بوابة الوفد:
2025-05-20@13:49:47 GMT

خطة الجنرالات فى غزة

تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT

الهجمات التى شنتها إسرائيل هذا الخريف على الشمال فى غزة كانت تتسم بمستويات مروعة من الانحطاط.
فى أكتوبر الماضي، طلب جيورا إيلاند، هو جنرال إسرائيلى متقاعد، من إسرائيل منع الآخرين من تقديم المساعدة الواضحة لغزة، وأن على السكان الفلسطينيين أن يغادروا «إما مؤقتاً أو بشكل دائم». ولم يكن إيلاند يبالغ فى هذا، فقد أعلن: «يجب أن يُقال للناس إن أمامهم خيارين، إما البقاء والموت جوعاً، أو المغادرة»، وإذا لم يوافقوا على هذا التطهير العرقى الجماعي، فإنهم «سوف يموتون جوعاً ليس بسبب القنابل الإسرائيلية، بل لأن غزة لن تكون بها مياه».


وفى الوقت نفسه تقريبًا، أكد فى عموده فى صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية على الحاجة إلى حظر دخول الوقود إلى غزة، ندد آيلاند بالحديث عن نساء غزة «الفقيرات»، على أساس أنهن «جميعهن أمهات أو أخوات أو زوجات لقتلة حماس»، وحث إسرائيل على احتضان انتشار الأوبئة لأنها «ستقرب النصر وتقلل من الخسائر بين جنود جيش الدفاع الإسرائيلي».
وفى الآونة الأخيرة، أعد آيلاند ما يسمى «خطة الجنرالات»، والتى تأمر فيها إسرائيل المدنيين بمغادرة شمال غزة المحاصر بالكامل وتعلنها منطقة عسكرية مغلقة، مع اعتبار الباقين أهدافاً مشروعة. وقد تمسك آيلاند بنصه بعناد، معلناً : «هذا لا يعنى بالضرورة أننا سنقتل كل شخص. فلن يتمكن الناس من العيش هناك. سوف تجف المياه». والواقع أن إسرائيل منعت وصول الغذاء وغيره من الضروريات الأساسية للحياة إلى أربعمائة ألف فلسطينى متبقين شمال وادى غزة.
الفلسطينيون لا يعيشون أى نوع من الحياة، إنهم يكافحون من أجل البقاء يوماً بيوم، ويفضل البعض الموت فى المنزل بدلاً من الاضطرار إلى الانتقال مرة أخرى، لأن السلامة ليست مضمونة فى أى مكان.
لا يوجد مكان آمن فى غزة ، والفلسطينيون المنكسرون العاطفيون يقررون أن القتل فى الشمال أفضل من الذهاب إلى الجنوب للعيش فى خيمة، وحفر حفرة للذهاب إلى المرحاض. ففى مخيم جباليا المحاصر، يُحرم 18 ألف فلسطينى من الماء والغذاء والوصول إلى الرعاية الصحية.
الآن، تغطى أوامر التهجير القسرى ستة وثمانين فى المائة من غزة ، وكما لاحظ الأمين العام للأمم المتحدة : «يُحشر مليونا فلسطينى الآن فى مساحة بحجم مطار شنغهاى الدولي». ولكن النقطة الأساسية هنا هى أن غزة بأكملها أصبحت غير صالحة للسكن، وهو ما أكده تقرير جديد للأمم المتحدة وجد أن إسرائيل «نفذت سياسة منسقة لتدمير نظام الرعاية الصحية فى غزة». ووصفت الأمم المتحدة استهداف إسرائيل المتعمد والمستمر للمرافق الصحية بأنه يشكل «جريمة ضد الإنسانية تتمثل فى الإبادة». وفى مستشفى الأقصى ، احترق المرضى أحياء فى أسرتهم، وكان بعضهم لا يزال متصلاً بالتنقيط الوريدي، فى أعقاب ضربة صاروخية إسرائيلية هذا الأسبوع.
فى العادة، تبذل الدول التى ترتكب فظائع ضد المدنيين جهوداً كبيرة للتغطية عليها. لكن الهجوم الإبادى الإسرائيلى ليس مثالاً على ذلك. ونادراً ما يتم الإعلان عن نية القتل علناً دون خجل أو اعتذار فى مناسبات عديدة. ففى كل يوم، توثق مجموعة الصحفيين الفلسطينيين الناجين، التى تتقلص أعدادها باستمرار، الفظائع البشعة، بينما ينشرها الجنود الإسرائيليون على وسائل التواصل الاجتماعى للتسلية العامة.
السؤال: كيف أصبحت الفظائع الإنسانية العظيمة فى الماضى ممكنة، سواء من خلال التواطؤ النشط أو الصمت، إنها جريمة موثقة أكثر من أى جريمة أخرى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مستشفى الأقصى الأمم المتحدة د مصطفى محمود فى غزة

