السودان…هكذا يفاقم تدفّقُ الأسلحة من الخارج الأزمةَ الإنسانية
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
وفقًا لتقرير منظمة العفو الدولية، تُؤجّج شحنات أسلحة من ست دول، منها الإمارات واليمن، الحرب الأهلية السودانية المستمرة منذ 18 شهرًا. ورغم الحظر الأممي على إقليم دارفور، تصل الأسلحة لطرفي النزاع، مما يسهم في تأزم الأوضاع الإنسانية وارتفاع أعداد الضحايا..
التغيير: وكالات
تؤجّج شحنات الأسلحة الواردة من ست دول، منها الإمارات العربية المتّحدة، واليمن، وروسيا، الحرب والأزمة الإنسانية اللتان تعصفان بالسودان منذ ثمانية عشر شهرًا.
كشف التحقيق نقل آلاف الأسلحة إلى السودان، وصل بعضُها إلى منطقة دارفور غرب البلاد، رغم الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على الإقليم.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حربًا أهلية عنيفة بين الجيش السوداني، بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية للجنرال محمد حمدان دقلو الشهير باسم حميدتي. ولقد أدّى هذا النزاع إلى إغراق أكثر من نصف سكان البلاد في حالة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقا للأمم المتحدة، التي تتهّم الطرفين المتنازعين بارتكاب جرائم حرب. وتعد حصيلة الخسائر البشرية المسجّلة غير مسبوقة في المنطقة، بإحصاء أكثر من عشرة ملايين نازح ونازحة، وعشرات الآلاف من القتلى.
واستناداً لتقرير صادر عن منظمة العفو الدولية،”بحسب تقرير نشره موقع SWI swissinfo.ch الجمعة، تتغذّى هذه الحرب الدامية من تدفّق مستمر للمعدّات العسكرية من الخارج. ومن خلال تحليل ما يقارب ألفي ملف شحن وآلاف الصور الخاصة بالنزاع المسلح، اقتفت المنظمة غير الحكومية أثر الأسلحة الموجودة بين أيدي طرفي النزاع.
هكذا يُخرق الحظر الأمميتقول نادية بوهلين، المتحدثة باسم منظمة العفو الدولية- سويسرا، من مقر المنظمة بجنيف: “لقد توصّلنا إلى وجود مجموعة كاملة من الدول، تصدّر الأسلحة إلى السودان، منتهكةً بذلك معاهدة تجارة الأسلحة، التي انضمت إليها العديد منها”.
وأوضحت المسؤولة عدم تعلّق الأمر بأسلحة خفيفة، مثل المسدسّات والبنادق فقط، بل أيضا بمركبات مدرّعة، وأجهزة تشويش الطائرات دون طيار، وملايين الذخائر، وأسلحة ثقيلة، مثل قذائف الهاون. وتحضر معاهدة تجارة الأسلحة، التي دخلت حيز التنفيذ عام 2014، تصدير الأسلحة إلى البلدان التي يمكن أن تُستعمل فيها لانتهاك حقوق الإنسان. لكنها لم تنص على آليات جزائية عند ارتكاب مخالفات، مثلما أشار إلى ذلك نيكولا فلوركين، المسؤول عن البيانات في مشروع مسح الأسلحة الصغيرة (Small Arms Survey)، في هيئة جنيف المختصّة في إحصاء تدفّقات الأسلحة غير المشروعة في العالم، في برنامج “جيوبوليتيس”.
يدرج التقرير ست دول مصدّرة على قائمة سوداء هي: صربيا، وروسيا، وتركيا، والصين، والإمارات العربية المتحدة، واليمن. وقد وقّعت كلّها باستثناء اليمن وروسيا، على معاهدة تجارة الأسلحة
ويدرج التقرير ست دول مصدّرة على قائمة سوداء هي: صربيا، وروسيا، وتركيا، والصين، والإمارات العربية المتحدة، واليمن. وقد وقّعت كلّها باستثناء اليمن وروسيا، على معاهدة تجارة الأسلحة، أو انخرطت فيها. بل تصل بعض الأسلحة حدّ دارفور، غرب البلاد، رغم الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على المنطقة، والمعمول به منذ عام 2004.
