الجزء الثاني من فيلم “الجوكر" مخيب للجمهور والنقاد.. وإيرادات منخفضة
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعرض الجزء الثاني لفيلم الجوكر والذي يحمل اسم “Joker: Folie à Deux”، في السينمات العالمية ولكن بعد عرضه شهد الفيلم انتقادات كبيرة من الجمهور والنقاد على عكس الجزء الأول من الفيلم الذي صدر 2019، لذلك كانت التوقعات مرتفعة بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول ولكن على عكس الآمال، جاء الجزء الثاني مخيبًا لتوقعات الجمهور والنقاد، ولم يتمكن من تكرار النجاح الساحق الذي حققه الجزء الأول سواء من الناحية الفنية أو التجارية.
حبكة الفيلم وخيبة الأمل:
في الفيلم يواصل قصة آرثر فليك (الذي يجسده خواكين فينيكس) بعد أحداث الجزء الأول، حيث يتحول آرثر بشكل كامل إلى شخصية الجوكر وهذه المرة، يدخل الفيلم في علاقة آرثر مع هارلي كوين (التي تجسدها ليدي غاغا)، وهي طبيبة نفسية تتحول إلى حبيبته بعد أن تتورط معه في عالم الجريمة والفوضى.
إلا أن هذه القصة لم ترق إلى مستوى توقعات الجمهور، فالتركيز على العلاقة بين الجوكر وهارلي كوين، مع تحول الفيلم إلى شبه فيلم موسيقي في بعض المشاهد، جعل القصة تبدو أقل إثارة وعمقاً بالمقارنة مع الجزء الأول وقد شعر الكثيرون بأن الفيلم فقد التوتر النفسي الذي كان جزءاً من جاذبية النسخة الأولى.
الانتقادات:
1. حبكة ضعيفة وركود درامي
أحد أكبر الانتقادات التي وجهت للفيلم تمثلت في الحبكة الضعيفة التي افتقرت إلى الإثارة والتعقيد النفسي الذي ميز الجزء الأول وكانت الحبكة أكثر بساطة وتقليدية، وركزت بشكل كبير على العلاقة الرومانسية بين الجوكر وهارلي كوين، مما أضعف من تأثير القصة.
2. خيبة الأمل من أداء ليدي غاغا
على الرغم من الحماس الكبير لانضمام ليدي غاغا إلى العمل، إلا أن أداءها لم يكن مقنعاً بالنسبة للكثيرين بينما قدمت أداء جيداً في أفلام سابقة مثل “A Star Is Born”، إلا أن شخصيتها في هذا الفيلم بدت سطحية ولم تضف العمق المطلوب لشخصية هارلي كوين.
3. استخدام الموسيقى بشكل غير موفق
كان الاعتماد على العناصر الموسيقية في الفيلم من أكثر الجوانب المثيرة للجدل ففي حين أن الجزء الأول كان درامياً وواقعياً، فإن هذا الجزء احتوى على مشاهد موسيقية أثارت استغراب الكثيرين وجعلت الفيلم يبدو بعيداً عن طابعه المظلم والواقعي الذي أحبه الجمهور.
الناقدة إيميلي سميث علقت على الفيلم قائلة:
بينما كان الجزء الأول من الجوكر رحلة نفسية عميقة في عقل مجرم مختل، فإن الجزء الثاني يفتقر إلى ذلك العمق، ويعتمد بشكل أكبر على استعراضات موسيقية غير ضرورية.
الناقد ماركوس فيلدز قال:
جمالية الجزء الأول كانت في سوداويته وعمقه الفلسفي، أما هذا الجزء فهو أقرب إلى دراما سطحية حاولت أن تجمع بين عناصر متناقضة مثل الموسيقى والرومانسية دون أن تقدم أي شيء جديد.
