جلسة حوارية بنادي خصب تعزز مفهومي الوطنية والمواطنة
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
في أمسية ثقافية احتضنها نادي خصب، نظم صالون مسندم الثقافي جلسة حوارية بعنوان "الوطنية والمواطنة"، سعت إلى تعزيز فهم عميق لمفاهيم الوطنية والمواطنة بين الشباب العُماني، والحفاظ على الهوية الثقافية الأصيلة. كانت الجلسة فرصة لتسليط الضوء على أهمية القيم الوطنية وتعميق روح المسؤولية الاجتماعية، في ظل التحديات الفكرية التي تواجه المجتمعات الحديثة.
وشارك في هذه الفعالية التربوي عبدالرحيم بن عبدالله الشيزاوي، الذي استهل حديثه بتقديم رؤية متكاملة حول مفهومي الوطنية والمواطنة، موضحًا أن الوطنية ليست مجرد شعور، بل هي إحساس عميق بالانتماء والولاء للوطن، يظهر من خلال حب الوطن والالتزام بحمايته والدفاع عنه مهما كانت الظروف. واعتبر أن المواطنة هي الجانب العملي لهذا الشعور، تتجلى من خلال التزام الفرد بالقوانين والمشاركة الإيجابية في مختلف مناحي الحياة المجتمعية، بما يسهم في بناء مجتمع متماسك ومتآزر.
وأضاف الشيزاوي أن تحقيق المواطنة السليمة يتطلب من كل مواطن الالتزام بواجباته نحو الوطن، مثل احترام القوانين والمشاركة الفعالة في تنمية المجتمع، مع الالتزام بالقيم الأخلاقية والتعاون لتحقيق المصلحة العامة. وأكد أن المواطنة ليست مجرد حقوق يتمتع بها المواطن، بل هي مسؤوليات وواجبات يجب على الجميع الوفاء بها. كما أشار إلى الدور الأساسي للأسرة في تربية جيل واعٍ ومحب للوطن، موضحًا أن الأسرة هي المؤسسة الأولى التي تُغرس فيها القيم والمبادئ، وأن تعليم الأطفال حب الوطن يبدأ من تقديم القدوة الحسنة والتربية على الانضباط والاحترام.
من جانبه، تناول وليد بن أحمد بن محمد الشحي، المدير المساعد لتقويم تعلم الطلبة، أبعاد المواطنة، مبينًا أنها علاقة وثيقة تربط الفرد بوطنه، وتشمل حقوقًا تضمنها الدولة كالأمن والصحة والتعليم، إلى جانب واجبات يلتزم بها المواطن من خلال حماية وطنه والمساهمة في تقدمه. وأكد الشحي على أن الوطنية تعكس مدى ارتباط الفرد بجذوره، سواء كانت دينية أو أسرية أو ثقافية، مشددًا على أن الوطنية هي الروح والمواطنة هي الجسد، وأنهما معًا يساهمان في تشكيل المواطن الصالح.
وتطرق الشحي أيضًا إلى أهمية تعزيز القيم الوطنية من خلال المنظومة التعليمية، مشيرًا إلى دور التربية في غرس مفاهيم الحقوق والواجبات، وتعليم المبادئ الاجتماعية والثقافية التي تسهم في بناء شخصية الإنسان العُماني المبدع والمبتكر. وأكد أن المؤسسات التعليمية والتربوية لها دور كبير في إعداد الأجيال القادمة عبر الأنشطة والبرامج التي تعزز من روح المواطنة وتعمق من فهم الشباب لأهمية الحفاظ على الهوية العُمانية الأصيلة.
وفي سياق حديثه، شدد الشحي على ضرورة التركيز على بناء مواطن رقمي مؤثر، يحمل هويته العمانية ويفتخر بها، ويكون قادرًا على التفاعل الإيجابي والانفتاح على الآخرين، ملتزمًا بأخلاقيات الحوار وتقبل النقد. ودعا إلى أن يكون المواطن العُماني مثالًا يُحتذى به في كل المحافل، سواء كانت على منصات التواصل الاجتماعي أو في المحافل الدولية، بما يعكس الصورة الإيجابية لوطنه.
وفي ختام الجلسة، شدد المتحدثان على أن الوطنية والمواطنة ليستا مجرد شعارات تتردد في المناسبات، بل هما قيم حيّة تتطلب العمل الجاد والمتواصل لبناء مجتمع قوي ومتحد، قادر على مواجهة التحديات والتغيرات المتسارعة. وأكدا أن تعزيز مفهوم المواطنة لدى الأجيال الجديدة هو مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمؤسسات التعليمية والمجتمع، لضمان مستقبل مشرق ومستدام لعُمان وأبنائها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الوطنیة والمواطنة أن الوطنیة من خلال
إقرأ أيضاً:
ندوات حوارية لبناء وعي النشء ومواجهة التحديات المجتمعية بالمنيا
أكد اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، أن بناء وعي الشباب والنشء يمثل أولوية قصوى في استراتيجية الدولة، باعتبارهم حجر الزاوية في بناء المستقبل، وشركاء فاعلين في عملية التنمية.
وقال المحافظ إن تمكين الشباب معرفيًا وثقافيًا، وتعزيز قدراتهم على مواجهة التحديات، لا يتحقق إلا من خلال الحوار المباشر والانفتاح على القضايا المجتمعية، موجها بتكثيف اللقاءات التثقيفية لتعميق الفهم بالقضايا التي تمس واقع الأسرة والمجتمع.
وأوضحت ماريه نعيم مدير إدارة الشباب والطلاب بالمحافظة أنه تم تنفيذ 32 لقاءً خلال شهري أبريل ومايو ضمن سلسلة من اللقاءات الحوارية بمختلف مراكز وقرى المحافظة، تناولت اللقاءات مناقشة عدد من القضايا الاجتماعية والظواهر السلبية، في مقدمتها: الإدمان وتعاطي المخدرات، الزيادة السكانية وزواج القاصرات، الهجرة غير الشرعية، الابتزاز الإلكتروني، وتنمية السلوك الإيجابي والمشاركة المجتمعية، وذلك بالتعاون مع الأزهر والكنيسة، ومديرية الصحة، والمجلس القومي للسكان.
ودعت اللقاءات الشباب إلى المشاركة الإيجابية في المبادرات الوطنية والأنشطة المجتمعية، بما يعزز لديهم روح الانتماء والولاء، ويستثمر طاقاتهم ومواهبهم في دعم مسار التغيير الإيجابي داخل المجتمع المحلي، مع التأكيد على دورهم في تصحيح سلوكيات النشء وتحفيز ثقافة الوعي والانضباط.