الثلاثاء عقب صلاة الظهر في الجامع الأزهر الشريف، ثم يُشيع الجثمان إلى مثواه الأخير في مدافن العائلة في قرية بني عامر، مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، عقب صلاة العصر.

كما يُقام العزاء مساء اليوم في القرية، ويُقام عزاء ثانٍ يوم الخميس بمدينة القاهرة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } وفاة د. أحمد عمر هاشم عن عمر يناهز 84 عامًا - وكالات

السيرة الذاتية للعالم الراحل

وُلد د. أحمد عمر هاشم في 6 فبراير 1941 بمحافظة الشرقية، وتخرج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1961، وحصل على الإجازة العالية في الحديث وعلومه عام 1967، ثم نال درجة الماجستير عام 1969م، والدكتوراة في التخصص نفسه.

وترقى في السُلم الأكاديمي حتى حصل على درجة الأستاذية عام 1983.

مناصب ومسيرة علمية

شغل الراحل الكبير عددا من المناصب العلمية والإدارية، من أبرزها:

رئيس جامعة الأزهر الشريف عام 1995.

عضو مجمع البحوث الإسلامية.

عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.

عضو مجلسي الشعب والشورى سابقًا.

عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في تشكيلها الأول عام 2012.

مقالات مشابهة

  • محافظ الجيزة يعقد اللقاء الأسبوعي لبحث شكاوى المواطنين بالهرم وجنوب الجيزة وكرداسة
  • لجان لمراجعة المباني المخالفة..محافظ الجيزة يعقد اللقاء الأسبوعي لبحث شكاوى المواطنين
  • صورة - زكريا عزمي يصل الجامع الأزهر لأداء صلاة الجنازة على د. أحمد عمر هاشم
  • المفتي يصل الجامع الأزهر لأداء صلاة الجنازة على د. أحمد عمر هاشم - صور
  • وفاة د. أحمد عمر هاشم وتشييع الجنازة من الجامع الأزهر بالقاهرة اليوم
  • تعرف على عيون وأنهار الجنة المذكورة فى القرآن
  • رزقهم في خطر!
  • 7 أسباب لنصر السادس من أكتوبر.. الأزهر العالمي للفتوى يكشف عنها
  • «دور علماء الأزهر في نصر أكتوبر» في ندوة لأوقاف الفيوم
  • شاهد.. ''المفصعين في اليمن'' حلقة جديدة لـ محمد الربع