الاستقبال الجماهيري:
رد فعل الجمهور كان أيضاً مخيباً للآمال فالعديد من محبي الجزء الأول شعروا بأن الفيلم الثاني لم يحافظ على نفس المستوى من الغموض والإثارة النفسية. منصات التواصل الاجتماعي كانت مليئة بتعليقات المعجبين الذين أعربوا عن إحباطهم من الحبكة واتجاه الفيلم الفني، كتب أحد المعجبين على تويتر: “لقد أحببت الجوكر الأول بسبب تعقيده النفسي وسوداويته. الجزء الثاني كان أشبه بفيلم موسيقي، وهذا لم يكن ما كنت أتطلع إليه”.
الأداء في شباك التذاكر:
على عكس التوقعات، لم يحقق فيلم “Joker: Folie à Deux” نجاحًا تجاريًا ضخمًا، بينما حصد الفيلم إيرادات معتدلة، إلا أنه لم يرقى إلى مستوى الإيرادات الهائلة التي حققها الجزء الأول ويعود هذا الفشل جزئيًا إلى التقييمات النقدية السلبية، بالإضافة إلى عدم رضا الجمهور الذي شعر بأن الفيلم لا يستحق الانتظار الطويل الذي استمر لخمس سنوات بعد الجزء الأول.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فيلم الجوكر الجوكر الجزء الثاني خواكين فينيكس ليدي جاجا الجزء الثانی الجزء الأول إلا أن
إقرأ أيضاً:
الكاتب خالد الهنائي لـعمان: شغف الكتابة بدأ باكرا ولم يخرج للجمهور إلا بعد نضج التجربة
قصص قصيرة بثيمة الفقد والحنين لامست مشاعر القارئ فنجحت
صوت مليء بالشجن يخرج من بين أسطر قصة قصيرة حملت عنوان "كوب منثلم"، اختارها الكاتب خالد الهنائي لتكون عنوانا لكتابه الصادر عن الجمعية العمانية للكتاب والأدباء في معرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته الـ29، وربما هو الفضول ذاته الذي ينتابني ككل القراء للبحث في عنوان الكتاب وسبر أغوار معانيه، وربما كتاب خالد هو ما كان مثيرا للتساؤل من قبل زوار المعرض بحثا عن انثلام الكوب، ولم أكن وقتها أعي أنه كوب سحري كان يعود سيلما بعد انكساره، بفعل تعويذة منفوثة بابتسامة الأم، فبقى على إثرها الحزن ذو طعم طاغ على الكوب عشرين عاما، ولكنه اليوم تحول إلى كتاب صار الأكثر مبيعا في جناح الجمعية خلال أيام المعرض.
قصة أثيرة
وفي سؤالنا لخالد الهنائي حول العنوان قال: "العنوان في حقيقته هو واحد من النصوص أو القصص الموجودة في الكتاب وتحمل ذات العنوان، والقصة أثيرة جدا إلا أنها خيالية، رغم أن بعض القصص لها شيء من الواقع، حيث تحكي القصة علاقة الأم بأولادها، العلاقة التي ليست مرتبطة بالأبناء وهم أطفال، وإنما علاقة متواصلة بهم حتى وهم كبار، والقصة أثيرة بالنسبة لي كونها تحكي علاقة أم بابنها، وأنا علاقتي بأمي علاقة قوية جدا، وكوني أكبر اخوتي فعلاقتي بأمي أقرب للصداقة".
أما ما يخص القصة فقال عنها الهنائي: "نشرت القصة سابقا في وسائل التواصل الاجتماعي كمادة خام، ولاقت صدى كبير من القراء، وهو ما زاد من قرب هذه القصة من قلبي، وترسخت علاقتي بها أكثر، وعلى فكرة الكتاب كان له عنوان آخر وهو "فيما يشبه الفقد" ولكني بعدها تراجعت عن هذا العنوان، وقررت أن أنتقي هذه القصة لتكون عنوان للكتاب، فهي القصة الأقرب إلى قلبي".
