تعزيز التنمية البشرية من خلال الابتكار والذكاء الاصطناعي.. جلسة حوارية بمؤتمر العالمي للسكان
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
نظمت وزارة الصحة والسكان، جلسة حوارية تحت عنوان "الابتكار في مقاييس التنمية البشرية: استخدام البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي في تتبع تقدم التنمية"، وذلك ضمن فعاليات النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC'24)، والذي يعقد برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، تحت شعار «التنمية البشرية: من أجل مستقبل مستدام»، بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الجلسة تناولت عدة نقاشات شملت تأثير الرقمنة على التنمية البشرية وكيفية تعظيم الاستفادة من استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية المستدامة، وكذا مناقشة الاستفادة من البيانات المتعلقة بمؤشر التنمية البشرية.
ومن جانبها، أكدت الدكتور عبير شقوير، مساعد الممثل المقيم وقائد فريق النمو الشامل والابتكار ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن الذكاء الاصطناعي يعد سلاحاً قوياً في التنمية المستدامة، موضحة أن استخدامه ساهم في تعزيز سبل الوصول إلى اللقاحات للتصدي لفيروس كورونا، حيث أجريت الكثير من الدراسات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل المرض في دول إفريقيا،مؤكدة ضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة للمراقبة اللحظية لمؤشرات التنمية البشرية.
ومن جهته، أكد الدكتور أحمد طنطاوي، المدير التنفيذي لمركز الابتكار التطبيقي، ضرورة الاستثمار في قطاعي الصحة والتعليم من خلال رفع كفاءة المؤسسات التعليمية لضمان جودة التعليم وتوفير بيئة تعلم فعالة وتزويد الطلاب بالمعرفة، بما يتواكب مع متطلبات سوق العمل في المستقبل،مشيراً إلى أن الاستثمار في تطوير منظومة التعليم وتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم ركيزتين أساسيتين لتنفيذ محاور التنمية البشرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزارة الصحة والسكان جلسة حوارية البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية التنمية البشرية السيسي التنمیة البشریة
إقرأ أيضاً:
حروب بلا جنرالات.. كيف تعيد المسيّرات والذكاء الاصطناعي رسم خرائط القوة والردع؟
في زمن يتقاطع فيه الذكاء الاصطناعي مع الدمار، وتحل المسيرات محل الجيوش الجرارة، تُعاد كتابة معادلات الصراع، وتُصاغ خرائط الردع من جديد.
لم تعد الحروب تندلع فقط عبر الجنرالات، بل تشعلها خوارزميات وتديرها شبكات عصبية ذكية. ومع كل هجوم بطائرة دون طيار، وكل خوارزمية تتخذ قراراً أسرع من البشر، يتأكد للعالم أن مشهد الحروب قد دخل حقبة جديدة، لا يشبه فيها الحاضر ماضياً، ولا يبدو المستقبل إلا أكثر تعقيداً وخطورة.
وفي هذا الإطار، جاءت عملية "شبكة العنكبوت" الأوكرانية لتكشف عمق التحولات الجارية، وتدفع الخبراء إلى مراجعة أسس الردع والاستعدادات العسكرية في ضوء الابتكار التقني المتسارع.
سلّطت عملية "شبكة العنكبوت" التي نفذتها أوكرانيا في العمق الروسي، الضوء على صعود دور الطائرات المسيّرة كأداة رئيسية في الحروب المعاصرة. فرغم أن العملية أثارت ضجة إعلامية كبرى، إلا أن أثرها الاستراتيجي يبقى محل جدل، بحسب ما تراه الخبيرة العسكرية الأمريكية مارا كارلين، الأستاذة بجامعة جونز هوبكنز، والمستشارة السابقة لستة وزراء دفاع أمريكيين.
كارلين، وفي مقابلة مع مجلة "فورين بوليسي"، أشارت إلى أن تضارب الروايات حول حجم الخسائر الروسية — بين تدمير 40 قاذفة كما تزعم أوكرانيا، وعدد محدود بحسب روسيا — يجعل من الصعب تقييم الأثر الحقيقي للعملية. لكنها بالمقابل شددت على أهمية عنصر المفاجأة ودقة التخطيط الذي سبق الهجوم، وهو ما يُعزز من قيمة العملية في ميزان الحروب النفسية والاستراتيجية.
وقامت كارلين بمقارنة "شبكة العنكبوت" بهجوم إسرائيلي سابق ضد حزب الله في الخريف الماضي، والذي أسفر عن إصابة نحو ألفي عنصر من الحزب، معتبرة أن الهجوم الإسرائيلي كان أكثر تأثيراً، رغم التشابه من حيث الاستخدام المبتكر للتقنيات الحديثة. كما رأت أن المسيّرات أصبحت عنصراً فاعلاً في العديد من الجبهات، منها التصعيد بين إسرائيل وإيران، وكذلك التوتر بين الهند وباكستان، مما يؤكد أنها أداة عالمية في إعادة تشكيل الصراعات.