إقرأ أيضاً:

شركة التوصيل العالمية الأميركية.. وسيلة إسرائيل للتحكم في غزة

"شركة التوصيل العالمية" شركة أميركية خاصة تعنى بتقديم الخدمات اللوجستية والأمنية والمساعدة في حالات "الطوارئ الإنسانية المعقدة الناجمة عن الحرب والصراعات والكوارث الطبيعية"، حسبما تذكر في موقعها الرسمي.

وتقدم خدماتها للمنظمات غير الربحية والوكالات الحكومية والشركات والأفراد، وتوظّف مواردهم الخيرية من دون الحاجة إلى بناء أنظمة وخدمات لوجستية وبنية تحتية، وتتعاون معهم لـ"إنقاذ المدنيين وتقديم المعدات الضرورية في المناطق المتأثرة" حسبما ترّوج لنفسها.

أبرز شركائها الجيش الإسرائيلي. المجلس الإسرائيلي الأميركي. الوكالة اليهودية لإسرائيل. اللجنة اليهودية الأميركية. اللجنة الأميركية اليهودية المشتركة للتوزيع. موتي كاهانا متهم بتطبيق أجندة الاستخبارات الإسرائيلية عن طريق "جمعياته الخيرية" (الفرنسية) المؤسس موتي كاهانا

مردخاي (موتي) كاهانا مقاول ورجل أعمال إسرائيلي أميركي يعتز بقوميته الصهيونية، ويدير "مشاريع خيرية" متهمة بتطبيق أجندة الاستخبارات الإسرائيلية، وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة التوصيل العالمية.

وُلد يوم 28 فبراير/شباط 1968 في القدس، وهو من أصول رومانية، إذ كان جده ديفيد كاهانا من الجيل الأول الذي حلم بتأسيس "دولة إسرائيل"، إذ شارك عام 1882 برومانيا في مؤتمر فوكشاني التمهيدي لتأسيس دولة لليهود.

في عام 1986، جنّد كاهانا في سلاح الجو الإسرائيلي، وبعد إنهائه خدمته العسكرية، قرر السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1991 بحثا عن حياة مهنية أفضل.

بدأ كاهانا حياته في الولايات المتحدة سائق سيارة أجرة، واستطاع تكوين ثروة تدريجيا، وفي تلك الفترة عمل على تطوير نفسه في مجالات متعددة، بدءا من التجارة الإلكترونية وصولا إلى صناعة الأفلام، كما استطاع تأسيس شركات عدة في قطاع خدمات النقل.

يُعرف كاهانا بأنه "رجل الأعمال المتسلسل"، إذ أسس وأدار عددا من المشاريع التجارية الناجحة، إضافة إلى شركة التوصيل العالمية التي أصبحت جزءا من إمبراطوريته الاقتصادية، واتهم باستخدامها لتحقيق النفوذ الاستخباراتي الإسرائيلي تحت غطاء العمل الخيري.

إعلان

وفي عام 2011، أسّس كاهانا منظمة "أماليا"، وهي منظمة غير حكومية تُعنى بـ"دعم وتمكين النساء المسلمات في الشرق الأوسط"، مع تركيز خاص على سوريا.

نفذت شركات كاهانا عمليات تهريب في دول عدة لصالح "إسرائيل"، من بينها تهريب الحاخام زيبولون سيمينتوف من أفغانستان عام 2021 بعد سيطرة طالبان على البلاد، وتهريب 200 طفل يهودي من أوكرانيا بالتعاون مع لجنة التوزيع اليهودية.

