معجزة رسول الله.. قصة تدفق نبع الماء بين يديه الشريفة
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أن حياة القلوب والأرواح إذا كان منبعها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كذلك نبع الماء الذي هو سبب حياة الأبدان من بين أصابعه الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : « كنا نعد الآيات بركة، وأنتم تعدونها تخويفا، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر فقل الماء، فقال : اطلبوا فضلة ماء، فجاءوا بإناء فيه ماء قليل، فأدخل يده في الإناء، ثم قال: حي على الطهور المبارك والبركة من الله.
وتابع: قال الإمام القرطبي رحمه الله : قضية نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وآله وسلم تكررت منه صلى الله عليه وآله وسلم في عدة مواطن، في مشاهد هظيمة، ووردت من طرق كثيرة، يفيد مجموعها العلم القطعي المستفاد من المتواتر المعنوي، ولم يسمع بمثل هذه المعجزة من غير نبينا صلى الله عليه وآله وسلم؛ حيث نبع الماء من بين عظمه وعصبه ولحمه ودمه.
وأضاف: وقد استجاب الحجر لضربته الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم يوم الخندق، ولم يعص حبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فصار له رملا متفتتا، وقد عجز أصاحبه أن يفتتوا منه جزءا يسيرا، فعن أيمن المخزومي رحمه الله قال : « أتيت جابرا رضي الله عنه فقال : إنا يوم الخندق نحفر، فعرضت كدية شديدة، فجاؤوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا : هذه كدية عرضت في الخندق، فقال : أنا نزال ثم قال، وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا، فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم المعول، فضرب في الكدية فعاد كثيبا أهيل ـ أو أهيم ».
فيما نطقت الشاة بعد ذبحها وشيها محبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وخوفا عليه، فأخبرته أنها مسمومة، فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه برفع أيديهم عنها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه : « أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشاة مسمومة فأكل منها، فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فسألها عن ذلك ؛ فقالت : أردت لأقتلك. قال : ما كان الله ليسلطك علي » ، وفي حديث جابر رضي الله عنه : « قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ارفعوا أيديكم، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليهودية، فدعاها. فقال لها : أسممت هذه الشاة ؟ قالت اليهودية : من أخبرك ؟ قال : « أخبرتني هذه في يدي » للذراع.
واستطرد جمعة أنه قد تكرر إخبار الشاة بعد ذبحها وطبخها كذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم خوفا عليه، وحبا له؛ حيث خشيت أن يدخل جوفه الشريف صلى الله عليه وآله وسلم طعام فيه شبهة، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه مروا بامرأة فذبحت لهم شاة، واتخذت لهم طعاما، فلما رجع قالت : يا رسول الله، إنا اتخذنا لكم طعاما، فادخلوا فكلوا، فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، وكانوا لا يبدؤون حتى يبتدئ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقمة فلم يستطع أن يسيغها. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : هذه شاة ذبحت بغير إذن أهلها، فقالت المرأة، يا نبي الله، إنا لا نحتشم من آل سعد بن معاذ، ولا يحتشمون منا، نأخذ منهم ويأخذون منا » .
وانتهى جمعة كما كانت الحيوانات تجل ذكره، وتهابه وتحبه حتى في عدم حضرته، فعن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ركبت البحر، فانكسرت سفينتي التي كنت فيها، فركبت لوحا من ألواحها، فطرحني اللوح في أجمة فيها الأسد. فأقبل إلى يريدني. فقلت : يا أبا الحارث ، أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فطأطأ رأسه وأقبل إلي، فدفعني بمنكبه حتى أخرجني من الأجمة، ووقفني على الطريق، ثم همهم، فظننت أنه يودعني. فكان ذلك آخر عهدي به » .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الماء صلى الله عليه وآله وسلم ا رسول الله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نبع الماء رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم النبی صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه من بین
إقرأ أيضاً:
بعثة حج الجمعيات الأهلية تنظم زيارات لـ الروضة الشريفة .. صور
نظمت بعثة حج الجمعيات الأهلية زيارات لحجاجها إلى الروضة الشريفة بالمسجد النبوي، حيث تم اصطحاب الحجاج من فنادقهم إلى منطقة التجمع المخصصة داخل الحرم، تمهيدًا للدخول إلى الروضة وفق جدول منظم.
وحرص المشرفون والمشرفات على مرافقة الحجاج خطوة بخطوة، في مشهد يعكس اهتمامًا بالغًا من البعثة بتيسير رحلة الزيارة، وضمان دخول هادئ ومنظم إلى هذا المكان المبارك.
وتولّت المشرفات مرافقة السيدات حتى داخل الروضة الشريفة، فيما اصطحب المشرفون الرجال الحجاج من الرجال، وظلوا إلى جوارهم طوال فترة الزيارة.
ولم تغفل البعثة الاهتمام بكبار السن وذوي الإعاقة، حيث حرص المشرفون والمشرفات على الاستفادة من التيسرات الحديثة التي وفّرتها السلطات السعودية لخدمة زوار المسجد النبوي، وذلك عبر تيسير استقلال عربات (الجولف كار) المخصصة لنقل كبار السن داخل الحرم النبوي، وصولًا إلى أقرب نقطة لدخول الروضة الشريفة، في راحة وأمان كاملين.
وشهدت الروضة لحظات إنسانية مؤثرة، إذ لم يتمالك كثير من الحجاج دموعهم حين وطأت أقدامهم هذا المكان الطاهر، الذي وصفه النبي ﷺ بأنه "روضة من رياض الجنة"، البعض دخل وهو يردد الدعاء في صمت، والبعض الآخر سجد شكرًا لله، فيما انطلقت من شفاه الجميع صلوات وسلام على الحبيب المصطفى ﷺ.
وعند الوقوف في الروضة، استودع الحجاج الله دعاءهم وأسرارهم، وهم يتضرعون بقلوب ملؤها الخشوع، راجين أن يتقبل الله منهم حجهم وأن يحقق لهم الخير والسلام في دنياهم وآخرتهم.
ودعوا الله ألا تكون هذه الزيارة آخر عهدهم بالمسجد النبوي، وأن يرزقهم العودة إليه مرات ومرات، بقلوب مؤمنة وأرواح مطمئنة.
وحرص عدد كبير من الحجاج على أداء ركعتين شكرًا لله فور وصولهم إلى الروضة، تعبيرًا عن امتنانهم العميق بأن مَنَّ الله عليهم بهذه الزيارة المباركة، التي طالما تمنوها وتضرعوا لتحقيقها.
وأشارت البعثة إلى أن هذه الزيارات تم تنفيذها بالتنسيق الكامل مع الجهات السعودية المسئولة عن تنظيم دخول الزوار للروضة الشريفة، بما يضمن الراحة والانسيابية وسهولة الحركة داخل المسجد النبوي.
وتؤكد بعثة حج الجمعيات أن هذه اللحظات الخاشعة تبقى من أسمى محطات الرحلة الإيمانية، حيث يجد الحجاج فيها سلامًا داخليًا لا يُوصف، وذكرى ستظل محفورة في قلوبهم ما داموا أحياء.