بينما تتصاعد التوقعات بهجوم إسرائيلي على إيران، فإن الجيش الإيراني يعمل على وضع عدد من الخطط العسكرية تحسبا لذلك، وفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الخميس.

ونقلت الصحيفة عن 4 مسؤولين إيرانيين، لم تفصح عن هويتهم، بينهم اثنان من الحرس الثوري الإيراني، أن رد طهران ومستوى قوته يعتمد على ما ستقوم به إسرائيل.

فإذا شنت القوات الإسرائيلية هجوما كبيرا على إيران، مثل استهداف منشآتها النفطية والنووية، سيكون رد الفعل قويا.

وفي حال حدوث مثل هذا السيناريو، وفقا للصحيفة الأميركية، ستنظر إيران في إطلاق ما يصل إلى ألف صاروخ باليستي على إسرائيل، وتصعيد الهجمات من قبل الجماعات المسلحة بالوكالة في المنطقة، إضافة إلى تعطيل الشحن في الخليج العربي ومضيق هرمز.

ولكن إذا كانت هجمات إسرائيل محدودة في نطاقها، مثل استهداف بعض المخازن وبعض القواعد العسكرية، قد لا ترد إيران حتى، وفقا لتقرير الصحيفة الأميركية التي أشارت إلى أن إيران سبق أن صرحت علنا بأنها لا ترغب في الحرب.

وكانت إيران قد أطلقت في بداية أكتوبر/تشرين الأول الجاري حوالي 200 صاروخ باليستي على إسرائيل، وقالت إن ذلك رد على اغتيال إسرائيل لرئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران وكذلك اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في بيروت.

وبدورها، قالت إسرائيل مرارا إنها سترد على الهجوم الإيراني، لكنها لم تتجاوز حدود التصريحات على مدى أكثر من 3 أسابيع حتى الآن.

تهديد ورد

وجاء أحد التهديدات الإسرائيلية على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي قال -أثناء زيارة لقاعدة جوية الأربعاء- إن العالم سيدرك قوة إسرائيل، وسيُلقن أعداؤها درسا بعد توجيه ضربة لإيران، على حد قوله.

في المقابل، توعد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إسرائيل برد شديد وحاسم إذا اعتدت على بلاده، وانتقد الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل، في حين توعد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي تل أبيب برد مدمر إذا هاجمت منشآت بلاده النووية.

وقال بزشكيان "لا نسعى للحرب، لكن إذا أراد أي طرف الاعتداء علينا، فسيواجه ردا شديدا وحاسما"، مؤكدا أن "الكيان الصهيوني تجاوز كل الخطوط الحمر، وأثبت بقتله الأبرياء أنه لا يلتزم بأي مبدأ إنساني".

وقال الرئيس الإيراني إن ما يهدد المنطقة هو الدعم غير المشروط من قِبل الولايات المتحدة ودول غربية لإسرائيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني وحلفاؤه يتصدون لهجوم عنيف في الفاشر

الفاشر- أفادت مصادر عسكرية للجزيرة نت بأن الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح تمكنوا اليوم الأحد من صد هجوم واسع شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في إقليم دارفور غرب السودان.

وفي ساعات الفجر الأولى، بدأت قوات الدعم السريع هجومها بقصف مدفعي مكثف، تلاه هجوم بري من الاتجاهين الشمالي والشمالي الشرقي للمدينة. كما حلقت طائرات مسيّرة بكثافة في أجواء المدينة خلال المعارك، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة.

وأوضحت المصادر أن المواجهات اندلعت في المحورين الشمالي والشمالي الشرقي، حيث استخدمت فيها أسلحة ثقيلة وخفيفة. ونجحت قوات الجيش والمجموعات الحليفة في السيطرة على عدد من الآليات العسكرية وتدمير أخرى، مما يعزز موقف الجيش الدفاعي داخل المدينة المحاصرة.

وقال العقيد أحمد حسين مصطفى، المتحدث العسكري باسم القوة المشتركة، للجزيرة نت إن الهجوم أسفر عن مقتل العشرات من عناصر الدعم السريع، بينما فرّ آخرون.