وكشفت العديد من التحقيقات، في (يناير) 2024، ولا سيما تلك التي أجراها فريق خبراء الأمم المتحدة المتخصّص بالسودان، توريد الأسلحة من الإمارات العربية المتحدة، التي تدعم القوات شبه العسكرية. ولقد تحدّدت نقطة عبور الأسلحة والذخائر المصدَّرة إلى السودان، وإلى إقليم دارفور بالذات، بمطار أم جراس، في شرق تشاد على وجه الخصوص. ولقد نفت الإمارات العربية المتحدة هذه الاتهامات نفياً قاطعا.
بنادق صيد تتحوّل إلى أسلحة فتاكةوتقرّ الدراسة تحويل طريقتي توريد على الأقل عن مقاصدهما، وتوجيههما لأغراض حربيّة، تتعلّق الأولى ببيع الأسلحة الموجّهة للاستعمال المدني؛ مثل الصيد والرماية الرياضية، وتخصّ الثانية ذخائر، وأسلحة ذات خراطيش فارغة يمكن توظيفها في أغراض فتاكة. ويسجّل فريق مسح الأسلحة الصغيرة، تزايد الالتفاف من هذا النوع، حتى في أوروبا. فيقول نيكولا فلوركين: “يعدّ تحويل أسلحة الإنذار إلى أسلحة فتاكة، أحد مصادر الأسلحة غير المشروعة الرئيسيّة، في الاتحاد الأوروبي.”
وتستفحل هذه الأعمال غير المشروعة، فتطالب بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، إلى جانب منظمات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، بتوسيع نطاق الحظر ليشمل السودان بأسره. وأكّدت نادية بوهلين ذلك قائلة: “لا يكفي حصر الحظر في إقليم دارفور وحده أبدا لحماية الناس؛ إذ يؤدّي تصدير الأسلحة إلى السودان حتما، إلى انتهاكات حقوق الإنسان”، ودعت الدول الأطراف، الموقعة على معاهدة تجارة الأسلحة، إلى فرض رقابة صارمة على صادراتها نحو السودان.
لكن، لم تجد مثل هذه الدعوات صدى لها داخل المجتمع الدولي. فقد جددّ مجلس الأمن الدولي الحظر المفروض على إقليم دارفور لمدة عام آخر في سبتمبر الماضي، دون تعميمه ليشمل كامل التراب السوداني. ولم تتوصّل محادثات السلام في أغسطس الماضي في جنيف، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
الوسومالأزمة الإنسانية في السودان تدفق السلاح حرب الجيش والدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأزمة الإنسانية في السودان تدفق السلاح حرب الجيش والدعم السريع الإمارات العربیة المتحدة معاهدة تجارة الأسلحة منظمة العفو الدولیة الأمم المتحدة إقلیم دارفور الأسلحة إلى إلى السودان ست دول
إقرأ أيضاً:
الشركة التي تدير مؤسسة غزة الإنسانية تنهي تعاقدها وتنسحب من العملية
كشفت صحيفة واشنطن بوست، عن أزمة جديدة، تضرب الشركة الأمريكية التي تعاقد معها الاحتلال، لتقديم ما يصفه بالمساعدات بعد استقالة اثنين من كبار المسؤولين التنفيذيين، في ظل تحويل نقاط التوزيع إلى مصائد لقتل الفلسطينيين المجوعين.
وأوضحت الصحيفة، أن فريقا من شركة استشارات إدارية أمريكية كبيرة، تم التعاقد معها الخريف الماضي، للمساعدة في تصميم البرنامج وإدارة العمليات، سحب من تل أبيب، وقال متحدة، باسم الشركة والتي تدعى مجموعة بوسطن للاستشارات، إنها أنهت عقدها مع "مؤسسة غزة الإنسانية"، ووضعا أحد الشركاء الكبار الذين يقودون المشروع في إجازة، بانتظار مراجعة داخلية.