اختار الهنائي أن يضع تعريفا لكتابه واضعا على الغلاف كلمة "قصص"، وكأنه يوجه القراء نحو نوع أدبي واحد، قصص قصيرة وقصيرة جدا، إلا أنه جعل الباب مشرعا أماما مسار الطريق الذي يسلكه القارئ في الداخل، فلم يضع مقدمة يحدد فيها ثيمة أو فكرة معينة، وقد يشعر القارئ وهو يقلب الصفحات، ويتنقل من نص إلى آخر، أن بعضها ليست قصصا، وإنما شكل أدبي سردي، فيه من المعاني ما يتعدى وجود الشخوص والحكبة والنهاية، بل نحو تلذذ وتذوق وشاعرية، وخروج من الواقعية إلى الخيال والعكس، وهو ما يصنع صورة مشوقة بين كل نص وآخر.
شغف بالقراءة والكتابة من الطفولة
وحول ماتشكله القراءة والكتابة لخالد الهنائي يقول: "أنا شغوف بالكتابة من الطفولة، فقد كنت أقرأ كثيرا، وحين كنت طفلا أعيش في مطرح كنت أذهب لمكتبة النجوم للقراءة، وهي مكتبة صغيرة موجودة خلف مستشفى الرحمة، وهذا الشغف ورثته من والدتي، وكذلك موضوع الكتابة بدأ عندي باكرا جدا، أيام دراستي الثانوية، ورعم أنها لم تكن كتابات ناضجة إلا أنها استمرت".
ويعد "كوب منثلم" الإصدار الأول للهنائي، حيث تحدث عن كتاباته بقوله: "لدي كمية نصوص هائلة جدا، حيث كنت أكتب وأترك كنوع من التنفيس فقط، ولعل أكثر ما ركزت عليه في كتابتي هو المشاهد الإنسانية، وهو ما أصادفه كثيرا في حياتي، وربما الجميع تمر به مواقف إنسانية، ولكني كنت أوثقها وأكتبها على شكل نص أدبي، ولم يكن في ذهني أن أنشر ولم أكن مهتما بذلك، إلى أن جاءت أيام كورونا، التي فرضت علينا البقاء في منازلنا لأوقات طويلة، وهنا بدأت أكتب بعض القصص وأنشرها في وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأت قصصي تنتشر وتلاقي صدى من قبل القراء، لا سيما أن قصصي تحوي الكثير من المشاعر التي بإمكانها أن تلامس القارئ، والبعض أعجب بطريقة السرد نفسها، لذلك واصلت الكتابة والنشر في وسائل التواصل الاجتماعي، لديّ نصوص شعرية، ونصوص قصصية".
وحول الإقدام على فكرة الإصدار قال الهنائي: "الكثير من الأصدقاء شجعوني لفكرة الإصدار، ورغم أني ترددت في ذلك، فكيف لي أن أقدم كتابا بعد هذا العمر، ولكني قررت فعلا إصدار الكتاب، وجمعت النصوص التي تحمل ثيمة واحدة، وهي ثيمة الفقد والرحيل والغياب والحنين، وهي ما يمكن أن يطلق عليها ثيمة مرتبطة بالمشاعر الإنسانية التي تميل للحزن إلى حد ما، وقررت أن أجرب حظي، وهو ما أدى بي لإيجاد القبول والاجتياز من قبل القائمين على الجمعية، وكذلك الأخوة الكتاب".
لم أندم.. ولكن هل سأتحمل المسؤولية تجاه القارئ؟
ومع شعور التردد الذي كان يخالج الهنائي، كان السؤال ما إذا كانت هذه الخطوة قد تشكل ندما عليه، فأجاب: "مطلقا لست بنادم، ولكنها نعم أعطتني مزيدا من الشعور بالمسؤولية تجاه القراء، وهذا أمر ضروري، بل هو جزء من حياتنا وواجبنا في الحياة تحمل المسؤولية، لا سيما أنني من جيل اعتاد على تحمل المسؤولية وهو صغير، فقضية تحمل المسؤولية ليست جديدة ولكن السؤال الأخطر هو هل لدي ما يكفي من الطاقةإني أتحمل مسؤولية جديدة؟ وهو ما يمكنني تركه للقادم ونرى مقدرتنا على ذلك، والنية أني أشتغل على أعمال أخرى في المستقبل ولكن بتمهل شديد".