وأكد أن القوة المهاجمة، المعروفة باسم الكتيبة الإستراتيجية، تتمتع بتدريب عالٍ وكفاءة متميزة وجاءت بتوجيهات من القائد الثاني للدعم السريع عبد الرحيم دقلو حيث تم تدمير 6 مدرعات وحرق 10 سيارات قتالية، بالإضافة إلى الاستيلاء على عتاد عسكري وأسلحة كانت بحوزتهم.

وأضاف أن "المليشيات حاولت التسلل عبر دفاعات المدينة من الناحية الشمالية، لكن وحدات الاستطلاع والمشاة تصدت لهم بقوة، مما أجبرهم على التراجع بعد تكبدهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات".

كارثة إنسانية

بينما تندلع المعارك، يعاني سكان الفاشر من كارثة إنسانية متزايدة، حيث يواجهون نقصا حادا في الماء والغذاء والدواء والمأوى، بالإضافة إلى انعدام الأمن نتيجة القصف المدفعي الذي يستهدف المناطق السكنية.

إعلان

وبحسب الناشط الإغاثي محمد آدم، فإن الحصار المفروض على المدينة جعل الحصول على الغذاء مهمة شبه مستحيلة، مما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار المواد الأساسية، وجعل العديد من الأسر غير قادرة على تأمين احتياجاتها اليومية.

وأشار إلى أن "الوضع كارثي، حيث إن الفاشر ليست مجرد ساحة معركة، بل مدينة محاصرة تعاني من الجوع والمرض والخوف. يتطلب الوضع تحركا عاجلا لإنقاذ المدنيين وتخفيف معاناتهم".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وسّعت قوات الدعم السريع عملياتها إلى 4 ولايات في دارفور، شملت الجنوب والشرق والغرب والوسط، ضمن محاولة للسيطرة على المنطقة، مما أدى إلى ارتكاب مجازر واسعة.

وفي أبريل/نيسان الماضي، تخلّت الحركات المسلحة في الفاشر عن حيادها، وأعلنت دعمها للجيش السوداني، مما دفع قوات الدعم السريع إلى محاصرة المدينة ومهاجمة مخيم زمزم المجاور.

إستراتيجية الإنهاك

ويرى المراقبون أن قوات الدعم السريع، بعد خسارتها العديد من قادتها، لجأت إلى إستراتيجية جديدة تعتمد على فرض حصار مشدد واستنزاف المدينة تدريجيا عبر القصف المدفعي، ومنع الإمدادات، وقطع الخدمات الأساسية.

وفي حديثه للجزيرة، قال العقيد أحمد حسين مصطفى إن الدعم السريع لم تعد تعتمد في الآونة الأخيرة كثيرا على الهجمات المباشرة، وبعد هزيمتها في معارك عند أسوار الفاشر، لجأت إلى إستراتيجية الإنهاك التدريجي عبر الحصار والتجويع، وقصف المدنيين من الخارج، في محاولة لإضعاف المقاومة وإجبار السكان على الاستسلام.

وأضاف "رغم هذه الظروف الصعبة، لا يزال سكان الفاشر والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح صامدين ومستعدين للتصدي لأي محاولات عدائية. هذه ليست مجرد حرب عسكرية، بل معركة وجودية".

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

إعلان

مقالات مشابهة

  • تضرر مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب جراء الهجوم الإيراني
  • إيران: نتعرض لهجوم إسرائيلي بأسلحة وتجهيزات أمريكية
  • عاجل| من غزة إلى طهران.. كيف مهّدت الحرب على حماس الطريق لهجوم إسرائيلي أوسع على إيران؟
  • إعلام إسرائيلي: الهجوم الإيراني استهدف ميناء حيفا ومبان سكنية
  • الجيش السوداني وحلفاؤه يتصدون لهجوم عنيف في الفاشر
  • ترامب يخلي مسؤولية واشنطن من الهجوم الإسرائيلي على إيران.. "إذا هُوجمنا سنرد بقوة"
  • دفاعات إيران تتصدى لهجوم إسرائيلي على مطار مهر آباد غربي طهران
  • مقتل إسرائيلي في الهجوم الإيراني على حيفا
  • ترامب يخلي مسؤولية واشنطن من الهجوم الإسرائيلي على إيران.. إذا هُوجمنا سنرد بقوة
  • خبير تربوي: 80% من نجاح الطلاب يرتبط بالنفسية.. والمذاكرة الجماعية فعالة