صدام حسين ومنع الكويت لـكول أوف ديوتي.. قصة ألعاب صنعت أزمات
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
قبل أيام من انطلاق موسم جديد من لعبة الفيديو الشهيرة "كول أوف ديوتي"، تم حظرها في دولة الكويت، دون إبداء السبب، لكنه على ما يبدو مرتبط بحقبة مظلمة من التاريخ السياسي للبلد الخليجي.
وتتناول اللعبة شخصية الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وجزءاً من تاريخ غزو جيشه للكويت عام 1990.
ولم تعترف الكويت رسمياً بحظر اللعبة، التي تعدّ منتجاً رئيساً للشركة المطورة "أكتيفيجن" المملوكة لمايكروسوفت، ويرتقب هواة اللعبة إطلاقها الجمعة المقبل، وستكون متوفرة على أرفف المتاجر حول العالم.
لكن شركة "أكتيفيجين" الحظر الكويتي بالقول "نأسف للإعلان أن السلطات الكويتية لم توافق على إصدار لعبة Call of Duty: Black Ops 6 في المنطقة، بالتالي لن تكون اللعبة متاحة للشراء حالياً في الكويت".
"وسيتم إلغاء جميع الطلبات المسبقة وإعادة المبالغ المستحقة إلى نقاط الشراء الأصلية"، كما أورد بيان للشركة نشرته شبكة "آي جي إن" الإعلامية المختصة بألعاب الفيديو في 17 أكتوبر الحالي.
وأعرب متحدث باسم الشركة لـ"آي جي إن" عن أمله بأن تعيد السلطات الكويتية النظر في القرار في المستقبل القريب، مما يتيح للاعبين الكويتيين فرصة الاستمتاع بتجربة Black Ops الجديدة".
ولم تقدم الشركة الأميركية تفاصيل واضحة بشأن الأسباب الدقيقة للحظر الكويتي، لكن شبكة "آي جي إن" رجحت أن يكون السبب ورود أحداث في اللعبة تتعلق بحرب الخليج الثانية.
"كول أوف ديوتي" أو نداء الواجب، سلسلة ألعاب قتالية (بإطلاق النار) من نوعية "تصويب منظور الشخص الأول". انطلقت عام 2003، بأحداث تقع خلال الحرب العالمية الثانية، ثم حملت نسخها الجديدة وقائع حروب حديثة.
وبمرور الزمن، توسعت "كول أوف ديوتي" لتصبح إمبراطورية تقدّر قيمتها بمليارات الدولارات، بحسب أسوشيتد برس.
وانطلقت السلسلة على الكمبيوتر الشخصي، ثم امتدت لتشمل أنظمة الألعاب والأنظمة المحمولة.
منظور الشخص الأول: نوع من ألعاب الفيديو التي لا يرى فيها اللاعب الشخصية التي يتحكم بها في حالة ألعاب القتال أو المغامرة، أو لا يرى المركبة التي يقودها (لأنه يكون داخلها)، وأغلب ألعاب التصويب تكون من منظور الشخص الأول، أي أنّه يرى من خلال عيون الشّخصية التي يُمثلها.(ويكيبيديا)
والنسخة الجديدة "كول أوف ديوتي بلاك أوبس 6" فيلم إثارة وجاسوسية تدور أحداثه في أوائل تسعينيات القرن العشرين، وهي فترة انتقالية واضطرابات في السياسة العالمية، تتميز بنهاية الحرب الباردة وصعود الولايات المتحدة كقوة عظمى واحدة، مع سرد محير للعقل وغير مقيد بقواعد الاشتباك، بحسب وصف مايكروسوفت وشبكة "آي جي إن".
وفي هذا الإعلان الترويجي للعبة، يبدأ بصور أرشيفية لصدام حسين والرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وإسقاط جدار برلين، تتلوها عبارة "الحرب الباردة انتهت"، ثم مقاطع قتالبة تتخللها عبارات من اللعبة حول شن حرب على الديكتاتور العراقي واستهداف مواقع إستراتيجية تابعة لنظامه.