وحول تأخر الهنائي في تقديم إصداره للجمهور، قال: " يمكننا القول أن هناك خليط من من الأشياء، فأنا كنت محتاج إني أكون ناضج بما يكفي لتحمل الصدمة فيما إذا كانت الإصدار الأول لا يلاقي القبول، والمسألة الأخرى أيضا والتي أشرت إليها سابقا هي مسألة النضج، نضج التجربة، ونضج الفكرة نفسها، وأنا حقيقة متردد وخجول، واحتجت لفترة طويلة جدا لكسر حاجز الخجل وحاجز التردد، وفي فترة من الفترات حتى الكتابات التي أكتبها لا يطلع عليها أقرب المقربين لي، فمسألة إظهارها ونشرها أخذت مني وقت طويل".
لم يكن خالد الهنائي متوقع لأن يلاقي إصداره "كوب منثلم" هذا الإقبال الجماهيري، بل وحول كونه الأكثر مبيعا قال: "للأمانة أنا كنت متفاجئ جدا، ، وأنا عندي كثير من الأصدقاء في الوسط الثقافي والكتاب، وكنت مستعد لعدم الإقبال كوني عاشرت التجارب مع الكتاب، بمعنى أني كنت متوقع أن تباع 10 أو 15 نسخة فقط، ولكني شخصيا تفاجأت، يا ترى ما هو السر وراء أن الناس جاءت وأقبلت على هذا الكتاب؟ ما هو الموضوع بالضبط؟ خصوصا إنه الإصدار الأول، ولكن ربما في شيء شدهم، وأنا حقيقة لا أعرف ما هو فهل يا ترى لامس مشاعرهم؟".
لا تكونوا قاسين على الكاتب العماني
ولم يقدم الهنائي نصيحة للقارئ حيث يشعر أنه غير مخول ليقوم بنصح القارئ، ولكنه توجه بكلمة للقراء وهي: "لا تكونوا قاسين على الكتّاب، ففي الفترة الأخيرة سمعت بعض الكلمات القاسية موجهة للكاتب العماني، بأنه صارت فوضى في مسألة الكتابة، فالكل أصبح يكتب، ولكني أقول دعوا الجميع يكتبون، وعلى العكس أن أرى أن هذا دليل على أنه هناك نضج ثقافي في البلد من خلال دخول الناس لعالم الكتابة، وهناك إصدارات بدأت تنشط، ومن خلال جولتي في معرض الكتاب، وجدت هناك إصدارات متنوعة، فليس الجميع متجه للأدب أو الروايات، فهناك أيضا الإصدار العلمي، وهذا الشيء يثلج الصدر، وحقيقة نحن وصلنا إننا نكتب إصدار علمي عماني وباللغة العربية، وهذا شيء جميل جدا، أرجو ألا تستعجلوا الحكم على الآخر، ولا تكونوا قاسين على الكاتب العماني ففي النهاية من يكتبون هو إخواننا وأبناءنا، والكاتب العماني محتاج للقارىء العماني حتى يصل إلى القارئ العربي والعالمي".
وأضاف الهنائي: "الكتابة العمانية للأمانة جودتها عالية جدا، أنا أعد نفسي من المتابعين بشدة للكتاب العماني، ومتواجد في معرض مسقط للكتاب سنويا، ويمكنني القول الفترة الأخيرة هناك نضج كتابي في سلطنة عمان، ووصل إلى مرحلة إني أقرأ لكتّاب عمانيين يكتبون في وسائل التواصل الاجتماعي ليس لديهم إصدارات، ويكتبوا كنوع من البوح أو التنفيس، وهي في نظري أجمل من كتب قرأتها حتى في المعارض، وحاليا أنا أقرأ نص غير منشور لأحد الكتاب الشباب، وهو نص رائع ومستمتع جدا بالقراءة، والكاتب هذا شاب صغير في العشرينات، ومندهش أنا لكتابة شاب صغير بهذا السبك الجميل، وبهذه اللغة والخيال، وكأني أقرأ لكاتب عالمي ".