الذكاء الاصطناعي.. أداة تعقيد أم تفوّق؟أما في ما يخص الذكاء الاصطناعي، فقد اعتبرته كارلين عاملاً مضاعفاً للسرعة والفهم في ساحات القتال، لكنه في الوقت ذاته يطرح تهديدات على صعيد اتخاذ القرار. فالتكنولوجيا، برأيها، تفرض على القادة اتخاذ قرارات في توقيتات قصيرة، أشبه بلعبة شطرنج بين حاسوبين خارقين، مما قد يؤدي إلى اندلاع حروب دون تفكير كافٍ في التبعات.
وتقول: "أشعر بالقلق من تسريع الذكاء الاصطناعي لدورات اتخاذ القرار بشكل مفرط. قد تجد أشخاصاً يقررون تحت ضغط، دون التروي اللازم، وهو ما قد يفتح الباب أمام كوارث عسكرية غير محسوبة".
رغم ذلك، ترى الخبيرة أن الذكاء الاصطناعي قد يمنح الدول الصغيرة فرصاً جديدة، خاصة من خلال شبكات التحالفات الذكية، لكنه سيظل في خدمة الدول التي تحسن استثماره وتطوير بنيتها المؤسسية حوله.
الردع النووي وتزايد الشكوكفي سياق متصل، أوضحت كارلين أن الحديث عن الأسلحة النووية عاد بقوة، لا سيما في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث بدأت ترتفع الأصوات في دول مثل كوريا الجنوبية واليابان وألمانيا وبولندا تطالب بامتلاك "قدرات نووية كامنة". حتى السويد، المعروفة بحيادها، شهدت نقاشات سياسية في الاتجاه ذاته.
ويأتي هذا القلق نتيجة تآكل الثقة في المظلة النووية الأمريكية، ما يطرح علامات استفهام حول فعالية الردع الممتد الذي لطالما شكل أحد أعمدة الاستقرار العالمي بعد الحرب العالمية الثانية.
وبنظرة أوسع، ترى كارلين أن فهمنا لمفهوم الحرب يجب أن يتجاوز التكتيكات العسكرية، ليشمل التأثيرات التقنية والاجتماعية والاقتصادية، تماماً كما كانت الثورات الصناعية والزراعية والديمقراطية محطات مفصلية في تاريخ البشرية.
عودة محتملة لفكرة “الحرب الشاملة”وفي ضوء التصعيد في أوكرانيا والشرق الأوسط، تحذر الخبيرة من عودة سيناريو "الحرب الشاملة"، بما يتضمنه من استعدادات تقليدية ونووية. وتقول إن الاقتصار على مكافحة الإرهاب لم يعد كافياً، وأن الجيوش بحاجة إلى إعادة هيكلة استعداداً لصراعات أوسع وأكثر تقليدية.
أما الولايات المتحدة، فرغم تفوقها التكنولوجي، إلا أن كارلين ترى أن استعدادها غير مكتمل، في ظل تراجع الكفاءات المدنية في وزارة الدفاع، مما يؤثر على قدرتها على التخطيط الاستراتيجي طويل الأمد.
كما شككت في جدوى مشروع "القبة الذهبية"، الذي يجري الترويج له حالياً، نظراً لتكلفته العالية، وتعارضه مع الفلسفة العسكرية الأمريكية التي اعتادت على الردع الاستباقي لا الدفاع الثابت.
الصين.. القفزة الكبرى في سباق التسلحوفي الملف الصيني، أبدت الخبيرة قلقاً من التسارع الكبير في تطوير القدرات النووية والبحرية والفضائية والسايبرية لدى الجيش الصيني. كما حذرت من غياب الحوار العسكري بين واشنطن وبكين، في وقت يتصاعد فيه التوتر حول تايوان، التي تطمح الصين للسيطرة عليها عسكرياً بحلول عام 2027.
وهكذا يبدو أن العالم يقف على أعتاب مرحلة جديدة من الصراعات، حيث لم تعد القوة الصلبة وحدها كافية، ولم يعد التفوق التكنولوجي محصوراً بالدول الكبرى. فالمعادلة تتغيّر، والتاريخ يعيد كتابة نفسه بأدوات جديدة وأخطار أعظم. وبينما تتقدم المسيرات وتخترق الخوارزميات جبهات القتال، يبقى السباق مفتوحاً على مستقبل غامض، ترسم ملامحه طائرات بلا طيار، وعقول إلكترونية أسرع من الضوء… وأخطر من الحرب نفسها.