كما أظهرت مقاطع الترويج للعبة حقول النفط المحترقة، مما يُعد وفق وصف أسوشيتد برس "تذكيراً مؤلماً للكويتيين الذين شهدوا إحراق العراقيين لهذه الحقول، وتسبب في أضرار بيئية واقتصادية هائلة، إذ تضررت أو أُضرمت النار في أكثر من 700 بئر نفطي".
وتظهر أيضاً في اللقطات التي أصدرها المطورون قسم اللعب الجماعي في اللعبة، وهو ميزة شائعة في السلسلة، ما يبدو أنه معركة في الصحراء في الكويت تسمى "سكود" نسبةً إلى الصواريخ السوفيتية التي أطلقها صدام حسين خلال حرب الخليج الثانية، وكذلك ظهر مستوى آخر يدعى "بابل"، نسبةً إلى المدينة العراقية الأثرية.
ألعاب "قَتَلت" وأخرى حُظرتوخلال السنوات القليلة الماضية، أثارت العديد من ألعاب الفيديو الجدل أو تم حظرها في دول مختلفة حول العالم، وكذلك تمت مطالبات بحظرها نتيجة حالات انتحار كان بينها أطفال، مثل ألعاب "تحدي الحوت الأزرق" بين عامي 2016 و2017 و"دوكي دوكي ليتراتشال كلوب" عام 2017.
ورأت لعبة "الحوت الأزرق" النور عام 2015 من قبل أشخاص مجهولين على وسيلة "في كونتاكت" للتواصل الاجتماعي في روسيا، التي تضم نحو 410 مليون عضو مسجل لتكون بذلك وسيلة التواصل الخامسة في العالم من حيث الشعبية والانتشار.
وبدأ الحديث عن اللعبة في مايو 2016 إثر تحقيق قامت به صحيفة "نوفايا غازيتا" التي اهتمت بظاهرة الانتحار في صفوف المراهقين الروس.
وحين عكفت على دراسة الإحصائيات، وجدت أن أكثر من مئة طفل روسي انتحروا بين نوفمبر 2015 وأبريل 2016، كانوا جميعهم أعضاء في مجموعات افتراضية على علاقة بلعبة "الحوت الأزرق" بشكل أو بآخر.
وكان يتعين على اللاعب القيام بسلسلة من التحديات عددها 50 بمعدل تحد يومياً، تضمنت أن يضرب اللاعب نفسه أو يجرح نفسه بالِمشرط أو أن يشاهد فيديوهات مخيفة على الساعة الرابعة فجرا أو يصعد فوق رافعة أو يجلس فوق بناء شاهق مع تدلية الرجلين في الهواء، حتى يصل الأمر لأن يُطلب منه ربط حبل حول عنقه أو ينتحر مع وعد بأنه "سيتحول لحيوان متطور يتحرر من ضغوط الأرض"، وفق ما نشرت "يورو نيوز".
أما لعبة "Doki Doki Literature club" فرجحت مصادر عديدة ارتباطها بحالات انتحار لبعض اللاعبين، بسبب تناولها موضوعات نفسية عميقة، كما تسببت للبعض بمرض الاكتئاب والاكتئاب الحاد، أو الميل الشديد للعُزلة.
وفي حينه، أصدرت بعض المدارس خصوصاً في بريطانيا، تحذيرات للأهل والآباء بشأن محتوى اللعبة وكنها تشكل خطراً على الصحة، علماً بأن اللعبة نفسها تتضمن تحذيرات صريحة قبل البدء فيها أو مراقبة اللاعبين إن كانوا مراهقين أو أطفالاً من قبل ذويهم.
وفي 2019، حظرت الصين لعبة "ديفوشين Devotion" لأنها حملت تلميحاً ساخراً عن الرئيس شي جينبينغ، عن طريق بيضة عيد الفصح التي قارنته بشخصية "Winnie the pooh".
وحُظرت لعبة "ببجي" الشهيرة في الهند ونيبال عام 2018، بسبب القلق من المحتوى العنيف وطبيعة اللعبة المؤدية لإدمان اللعب عليها، ورجحت مصادر حينها أن يكون السبب جيوسياسي لأن اللعبة صينية، بالإشارة للمشاكل لنزاعات حدودية بين الهند والصين، أعلنت بكين الثلاثاء أنها توصلت لاتفاق مع الهند بشأنه.