وفي سوريا، سهّل كاهانا تهريب عائلة يهودية من حلب إلى "إسرائيل"، كما حاول نقل ألفي مخطوطة أثرية من كنيس حلب. واتُّهمت شركته بتهريب مخطوطة توراة من اليمن عمرها 800 عام، ظهرت لاحقا بيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مما أدى إلى سجن حاخام يمني بتهمة تسهيل العملية.

المشاريع

قدمت الشركة الدعم للأوكرانيين في الحرب الروسية على أوكرانيا، ووفرت لهم المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية، ونحو ألف طن من الديزل وتكفلت بتصدير ألف طن من زيت دوار الشمس الأوكراني، إضافة إلى إدارتها مخيما للاجئين على الحدود الرومانية الأوكرانية.

واستطاعت الشركة إجلاء أفغان بطلبهم عقب سيطرة طالبان على كابل في أغسطس/آب 2021، وآخر اليهود الأفغان بالتنسيق مع السلطات الأميركية والإسرائيلية.

وذكر الكاتب الإسرائيلي شموئيل أورنيتز -في مقال نشرته مجلة "زو هديرخ" الأسبوعية الصادرة عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي- أن إسرائيل تعمل على "خصخصة الاحتلال" لتكون وحدها المسؤولة عن الفلسطينيين في غزة.

وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية استعانت بـ"شركة التوصيل العالمية" لتحقيق هذا الهدف.

وكان كاهانا من طرح خطة تتولى فيها شركته مسؤولية المساعدات الإنسانية في غزة، وإدارة ما أصبحت تُعرف بـ"الفقاعات الإنسانية" التي ستخصص لمن تبقى من الفلسطينيين في "أحياء محمية بأسوار ومحاطة بحواجز"، وتديرها فرق أمنية خاصة، ولن يسمح بدخولها إلا لمن يتخطى تحقق "الهوية البيومترية".

إعلان

وفي تصريح لموقع يديعوت أحرونوت الإسرائيلي بتاريخ 22 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أوضح كاهانا أن دور الشركة سيتمثل في "تأمين المساعدات والتأكد من وصولها إلى المدنيين من دون أن يستولي عليها" أفراد من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو "جهات إجرامية"، حسب تعبيره.

وعن الكادر العامل فيها، قال كاهانا -في مقابلة مع الصحيفة الإسرائيلية- إن "الشركة يعمل فيها جنود سابقون من وحدات النخبة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، والقاسم المشترك بينهم هو أن لا أحد منهم يهودي".

وقد أطلق كاهانا تهديدات لسكان غزة قائلا: "لا يحاولنّ أحد استفزازنا، أؤكد لكم أن الرد سيكون سريعا، وستدركون أن ثمة إدارة جديدة تُشرف على المنطقة".

وقال رجل الأعمال الإسرائيلي الأميركي إن تكلفة المشروع الذي تقترحه شركته لتأمين وتوزيع المساعدات في القطاع تُقدَّر بنحو 200 مليون دولار على مدى 6 أشهر، معتبرا أن هذا المبلغ "معقول جدا" مقارنة بما وصفه بـ"الإنفاق الأميركي الفاشل" على مرفأ مؤقت للمساعدات (يقصد ما عرف بميناء غزة العائم، الذي بناه الجيش الأميركي في مايو/أيار 2024) الذي كلف واشنطن 320 مليون دولار، وفككته بعد أقل من شهرين.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: إسرائيل سمحت بإدخال 100 شاحنة مساعدات لغزة
  • 22 دولة تطالب إسرائيل باستئناف دخول المساعدات إلى غزة
  • بريطانيا وفرنسا وكندا تلوح بفرض عقوبات على إسرائيل
  • 22 دولة تطالب إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة فورا
  • ذي هيل: تجنب ترامب زيارة إسرائيل إشارة إلى أن نتنياهو لم يعد حليفا
  • ذي هيل: تجنب ترامب زيارة إسرائيل إشارة أن نتنياهو لم يعد حليفا
  • مكتب الأمم المتحدة يُجري مناقشات مع إسرائيل بشأن مساعدات غزة
  • الأونروا: إسرائيل قتلت أكثر من 300 من موظفينا في غزة
  • الأورومتوسطي: “إسرائيل” صعدّت جريمة الإبادة بغزة عقب الإفراج عن الجندي “ألكسندر “
  • شركة التوصيل العالمية الأميركية.. وسيلة إسرائيل للتحكم في غزة