قال ثلاثة اشخاص مرتبطون ارتباطا وثيقا بكل من المؤسسة ومجموعة بوسطن للاستشارات، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لانهم لم يصرح لهم بمناقشة الأمر إنه سيكون من الصعب على المؤسسة الاستمرار في العمل، بدون المستشارين الذين ساعدوا في انشائها.
وبالاضافة إلى المساعدة في تطوير المبادرة بالتنسيق الوثيق مع الاحتلال، قامت مجموعة بوسطن، بتحديد أسعار الدفع وتجهيز المقاولين الذين بنوا أربعة مراكز توزيع في جنوب غزة لتوصيل المساعدات.
ورغم زعم مجموعة بوسطن، أنها قامت بعملها بصورة مجانية، لأغراض إنسانية، ولن تتقاضى أجرا عن عملها، إلا أن الصحيفة نقلت عن شخصية مطلعة على العمليات، نفيه ذلك، وأن المجموعة قدمت فواتير شهرية، تزيد على مليون دولار عن عملها.
ونقلت الصحيفة عن أحد العاملين في مجال المساعدات الذين طلب منهم تولي دور قيادي في مؤسسة غزة الانسانية، لكنه رفض الانضمام، "سواء اعجبنا ذلك أم لا إسرائيل هي من تتحكم في غزة الآن يمكننا إما التظاهر بالغضب أو قبول الأمر لن تقدم المساعدات أبدا بطريقة محايدة بسبب اليد الثقيلة للاسرائيليين" وفق وصفه.
وكان المدير التنفيذي لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، أعلن استقالته "الفورية"، قبل يوم واحد من بدئها أعمالها في قطاع غزة، تحت إمرة الاحتلال.
وقال المدير التنفيذي للمنظمة جيك وود في البيان إنه تولى منصبه القيادي قبل شهرين لأنه شعر بأنه "مدفوع لأفعل ما باستطاعتي للمساعدة في تخفيف المعاناة" في غزة، لكنه أضاف أنه بات من الواضح عدم امكانية تنفيذ خطة المنظمة "مع الالتزام الصارم بالمبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية".
وأشار وود أيضًا إلى وجود تهديدات من "إسرائيل" تجاه استقلال مؤسسة التمويل الدولية وأنشطتها في مجال المساعدات الإنسانية، بحسب ما ذكر موقع "يديعوت أحرنوت".
واختتم وود بيانه مؤكدا اعتقاده بأن الطريق الوحيد للسلام المستدام هو إطلاق سراح جميع الرهائن، وإنهاء القتال، وتحقيق الكرامة لجميع الناس في المنطقة .
عبرت المؤسسات الأممية المعنية بتوزيع المساعدات عن رفضها المشاركة في الخطة الإسرائيلية، باعتبارها، غير شفافة وتحتمل أهدافا عسكرية.
وقالت الأمم المتحدة إن خطة التوزيع المدعومة من الولايات المتحدة لا تفي بمبادئ المنظمة الراسخة المتمثلة في النزاهة والحياد والاستقلالية.
وصرح توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في إفادة أمام مجلس الأمن الدولي مؤخرا، إن "المشكلات في الخطة التي طرحتها "إسرائيل" أنها تفرض مزيداً من النزوح، وتعرض آلاف الأشخاص للأذى، وتقصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة، ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، وتجعل التجويع ورقة مساومة.
كما حذرت منظمات إغاثية وحقوقية بريطانية دولية من أن "مؤسسة غزة الخيرية" المدعومة أمريكيا "مسيسة"، وليس لها جذور من العمل الإغاثي في غزة.
ودعت المنظمات الحكومات والمنظمات الإنسانية إلى رفض نموذج المؤسسة الجديد والمطالبة بالوصول إلى القطاع لجميع مقدمي المساعدات "وليس فقط أولئك الذين يتعاونون مع قوة احتلال".