وحظرت كل من اليابان وأوكرانيا وإندونيسيا، لعبة "مورتال كومبات 11" بسبب المشاهد العنيفة والدموية، وأخرى حملت رموزاً دينية، مما أثار الجدل في هذه الدول، بحسب تقرير لموقع "ذا غيمر".
وعام 2022 حظرت كل من الإمارات والأردن لعبة "روبلوكس" لأنها بحسب سلطات البلدين سمحت بوصول الأطفال لمحتوى "غير مناسب وضار بهم" وكذلك تسهيل وصول "متحرشين عبر الإنترنت" وممارسة ما يشبه القمار بين القاصرين.
وبالعودة إلى دولة الكويت، فقد حظرت سنة 2015 لعبة "ذا أوردر: 1886"، بحسب شبكة "آي جي إن" بسبب مشاهد العنف الشديد فيها، وكذلك حظرتها المملكة السعودية في حينه.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: ألعاب الفیدیو کول أوف دیوتی آی جی إن
إقرأ أيضاً:
هكذا صنعت أميركا حربا هوليودية في أفغانستان وقتلت عائلات المقاتلين العرب
ووفقا لما قاله ولد الوالد في حلقة 2025/6/22 من برنامج "مع تيسير"، فقد نفذت القوات الأميركية إنزالين جويين في أكتوبر/تشرين الأول 2001، حاولت من خلالهما تحقيق نصر إعلامي أكثر من كونه عسكريا.
استهدف أحد هذين الإنزالين مقر زعيم طالبان آنذاك الملا محمد عمر، الذي كان قد تعرض لقصف أميركي أدى إلى تدميره قبل الإنزال الذي يقول ولد الوالد إنه لم يكن له أي مغزى من الناحية العسكرية.
وكان مؤسس القاعدة أسامة بن لادن على موعد مع الملا عمر في التوقيت الذي استهدف فيه الأميركيون المقر، لكن ولد الوالد قال إنهما لم يعقدا هذا اللقاء فنجوا من موت محقق.
وبعد تدمير المقر بالكامل، نفذ الأميركيون إنزالا جويا على المقر لمجرد القول إنهم نفذوا إنزالا بالمكان، ومع ذلك تعرضوا لهجوم من طالبان أدى إلى مقتل 30 أميركيا وإسقاط مروحيتين، حسب رواية المفتي السابق للقاعدة الذي أكد أنه رأى بعينيه بعض مخلفات هاتين المروحيتين.
في الوقت نفسه، كانت مجموعة أخرى من الأميركيين تنفذ إنزالا مماثلا على مطار مهجور بمنطقة رباط جعلي في أقصى جنوب أفغانستان على الحدود مع إيران، رغم أن طالبان والقاعدة لم تكونا تمتلكان وجودا فيه ولا في المنطقة كلها، كما يقول ولد الوالد.
ولم يكن للمطار قيمة تذكر -حسب الوالد الوالد- لأنه لم يكن يستخدم إلا من جانب بعض الأمراء الخليجيين الذين كانوا يهبطون فيه للقيام برحلات صيد في المنطقة ليس إلا.
لكن الأميركيين تكبدوا خسائر كبيرة في هذا الإنزال أيضا، وذلك على يد مجموعة من المقاتلين البلوش يقول ولد الوالد إن طالبان سمحت لهم بالإقامة داخل هذا المطار حتى لا يقعوا في يد حكومات بعض دول الجوار التي كانت تتتبّعهم.
واللافت في هذه المواجهة الدامية التي انتهت بمقتل مجموعة البلوش كلها عدا واحدا، ومقتل 70 أميركيا وجرح عدد كبير منهم، وفق ما نقله ولد الوالد عن الناجي الوحيد من المقاتلين البلوش، أن ما حدث في ذلك اليوم -يضيف ولد الوالد- أن الأميركيين لم يكونوا على علم بوجود المقاتلين البلوش في المطار ولا البلوش كانوا يعرفون بالإنزال الأميركي الذي شمل إنزال مدرعات قتالية من الجو، إلا عندما التقى الطرفان وجها لوجه ومن دون أي ترتيب سابق، وانخرطا في القتال.
إعلان
قتل عائلات المقاتلين العرب
وإلى جانب سعي الأميركيين لتنفيذ عمليات قتالية يصفها ولد الوالد بالهوليودية، اتجه تركيزهم على قتل وترويع عائلات المقاتلين العرب الذين كانوا يعيشون في قندهار أو العاصمة كابل.
وبدأت عمليات قتل العائلات بقصف بيوت بعض العاملين في مؤسسة الوفاء الخيرية رغم أنهم لم يكونوا يشاركون في أي نشاط عسكري.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2001، قصف الأميركيون بيوت بعض هؤلاء الموظفين الذين يقول ولد الوالد إن عدم التزامهم بالتخلّي عن هواتف "الثريا" كان السبب الرئيسي في رصدهم وتتبعهم.
وبدأت "مجزرة العائلات"، كما يسميها ولد الوالد، بقصف بيت واحد من موظفي مؤسسة الوفاء بمدينة قندهار، فأدى ذلك إلى خروج عدد من كبير من عائلات المقاتلين العرب الذين ظنوا أنهم باتوا مرصودين.
ومن هذا المنطلق، خرجت مجموعة من بيوتها إلى مكان آخر لكن الطائرات الأميركية رصدتهم في الطريق، وعندما وصلوا تم قصفهم بصاروخين أحدهما استهدف مجموعة كانت قد دخلت أحد البيوت والآخر استهدف من كانوا لا يزالون داخل السيارة، حسب ولد الوالد.
ودفعت هذه العملية آخرين إلى الخروج باتجاه قرية بنجواي البعيدة عن قندهار هربا من الملاحقة، لكنهم عندما وصلوا وأبلغوا الموجودين بالقرية بما حدث خشي كثيرون وصول الأميركيين خلفهم، فقرروا الخروج إلى الصحراء.
غير أن الأميركيين لاحقوهم في الصحراء وأوقعوا مقتلة في صفوف هذه العائلات التي وجدت جثثها أشلاء متناثرة في الصحراء، كما يقول ولد الوالد مؤكدا أنهم ضربوا بعنف متعمد وبذخائر لا يمكن أن تكون عادية.
وحاولت الولايات المتحدة من خلال هذه المجازر التي تزايدت لاحقا ضد المدنيين دفع الناس إلى الخروج على حركة طالبان وإجبارها على تسليم الحكم، برأي المفتي السابق للقاعدة الذي قال إن هذه الأمور ساعدت بالفعل في إسقاط الحركة.
واعتمدت القوات الأميركية قتل النساء والأطفال وركزت بشدة على ترويعهم أيضا من خلال أصوات المقاتلات وكثافة القصف خصوصا أثناء النوم، وهو ما ألحق بهم صدمات نفسية عنيفة، إذ أصابت كثيرين بالصرع، وفق ولد الوالد.
خطأ القاعدة
لكن بشاعة هذه المجازر لا ترفع العبء عن تنظيم القاعدة الذي قال مفتيه السابق إنه ورط العائلات في هذه المعركة التي ما كان لهم أن يكونوا على أرضها، مؤكدا أنهم ذاقوا ويلات القتل والترويع وكانت حمايتهم ومحاولات إخراجهم من أفغانستان مرهقة ومكلفة ومهينة ومحفوفة بالمخاطر.
فقد حملت عمليات تهريب العائلات رعبا وتمزقا أسريا، حتى إن المقاتل لم يكن يعرف أين ستذهب أسرته لكنه كان يهتم فقط بإخراجهم من أفغانستان التي تحولت إلى ساحة قتل لا يتوقف، كما يقول ولد الوالد الذي أكد أن الأميركيين صبوا جلّ نيرانهم على عائلات المقاتلين العرب.
26/6/2025-|آخر تحديث: 09:17 (توقيت مكة)